<%@ Language=JavaScript %>   بقلم كريم مروة   الياس مرقص

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الياس مرقص
1991-1929

 

 

 بقلم كريم مروة

 

الياس مرقص هو مفكر عربى كبير. اجتهد كثيراً وعميقاً من أجل الربط بين فكره كماركسى وبين همومه القومية العربية. ولعلى لا أبالغ إذا قلت إنه من بين أكثر المفكرين العرب المعاصرين عمقاً فى قراءة ماركس، وفى الانتماء إلى أفكاره.

 وهو فى الوقت ذاته، من أكثر المفكرين الماركسيين العرب تجاوزاً لبعض مفاهيم ماركس مما شاخ وفقد علاقته بالعصر الجديد. إلا أن تجاوز الياس هذا لبعض مفاهيم ماركس هو تجاوز معرفي. . وكان هذا التجاوز يشكل، بالنسبة إليه، نوعاً من الوفاء لمنهج ماركس المادى الجدلي، الذى استشرف فيه ماركس مستقبل العالم، استناداً إلى قراءته لتاريخ البشرية منذ أن صار للبشرية تاريخ. ذلك أن الياس مرقص كان، منذ بدايات حياته الفكرية والسياسية، يرى فى الماركسية طريقه إلى الحرية، حريته هو وحرية بلاده، سواء من خلال انتمائه الأول إلى الشيوعية عندما كان يتابع دراسته الجامعية فى بلجيكا، أم فى المرحلة التى أصبح فيها عضواً فى الحزب الشيوعى السوري، بعد عودته إلى الوطن. ولعل ذلك هو الذى جعله يبدأ حياته الفكرية والسياسية مشاكساً. وكانت مشاكسته تنبع من اعتراضه على ما كان يعتبره سائداً فى الأحزاب الشيوعية من فهم خاطئ ومشوه لأفكار ماركس، ومن فهم خاطئ ومشوه للممارسة السياسية باسم الإشتراكية، استناداً إلى مرجعية ماركس، ومن عجز لدى الأحزاب الشيوعية فى تجديد فكرها وتجديد سياساتها وفق منهج ماركس المادى الجدلي. وكانت تلك المشاكسة تشير إلى أنه كان، فى قراءته المبكرة لماركس خصوصاً، ولهيغل ولفلاسفة التنوير فى أوروبا فى شكل عام، قد بدأ يشق طريقه كمشروع عالم وفيلسوف، وكمشروع قائد سياسى فى الوقت عينه. وكانت وجهته، منذ البداية، تتلخص فى محاولته الجادة للربط فى نضاله الإشتراكى بين الفكر والممارسة. إذ كان يعتقد أن الممارسة من دون فكر تستند إليه هى خبط عشواء، وأن الفكر من دون ممارسة هو تجريد فكرى لا يحقق تقدماً. وكان، فى موقفه هذا، أميناً لماركس فى الربط بين الفكر والممارسة كشرط ضرورى لنقل الفكر من التجريد النظرى إلى الواقع.

هذه المشاكسة الفكرية والسياسية التى بدأ الياس حياته العملية متمسكاً بها قادته إلى أن يختلف مع الحزب الشيوعى السورى (اللبنانى السوري) فى عام 1957، أى منذ الفترة الأولى التى أعقبت عودته من الخارج حاملاً معه شهادة دكتور فى الفلسفة. وكنت شاهداً على ذلك الحدث المؤسف، بحكم وجودى فى ذلك الحين فى دمشق. إذ كنت أشارك، تحت قيادة فرج الله الحلو، فى تحرير جريدة النور الناطقة باسم الحزب الشيوعي، بعد أن خرج الحزب فى سوريا إلى العلن وأصبح أمينه العام خالد بكداش نائباً فى البرلمان. وأذكر أن فرج الله الحلو الذى كان شريكاً، من موقعه فى قيادة الحزب، فى القرار الذى قضى بإخراج الياس مرقص من صفوف الحزب الشيوعى بسبب مشاكسته المشار إليها، قد طلب مني، بعد أن استدعانى من بيروت للانضمام إلى أسرة تحرير جريدة النور، أن أكون واقعياً فى ممارستى للعمل السياسى صحفياً فى جريدة الحزب، ومناضلاً فى صفوف الحزب الشيوعي.

لم ألتق بالياس مرقص إلا قبل ثلاث سنوات من مغادرته الحياة. فقد توفى فى عام 1991 عن اثنين وستين عاماً من العمر. وهو عمر شباب ونضج. كان الياس متوهجاً ومتألقاً فى ذلك اللقاء الذى جرى بيننا فى مطالع عام 1988 فى دمشق.

وكان قد بلغ فى تجربته الفكرية مرحلة متقدمة تخلص فيها من بعض حساسيات الماضي، ومن بعض ما كان عنده أقرب إلى التعسف الرومانسي، إذا جاز التعبير، فى بعض أحكامه الفكرية والسياسية فى مطلع شبابه. وأذكر أن الياس عندما سمعنى أعرض بعض أفكارى الجديدة حول الإشتراكية، وحول قراءتى الجديدة لأفكار ماركس، وحول نظرتى إلى تحولات العصر الجديدة، لم يخف دهشته وفرحه. إذ لم يكن يتصور، فى ذلك الحين، أن فى الحركة الشيوعية العربية أناساً يفكرون مثله. وبالطبع لم أكن أملك عدته فى الفكر. فقد كان هو مفكراً ماركسياً كبيراً، يتعاطى السياسة. أما أنا فكنت سياسياً أتعامل مع الفكر بعامة، ومع الفكر الماركسى وفق قراءتى له بخاصة، كشرط ضرورى لممارستى السياسية، سواء فى المرحلة التى كنت فيها عضواً فى القيادة فى الحزب، أم عندما أصبحت خارج أى ارتباط تنظيمى بأى مركز سياسي.

وكانت قد تكونت عندى فى ذلك الحين تجربة سياسية وفكرية غنية تمتد إلى عدة عقود. كنت، منذ شبابى الأول، أقرأ وأحاول أن أستخلص من قراءاتى ما يتصل بالصواب وبالخطأ فى تجربتى السياسية. وهى تجربة أغنتها المسؤوليات التى مارستها فى حياتى الحزبية داخل البلاد وخارجها. كما أغنتها زياراتى إلى جهات العالم الأربع ولقاءاتى مع قادة الفكر والسياسة فى البلدان التى زرتها، ونقاشاتى مع هؤلاء جميعاً فى كل الإتجاهات. وكنت أتابع ما كان يكتبه الياس فى مجلة الوحدة التى كان أحد مؤسسيها وأحد الأساسيين فى أسرة تحريرها، باسم المجلس القومى للثقافة العربية. وكنت قد قرأت بعض كتبه.

كان ذلك اللقاء الأول بيننا بداية للقاءات استمرت ثلاثة أعوام. وكانت نقاشاتنا تقودنا تدريجياً إلى الإتفاق المبدئى على عمل مشترك مع آخرين من أجل مواجهة المرحلة التى كانت تشير إلى عمق الأزمة التى كانت تعانى منها التجربة الإشتراكية برمتها. وهى الأزمة التى سرعان ما قادت تلك التجربة إلى نهايتها المدوية فى العام ذاته الذى غاب فيها الياس مرقص عن هذه الدنيا. لم يكن مشروعنا المشترك ذاك يرمى إلى تأسيس حزب شيوعى أو إشتراكى جديد، ولا كان يرمى إلى التغيير فى أحزاب شيوعية قائمة. كان مشروعنا ذاك يرمى إلى إنشاء منبر عربى جديد يلتقى حوله أكبر عدد من المثقفين العرب من أجيال مختلفة. وكان الهدف من إنشاء ذلك المنبر إثارة النقاش حول التجربة الإشتراكية السابقة، واستخلاص الإستنتاجات منها للمرحلة التى كنا فيها وللمستقبل، استنتاجات تحدد لنا المهمات الواقعية التى كنا نرى أن على الأجيال الإشتراكية الجديدة فى بلداننا أن تجد الأشكال التنظيمية الملائمة كأدوات لا غنى عنها من أجل تحقيق تلك المهمات. وكان من المفترض، بناء لاقتراح الياس، أن نلتقى فى منزله فى بلدة صلومفى فى محافظة اللاذقية، بعد خروجه من المستشفى، لمتابعة ذلك النقاش، ومحاولة الوصول به إلى نهاياته الملموسة. لكن الموت كان أقوى وأسرع من طموحاتنا.

تشكل هذه المقدمة، بالنسبة إليّ، مدخلاً ضرورياً إلى فكر الياس مرقص، وإلى سيرته السياسية. فهو لم يولد مفكراً متميزاً، رغم الإقتحام الشجاع الذى دفعه إلى خوض معركة التجديد فى الفكر العربي، الإشتراكى منه بخاصة، وذلك باسم الماركسية كما فهمها. بل هو كان ينتقل فى النقاش والصراع، وفى البحث الدائم عن الحقيقة، من حال إلى حال، متقدماً فى صورة مضطردة، إلى أن أصبح بامتياز واحداً من كبار المفكرين العرب المعاصرين. والكلام عن موقع الياس مرقص هذا كمفكر كبير ليس كلاماً عاطفياً. فتراثه الفكرى هو الذى يعطيه هذا الموقع، من دون منة من أحد. وبين يديّ عدد من كتبه التى تحمل تراثه الفكري. وكان قد صدر بعضها فى حياته وبإشرافه. فى حين أن بعضها الآخر صدر بعد وفاته. وتشير هذه الكتب إلى التطور المذهل الذى كان يحدث فى فكره، من كتاب إلى كتاب آخر، ومن تطور فى فكره إلى تطور آخر أكثر عمقاً وأكثر فهماً للعصر، وأكثر تقدماً فى تحديد الأشكال التى كان يراها الياس ضرورية لاندماج بلداننا فى التحولات الكبرى التى كان يشهدها. وقد انتهى به ذلك التطور فى فكره إلى أن حوّله إلى فيلسوف وإلى عالم وسياسى واقعى فى آن. وإنى لأخص بالذكر من كتبه وكتاباته التى تألق فيها كفيلسوف وكعالم وكسياسي، ثلاثة هي: العقلانية والتقدم وحوار العمر والمذهب الجدلى والمذهب الوضعي. أهم ما تميزت به هذه الكتب الثلاثة الحرص الشديد عند الياس على إعادة صياغة المفاهيم، لتحريرها من النمطية ومن التأثيرات السلبية التى أدخلتها عليها ممارسات الإشتراكيين والشيوعيين، ومن التشويهات التى أدخلت عليها تعسفاً من قبل بعض المفكرين الماركسيين، باسم ماركس وانجلز، وباسم لينين كذلك، وحتى باسم هيغل وكانط وديكارت وآخرين من كبار فلاسفة التنوير. وكان معظم التشويهات والإلتباسات المتصلة بتلك المفاهيم يطال فكر ماركس ومفاهيمه، ليس فقط فيما يتعلق بهذه الأفكار من استشراف عند ماركس لمستقبل البشرية، بل كذلك فيما يتعلق بالأفكار التى كان الزمن قد جعلها مفاهيم قديمة، غير صالحة للعصر الجديد، وغير متطابقة مع التحولات التى أتت بها الأحداث الكبرى خلال القرن ونصف القرن من الزمن الذى يفصل بين عصر ماركس وعصرنا الحالي. يقول الياس فى هذا الصدد فى الحوار الذى أجراه معه جاد الكريم الجباعي، وصدر فى كتاب بعنوان حوار العمر: ... هناك أشياء قالها ماركس منذ مائة وأربعين سنة لا تنطبق اليوم، ولا تتفق مع اليوم تماماً. لكن هناك أشياء قالها منذ ذلك التاريخ كانت تتفق مع اليوم أكثر مما كانت تتفق مع زمانه. ويضيف فى مكان آخر، وفى السياق ذاته: ... هناك أشياء قالها ماركس وقضايا مهمة طرحها هى أصح اليوم مما كانت عليه فى زمانه.... ويقدم على ذلك كمثل موضوع الإستلاب والإغتراب. إذ يعتبر أن لينين وبليخانوف والماركسية المعممة العالمية قد تخلفوا عن ماركس فى فهمه وفى تحديده لهما.

وإنى لألتقى هنا فى قراءتى للجانب العبقرى فى تطور فكر الياس مرقص مع ما قاله جاد الكريم الجباعى فى مقدمة كتاب حوار العمر المشار إليه، الذى حاور فيه الجباعى الياس مرقص حول عدد من القضايا الفكرية الكبرى، ذات الطابع الفلسفى البحت، وذات الطابع السياسى المباشر، فى آن. إذ يقول الجباعى فى مقدمته التى هى نص فكرى مميز، أن الياس حرص على استعادة الجذر الروحى للماركسية شرطاً لاندماجها فى الفكر العربي، وتقليصاً إن لم أقل نفياً لطابعها الأوروبى الغربى وبرانيتها. كما ألتقى فى قراءتى لفكر الياس مع ما جاء فى التقديم الذى وضعه كمال عبد اللطيف لكتاب الياس العقلانية والتقدم باسم المجلس القومى للثقافة العربية. يقول كمال عبد اللطيف فى المقدمة: إن الولع البارز فى أعمال الياس مرقص بالنظرية والمفهوم لا يتجه صوب بناء الأنساق الفلسفية المجردة والمتعالية قدر ما يتجه نحو محاولة الإمساك بمعضلات التاريخ بأدوات الوعى الدقيق. ولهذا الغرض وظف تكوينه الفلسفى لتعميق الوعى السياسى العربي، محاولاً تأسيسه على أرضية فلسفية صلبة تمكنه من فهم مجرى التاريخ والمساهمة فى توجيه صيرورته، وفقاً للإرادة البشرية الواعية والمؤمنة بالتقدم وبالإنسان.

فى هذين الكتابين ، وهما آخر ما صدر لالياس مرقص قبيل وفاته وبعد وفاته، تظهر دقته العلمية و يظهر جهده الكبير فى إعادة صياغة المفاهيم الماركسية، حرصاً منه على تصحيح مسار الفكر العربي، وتحريره مما ساد فيه من تشويهات، بعضها عن عمد وبعضها عن جهل. إذ كان يحاول الياس بجدارة العالم إعادة تحديد معانى المفردات السائدة. فمفردتا الحداثة والتحديث مثلاً تحتاجان، بالنسبة إليه، إلى إعادة تأسيس. والمطلوب، كما يقول: ليس التحديث بل التأسيس. لعل النقص ليس نقص الحداثة، بل نقص الأساس. ويتابع فى الشأن ذاته: فى صيغة تحديث الفكر العربى ليس فقط كلمة تحديث بل أيضاً كلمة فكر نفسها يجب أن تكون موضع سؤال ... ما الفكر؟ لهذه الكلمة أكثر من معنى، لحقيقتها أكثر من مستوى، ولفكرتها أكثر من اتجاه، فأى فكر نقصد؟

ثم يتساءل الياس عن معنى محدد لكلمتى عربى وفكر عربي، فيقول فى كتابه العقلانية والتقدم: عربى كلمة فى تحديث الفكرالعربى يجب أن لا تتضخم، أن لا تتحول إلى إله- صنم، فى الوعى الصاحي. إن هذا الوصف عربى يعنى أن الفكر الذى نحن معه أو ضده هو فكر بشر عرب ومفكرين عرب.

ويتابع الياس، على هذا المنوال، ثورته لتصحيح المفاهيم لإعطائها معناها الواقعي، ولإخراجها من الصنمية التى أعطيت لها. فيعطى لمفردة الثورة معنىً علمياً، مختلفاً عن السائد المعمم فى تحديد معنى الثورة وأهدافها. ويقول فى العلاقة بين الثورة والتقدم: ثمة فرق بين فكرتيّ الثورة والتقدم. والمقابلة بين هذين المفهومين لا بد منها، لا سيما وأن الوعى العربى السائد، بمدارسه المختلفة والمختلطة، يعيش فى العصر الأول: الثورة. التقدم يضحى به على مذبح الثورة، مثلما التاريخ يضحى به لصالح طبيعة انحطت إلى فطرة، إلى شىء ما ذاتى نفسي، قد يكون العدالة أو المساواة أو الحرية أو الشعب أو الجماهير الخ... أو باختصار إلى شىء إطلاقي، صادق أو كاذب. ومن غير الممكن تحديد أين ينتهى الصادق ويبدأ الكاذب. هذا الوعى اللامفهومى واللا إطلاقى يعشق مثله الأعلى الأزلى (أى الأزلي- العابر) عشق قائد تاريخى للقومية العربية وللرسالة الخالدة....

والجدير بالإشارة والتنويه هنا أن الياس مرقص كان يعلن بحزم موقفاً معارضاً للعنف، فى أى شكل من أشكاله، ولأى هدف من الأهداف مهما كان سامياً. ويعترض على مقولة بولانراس الشهيرة الحرب استمرار للسياسة فى شكل مختلف. إذ هو يرى أن الحرب، أية حرب، بما فى ذلك ما يسمى الحرب الثورية، هى عنف يفرض على حياة الناس من خارج إرادتهم الواعية. فالعنف، فى أشكاله المختلفة، هو تعطيل للسياسة، وإلغاء لدور الناس فيها، الدور الذى هو شرط ضرورى لكى تمارس السياسة وظيفتها الأصلية. ويوضح الياس مفهومه للإختلاف، بخلاف ما هو سائد أيضاً فى تحديد معنى الإختلاف. فيقول فى هذا الصدد فى الكتاب الآنف ذكره: كل الأشياء مختلفة... لا يوجد شيئان لهما تماثل إلا وبينهما اختلاف ... ولا يوجد شيئان مهما اختلفا، أى تباعدا فى الهوية التامة لكل منهما، إلا وبينهما مشترك، عام، هوية....

هذا هو الياس مرقص، المفكر والعالم والسياسي. وإنى لأجد فى كلماته التالية أفضل خاتمة لهذا الحديث السريع الذى أستذكر فيه هذا المفكر العربى الكبير. فهى كلمات لا تحتوى على النقد وحسب. بل هى تشير إلى المهمة التى لها الأولوية فى تاريخنا العربى المعاصر، مهمة بناء الدولة بالمعنى القانونى والمؤسساتى للدولة الحديثة، دولة الحق والقانون التى صارت تعرف به فى حياتنا المعاصرة. يقول الياس فى كتاب حوار العمر تحت عنوان سمو الدولة: فى العصر اليساري، فى عصر عبد الناصر وبعد عبد الناصر، فى الستينات والسبعينات، انتشر فى صفوف اليسار موقف معاد للدولة ولفكرة الدولة ولمفهوم الدولة. هذا الموقف كان سيئاً وخطيراً. وإذا لم نفند هذا الموقف وندحضه ونحذفه فهو خطير و خطير. هناك أناس يقولون إن الدولة أكلت المجتمع عندنا. وفى رأيى أن السلطة والتسلط والإستبداد هى التى أكلت المجتمع. ويجب أن نميّز الدولة من المجتمع بفكرة أخرى مفادها أن الدولة الحقة والحقيقية والحقوقية هى التى لديها الإستعداد، بموجب كيانها كله، أن تدافع عن مواطن، عن فرد إزاء الجماعة، وإزاء المجتمع، وإلا فإن المجتمع ينحط إلى جمهور، والشعب ينحط إلى جمهور. ومن هنا يجب أن نؤيد فكرة سمو الدولة

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا