<%@ Language=JavaScript %> المبادرة الوطنية الأردنية تداعيات الحرب على غزة

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

تداعيات الحرب على غزة

 

 

المبادرة الوطنية الأردنية

 

11  /  9  /  2014

صمود غزة في وجه العدوان الصهيوني، فاجأ  العدو والصديق، وأبرز بشكل قاطع حقائق لا بد من التأكيد عليها اليوم وبقوة :

·                 صوابية وأهمية التذكير بأن مبدأ " الإعتماد على الذات " هو الشرط الأساس والأول لتحقيق أهداف المشروع المطروح على جدول أعمال النضال الوطني، فها هي غزة المحاصرة والتي لا تتعدى مساحتها 350 كم2 تصمد وتخلق وقائع جديدة على أرض الصراع والنضال، وقبلها حقق انتصار المقاومة اللبنانية تحوّل حزب الله إلى قوة إقليمية يحسب له الحساب دولياً، والانتصارات التي يحققها أنصار حزب الله في اليمن جعلت منه القوة السياسية والعسكرية الكبرى في اليمن وفي منطقة الخليج العربي، فترداد مقولة ( يا وحدنا )  ثبت أنها لا تخدم سوى تبرير التنازلات على مدى عمر النضال الفلسطيني.

·                 أهمية تبني مبدأ " الثقة  بقدرات الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة الهائلة الكامنة " فصمود جماهير شعبنا الفلسطيني الأسطوري في غزة في وجه هذه الحرب المجنونة على المجتمع الفلسطيني وعلى شروط حياته، وصموده ضد هذا الحصار المجرم المفروض عليه من قبل الكيان الصهيوني وقوى التبعية العربية، هو الذي مكّن المقاومة من الصمود.

·                 شرطية الانتصار يتطلب إعتماد نهج بناء حركة تحرر وطني فلسطيني تضمن إنخراط (12 مليون) فلسطيني في معمعان النضال التحرري، أي حشد كافة الشرائح الوطنية الفلسطينية في الوطن وفي كافة أماكن الشتات، وعدم ترك غزة وحيدة تتحمل كلف النضال الوطني الفلسطيني، فبناء حركة تحرر وطني تعتمد مشروع متلازمية التحرر الوطني والتحرر الإجتماعي، هي الضامن لتحقيق أهداف النضال، وفي الوقت ذاته تشكل بديلاً موضوعياً عن منظومة الفصائل ، التي تعتمد على مبدأ استقطاب فصائلي ، يؤبد تفتيت المجتمع، عبر المحاصصة في المجتمع وفي مؤسسات العمل الوطني كافة ، وللأسف هذا ما يحدث الآن، وحدث على مدى عقود النضال الوطني، وتعزز بشكل مفجع فوراً بعد وقف إطلاق النار.

·                 شرطية الانتصار تتطلب أن يأتي بناء حركة التحرر الوطني الفلسطيني في سياق إعادة بناء حركة التحرر الوطني العربي، وهي عملية نقيض لمقولة ( يا  وحدنا ) .

 

مقدمات الحرب على غزة : ترابط الحلقات الدولية والإقليمية والمحلية

·                 على الصعيد الدولي: صراع شديد بين الإتحاد الروسي ومن خلفه دول البريكس من طرف، والولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها دول المركز الرأسمالي العالمي من طرف آخر، حيث صعّدت الولايات المتحدة التوتر مع الإتحاد الروسي عبر أوكرانيا، وتمدّد حلف الناتو باتجاه حدود روسيا، من أجل إطباق الحصار عليه، بالرغم من الخسارة التي لحقت بالمركز الرأسمالي العالمي في القرم والبحر الأسود لصالح روسيا، وقبلها في جورجيا، فاندفع – المركز-  بالتوجه نحو بحر البلطيق محاولاً توريط دول اسكندينافية في مشروع تطويق روسيا، وتوريط أوروبا في حرب التسلّح ضد روسيا، والعمل على التمدد عبر أدوات الإرهاب العالمي: القاعدة وبناتها وأخواتها،  باتجاه الهند، كما أعلن ذلك أيمن الظواهري، والتمدد في الصين .

·                 على الصعيد الإقليمي: صراع على عدة محاور، حرب دموية في سوريا ولبنان واليمن والعراق، بين محور المقاومة والممانعة من طرف، ومحور دول التبعية من طرف آخر، حرب عبر أدوات الإرهاب، التي تحظى برعاية المركز الرأسمالي ودول التبعية الإقليمية: تركيا ودول الخليج، مجموعات مسلحة إرهابية – قروسطية تابعة، جبهة النصرة والجيش السوري الحر والجبهة الإسلامية وداعش، التي يتم تسليحها وتدريبها وحشد مقاتلين لها عبر العالم، والتخطيط لهذه المجموعات والإشراف عليها من قبل خبراء عسكريين من دول الناتو ودول التبعية في المنطقة ، وإنشاء مراكز توجيه وتحكم لمتابعة حربهم على سوريا، وفي السياق ذاته تم تكليف داعش في التمدد نحو العراق، وعلى الجبهة الأخرى تحالف حزب الله مع سوريا في المعركة ضد قوى الإرهاب التابعة، وحملة أنصار حزب الله "الحوثيون" على عمران والجوف ضد قوى التبعية في السلطة وفي الأحزاب، وقيادة المعركة المطلبية الشعبية من أجل إسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة وإنفاذ مخرجات المؤتمر الوطني، وفي العراق حرب  معومة ومتداخلة بين المحورين.

·                 على الصعيد الفلسطيني: يحتدم الصراع منذ عدة سنوات بين قطبين تابعين، سلطة الحكم الذاتي في الضفة من طرف ، وسلطة حكم حماس في غزة من طرف آخر، فـتّـتت وحدة الشعب ومهدت للحملة الصهيونية الدموية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع : قتل وحرق وتدمير وسجن وتنسيق أمني بين السلطة والكيان الصهيوني، وقمع مشترك ضد المناضلين في الضفة ، سبق ومهد للحرب على غزة .

·                 الإنحيازات القاتلة لبعض الفصائل لمحور قوى التبعية في الصراع القائم على امتداد الوطن العربي وخاصة في سوريا، والتردد القاتل لفصائل أخرى .

 

 

ما بعد الحرب على غزة : تعمدت قوى الاستقطاب الفلسطيني الإعلان بصراحة عن مشروعين تابعين ونهجين تابعين :

مشروعان إعتمدا في الجوهر سياسة " العزل الجيوسياسي " بين غزة والضفة، في فترة الحرب وفي فترة الهدنة، اليمين الفلسطيني التبعي -  فتح وحماس - يسعيان إلى تكريس مرجعيتين للشعب الفلسطيني، مرجعية حماس بإسم " المقاومة" ومرجعية فتح بإسم           " المفاوضات " يرفع يمين فتح شعار سلطة سياسية واحدة في القطاع والضفة، هي بالفعل وفي الواقع سلطة تابعة، مقابل إنحياز واضح  للمكتب السياسي لحماس لصالح محور التبعية  قطر – تركيا – التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وثم وجه آخر له هو محور التبعية مصر - السعودية - الكيان الصهيوني:

مشروع حماس غير المعلن : غزة  " منطقة حرة " بميناء ضخم على البحر الأبيض مرتبط بطريق بري ونفق مع العقبة، ومن ثم طريق بري حول بحر الأحمر – بحر العرب –  الخليج العربي، طريق بري مع كافة دول الخليج العربي، ليصبح الميناء حلقة الوصل بين الخليج وأوربا تجارياً،

متكامل مع مشروع فتح غير المعلن : الضفة ضمن " كونفدرالية الأراضي المقدسة" الكيان الصهيوني – السلطة الفلسطينية – الأردن، مقدمة لمشروع "تكتل البحر الأبيض - بحر العرب" يتكون من دول الخليج وكونفدرالية الأراضي المقدسة.

فأين مشروع " القوى الوطنية والتقدمية واليسارية " الفلسطينية والعربية؟

لا يوجد مشروع بديل عن مشروع التحرر الوطني الذي يوحد ويحشد كافة شرائح الشعب الفلسطيني الوطنية الكادحة والمنتجة وفي كافة أماكن تواجدها (12 مليون ) فلسطيني، ومن خلفه حشد كافة الشرائح الوطنية العربية الكادحة والمنتجة على امتداد الوطن العربي ، لأنها شرائح لها مصلحة حقيقية في إنجاز مهمات مرحلة التحرر الوطني العربي ، المتمثلة في كسر التبعية وتحرير الإرادة السياسية وتحرير الثروات الطبيعية والمقدرات الوطنية الهائلة، وتحقيق التنمية المتمحورة حول الذات، وتحقيق وحدة الأمة.

مشروع التحرر الوطني هو المشروع التوحيدي الوحيد القادر على تخطي الإنقسام التاريخي لأدوات النضال الفلسطيني القائم.

مشروع التحرر الوطني هو الرافعة الحقيقية لمحاربة حالة التشرذم العربي، والكفيل بخلق حالة النهوض لهذه الأمة العربية.

مشروع التحرر الوطني هو المشروع الذي يمّلك هذه الأمة مشروعها الخاص بها المستقل بجانب مشاريع الأمم الأخرى التي تتصارع في هذه المنطقة، وهو المشروع الذي يعكس الحالة القائمة - حيث العرب  ساحة للصراع - إلى قوة من قوى الصراع.

 

" كلكم للوطن والوطن لكم "

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا