<%@ Language=JavaScript %> محمد خروب هل «انقلب» إردوغان على.. برزاني؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

هل «انقلب» إردوغان على.. برزاني؟

 

 

محمد خروب

مصير مدينة عين العرب اوكوباني الكردية السورية ، اقترب من الحسم، بعد ان «نجح» تنظيم الدولة الاسلامية في محاصرتها، وبدء الحديث عن نفاد ذخيرة المدافعين عنها من قوات حماية الشعب الكردي  التي يتزعمها صالح مسلّم، ما دفع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود برزاني للانضمام لخصمه اللدود ومنافسه الاخطر على الزعامة الكردية عبدالله اوجلان، وتوجيه نداء الى «جميع» الاكراد في «اراضي كردستان» الى نبذ الخلافات ووضعها وراء ظهورهم والوقوف صفاً واحداً للدفاع عن (كوباني) من هجمات تنظيم الدولة الارهابي، وصون شرف وحماية ابنائها ونسائها..
احداث الاسبوع الاخير في شمال سوريا المتسارعة، وإقدام تنظيم الدولة على اجتياح المناطق الكردية (السورية) والمضي قدما في محاولته السيطرة على المنطقة الحدودية السورية التركية، لم يكن صدفة او نوع من المغامرة، وخصوصاً في ظل «الهمروجة» الاميركية الفرنسية، التي تُقرع فيها طبول الحرب على إرهاب داعش، والكشف عن استراتيجية اوباما لضرب داعش «وتدميره» لأنه بات يشكل خطراً على الاميركيين، بل على السلم والامن الدوليين، كما قال اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر في بيانهم الأخير..
محاولة للفهم..
تنظيم ميلشياوي، لا قواعد ثابتة له ولا يلتزم طقوس الجيوش النظامية، «يسمع» وربما يرى، بل ويقال لنا انه يتعرض لغارات اميركية واخرى فرنسية (دع عنك العراقية) ويتكبد خسائر فادحة في العديد والعتاد، لكنه يمتلك من الجرأة و»العناد» (ما يسمح له بحشد قوات ضاربة وامدادها بكل انواع الاسلحة وخصوصاً الثقيلة منها كي تجتاح البلدات الكردية السورية (ذات الحكم الذاتي المعلن من طرف واحد) ثم يُحاصر مدينة عين عرب اوكوباني، ولا يتورع عن ارتكاب جرائم القتل والاعدامات الميدانية والتنكيل بالمدنيين، واجبارهم على الرحيل عن بيوتهم وأرضهم، في مقارفة تقترب من جريمة التطهير العرقي، ومحاولة لـِ «تنظيف» المنطقة من غالبيتها الكردية ثم تسارع تركيا الى فتح حدودها (المُغلقة) لاستقبال اكثر من «50» الف نازح قال بعضهم ان الجيش التركي رفض استقبالهم وابقى اعداداً هائلة بلا مأوى او غذاء.
هل قلنا تركيا؟
نعم، فحكومة احمد داود اوغلو التي اعلنت قبل اسبوع واحد (فقط) انها في صدد اقامة منطقة «عازلة» على حدودها مع سوريا، لا تُبدي «قلقاً» ازاء اقتراب تنظيم الدولة من حدودها (الاّ اذا كان ذلك يساعدها في اقامة المنطقة العازلة المزعومة) وهي (تركيا) كانت قد نأت بنفسها عن التحالف الدولي الذي انشأته واشنطن وابدت استعدادها لتقديم الدعم الانساني واللوجستي (...) ولم تسمح باستخدام مطاراتها لضرب داعش تحت ذريعة وجود «49» من مواطنيها ودبلوماسييها، محتجزين لدى داعش منذ العاشر من حزيران الماضي، عندما اجتاح داعش مدينة الموصل وبسط سيطرته على معظم محافظة نينوى.
فهل هي مجرد صدفة انه في الوقت الذي أكمل فيه داعش محاصرة مدينة عين عرب، خرج إردوغان ورئيس وزرائه اوغلو ليتحدثا عن «عملية ناجحة» مَكّنت جهاز استخباراتها من انقاذ «قنصلنا في الموصل وعائلته والمواطنين الذين اختطفوا من القنصلية وبقوا محتجزين في العراق لفترة»؟
ثمة قطبة مخفية في المسألة، تعكسها مفردات إردوغان الحذرة والخجولة التي لا تسمي الاشياء بأسمائها، ما يعكس تواطؤاً اكثر من كونه «عملية ناجحة تعامل فيها جهاز المخابرات التركي بشكل حساس جدا وصبر وتفاني وتمكن في النهاية من تنفيذ عملية انقاذ ناجحة».
ليس ثمة إدانة تُرْكيّة، بل ولا حتى اشارة للتنظيم الذي خطف الرهائن واحتجزهم، ثم ان عملية «تحرير» رهائن بهذا العدد، دون إفصاح عن مصابين او ضحايا، يزيد الشكوك بأن ما حصل لا يعدو كونه صفقة موصوفة، وليس انقاذ او عملية ناجحة فضلاً عن ان المسافة التي تفصل الموصل عن اقرب نقطة حدودية تركية مع سوريا تستغرق ساعات ومحفوفة بالمخاطر حتى لو أُستخدمت فيها قوات كوماندوز محمولة.
ثم..
اذا ما سقطت «كوباني»–وهي تبدو قريبة–فإن «احلام» كرد سوريا بالحكم الذاتي ستتبدد، ويستطيع داعش «ضم» منطقة الجزيرة السورية الى «دولته» على نحو تكون حدودها «مشتركة» مع دولة اردوغان، والاخير يبدو غير قلقٍ من تطور كهذا، بل هو أسهم في حدوثه، ما يستدعي اسئلة كبرى اخرى، كيف «سيستقبل» مسعود برزاني «طعنة» حليفه التركي الذي حاول «تنصيبه» زعيماً للكرد في المنطقة بالضد من عبدالله اوجلان؟ ثم ما هو مستقبل اتفاق السلام مع اوجلان، اذا ما هُزِمَت قوات حماية الشعب الكردي التي تشكل الذراع العسكرية (الثانية) لحزب العمال الكردستاني
غَضَبُ برزاني او شعوره بالمرارة، لن يغفر له سذاجته والخفّة التي تعاطى بها مع الازمة السورية، ومحاولته المستمرة–كما فعل والده الملّا مصطفى–للّعب على كل الحبال، خصمت من رصيده، ويبدو انه سيخرج خاسراً بعد ان أجهزت انتهازية اردوغان وعثمانيته المتطرفة، على مخططاته؟
اين من هنا؟
.. اسألوا مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية جيمس كلابر، الذي اعترف بـ «خطأ» بلاده في تقويم قدرات داعش (...).
Kharroub@jpf.com.jo

الاحد 2014-09-21

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا