<%@ Language=JavaScript %> نوري جاسم المياحي من اين لك هذا يا ابو اسماعيل ؟؟

 

 

من اين لك هذا يا ابو اسماعيل ؟؟

 

 

نوري جاسم المياحي

 

 

من المؤكد ستسالون اول ما تسالون من هو  ابو اسماعيل هذا ؟؟؟..ولمعلوماتكم ابو اسماعيل عند العراقيين كنية تطلق على  الشرطي وكما يكنى الجندي بابو خليل ...فالعراقيون يتونسون ويرتاحون للتكنية ابو محمد وابو جاسم وابو نصيف وحتى الحمار له كنيته الخاصة عندهم وهي ابو صابر ...ودردشتي اليوم ليس عن الكنى والتكنية ..وانما جلب انتباهي خبر قراءته في تايتل فضائية الشعب هذا اليوم ...

الخبر يقول ( اقتحم مسلحون منزل شرطي في منطقة البلديات وخطفوا زوجته واستولوا على مبلغ 30 الف دولار ) اي ما يعادل 35 مليون دينار ...وبحساب عرب بسيط ..ان كان الشرطي البسيط يملك هذا المبلغ فمن المتوقع ان يمتلك مدير مركز الشرطة على الاقل 350 مليون دينار ...واذا صعدنا بعد درجة واحدة او رتبة اعلى ...فهذا يعني ان مدير شرطة المديرية لازم على الاقل يملك3  مليار دينار ...وهذا لايعني انني اتهم احد بتعاطي الرشوة وانما هذا المال قد وفروه من فضل ربي وربما جزالة الاكراميات ..

وهنا بدات اقارن بين وضعي المالي شخصيا ولا املك غير راتبي التقاعدي (وللامانة الوجدانية والمالية ) فان تقاعدي ليس بقليل مقارنة مع الراتب الذي كنت اقبضه قبل تغيير النظام ...علما ان رتبتي في الجيش كانت تعتبر من القادة ولو نقارنها برتب ضباط هذه الايام ولاسيما الدمج لازم تعادل رتبة فيلد مارشال وربما مهيب اول او مشيراول ( ان كانت مثل هذه الرتب موجودة اصلا ) ...وليس في بيتي من النقد للطواريء نص مليون دينار ...واما عندما امرض ( فاشيل هم ورحم الله ايام زمان عندما كنا نعالج على حساب الدولة محانا وفي مستشفى الرشيد العسكري ...طيب الله ثراها )..فالام المرض علي اهون من مراجعة الطبيب لان المراجعة والفحوص والادوية  تحتاج على اقل تقدير وتكلف 150 الف دينار ...وهنا الح علي سؤال خبيث ( من اين لك يا ابو اسماعيل هذا المبلغ الضخم ؟؟)

وهنا تذكرت حالة درامية امامي وهي قصة حقيقية وقبل ايام لاحد معارفي وهو رئيس مهندسين حقيقي و شهادته اصلية ومو طبع او مزورة ( وعنده خدمة فعلية لاتقل عن 30 سنة ) ويشغل منصب محترم في احدى المحافظات الصفوية وراتبه ايضا محترم ولكن لايكفي للمصرف بسبب الغلاء الفاحش ..ابتلاه الله بحصوة في كليته .. واخبره طبيبه بانه يحتاج الى تفتيت الحصوة بالليزر وبما انه موظف نزيه ونظيف ..ولايمتلك اجرة العملية ...اضطر لاستدانة المبلغ لتفتيتها ..( فمن اين لك يا ابو اسماعيل هذا المبلغ الزائد لتحتفظ به في درج الكنتور ؟؟) اليس من حقنا ان نسال لماذا هذا الفرق بيننا ؟؟ تعبنا العمر كله وحصلنا على اعلى الشهادات وانت لسه شاب وربما بلا شهادة ... وتمتلك هذا المبلغ  الذي لم نحلم به  بامتلاكه يوما ما ؟؟

المصيبة في هذه الجريمة ليست مقتصرة على سرقة المبلغ ...فالفلوس بالامكان ان تعوض ولكن خطف الزوجة المسكينة تعتبر كارثة عند العراقي الشريف وفي المجتمع العراقي المحافظ ..وهذا يعني ان الخاطفين لن يكتفوا بالمبلغ الذي سرقوه وانما سيبتزون الزوج وعائلة المخطوفة ( الله واعلم كم دفتر سيطلبون ) ...وهنا اتعاطف معهم واقول ...الله يساعد الزوج  ويساعد عائلة الزوجة وان يكون في عونهم ويفرج كربتهم ..واستغرب لماذا لم يستخدموا الرقم الساخن ( 181) كما يروج له الاستاذ الشهير  أنور الحمداني في برنامجه الساعة تسعة ..من على فضائية البغدادية ..لربما تم انقاذها ..

وهنا يحضرني سؤال اخر ..اكيد ان المسلحين ليسوا غرباء و اكيد هم من معارف الشرطي وربما من اصدقاءه او زملاءه المقربين ...والا لماذا اختاروا سرقته هو بالذات ...اي بمعنى ان الحرامي من اهل البيت ومثل ما يقال حاميها حراميها ..

ومن طرحي للقصة اعلاه هو ليس حادثة الشرطي هذه بالذات وليس  المقصود كل سلك الشرطة او الجيش ...وانما الفساد والرشوة والواسطة والمحسوبية والمنسوبية والحزبية والطائفية والتزوير لم يترك زاوية في الحكومة والمجتمع العراقي الا وعشعش فيها وغطى عليها ..ودمرها ..

واسردها كنموذج وكظاهرة اجتماعية تشير الى ان الفساد والرشوة المنتشرة والسائدة في المجتمع العراقي تشجع حدوث مثل هذه الجرائم ...ونصل الى قناعة بان المال الحرام يعرف طريقه ايضا لابناء الحرام ..ولكن الى متى يبقى المواطن مهدد في بيته وماله وعرضه ؟؟؟ واين التغيير المنشود والذي وعدونا به ؟؟

وهنا اتوجه بشرح وجهة نظر شخصية  للسيد العبادي ...التغيير والقضاء على الارهاب والجريمة المنظمة والفساد تحتاج الى قرارات حازمة وسريعة ووزراء صادقين  ومخلصين معك ومع الوطن ...وليس بحاجة الى تصريحات وبيانات وخطابات ومقابلات تلفزيونية ...بمعنى  ان الاقوال يجب ان تصاحبها افعال وبلا مماطلة وتسويف ..هكذا علمتنا الحياة ..اذا اردت ان تقتل الحية فاقطع راسها  قبل ان تلدغك يا استاذ حيدر العبادي ..والا لن يرحمك التاريخ ..

اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا

23.12.2014

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               الصفحة الرئيسية - 1 -