<%@ Language=JavaScript %> يحيى حرب غزوة عرسال رسالة السعودية!

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

غزوة عرسال رسالة السعودية!

 

 

يحيى حرب

 

 

فجأة ومن دون مقدمات موجبة قررت الجماعات الارهابية في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، شن هجومها على عناصر الجيش اللبناني ومواقعه حول بلدة عرسال وفي بعض جرودها.

الوجود العسكري اللبناني في تلك المنطقة لم يكن يشكل تهديدا للارهابيين الذين يتخذون من عرسال وجردها منطقة لجوء آمن، أمام محاولات الجيش السوري والمقاومة تنظيف هذه البؤر التي تشكل ازعاجا مستمرا وتهديدا مستقبليا محتملا.

بل ان عناصر الجيش اللبناني، تبعا للقرار السياسي وتعقيداته المذهبية في لبنان، شكلوا منطقة فصل بين القوات المتحاربة.. وجل ما كانوا يقومون به هو ضبط الوضع ومنع الاحتكاك، والقيام بالاعمال الروتينية التي تحفظ للجندي كرامته العسكرية.

الصدمة الاولى اصابت تيار المستقبل الموالي للسعودية بالذهول والارباك. وقد بدا ذلك واضحا في تصريحات مسؤوليه ورموزه المتناقضة وغير المستقرة، والتي انقسمت الى ثلاثة اتجاهات: احدها قام بتحريك الشارع السني بالشعارات والاتهامات المكررة دون اي جديد فيها، والتي تحاول الزج باسم حزب الله والضرب على وتر الصراع المذهبي، باعتبار ذلك ايسر السبل لحشد التأييد للإرهاب التكفيري باسم الدفاع عن اهل السنة، وتأمين الغطاء الشعبي اللازم لجماعات النصرة وداعش وبقية المنظمات والفصائل الارهابية.

واتجاه ثان واصل لعبة التستر باسم الشرعية والتمسك بالدولة، باعتبار ذلك كان سلاحه في وجه المقاومة للسنوات الماضية، حتى وان اقتضى ذلك ان تصبح هذه الشرعية في مواجهة المجموعات الارهابية التي يراهن عليها هذا التيار بمجمله لتغيير المعادلات السياسية لمصلحته.

والاتجاه الثالث لاذ بالصمت منتظرا التعليمات الواضحة من الجهات الخارجية المعروفة، وريثما يتم استيعاب الصدمة الاولى استعدادا لاعادة بوصلة تيار المستقبل الى الجهة التي تمثل موقفه وموقعه الطبيعي في هذه المرحلة، باعتباره البيئة الحاضنة سياسيا واعلاميا للجماعات الارهابية التي تقاتل في سوريا ولبنان خصوصا.

ولا شك ان الذين يراهنون على الخطاب المتعجل للرئيس سعد الحريري، سيكتشفون انهم يراهنون على سراب، لأن مجال المناورة محدود جدا هذه المرة امام مساعديه الذين يصيغون خطابه الاعلامي لابقائه في اطار منطق رجل الدولة، بينما يمارس تياره مهمة التجييش المذهبي وحماية المجموعات الارهابية وضرب الجيش اللبناني والدولة في الصميم، من خلال اذكاء الفتنة المذهبية التي باتت حكرا على بيئته الحاضنة تقريبا في لبنان.

اذ ان استراتيجية واضحة بدأ تنفيذها منذ الساعات الاولى للاجتماع الامني الطارئ لبحث الوضع في عرسال بعد ان سقط للجيش أكثر من خمسة عشر شهيدا وعشرين جريحا والعشرات من الاسرى والمفقودين.

وتقوم هذه الاستراتيجية على المحافظة على خطاب اعلامي مؤيد للجيش، وبذل الجهد لمنع ترجمة هذا التأييد الى سياسة ملموسة تطلق يد هذا الجيش الوطني في مواجهة الارهابيين، وتمنع تسليحه وتأمين الغطاء السياسي له، وتطرح المبادرات لعرقلة الجهد العسكري وحماية المسلحين تحت ذريعة الهدنة الانسانية والحفاظ على المدنيين، الذين تحولوا بفضل انصار تيار المستقبل وممثليه في البلدة، الى اكياس رمل ودروع بشرية لحماية الارهابيين، الذين احتلوا البلدة وهاجموا معسكرات الجيش فيها، ومنعوا السكان من مغادرتها.

وقد بات معروفا ان تيار المستقبل لا يملك اي استراتيجية او سياسة محلية، بل انه في مرات سابقة اضطر الى التراجع عن اتفاقات وقعها مع مناوئيه السياسيين تحت الضغط السعودي، دون الحفاظ حتى على ماء الوجه، بل ان محادثاته الاخيرة مع التيار الوطني الحر لم تفض الى اي نتيجة بشأن انتخابات رئاسة الجمهورية، لأن راعيه الاقليمي لم يحسم امره بعد في هذا الخصوص.

ومن الواضح ان ما يبدو مباغتا لتيار المستقبل وحلفائه في الداخل هو ليس كذلك على الاطلاق للمراقبين من خارج الدائرة المغلقة.

فغزوة عرسال جاءت بأوامر سعودية مباشرة، في محاولة لارباك محور المقاومة، من جهة، والتعويض عن الخسارة التي مني بها المحور السعودي الاسرائيلي امام المحور التركي الايراني عبر افشال المبادرة المصرية في غزة، من جهة ثانية.

فالسعودية التي تقف خلف ما عرف بالمبادرة المصرية، ارادت ان تستغل الوضع المأسوي في غزة للامساك بهذه البؤرة المتفجرة وانتزاعها من يد خصومها الاقليميين، حيث تتقاطع المصالح التركية والايرانية لدعم حماس والجهاد الاسلامي وفصائل المقاومة والدفع في اتجاه تحقيق نصر سياسي للفلسطينيين في مواجهة آلة الدمار والقتل الاسرائيلية، وهو ما تعتبره الرياض اخلالا فادحا بالتوازن القائم، حيث بات إغلاق معبر رفح وخنق المقاومة في غزة مرتكزا رئيسيا لسياسة محور الاعتدال العربي في مواجهة محور المقاومة.

واذا كانت السعودية غير قادرة على تفجير الوضع في لبنان بشكل شامل، وجره الى اتون الصراع الارهابي المفتوح كما فعلت في سوريا والعراق، لتعارض ذلك مع الاستراتيجية الاميركية المرحلية، فإنها تبقى قادرة على المناورة في الهامش المتاح لها لتوجيه الرسائل الى القوى الاقليمية، في لعبة العض على الاصابع وتحسين المواقع، بانتظار الحل الخارجي لأزمات المنطقة.

لذا فإن تيار المستقبل لا يملك الا ان يماطل ويسوف عبر المواقع الرسمية التي يهيمن عليها، لمنع الحسم العسكري، بل لتكبيل يد المؤسسة العسكرية عن القيام بواجبها المبدئي في منع تسلل المجموعات الارهابية والحفاظ على كرامتها ومعنويات جنودها، حتى ولو كان ذلك على حساب دماء شهداء الجيش والضحايا المدنيين الابرياء، وعلى حساب امن الوطن ووحدة ابنائه.

ولا شك ان تيار المستقبل يجد نفسه في موقف حرج، وهو مضطر للتوفيق بين الضغوط الخارجية عليه لمنع محاصرة البؤر الارهابية والعزلة السياسية المتزايدة في الداخل.

اذ كان لافتا للمراقبين خروج قائد الجيش اللبناني للرد مباشرة على رموز تيار المستقبل في الشمال، داحضا تحريضهم المذهبي، ومشددا على أن ما حصل أخطر بكثير مما يعتقده البعض وأن الجيش لن يسمح بانتقال ما يحصل في العراق وسوريا إلى لبنان.

كما كان مدعاة للتوقف عنده ما اعلنه النائب وليد جنبلاط وتشديده على ضرورة ضرب الارهاب الذي حدده بالاسم والتحذير من تغيير خرائط المنطقة.. بينما يجمع المسيحيون على دعم الجيش وسط قلق بالغ في اوساطهم من تمدد الارهاب التكفيري الى لبنان وتكرار تجربة تهجير المسيحيين كما حصل في العراق مؤخرا، اضافة الى ما يمثله تيار المقاومة الذي يتصدى بالفعل لهذا الارهاب بطرق شتى. 

                                  

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا