<%@ Language=JavaScript %> سعد السعيدي هل سمح العبادي بعودة قوات الاحتلال الى العراق ؟

 

 

هل سمح العبادي بعودة قوات الاحتلال الى العراق ؟

 

 

سعد السعيدي

 

لقد قالها العراقيون ورددوها بقوة عدة مرات قبل وبعد تولي العبادي مهام عمله بان لا مهادنة ولا تفاوض بشأن استقلال البلاد ولا تساهل ازاء اي تواجد عسكري اجنبي. ونذكّر بان آخرين قد زادوا محذرين من ان اية محاولة لفرض عودة قوات الاحتلال الاجنبية الى العراق ستقابل بالمقاومة المسلحة. وقد وجدنا تجاوباً من العبادي عندما سمعناه هو واعضاء حكومته يرددون نفس هذا الكلام على مسؤولي الحكومة الامريكية المدنيين والعسكريين على حد سواء. وحتى ضد بعض الاشاعات الواضحة المعاني التي اطلقها الاعلام الامريكي.

 

إلا اننا بعد هذه التصريحات بفترة وجيزة بدونا وكأننا نصحو في هذا الشهر من حالة التخدير على اخبار وصول اعداداً من الجنود الامريكيين الى الانبار تحت مسمى التدريب والمشورة ! وقد اُشيع في الاعلام بان عددهم سيكون 1500 جندي او ضعفه على اقل تقدير. وهو ما ينبيء بان اعدادهم ستكون اعلى من هذا المعلن بكثير. وهذا الاعلان غير الواضح بشكل متعمد يثير لدينا علامات استفهام حول العدد الكلي الذي جرى الاتفاق عليه من خلف ظهورنا. فكما يعرف الجميع فان اعداد هؤلاء لا تتعلق بالمشورة بقدر تعلقها بتأمين تواجد عسكري اجنبي في البلد قد يتطور لكي يكون دائماً مرة اخرى. وهو ما نعتبره انه تمهيد لعودة قوات الاحتلال التي طردت قبل ثلاث سنوات. فهل يكون هذا يا ترى هو ثمن تمرير طلبات التسليح السابقة واللاحقة ؟ مهما يكون الجواب نتوجه للعبادي بالسؤال اين صارت تأكيداته عن عدم رغبة العراق بتواجد قوات برية اجنبية على اراضيه لمقاتلة ارهابيي داعش ؟ اليس تواجد هذه الالوف من القوات العسكرية على عكس تأكيداته السابقة هو تراجع عنها , وهو ما يبدو انه السماح لتواجد عسكري اجنبي في بلدنا لآماد قد تطول ؟

لقد اثبت جيشنا اهليته للقتال والدفاع عن البلد محرزاً الانتصارات المتتالية , فما تكون الميزة الحاسمة التي ستوفرها هذه القوات الاجنبية لنا ؟ لم نر العبادي يخرج بتوضيحات لهذه التطورات.

 

وكما لو ان هذه الاخبار المقلقة ليست بالكافية , فها قد اتتنا صحيفة ذي ميل اون صنداي البريطانية (تاريخ 22 تشرين الثاني / نوفمبر) بخبر تواجد القوات الخاصة البريطانية المعروفة بال اس اي اس في العراق ومشاركتها في المعارك ضد تنظيم داعش. وبحسب هذه الصحيفة فإن عمليات هذه القوات جارية ضد التنظيم الارهابي منذ اكثر من شهر.

 

هل نستنتج إذن من كل هذه الاخبار بانه في الوقت الذي كان فيه العبادي يقوم بتخديرنا بكلامه عن رفض تواجد اية قوات برية اجنبية , فانه حقيقة كان قد سمح للقوات الامريكية والبريطانية بالعودة للعراق مجدداً بحجة المشاركة في قتال داعش ؟

 

لم نكن نتوقع ان يكون انبطاح رئيس الوزراء امريكياً وبريطانياً بمثل هذا المستوى.

نطالب السيد حيدر العبادي بتقديم توضيح لهذا التواجد الاجنبي في البلد وحجمه وامد بقائه.

 

لن نكرر ما قلناه وقاله غيرنا سابقاً عن مسؤولية الاميركيين والبريطانيين بالارهاب وبخلق داعش وتقديم العون والتدريب لها بالتعاون مع اسرائيل وتركيا واعراب الخليج. فهي حقائق معروفة يعج الانترنت باخبارها. وإذ ننظر الى "نتائج" هذا التدخل الاجنبي على الارض , نرى ان إرهابيي داعش قد تقدموا في اماكن جديدة في الانبار مؤخراً فسقط قضاء هيت وقراه بيدهم وصاروا على مشارف قاعدة البغدادي الجوية التي كادوا ان يستولوا عليها. كذلك تمكنوا من التسلل الى مواقع جديدة حول الرمادي وداخلها وعادوا للظهور في قضاء بيجي. بالمقابل نجد ان كل التقدم المحرز على الارض انجزه الجيش العراقي لوحده بدعم من متطوعين عراقيين من دون اي تواجد لاي من هذه القوات الاجنبية معهم. فاين صارت مشورة هؤلاء وميزتهم العسكرية ؟ لماذا لا نرى إلا نتائج مغايرة عكس اهداف تواجد هؤلاء ؟

 

وإذ يرى الجميع ويقرأ الاخبار عن تواجد قوات الاحتلال الجديدة هذه مع غموض اهدافها واعدادها نتعجب مرة اخرى من صمت مجلس النواب ومن ضمنه لجنة الامن والدفاع التي يفترض بها ان تكون السباقة بمتابعة هذا الموضوع , ولمساءلة الحكومة عن سبب استقدام هذه القوات الاجنبية مع انتفاء الحاجة إليها , مع تغاضي العبادي عن تقاعس الاميركان المتعمد لتسليم الطائرات الحربية المشتراة مع معدات عسكرية اخرى.

 

لسنا سعداء بتواجد هذه القوات الاجنبية في بلدنا واي تواجد اجنبي آخر من اية جهة كانت. لذلك نطالب بخروجهم جميعاً من البلد باسرع وقت اليوم قبل الغد إذ لا ثقة لنا بتواجدهم مطلقاً.
فهل سنحصل على إجابة من العبادي على اسئلتنا , ام سيكون هو التجاهل التام ؟

 

27.11.2014

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                             

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               الصفحة الرئيسية - 1 -