<%@ Language=JavaScript %> سعد السعيدي  من المستفيد من إسقاط الطائرة الماليزية ؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

من المستفيد من إسقاط الطائرة الماليزية ؟

 

 

سعد السعيدي  

 

لم تكد تمض 24 ساعة على إعلان سقوط الطائرة الماليزية شرق اوكرانيا حتى اخرج لنا الامريكيون "إثباتهم" النهائي على ان للروس ضلع في إسقاطها... في اسرع تحقيق في العالم. ولم يكن "الإثبات" غير بضعة ثوان من فيلم يظهر مرور عربة عسكرية تحمل على ظهرها منصة إطلاق صواريخ اشاعوا بانها هي التي اسقطت طائرة الركاب وان العربة قد شوهدت في مناطق للمتمردين لحظة انسحابها عائدة الى روسيا !!!

وبالتوازي مع إطلاق الفيلم وكما لو كان الموضوع مرتبآ خرج كلا من وزير الخارجية الأمريكي كيري والسناتور ماكين بالاعلان عن "مسؤولية" الروس في تعمد إسقاط الطائرة بطريق "تزويد" متمردي اوكرانيا بهذا السلاح. وطالبوا بفرض عقوبات دولية ضد الروس. وذهبا حتى الى التلميح بامكانية تهيئة الجيوش للدخول في حرب ضدهم !!!

جرى هذا طبعآ قبل انتظار نتائج اي تحقيق في الحادث وبتجاهل المطالبة بإجرائه كما يتوقع القيام به في الاحوال المشابهة. السرعة التي جرى بها نشر الفلم يشير الى احتمال كون هذا "الاثبات" مفتعل ومفبرك , اي لا علاقة له بالحادث. لكن يراد بحشره فيه الوصول الى غايات واهداف اخرى. ولا يحتاج المرء الى ذكاء متميز ليفهم بان مطلقي الفلم لم يسرعوا باخراجه إلا لغرض اتهام الروس بسقوط الطائرة تمهيدآ كما نرى من تطور الاحداث لغرض فرض عقوبات دولية عليهم. هذه العقوبات ظاهرها هو علاقتهم التي يشاع بها مع انفصاليي اوكرانيا وباطنها هو عقاباً لهم لمقاومتهم محاولات التمدد الاميركي في شرق اوروبا والهيمنة على العالم في الشرق الاوسط خصوصآ.

فاساس الصراع في اوكرانيا هو تحقيق عدة اهداف سياسية وعسكرية امريكية نلخص منها الاهم في.. دفع حدود حلف الناتو لاقصى حد ممكن شرقآ مقتربة من حدود روسيا , وفرض عولمة حرية السوق على اكبر مساحة ممكنة بالقوة إن تطلب الامر. إلا انه في حالة اوكرانيا كان هناك ايضآ هدفآ استراتيجيآ كبيرآ يتمثل بتجريد روسيا من موانئها على البحر الاسود (الموجودة في شبه جزيرة القرم بموجب اتفاق ايجار طويل الامد مع اوكرانيا من عهد الرئيس المخلوع).

هكذا يبدو لنا واضحآ ان حقيقة الفيلم اعلاه هي مفتعلة بالكامل. ونضيف لخيبة القائمين عليه , انه امسى ايضآ مكشوف للرأي العام الغربي والعالمي كونه لم ينطل على احد كما كان مؤملآ بدليل انه حتى لم يعد متداولآ في الاعلام المرئي ليس اقله اعلام الدول الموالية للاميركان. فهذه الدول وعلى رأسها هولندا صاحبة العدد الاعظم من ضحايا الطائرة (الثلثين , من ضمنهم عوائل كاملة مع اطفالها ذاهبين لقضاء عطلة الصيف) , قد حافظت على برودة اعصاب مثالية ولم تنجر وراء صرخات هستيرية بالقصاص كما يبدو لنا انه كان الهدف المرجو من العملية. وتحول الانتباه بدلآ منه إلى المسائل المتعلقة بإجراءات استرداد جثامين الضحايا اولآ من اوكرانيا وتاليآ إقامة التحقيق الدولي في الموضوع والبحث في إشكاليات ارسال مجموعة خبراء الى مكان الحادث (الذي يتواجد وسط منطقة حرب) للبحث عن ادلة.

هذه المحاولة الامريكية (الفاشلة) لتلبيس الروس مسؤولية الحادث ولتأليب الرأي العام العالمي ضدهم وصولآ للاهداف اعلاه (والتي تذكر بحادث ضرب ببرجي التجارة في نيويورك بطائرات ركاب مدنية قبل 13 عامآ والنتائج التي تمخضت عنها مثل غزو افغانستان والعراق) , تدفعنا الى التساؤل عما إن لم يكن للامريكان انفسهم من علاقة بحادث إسقاط الطائرة استناداً الى الفيلم إياه والتحريض الذي رافقه ؟


 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا