%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
داعش عدونا الطبقي
وذراع الأمبريالية العالمية في العراق والشام
نزار رهك
كل ما يأتي به الاعلام عن ماهية داعش وتركيبتها و طائفيتها ودينها و حتى خرائطها و تحالفاتها وطبيعة مرتزقتها وأصولهم الوطنية و إنتماءاتهم هو ضمن الأطار المرسوم لأهداف عملية إيجاد وإستخدام هذا الأسم وهذا الشكل الخرافي من التنظيم .. داعش بأختصار هي الأسم الوهمي للقوى العولمية الموحدة .. هي تعاون شبكي لقوى طبقية عالمية يرتبط مباشرة مع قيادات مخابراتية مشتركة لدول لها مصالح إقتصادية مشتركة وبدفع وتوجيه يكون أحيانا خارج إطار الحكومات الرسمية للغرب و مؤسساتها البرلمانية العلنية و إنما فقط في إطار سلطة الشركات المالية والنفطية الأحتكارية التي خصخصت القدرات العسكرية والقوات المسلحة للعديد من دول أوروبا وعلى رأسها المانيا التي تعتبر أهم و أغنى الدول الأوربية في مساندة الصهاينة و إسرائيل .
عملية خصخصة وزارات الحرب الغربية تعني بيع وشراء الأسلحة عبر وسطاء تجاريون ليست لهم علاقة بقوانين الدولة في بيع وشراء الأسلحة مع دول العالم .. وفي المانيا تعتبر إكسون موبايل أهم تجار الأسلحة .(4)
وكما قالها مسعود البارزاني في إحتماءه بأكسون موبايل في سرقات الأقليم النفطية بأعتبار قدراتها تفوق قدرات دول عديدة و إنها (تعادل عشر فرق عسكرية إذا جاءت لمنطقة لن تغادرها).. مستدركاً بالقول إنه «قد تكون هناك 10 فرق عسكرية لكنها قد تنسحب ببرقية واحدة ويكونون متواجدين في المساء وفي الصباح لن تجد لهم أثراً». (1) وهو وصف دقيق لداعش عسكريا وفي واقع الأمر هي تجمع العملاء والمرتزقة و تجار السياسة و الاعلام لتنفيذ ستراتيجيات بعيدة عن منطق التاريخ ومصالح الشعوب و ممارسة لاجراءات وجرائم بلا أدلة و سياسات بلا غطاء قانوني و لا محاكمات جزائية .. هي خرق لسلوكيات تاريخية ودينية و إنسانية دون أن يكون الدين طرفا فيه ولا الأختلافات المذهبية دورا و لا حتى للطائفيين مكانا لهم في تحركاتها العسكرية والسياسية .. وداعش يمارس حربا طائفية دون إرادة وعلم ودراية من الطائفيين أنفسهم .. داعش هي مافيا العولمة المالية وسوق السلاح و الطاقة .. وإن كانت القاعدة سببا للحرب على أفغانستان والعراق ..فأن داعش يراد لها أن تكون مدخلا للحرب الشاملة في المنطقة والعالم .
داعش هو العدو الطبقي الذي يراد أن يكون له وجودا وطنيا محسوسا على الأرض عبر مرتزقة السياسة و مرتزقة الجريمة المنظمة ..
"إن تاريخ المجتمعات حتى الآن ما هو إلاّ تاريخ صراعاتٍ طبقية" (2) هذه المقولة الماركسية لم تتغير بعد ولم يثبت التاريخ مفهوما بديلا لها والصراع الطبقي لن ينتهي في العراق بنهاية الحزب الشيوعي العراقي لأنه غير مشروط بوجود هذا الحزب أو غيره, ولا ينتهي هذا الصراع بتدمير المصانع والمؤسسات الأنتاجية والخدمية العراقية.. بل يأخذ شكلا آخر عولمي , حيث تتحول عملية الأنتاج والتبادل البضاعي خارج إطار الحدود الوطنية و العلاقات الأنتاجية بدورها تتحول الى علاقة بين شعوب العالم قاطبة والأمبريالية بأعتبارها آخر مراحل الرأسمالية كما قالها لينين و التي تتجسد في عالمنا هذا بعولمة رأس المال الأحتكاري و سوق المضاربات المالية في البورصة العالمية .
وبعد إحتلال العراق والتخريب الممنهج لبناه التحتية يتصاعد هذا الصراع حيث تكون المواجهة مباشرة مع العدو الأساسي للشعب العراقي وهو الأمبريالية العالمية وشركاتها النفطية التي تريد تجريد الشعب العراقي من حقوقه الثابتة في الملكية الأجتماعية لثروته النفطية و عبر داعش توجيه ضربة للديمقراطية والأستهانة بأرادة الشعب العراقي في خياراته رغم العرج والتزوير و الظروف التي فرضتها الكتل الطائفية و إرادة الأمبرياليين في تكريس الطائفية عبر حكومة ما يسمى بالشراكة الوطنية.
الصراع الطبقي إتخذ شكلا خارج إطار المصانع والمنشآت المدمرة في كامل البنى التحتية و البناء الفوقي الذي يراد تسميته دولة .. إذ كان تدمير الدولة العراقية من قبل الأحتلال عام 2003 قد وضع الطرف الأساسي من أطراف الصراع الطبقي (الطبقة العاملة وفقراء الفلاحين وكل شغيلة الفكر والبدن ) في أزمة أعادة بناء كيانه الوجودي بسبب تحولهم بالكامل نحو البطالة الشاملة مقنعة وغير مقنعة و الأعتماد على إجراءات حكومات الأحتلال الأقتصادية التي وزعت وتوزع الثروة الوطنية على طريقة توزيع غنائم وليس بالأعتماد على قواعد التنمية الوطنية والأستراتيجية الشاملة , ولا يرتجى من تابع غير ما يفرضه عليه سيده , حتى أصبح شعبنا في مواجهة مباشرة مع العدو الطبقي على المستوى الوطني والعالمي بنفس الوقت وبدون تنظيم أو مؤسسة منظمة وقائدة لهذا الصراع. وقد كان التنظيم سلاحهم الوحيد ومصدر قوتهم الفاعلة في تاريخ الحركة الوطنية العراقية ...
وقد تحولت ومازالت جميع أشكال الصراع الطبقي في العراق الى صيغ عفوية لا ترتقي الى حجم المواجهة الحقيقية و المطلوبة .. هذه العفوية جعلت من الشعب العراقي بأكمله في جبهة مهشمة تتلاعب بها قوى طائفية وعنصرية و عصابات تقودها مؤسسات مخابراتية إقليمية وعالمية وفقدان البنية المؤسساتية للتشكيلات السياسية السابقة التي إبتلعتها السياسة الأمبريالية منذ بدء العملية السياسية للأحتلال .
أما الطرف الآخر من الصراع الطبقي فهي القوى الموحدة من ديكتاتوريات رأس المال العالمي و شركات النفط و البورصة العالمية وتمتلك القدرات اللوجستية والمالية والعسكرية والأعلامية والتقنية لتجييش دول الغرب و أكثر من نصف قدرات العالم .. وداعش هي ذراع أكسون موبايل العسكري و أفراد التنظيم هذا هم أنفسهم القوى التي تدعي محاربته في عملية تبادل الأدوار وسيناريوهات بطريقة الأفلام السينمائية الهوليودية .. وفي الساحة العراقية نجد بضعة عشرات أم مئات من المرتزقة من شركات الحماية المعروفة عالميا تقود جيوش الأقاليم التي كانت ترتدي اللثام في الليل وتنزعه في النهار وهي في الموصل قوات الحمايات لمسؤولي الموصل وضباط الجيش والأمن الداخلي وفي المنطقة الشرقية قوات البيشمركة .. وكان توزيع الأدوار هو في الأعلان الوهمي في هجوم داعش و إنسحاب القوة العسكرية فيها دون قتال ومصادرة أسلحته في نفس الوقت تتوجه قوى أخرى للعب دور داعش وتستولي على معدات أخرى .. أي إن شركة داعش هي شركة تعاونية مشتركة بين قوى عملاء شركات النفط العالمية حيث تجد لها سوقا نفطية خطوطه كلها عبر تركيا الناتو و بمعرفة دول الغرب و بمشاركتهم و محاولتهم لعب هذا الدور لمدة تم تحديدها بثلاثون عاما من بين أسباب عديدة هو الوقت المحدد لأستنزاف الثروات النفطية والغازية والكبريتية لهذه المنطقة و إحكام السيطرة على تبعية حكوماتها عبر التقسيم الوطني الجغرافي أو بدونه.
وأنا لست بصدد تفسير قوة وجبروت هذا الطرف و قدراته الأعلامية الهائلة و إنما يعتمد موضوعي على معرفة العدو الطبقي الحقيقي والأشارة اليه لا الهرب الى الخرافة والطائفية في التحليل والمواجهة وعندما يكون الداخلي والخارجي هي القوة ذاتها صاحبة المصلحة بهذه المؤامرة وبالأستناد الى معطيات على الأرض من علاقة العملاء ( كالنجيفي والبارزاني والعبادي) مع هذه الشركات و إصطدامهم بالقوانين السارية للدولة ومع تكوين الدولة .. حتى ضلوع قواهم المحلية في هذه اللعبة القذرة و تمثيل دور الضحية الذي تسانده جيوش العالم الغربي وبلدان الشركات النفطية ذاتها صاحبة الخلاف القانوني وذات المصلحة بالفوضى والتغيير.
وقد كان تصريح النجيفي قبل إجتياح داعش المفترض بأنه "آن الأوان لمحافظة نينوى ان تبدأ مفاوضاتها الرسمية مع إقليم كردستان لاستحصال حقوق المحافظة من الحقول النفطية المشتركة بين المحافظة والإقليم"، موضحا ان "المعنيين بالملف النفطي في الإقليم مقتنعون بأهمية تفعيل النص الدستوري في ملكية النفط للشعب، وحصول نينوى على استحقاقها الدستوري". (3)
ومؤامرة دخول داعش هو لأجل إلغاء هذه القوانين و إلغاء الوطن الذي يحمل هذه القوانين و المجيء بحكومة مركز برنامجها الأساسي إرضاء أكسون موبايل و السماح لسراق النفط بالعمل بحرية أكثر و دون أي شروط تتطلبها بقائهم داخل الوطن و إلتزامهم بقوانينه و الحفاظ على ملكيته الأجتماعية .
لقد جاء في التعريف بشركة أكسون موبايل بأنها معروفة بتدخلاتها في النزاعات الأقليمية و الحروب الأهلية و هي ليست تهمة عابرة بل جاءت في وثائق منظمة السلام الأخضر العالمية .
وجاء في الويكيبيديا الألمانية إن الشركة متهمة بأشعال الحروب الأهلية و متاجرتها بالأسلحة لأطراف النزاع أنفسهم إضافة الى تحطيم أساسيات العيش في مناطق الأستكشافات النفطية و الآبار النفطية الأنتاجية .. ووفق رؤية منظمة السلام الأخضر فأن الشركة تتعملق على حساب حماية البيئة وحقوق الأنسان ..وكانت أكثر الشركات فاعلية بالضد من الجهود العالمية للحد من التلوث المناخي .. ودفعت ملايين الدولارات كرشى لمرتزقة الأعلام الأوربي وللعلماء لعدم إيصال مساويء الشركة على البيئة والمناخ والسياسة الى عملائها في أرجاء العالم . (4) ..
وأعتقد في العراق هم ليسو بحاجة الى دفع هذه الرشى و إنما أستعيض عنها بالغنائم العسكرية المتبادلة والنتائج السياسية المستحصلة و تبرئة المجرمين من تداعيات الحدث و المزيد من تنازلات الحكومة المركزية لشركات النفط وعملاءها حتى الوصول الى خصخصة الثروة النفطية بصيغة حق المحافظات في التحكم بثرواتها أو التطبيل للأقاليم والمحافظاتية و توسيع الصلاحيات الى درجة الجيوش المحافظاتية عبر ما يسمى بمشروع الحرس الوطني .
حرب داعش هي بداية لحرب عالمية في مجال النفط والغاز ليست فقط بين الشعوب والأمبريالية العالمية وشركاتها العملاقة فقط بل أيضا بين هذه الشركات نفسها أيضا .. فالشركات التي تعتمدالنفط الداعشي ستكون على حساب الشركات التي تسوق النفط التي سوف لن يكون في مصلحتها إنخفاض أسعار النفط لذلك تسعى أن يكون هذا الأنخفاض على نفوط بلدان أخرى كروسيا والعراق والخليج .
ومن يخوض حربا نفطية وغازية ضد روسيا سيكون هدفه كسر سوق السعر العالمي للنفط لأحداث الأضرار بالسوق الروسية النفطية و في الوقت نفسه تعويض الغاز والنفط الروسي بمصادر سهلة ورخيصة من الدواعش .
وبالضد من داعش تقف الشروط على من يريد تجنب الدواعش من السياسيين العراقيين وهو فرض الشراكة الوطنية التي من خلالها يتسلل عملاء شركات النفط الى مراكز صنع القرار والدفع بأتجاه التقسيم والصلاحيات النفطية للأقاليم أو المحافظات من أجل تصعيد المنافسة في السوق النفطية حتى داخل الوطن الواحد ... إقليم كردستان يبيع النفط بنصف السعر ينافسه نفط الموصل أو البصرة .. وبالتالي فأن النتيجة ستكون لصالح شركات النفط فقط والخاسر الوحيد هو الشعب العراقي و الشعب السوري ووحدتنا الوطنية وتضامننا العربي ..
هناك مقاربات تفاوضية بين أكسون موبايل والحكومة العراقية تفرضها نجاحات عسكرية للحشد الشعبي لم تكن في حسابات صانعي مسرحية الدواعش ومنهم رئيس الحكومة المفروضة على العراقيين د. حيدر العبادي ...
نزار رهك
30.10.2014
(1) http://www.albayan.ae/one-world/arabs/2012-04-25-1.1637859
(2) كارل ماركس وفريدرك أنجلز "البيان الشيوعي"
(4) http://de.wikipedia.org/wiki/ExxonMobil
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
|
---|