<%@ Language=JavaScript %> المبادرةالوطنية الاردنية تصعيد خشن من أجل احتواء ناعـم  في المنطقة

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

تصعيد خشن من أجل احتواء ناعـم  في المنطقة

 

 

المبادرةالوطنية الاردنية

19 / 10 / 2014

 

يسود المنطقة موجة من التشاؤم ترتعد لها الفرائص، خوفاً من وقوعها في براثن تفكيك الدول  وتفتيت المجتمعات، وحجزها عن تحقيق هدف تقدم وتطور مجتمعاتها ودولها، وسحق أحلام الاستقلال الوطني الناجز، عبر إعادة إنتاج دويلات المجاميع الماقبل رأسمالية (الطائفية والعشائرية والمذهبية والجهوية والمناطقية) .

 يغذي موجة التشاؤم هذه مجموعة من الأعراض من أهمها :

·       ظهور داعش القوى والمفاجئ - علماً بأن داعش إمتداد وتتويج للعقل السلفي الممتد عبر القرون، وولادة طبيعية للقاعدة، منتج العقل الرأسمالي - على مسرح الأحداث في المنطقة، واستيلاؤها على مساحات شاسعة من أراضي العراق وسوريا ودخول الأراضي اللبنانية، وتقدمها إلى المناطق الكردية السورية، بتواطؤ ودعم النظام التركي، وإعادة إنتاج فكر ظلامي مفّوّت، ومحاولة تطبيقه على المنطقة بهدف حجز تطورها ونموها وازدهارها، وإبقائها في حالة من التخلف والتبعية خدمة لمصالح المركز الرأسمالي العالمي المهيمن على ثروات ومقدرات وخيرات المنطقة، في هذا الوقت بالذات تحقق شعوب العالم، بلا استثناء، ثورات علمية هائلة، وقفزات تكنولوجية غير مسبوقة في تاريخ البشرية.

·       عودة مشروع المناطق العازلة للظهور، على صعيد الجغرافيا السورية والعراقية واللبنانية: منطقة عازلة في جنوب سوريا ممتدة إلى قلب البقاع في لبنان، على يد قوى التبعية التكفيرية (جبهة النصرة) وقوى التبعية " المعتدلة " ( الجبهة الإسلامية، والجيش الحر واللبراليـين والديموقراطيـين واليساريـين ومن لف لفهم) والمدعومة من الكيان الصهيوني، ومنطقة عازلة في الشمال على يد قوى التبعية التكفيرية والمعتدلة، بدعم مباشر من النظام التركي، ومشروع منطقة عازلة داعشية، بدعم من المركز الرأسمالي وبرعاية النظام التركي مباشرة، تمتد من الحدود التركية السورية، إلى الحدود الأردنية العراقية، إلى الحدود السعودية العراقية، بهدف قطع التواصل بين سوريا والمقاومة وإيران، وتشكيل نطاق عازل وخط دفاع ثاني عن الكيان الصهيوني.

·       المساعدة في إشهار دولة إقطاع عشائري – ريعي كردية في شمال العراق، شكّلت وتشكّل منصة إنطلاق إقتصادي عسكري تجسسي لصالح المركز الرأسمالي العالمي، متناغم مع الكيان الصهيوني في تأدية دور وظيفي، ضد مصالح دول المنطقة المعادية لهذا المركز.

·       بوادر تحول إنتصار المقاومة الفلسطينية في غزة إلى هزيمة سياسية، تحت غطاء  إعادة الإعمار من قبل القوى الدولية ذاتها التي ساهمت ودعمت الكيان الصهيوني في كافة مراحل تشكّله وعدوانه.

·       بوادر إعلان تشكّل تكتل عربي - صهيوني ( تكتل البحر الأبيض – بحر العرب ) الذي يضم دول مجلس التعاون الخليجي، أو معظمه، بالإضافة إلى كونفدرالية الأراضي المقدسة ( الكيان الصهيوني والأردن والسلطة الفلسطسينية) حيث يظهر ذلك بوضوح في المشاريع الإقليمية المشتركة، ومشروع السلام الإقتصادي، وتأمين مسار خطوط نقل الطاقة من دول الخليج عبر الأردن والكيان الصهيوني إلى أسواقه في أوروبا.

 

بالمقابل تظهر موجة تفاؤل ترى أن سيرورة الأحداث على أرض الواقع وبالفعل تميل لصالح قوى التحرر، حيث معركة في جوهرها تدور حول كسر التبعية وتحرير الإرادة السياسية، وتحرير الثروات الطبيعية لصالح تنمية حقيقية لصالح المنطقة، دولاً وشعوباً، بالرغم من غمامة سوداء  تحوم في أجواء المنطقة، تحجب إلى حدٍ ما الرؤيا الحقيقية لتفاعل الواقع القائم والمتمثل بما يلي :

·       صمود سوريا الإسطوري، وصمود الجيش السوري البطل أمام أشرس وأعقد وأقبح هجمة عدوانية بربرية عسكرية، هذا الصمود الأسطوري فعلاً ، أفشل أهداف الهجمة، إلى حدٍ كبير، لا بل انتقل الجيش السوري لمرحلة الهجوم المعاكس ليحقق إنتصارات متتالية على جحافل مجموعات التبعية المسلحة على امتداد الأرض الوطنية السورية.

·       تلاحم المقاومة الوطنية اللبنانية مع الجيش السوري في معاركه الضارية، ضد قوى التبعية الظلامية التكفيرية واللبرالية والديموقراطية، شكّل حلقة رئيسية في سيرورة تتويج وحدة نضال، قد يساهم إذا ما أحسن استثمارها إلى إعادة إنتاج مشروع حركة تحرر وطني عربي، شكّل ويشكّل شرط وقاعدة إرتكاز حقيقي لإنجاز مهمات مرحلة التحرر الوطني.

·       صمدت المقاومة الفلسطينية في وجه جيش، من أقبح الجيوش الاستعمارية، استخدم كافة انواع الإجرام، ضد شعب صغير محاصر في بقعة لا تكاد تظهر على جغرافيا الكون، لكن إرادة الصمود هزمت أدوات القتل  وأفشلت أهداف الهجمة، في معركة بطولية غير متكافئة.

·       إنتصار قوات أنصار الله في اليمن في كافة معاركها ضد قوى التخلف والتبعية في السلطة وفي فضاء الأحزاب، وصولاً إلى مضائق باب المندب، حيث شكل هذا الحدث إنعطافة استراتيجية هائلة على صعيد المنطقة والعالم، لما لهذا الممر المائي في التجارة العالمية من أهمية كبيرة، خاصة وأن 70% من التجارة العالمية تمر عبر البحار، ويشكل باب المندب مع مضيق هرمز شريان هذه التجارة ، وخاصة تجارة الطاقة.

·       صعوبة، غير هيّنة بتاتاً، تواجه قوى التبعية البديلة، قوى الربيع العربي، في القيام بوظيفة ضمان استدامة هيمنة ونهب واستغلال المركز الرأسمالي العالمي لمقدرات وثروات وخيرات هذه الأمة، وسرعان ما دخلت هذه القوى في صراع دموي فيما بينها، بالرغم من رعاية المركز الرأسمالي العالمي لها على مدار عقود، فما زال فعلها متواضعاً في دول "الربيع" العربي، ولا يزال هذا الصراع محتدماً ومستمراً فيما بينها ، صراع غير محسوم النتائج، حرمها من تثبيت أقدامها في سلطة دول ما يسمى الربيع العربي، وفتح الأبواب واسعة أمام حركات التحرر الوطني لإستعادة زمام المبادرة.

فلماذا هذه الحملة الإعلامية التضخيمية الصاخبة لحجم وقدرات داعش وأخواتها، ولماذا إصرار الإدارة الأمريكية على الحديث عن حرب طويلة الأمد على " الإرهاب " في الوقت الذي بات واضحاً للجميع أن الأرهاب وأدواته هو من خلق المركز الرأسمالي وحده.

الوظيفة الرئيسية لهذه الحملة هي بث حالة من الرعب في صفوف قوى الممانعة والمقاومة، وصولاً إلى إرغامهم على الإنضمام إلى ما يسمى بالتحالف الدولي ضد الإرهاب، الخطوة الأولى على طريق الإحتواء - إعادة انتاج سياسة الإحتواء المزدوج خلال الحرب العراقية الإيرانية - على شكل مهزلة؟؟؟

توسيع دائرة الرؤيا لتشمل الساحة الدولية، يظهر المعطيات التالية، صراع مباشر وغير مباشر  بين معسكرين :

دول المركز الرأسمالي العالمي الشائخ المأزوم، ومعسكر دول البريكس الفتي الناهض، حيث التصعيد وصل إلى حدوده القصوى، خلال السنوات القليلة الماضية، فهل حقق المركز الرأسمالي أهدافه من الحملة على دول البريكس وفي مقدمتها الإتحاد الروسي، لنرى :

·       معركة جورجيا عام ( 2009) : نجح الإتحاد الروسي من تحقيق هزيمة لمخطط المركز الرأسمالي وفرض شروطه.

·       معركة القرم عام (2014) : تم ضم القرم إلى الإتحاد الروسي وفشل مشروع المركز الرأسمالي من إقصاء روسيا عن البحر الأسود، قاعدة الانطلاق إلى البحر الأبيض المتوسط، لإقصاء روسيا عن ما يعرف بالمياه الدافئة.

·       معركة أوكرانيا، حيث تمكنت روسيا من قلب السحر على الساحر، فدخل نظام الإنقلاب الأوكراني، ومن خلفة المركز الرأسمالي، في أزمة خانقة متعددة المستويات، فلم تنجح المصيدة التي نصبت إلى روسيا، كما توهم المركز بأن يحصل ما حصل سابقاً بالنسبة للاتحاد السوفياتي في أفغنستان.

·       فشل محاولة إشعال ثورة ملونة في الصين ، إنطلاقاً من هونكونج، المدعومة من المركز الرأسمالي.

 

 

ورقة  النفط وإعلان الفشل :

يمكن إستنتاج أن المركز الرأسمالي العالمي مني بفشل ذريع في إنفاذ مخططاته على الصعيد الدولي وعلى صعيد المنطقة، ويظهر ذلك بوضوح بالغ في الإنعطافة التي حصلت خلال الأسابيع القليلة الماضية، حينما أرغم هذا المركز على إستخدام آخر الأوراق في معركته هذه ، بحسب المثل الشعبي الأردني : "هواة مقفي "  ، الضربة الأخيرة قبل إعلان الفشل،

والمقصود " إستخدام سعر النفط "

محاولة إستعادة أحداث عام 1985  حيث تم الإيعاز للمملكة السعودية بتخفيض أسعار النفط من   30 $ إلى  10 $ للبرميل الواحد، لإرغام الاتحاد السوفيتي على الاستسلام  ومن ثم الانهيار .  نجحت هذه الخطوة في إعلان إفلاس الإتحاد السوقياتي المالي، حيث لم يعد يمتلك من القطع الأجنبي ما يغطي إحتياجات الدولة والمجتمع، فحدثت الضربة القاضية الإنهيار، واليوم يحاول المركز الرأسمالي العالمي إعادة إنتاج هذه الواقعة، لكنها تبدو كمهزلة هذه المرة بسبب مجموعة من الأسباب، من أهمها :

·       أن خفض أسعار النفط سيؤثر بقوة على استراتيجية الولايات المتحدة النفطية ذاتها، التحول إلى دولة مصدرةر نتيجة استثمار الصخر الزيتي ، الذي لن يعود ذا جدوى إقتصادية إذا ما هبط سعر برميل النفط عن  75 $  للبرميل ( فقط رقم يخص الولايات المنتحدة، نتيجة كلف الإنتاج عندهم، ولا ينطبق على الأردن) ، حيث ستتأثر الولايات المتحدة بمقدار ما تتأثر روسيا وإيران المستهدفتان بهذا الإجراء.

·       خفض الأسعار سيؤثر على شركات النفط العملاقة التي بدأت بالبحث عن المكامن النفطية في مواقع مكلفة :  أعماق البحار والمحيطات والمناطق الجليدية.

·       المركز الرأسمالي مأزوم، وديونه تتخطى حدود إمكاناته، فمثلا الولايات المتحدة تبلغ مديونيتها المعلنة من قبلها ( 17.5 ) ترليون دولار وهي لا تتضمن الديون غير المعلنة في الصناديق الأخرى والتي تقدر مجموع المديونية بحوالي ( 85 ) ترليون دولار           ( روسيا اليوم) ،  وكذلك حال كافة دول المركز الرأسمالي الأخرى وبالأخص الإتحاد الأوروبي.

·       صعود حركات التحرر الوطني في أمريكا اللاتينية، الحديقة الخلفية للولايات المتحدة، وسيطرتها على ثرواتها النفطية.

سبق لنا في المبادرة الوطنية الأردنية أن قدمنا تحليلاً مبسطاً  للتحولات الجارية في العالم، أشرنا في حينه إلى  أنه لم يعد من سلاح سيستخدمه المركز الرأسمالي سوى الطاقة : المصادر والخطوط الناقلة لها، راجع  موقع المبادرة على الفيس بوك، تاريخ  17 / 4 / 2012   تحت عنوان،:

" عالم جديد يتشكل من عقدة تقاطع خطوط الطاقة – حمص – وعقدة جيوسياسية المنطقة – الأردن – "

نقتطف منه:

كيف يجري الصراع على الأرض بين المركز الرأسمالي الهابط وهذا التكتل الصاعد؟ هل يتخذ شكل الصراع السلمي؟ أم هل ينزلق نحو الصراع العسكري؟ وهل يمكن التنبؤ بنتائج هذا الصراع؟ ماهي معطيات القوة ومعطيات الضعف لدى كل طرف؟

 

·       المركز الرأسمالي وأتباعه:

·       أولا: لا يزال المركز الرأسمالي يمتلك قوة عسكرية هائلة، نووية وتكنولوجية واستخباراتية، تم استعمالها بكثافة نيران غير مسبوقة في تاريخ الحروب، في مواقع الصراع الحالية، تحت عنوان "الصدمة والرعب" لكنها فشلت في تحقيق أهدافها،

·       وثانياً: لا يزال المركز يمتلك قوة اقتصادية ضخمة، تستطيع فرض عقوبات اقتصادية عـلى الدول المعارضة، لكنه اقتصاد يعاني من أمراض المديونية والكساد،

·       وثالثاً: لا يزال المركز يمتلك تراكماً معرفياً كبيراً ، علمياً تقنياً  و إدارياً ، لكنه مأزوم

·       ورابعاً: يمتلك ماكنة إعلامية طاغية، تستند إلى سياسة "صناعة القبول وثقافة القطيع" لكنها بدأت تفقد مصداقيتها، وانكشفت ألاعيبها،

·       وخامساً: لا يزال المركز يهيمن على مواقع جيوسياسية هامة في العالم، ويهيمن على ثروات ومقدرات الدول التابعة، ولكن هذه الهيمنة بدأت قبضتها بالتراخي، بسبب عودة حركات التحرر العالمي إلى الفعل وتنامي دورها، وبسبب أن الانظمة التابعة لم تعد قادرة على مجاراة تطورات العصر. فكيف يمكن أن تضمن مجموعات التبعية الأتوقراطية والقوى الظلامية القرو – وسطية، الاستمرار في الحكم، بسبب التضارب بين البنية والوظيفة. وبالرغم من سيطرة شبكة الاتصالات العالمية الحديثة؟ فإن هنالك بوادر ظهور حالة تفكك تصيب المركز، خاصة في أوروبا، وإعادة تموضع لدول المعسكر الاشتراكي سابقاً، من جانب المركز إلى جانب روسيا الاتحادية حالياً.

·       تكتل البريكس وحلفاؤه:

·       أولا: تمتلك روسيا الاتحادية قوة عسكرية، وخاصة النووية منها، قد تضاهي الترسانة الأمريكية، بينما باقي دول التكتل لا تزال في طور النمو، ولا تقارن قدراتها العسكرية بالقدرة الأمريكية،

·       ثانياً: يمتلك البريكس وحلفاؤه قوة اقتصادية متينة ومنتجة، وآفاق تطورها مفتوحة للأمام لتوفر شروط نموها،

·       وثالثاً: يمتلك البريكس وحلفاؤه  تراكماً  معرفياً  يمكن البناء عليه بقوة في مجالات التنمية المنتجة،

·       ورابعاً: تعاني دول البريكس من ضعف كبير في مجال الإعلام، مقارنة بالقدرات الإعلامية للمركز الرأسمالي.

·       خامساً: تسعى دول البريكس لتأسيس نظام مالي بديل للنظام المالي العالمي، تأسيس صندوق نقد وبنك لتوجيه الاستثمارات على الصعيد العالمي، وخلق سلة عملات لتعزيز التبادل التجاري فيما بينها وبين حلفائها.

 

·       فأين يكمن سر الصراع الحالي؟

·        بالتأكيد الطاقة : الحلقة المركزية في الصراع . فالمركز الراسمالي لا يجرؤ على شن حروب، أياً كان طابعها ضد تحالف البريكس، ولا يستطيع فرض عقوبات اقتصادية فعالة ضده، فالأمر الوحيد المتاح له، هو السيطرة على مصادر الطاقة (النفط والغاز والصخر الزيتي) وطرق مرورها، والتي تشكل عصب الانتاج في العالم . فالدولة الوحيدة من دول البريكس التي تمتلك فائضا في الطاقة هي روسيا الاتحادية، ولكنها دولة مصدرة للطاقة، وبالتالي فعليها تأمين طرق مروره.

 

" كلكم للوطن والوطن لكم "

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا