داعش مؤامرة الأستعمار الجديد ؟

 

 

نزار رهك

 

 

يقال إنهم بعشرات الآلاف .. من قال ذلك .. فهو كذاب وصادق بنفس الوقت .. كذاب حين يتعلق الأمر بأعداد مقاتليه و صادق في كونه تنظيما شبكيا صهيونيا يشمل سياسيين في العملية السياسية الأحتلالية و عسكريين وأنظمة سياسية عربية و أقليمية و شركات نفطية عالمية ..

البعض يقول إنهم دولة .. ومن قال ذلك فهو كذاب أيضا.. ليس هناك دولة للأشباح ..

الحشد الشعبي و القوات المسلحة العراقية .. تقاتل عدو في الجانب الآخر , ولكن لا أحد يعرف منْ وضعهم بهذا المكان و كيف تم توزيعهم على المتاريس وليحاربوا عدوا في الجانب الآخر ..؟

والعدو هناك لا يرى بالعين المجردة ولا بالنواظير التي يتبختر بها البعض على شاشات التلفاز.. وقد يكون المقابل هو أيضا مجاميع من الحشد والقوات المسلحة العراقية تم توزيعهم من قبل قوة عسكرية عليا ليست بعيدة عن مؤامرة الدواعش .. ومن ينكر ذلك ليوضح لنا من يقود العمليات المركزية ضد داعش .. هل هو العبادي ؟ أي قائد لأي فرقة ؟ والقائد الحقيقي هو من يعرف قدرات عدوه و لو بالحد الأدنى للمعلومة الأستطلاعية أو المخابراتية .. هل هناك من يقود عمليات الأستطلاع و التحري وجمع المعلومات ؟ .. من هو ؟ هل هو الجحش أرشد زيباري ؟ . و إن كانت داعش لا تمتلك منظومات مقاومة للطائرات لماذا لا يتم رصدهم من الجو لمعرفة قدراتهم و تمترسهم و عديدهم ؟

ما يسمى بداعش يتحرك ويقاتل في منطقة واحدة فقط  وليس في عدة مناطق في وقت واحد ؟؟ وتتوقف بقية المناطق من إطلاق النار عندما تكون هناك معركة في منطقة ما.. من ينقلهم بين هذه المناطق جويا  وليس بواسطة أخرى ؟ لذا تم حصر الأجواء العراقية تحت سيطرة الأمريكان والغرب وقطر والأمارات والسعودية ... ماعدا العراق ...؟؟؟؟؟

لماذا ينسحب البيشمركة قبل مجي داعش وقبل أن يطلق رصاصة واحدة و بعد إنسحابهم تاتي داعش التي لا ترى بالعين المجردة .. !! وترعب القرى والأهالي لتملأ جبل سنجار ؟ و تعود البيشمركة منتصرة في المناطق المتنازعة دون أن نرى خسائر داعشية على الأرض ؟  وليس هذا فحسب بل إن البيشمركة يتم تصدير جحوشها الى سوريا و وبالتنسيق مع الجيش السوري الحر .

وعبر القيادات الكردية وتجارها ومافياتها يتم إيصال الأسلحة والمعدات العسكرية والمتفجرات للمرتزقة اللذين يعملون مع داعش .. وصلت الى حد طائرات محملة بالسلاح والذخيرة .. واحدة منها فقط نزلت سهوا في بغداد و طائرة تجسس إسرائيلية بدون طيار سارعت السفارة الأمريكية بسحبها و مصادرتها من المطار ولا يعلم سوى الله كم من هذه الطائرات تحوم في سماء الوطن ؟

الأعلاميون يحذرون من دعايات داعش و إعلامهم ... ولكن أين هو هذا الأعلام ؟ من يحرك هذا الأعلام و من هو المحذر من هذا الأعلام ؟ ليوضح لنا أين إعلامهم وماهي وسائلهم؟ وكيف يمكن لهم أن ينافسوا الأعلام الغربي و الأمريكي الجبار إضافة الى الأعلام الحكومي العراقي ؟

وعندما تنتصر القوات العراقية والحشد الشعبي في مكان ما .. لا أحد يجد جثث مفترض أن تكون بالمئات أو الآلاف .. وعندما يقولون قد هربوا .. وهم بالآلاف .. أين وكيف تهرب الآلاف دون أن يكشفهم طيران أو يتعرضوا لقوات عراقية في طريق الأنسحاب ولماذا لا يتم مطاردتهم .. و الأنسحاب والتنقل يحتاج الى إعاشة و غذاء ودواء و سيارات و إستراحات و تغوط و إستحمام و بعض من النوم و غسل ملابس .. ؟ والمهزوم لن يجدها بسهولة ... فلماذا لا يتم مطاردتهم حتى النهاية ؟؟

لماذا يفسر البعض حرص داعش على سحب خسائرهم و البعض يقول إن داعش تحرق خسائرها .. حتى حرق الجثث في أرقى المحارق العالمية إن كانت هناك منافسات عالمية للمحارق .. تترك أثرا ورمادا للجثث المحروقة ... أين هي في جرف الصخر و آمرلي و الضلوعية وزمار ؟

 إذن هم أفراد معدودين إن كان هناك دواعش على أرض الواقع و لسنا بحاجة الى مواجهتهم بكل هذه الجيوش و المبالغ الهائلة لأسعار الأسلحة والعتاد ولا تحالف دولي و لا أسلحة خاصة للأكراد ؟؟؟ ولا سليماني و لا عامري و لا بوزات قادة الميليشيات , اللذين سرقوا الحماس الجماهيري للدفاع عن العراق بعد سقوط الموصل و تمثيلية الأنهيار العسكري .

 داعش هم الأمريكان و حكومة العبادي الأنقلابية و القيادة الكردية المتصهينة .

داعش هو التوجه الاقتصادي الجديد في خصخصة النفط و سيطرة مافيا النفط .

داعش هو منظمات المجتمع المدني و تنظيماتها المشبوهة و قياداتها العميلة للأستعمار الغربي .

داعش هو ما يسمى بنظرية (الحكم الرشيد) التي يطالب بها صندوق النقد الدولي عبر مايسمى بمنظمات حقوق الأنسان العراقية في خصخصة الثروة النفطية وتنظيم حكم التبعية و إلغاء الديمقراطية بأسلوب منهجي لتداول السلطة و إستبدالها بما يسمى بحكومة الشراكة التي تشرك جميع عملاء الأستعمار والصهاينة .

داعش هو سن قانون النفط والغاز الذي هيئته وصاغته شركات النفط الأستعمارية ويطالب به سياسيون عملاء وقيادات كردية لا يربطها شيء بالوطن كما يسترخصون دماء شعبه ومستقبله .

 داعش هو إستنزاف مواردنا الأقتصادية و تبعية سوق النفط العراقي لتوجهات شركات النفط العالمية و تكريس طاقات العراق لخدمة جبهة الغرب الأستعمارية و مواجهة الدول الخارجة عن الطاعة الأمريكية والصهيونية .

ليس هناك جبهة داعشية فقد فندتها قوات الحشد الشعبي .. التي أفشلت سير المؤامرة ووجهتها بأتجاهات أخرى .. حتى جيء بحكومة الأنقلاب التي أوقفت الزحف الشعبي .. ليتم التفاوض لتحقيق أهداف داعش الصهيونية دون قتال  

 ولكن هناك تنظيم داعش و هو تنظيم صهيوني شبكي إبتدأ منذ التشكيل الأول للجيش العراقي بعد 2003 و بأشراف أمريكي – صهيوني و ما القادة العسكريين الخونة التي إنكشفت أوراقهم إلا جزء من هذا التنظيم ... ماذا بشأن بقية القيادات ؟ التي تم تعيينها ؟ ماذا عن هيئة الأمن والدفاع البرلمانية ؟ ماذا عن المستشارين ؟

أين المحاكم العسكرية ؟ و أين العقوبات و قانون العقوبات ؟ وأين التحقيقات الجنائية ؟

مقاومة داعش تتطلب مقاومة التواجد العسكري الأمريكي والغربي و مقاومة من يتعاون مع هذا التواجد و تنظيم الفعاليات الشعبية لهذه المقاومة ..

مقاومة الدواعش تتطلب إسقاط الحكومة الأنقلابية و المطالبة بأعادة الأنتخابات النيابية و مقاومة حكومة الشراكة الوطنية .

مقاومة الدواعش تتطلب مقاومة منظمات ما يسمى بحقوق الأنسان و منظمات المجتمع المدني التي لم ينتخبها الشعب ولم يساهم في تأسيسها و لا في قياداتها ومن أجل مواجهة طروحات نظرية ما يسمى بالحكم الرشيد التي تروج لها .. و منع تمرير قانون النفط والغاز بصيغته (الكردية ) اللصوصية .

مقاومة داعش تعني مقاومة الأعلام العراقي الأحتلالي و تقديم المسؤولين عن شبكة الأعلام العراقي للمحاكم الجنائية لمساهمتهم الأعلامية في الجرائم الداعشية و الكذب المرافق والدعاية للقوات الأستعمارية الغربية وكشف الأسرار العسكرية لأعداء الوطن .

مقاومة الدواعش تتطلب إعادة بناء الحركة الوطنية في العراق على أسس وطنية معادية للأستعمار والصهيونية العالمية .. حركة تستمد من الوحدة الوطنية القوة والمناعة ومن الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته سياجها الواقي و منابعها الأصيلة .

وهي دعوة لكل العراقيين الشرفاء من رجال دين ويساريين ومثقفين من عرب و أكراد ومسيحيين وصابئة و شيعة وسنة و تركمان الى العمل لخلق هذه الحركة و تفعيل المبادرات الشعبية ومواجهة المؤامرة التي تمر وتنفذ خطواتها دون معارضة تذكر ودون مواجهة شعبية للجريمة البشعة بحق شعبنا ومستقبل وطننا .. حيث إبتدأت بداعش و أستمرت بأنقلاب سياسي وسيطرة جوية على الأجواء و إحتلال تدريجي وهاديء و تخاذل حكومي و تحرك لأتفاقات نفطية مشبوهة من قبل اللص وزير النفط و المافيات الصهيونية الكردية .. وآخرها التحرك المستميت لما يسمى بمنظمات حقوق الأنسان والمجتمع المدني للترويج لنظرية ما يسمى بالحكم الرشيد الأستعمارية ..

 

المانيا

15.11.2014

Rahak@t-online.de

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا