<%@ Language=JavaScript %> نوري جاسم المياحي مالذي اصاب احساسنا الوطني والقومي والانساني ؟؟

 

 

مالذي اصاب احساسنا الوطني والقومي والانساني ؟؟

 

 

نوري جاسم المياحي

 

 

الكثير من المتابعين للشان الوطني والقومي والانساني ولاسيما السلوك الاجتماعي عند العراقيين يلاحظون وجود  تغير جذري بين سلوك عراقي وعرب ايام زمان وعراقي وعرب هذه الايام ...وعندما تسألهم رايهم تجد معظمهم يجيبك لقد فسدوا وماتت احاسيسهم بالوطنية وهمهم الوحيد الركض وراء لقمة العيش ...لقد كانوا قنوعين راضين برزقهم ويعملون ليلا ونهارا وبلا ملل واما اليوم فقد تحولوا الى كسالى وجشعين لاهم لهم الا المال ولا وجه للمقارنة بينهما ويقولون لك ( لاتتعب نفسك ...فلاحياة لمن تنادي ) ..

بالمقابل تجد المسنين من العراقيين حائرين ويستغربون من هذا الحال التي وصل اليها العراقيون ...فهم يقارنون بين ما عاشوه هم قبل عقود من الزمن ...ويتذكرون جيدا كيف ان العراقي كان يثور وينتفض لاي مساس بالسيادة الوطنية او الفومية او ما يصيب الانسان من كوارث في اي بقعة بالعالم ...فقد كان ينتفض ويتظاهر ويتضامن مع المظلوم ويدين الظلم والظالمين ..

اليوم ولو سألت اي معلم ابتدائية او مدرس ثانوية وحتى اساتذة الجامعات عن رايهم بالطلبة والتلاميذ لوجدت اجاباتهم تثير القلق والحزن في قلب كل عراقي مخلص لوطنه ..ومن هنا تبدأ الحلقة الاولى في مسلسل الافساد واماتت الاحساس الوطني والقومي والانساني عند المواطن العراقي ....

وكم من قصة بطولية كانت ترويها لنا الامهات والجدات لاعمال بطولية لعراقيين ضحوا بحياتهم فداء للوطن ولامتهم العربية والانسانية ...كلنا نتذكر كيف كانت كل مكونات الشعب تعيش متاخية ومتحابة لافرق بين عربي وكردي او سني وشيعي او مسلم ومسيحي ...وهذه الظاهرة من وحدة الصف الوطني والقومي ...ارعبت الطامعين بالوطن والامة ...فخططوا لتفتيتها وشرذمتها طيلة العقود الماضية وللاسف نجحوا في جريمته دمروا الاوطان ومزقوا الشعوب ولاسيما فيما سمي بثورات الربيع العربي ...والمؤلم المؤسف ...بيد من نقذوا هذا المخطط القذر ؟؟ بيد العراقيين انفسهم ..واول ما استهدفوه بالتخريب والتهديم قيمنا واخلاقنا التي توارثناها ابا عن جد ...وتعلمناها في احضان الام والاسرة وبالمدرسة ..وبالمضايف وقصص الكبار ...

اليوم اجج اعداء الوطن والامة والدين الانسانية عند العراقي والعربي والمسلم مشاعر الحقد والكراهية بالتطرف الديني والتعصب الطائفي والاحقاد القومية واحتقار حقوق الانسان ...الى ان اصبح الانسان اكثر قساوة من الوحش المفترس ...ولايدري احدهم كيف ياكل احدهم لحم اخيه وهو ميت ...ماتت فينا المشاعر الانسانية وتيبست وجفت الارحام الوطنية والقومية وانتشر الظلم والفساد ...وانتشر الجوع والفقر ..الى ان يأس الكثيرين واصابهم الاحباط ...

دعونا نتطلع الى مايجري في العراق ودول الجوار العربية والاسلامية وملايين الجياع في اسيا ولفريقيا ...فنرى تحالف الاستعمار الغربي يعود لينهب ثراواتنا ويسرق لقمة عيشنا ويعذب ابناءنا ويغتصب نساءنا بطرق ظاهرها عسل وباطنها سم زعاف ...فهل من المعقول ان ننسى مقولة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد نكسة حزيران 1967 وفي مؤتمر القمة العربية عندما رفع شعاره المشهور ( لامفاوضات ولاسلام ولا استسلام مع اسرائيل )  ؟؟

وهل ننسى موقف الملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز عندما قطع امداد دول العدوان بالنفط وهل ننسى المواقف البطولية لجيشنا العراقي الباسل ؟؟...

وبالامس يعلن وزير الخارجية كيري ( وانا واثق ان الرجل لايكذب ولا مصلحة له في ان يكذب ) ان بعض الدول العربية ستتحالف مع اسرائيل للقضاء على داعش وحماس واكيد حزب الله ...والمصيبة لاتسمع رد فعل عربي واحد.. بالامس القريب قتلت اسرائيل شعب غزة الاعزل واستباحت قبلة المسلمين الاولى وسمعنا ازيزالطائرات الاسرائيلية تشن الغارات على سوريا الجريحة وعلى مطار دمشق الدولي بحجة واهية وهي وجود مخازن اسلحة لحزب الله ...ولم نسمع صوت مسؤول عربي يعلن الوقوف الى جانب الشعب العربي السوري المظلوم ولكننا سمعنا روسيا الاتحادية وشرفاء العالم من اصدقاء العرب فقط وهم يستنكرون العدوان وتدينه ...

فاين الغيرة العربية لتقف مع الشعب السوري المنكوب بمؤامرات اشقاءه الخليجيين والسعوديين والاتراك العثمانين ..وهذا لايعني الوقوف مع بشار الاسد ..فالشعب السوري باقي والاسد راحل..

انهضوا من قبوركم يا قادة العرب لتروا باعينكم  حال امتكم وعار قادة العرب الذين جاءوا بعدكم ...وهل ستصدقون ان بعض الحكام العرب  يتحالف مع اسرائيل ليقتل اخيه العربي المسلم ؟؟

اليوم علتنا في الاعلام ورجال الاعلام فمعظهم يسايرون السلطة وتحولوا  الى وعاظ للسلاطين .. انني اعتقد شخصيا ان الاعلام له دور فاعل في انقاذ العراق والامة .. فمتى صلح الاعلام واصبح اعلاما يدافع عن هويتنا ووطننا وامتنا وانسانيتنا وحقنا بالحياة الكريمة وبموضوعية وتجرد وحيادية ..عندها يمكننا القول ان المستقبل لنا ولاولادنا واحفادنا ...والا فالويل لاجيلنا المقبلة ..

اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا

 

10.12.2014

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                             

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               الصفحة الرئيسية - 1 -