<%@ Language=JavaScript %> صباح علي الشاهر إبن زهية !

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

 

إبن زهية !

 

 

صباح علي الشاهر

 

البعض من أجل أن يبدو مهماً وعارفاً، ينسج حكايات وقصص عن آخرين، وينسب كلاماً لعظماء. من هؤلاء إبن زهيّه، وإبن زهيّة لا يتحدث عن نفسه، ولا يقول على لسانه، وإنما ينقل عن الغير، والغير ليس من بسطاء الناس، وإنما من مشهوريهم وعظمائهم، هو ينسب لماركس، وإنجلز، ولينين، وفهد، وسلام عادل، وهتلر، وروزفلت، وتشرشل، وحيث إنه لم يكن معنيّاً بالكتاب والشعراء، والفلاسفة، فلم ينسب لهم شيئاً، وإبن زهيّة لا يقرأ، هو لا يحب القراءة التي يراها مضيعة للوقت، القراءة عنده للذين تحتاج أدمغتهم إلى شحن، أما هو فدماغه مشحونة على الآخر، وابن زهيّة يرى أن خراب العالم بسبب عدم وجود القائد ذي المواصفات الخاصة الذي يجب أن يقوده، العالم بالنسبة له بلاقيادة، وسوف لن يتحسن حاله إذا لم تتوفر له هذه القيادة، وهو يرى أن العالم مقسّم إلى قارات، ودول، وأمم، وأن من حق أي قارة وأي دولة، وأي أمه أن يكون لها مرشحها لقيادة العالم، فالعالم المنتظر ينبغي أن يبنى على العدل والمساواة، والديمقراطية، والأهم أن يكون قائد العالم هو الرجل المناسب في المكان المناسب، ومن أجل تشخيص الرجل المناسب للمكان المناسب، وهو قيادة العالم، فإن إبن زهيّة يبدأ بالمفاضلة مبتدءاً بالقارات، ويبدأ بأمريكا التي يرى أنها تقود العالم الآن، وتتسبب بكل المصائب، وعنده أن أمريكا لا يحق لها قيادة العالم، لسبب بسيط أنها كالصبية الصغيرة التي لم تبلغ سن الرشد بعد، قياساً إلى القارات الأخرى، فأمريكا كلها الشمالية، والوسطى والجنوبية، لم تكتشف سوى قبل بضعة مئات من السنين، وبالتالي فهي لم تسهم في حضارة العالم طيلة آلاف السنين المنصرمة من تأريخ البشرية، لذا فلا يحق لها قيادة العالم حتى تبلغ سن الرشد.

يفرك إبن زهيّة كفيّه: ها نحن الآن تخلصنا من قارتين وما بينهما وما يلحق بهما من أطراف وجزر وأرخبيلات.. ربما تتساءلون عن القارة السمراء، عن قارة أفريقيا، ولكن كانت أفريقيا وما زالت منقطعة عن العالم، عن البشرية المتمدنة، حتى أنهم يقولون أن بعض مجاهلها لم تكتشف لحد الآن، وأن في مجاهل أفريقيا قبائل تأكل البشر، وإن الأديان السماوية لم تصل لهم إلا مؤخراً، المسيحية عن طريق التبشير والإستعمار، أما الإسلام فقد إنتشر في الشمال بين العرب مع بعض الأطراف الزنجية، ولم يشهد التأريخ قيادة أفريقي لأي مكان خارج القارة السوداء، حتى إبرهة الحبشي، الذي حاول السيطرة على مكة، فأكلت لحمه ولحم جنوده طيور الأبابيل التي قصفته بحجارة من سجيل فجعلته كعصف مأكول. لم يكن من الممكن سابقاً أن تقود أفريقيا المنعزلة المتخلفة العالم، وهي لن تكون الآن أيضاً، إذن لن يكون قائد العالم من أفريقيا، ولا من ما يحيط بأفريقيا من جزر..

يعود إبن زهيّة لفرك كفيه من جديد، يطيل التفريك، ويبحلق فيمن حوله كأنه يستشف ما يضمرونه وما يفكرون به: لا تقولوا إستراليا، فبلاد الكنغر هذه إكتشفها الإنكليز وإستوطنوها وحكموها، هي بلاد غير قادرة على قيادة نفسها، فكيف تقود العالم؟

ويواصل، لم يبق أمامنا سوى قارتين، آسيا وأوربا.. أوربا التي قادت العالم خلال قرنين من الزمان لا تستحق أن تقود العالم المنتظر، فهي كانت عوَّالة على خيرات غيرها، المادية والروحية، ليس هذا فقط، بل هي أكبر سارق في التأريخ، لم تسرق الآثار والخيرات المادية فقط، بل سرقت الخيرات الروحية، سرقت الدين، هي التي سرقت المسيحية من الشرق وأدعتها لنفسها، وقبل هذا فعل اليونانيين ما فعلته أوربا الحديثة، حيث سرقوا العلم والفكر من بلاد الرافدين وبلاد النيل، وحتى من الهند والصين، ولقد أثبتت أوروبا عدم جدارتها في قيادة العالم، وتشهد ملايين الضحايا الأبرياء على هذا، إذن أوروبا تسقط من حساب المفاضلة، وبذا تبقى آسيا.

يسوي إبن زهيّة من جلسته، يبدو أنه قارب الوصول للهدف: آسيا حيث الصين واليابان في الشرق، والهند وإيران وروسيا في الوسط، والعرب والترك في الغرب..

اليابان التي أصبحت اليوم مشغولة بالترانسستور، وكل شيء دقيق وصغير وناعم أمه ناعمة، لم يشهد أن تمددت اللهم إلا لبضعة دويلات مجاورة لها ولبضعة أجزاء من الصين يوم أبتليت الصين بالخمول والضمور، واليابان مهما علا شأنها تظل صغيرة بحجم جزرها، لذا لا أفق لها بقيادة العالم..

والصين المشغولة بالتكاثر لم يسبق لها أن تمددت خارج سور الصين العظيم.. لا تغلطوا جنيكيز خان ليس صيني، هو منغولي من صحراء منغوليا، وستنشغل الصين في كيفية إطعام المليار من مواطنيها، وربما ستقوم بتصدير قسم منهم إلى العالم ليشاركوه اللقمة، وقطعاً فهي ليست في وارد قيادة العالم ..

أما الهند التي هي أمة عظيمة فإنها غير قادرة على قيادة العالم أيضاً، لأنها نهجت نهج غاندي المسالم، ومن ينبري لقيادة العالم ينبغي أن يكون قوي ومقاتل، لا مسالم، فالمسالم في هذا العالم يؤكل.

أما روسيا فقد إنحصرت منذ عهد بطرس الأكبر في تخوم روسيا المترامية الأطراف ، وسيبريا، ودول البلقان، والدويلات التركمانية المسلمة، وأقصى ما طمحت به إطلالة على شواطي البحر الأبيض المتوسط، سواحل الشام تحديداً، وقد كثر أعداؤها منذ عهد البلاشفة، حيث أصبحت روسيا عدوة لكل المؤمنين في العالم، ترى من ذا يقبل بأن يقوده ملحداً، وربع العالم مسيحي، وربعه مسلم، وربعة هندوسي، وليس سوى قلة قليلة هم ملحدي العالم، إذن لاخيار لأي روسي في قيادة العالم.

تركيا ليست في الحسبان، لقد ضيّعت فرصتها عندما كانت إمبراطورية مستبدة ، أقعدت الناس على الخوازيق، وأذلتهم، وسبتهم، بحيث بات العالم ينظر للتركي كمقابل للإنكشاري العثماني، لذا لا مجال لأن يقود العالم تركيا.

أما إيران فأغلب الذين قادوها ليسوا فرساً، بل تركاً، ولأمر لا يعرف سببه فإن أمة الفرس أمة مكروهة من أمم الدنيا، مقبول منها علمها، وفنها، وسجادها، وطعامها، وليس غير هذا، لذا فلا أمل لفارسي بقيادة العالم ..

ما الذي تبقى من الأمم ؟ .. فكروا يا شطار!

لم يبق سوى العرب .. العرب .. ولكن أي عرب ؟

ليس عرب جزيرة العرب  فهؤلاء بدو لا يحسنون فن القيادة، وهم لم يقودوا أية دولة حتى بعد أن ظهر الإسلام في أرض الحجاز.. الصحراء قد تنتج أنبياء، لكنها لا تنتج زعماء وقادة، حتى أن أول عاصمة للمسلمين بعد مدينة الرسول كانت الكوفة، ومن ثم دمشق، وبغداد، والقاهرة، وإذا كانت جزيرة العرب لم تقود العالم في عصر الإسلام الزاهي، فإنها سوف لن تقوده في أي عصر آخر..

تبقى أمامنا بلاد الرافدين وبلاد الشام، وهما وحدهما اللذان يستحقان قيادة العالم، ولكن هل بلاد الشام كبلاد الرافدين ؟

بلاد الرافدين أعرق حضارة، وإذا كانت الشام قد قادت العالم ثمانين عاماً، هي فترة الحكم الأموي، فإن بغداد قادت العلم خمسمائة عام وهي فترة الحكم العباسي، ليس هذا فقط، وإنما قادت الكوفة العالم زمن خلافة أمير المؤمنين علي (ع) ، ليس هذا فحسب وإنما قادت بابل العالم قبل الميلاد.. إذن بلاد الشام ستهزم عند المفاضلة مع بلاد الرافدين ..

الذي يقود العالم سيكون من بلاد الرافدين .. ولكن من أي مكان في بلاد الرافدين ؟

الآشورين حكموا العالم في نينوى، شمال بلاد الرافدين، ولكن البابليين حكموا قبلهم من بابل في وسط العراق، وقبل بابل كانت أور في جنوب العراق، وقبل أور كانت الوركاء في السماوة، حيث القائد الإسطوري كلكامش حاكم المشارق والمغارب ..

إذن من يحكم العالم ينبغي أن يكون من سلالة أور، ومن السماوة تحديداً، ولكن من أي طرف في السماوة.. من الشرقي، أم الغربي، أم القشلة.. يصعب أن يكون من يقود العالم من طرف محدد من أطراف المدينة، لأن هذا سيحدث صراع وفوضى، ولكن يمكن أن يقود العالم شخص ينتسب لأطراف السماوة الثلاث، وداعيكم، أنا إبن زهيّة من يصلح لقيادة العالم، لأن أبوي من الشرقي، وأمي من الغربي، وزوجتي من القشلة ..  

 

 

22.10.2014

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا