<%@ Language=JavaScript %> هشام الهبيشان الأستعمار والدور القديم الجد يد للعبة ,"فرق تسد ؟؟!"

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الأستعمار والدور القديم الجديد للعبة ,"فرق تسد ؟؟!"

 

 

هشام الهبيشان

أن التعريف السياسي والعسكري  لمصطلح "فرق تسد" هو مصطلح سياسي عسكري أقتصادي ويعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها كذلك يتطرق المصطلح للقوى المتفرقة التي لم يسبق أن اتحدت والتي يراد منعها من الاتحاد وتشكيل قوة كبيرة يصعب التعامل معها,,

 

وسياسة فرق تسد ليست بسياسة جديدة بل هي قديمة قدم السياسة نفسها حيث طبقها السومريون والمصريون واليونانيون القدماء لتفكيك قوى أعدائهم وتحييد هذه القوى من خلال توجيهها داخليا واحدة ضد الأخرى,, والاستعمار في شكله الحالي ومنذ نشأته في بداية سبعينات القرن التاسع عشر طبق هذا الأسلوب القديم في السياسة لنفس الأغراض والأهداف ومن أجل إضفاء الشرعية على احتلاله ,,

 
ويبدو أن سياسة فرق تسد تأتي بعد مرحلة فرق تغزو، لأن استعباد شعب ما والاستيلاء على أراضيه وثرواته يتطلب أولا إنهاك قواها العسكرية والاقتصادية لغرض تسهيل العملية وتقليص تكاليفها, وهذا يتم عادة من خلال إثارة الفتن الطائفية والتحريض على العنصرية ونشر روح الانتقام بين الطوائف والطبقات المكونة لهذا الشعب وإشعال حروب داخلية وخارجية تنتهى بإنهاك قوى كافة الأطراف،،

 

 

 وفي ذات السياق فقد صدر قبل فتره وجيزه من الزمن كتابان يتحدثان عن هذا المفهوم وسياسة الغرب الاستعماري في توثيق هذا المفهوم في الدول المستعمره ,,والمؤلفان هم بريطانيان لكن لكل منهما رأيآ يتناقض مع الآخر في هذه السياسة ولمعرفة السبب لا بد من بعض المعلومات عنهما، فالأول مارك كيرتيس هو الصحفي والمستشار الذي عمل سابقا  في المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام" ففي كتابه "شؤون سرية "الصادر في عام 2010 الذي كرسه لفضح تواطؤ بريطانيا مع الاسلام الاصولي،، فقد ردد كثيرا الاشارة الى سياسة بلده" فرق تسد "وأدانها ادانة كاملة، وله من قبل كتابان في قائمة الكتب الاكثر مبيعا هما" شبكة الخداع / دور بريطانيا الحقيقي في العالم و "اللاشعب / الإساءات البريطانية السرية لحقوق الانسان"، والمؤلف الآخر السير أليك كيركبرايد ففي كتابه "قعقعة الشوك / خبرات في الشرق الاوسط" الصادر في عام 1956 اتهم الحليفة؟! فرنسا بانتهاج هذه السياسة وذكر أنها كانت تعتمدها في التفريق بين الطوائف في لبنان وسوريا خدمة لاغراضها ,,

 

وبذلك يتضح أن سبب التناقض بين الكاتبين ليس المرحلة والزمان انما سياسة قائمة على الهدم والتقسيم الذي يسبق البناء فمثلا الحجر العظيم من الصعب السيطرة علية او حمله او استعماله دون ان نقسه ونهدمه الى اجزاء صغيره وذلك من اجل بنائة من جديد وفق منهج الذي قام بتحطيمه ومن هنا فهو يعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها،،

 

 نعم إن سياسة الاستعمار هي كذلك، ولا يخفى ذلك على أحد،، ومع هذا ينطلي ذلك على الشعوب وتقبل به، وتبدأ بالمطالبة به أي أن البلد تمزق إلى أقليات كما يسمونها، ومن ثم تقوم الدول المستعمرة بتحريض هذه المجموعات البشرية على المطالبة بما يسمى بحقوق الأقليات التي أفرزتها هذه الدول ومنها حق تقرير المصير،، ويمدون هذه المجموعات البشرية التي سميت بالأقليات بالسلاح والمال والخبراء، وبالعملاء والجواسيس، وبالخبرات وبالقيادات العميلة، ويدعمونها بالدعاية والإعلام والمؤتمرات الإقليمية والدولية ... وإصدار القرارات في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن وفي المؤسسات الدولية الأخرى، وممارسة الضغوطات على البلد الذي سيجزأ، وفرض الحصار عليه ومقاطعته، وتهديده بالتدخل، و القيام بتجميد أمواله وممتلكاته، وإيقاف المساعدات والقروض عنه، وإغلاق أجوائه أمام تحليق الطيران، وإلى غير ذلك من وسائل وأساليب الحرب,,



ويؤسسون لتلك المجموعات البشرية التي يهيئونها لأن تسمى أقلية الأحزاب القومية والوطنية، ويصنعون لها القادة العظام الملهمين,, ويحيون لها لغاتها التي ربما تكون ميتة ويطورونها ويخطون خطوطها وأحرفها ويقعدون قواعدها، ويختلقون لها تراثا ثقافيا وفلكلورآ أو رقصا شعبيا كما يسمونه، ويبرزون عاداتها وتقاليدها كأنها أعمال مقدسة، ويحيون طقوسها الدينية، ويكتبون لها تاريخا حافلا بالأمجاد القومية! ويخطون لها حدودا جغرافية، ويوزعون الخرائط على المدارس وعلى المحافل والمؤسسات الدولية والإعلامية، ويرسمون لها علما بألوان زاهية، ويؤلفون لها نشيدا وطنيا ويختارون لها موسيقى القرب أو ما يشبهها لتعزف كلما ارتحل أو حط قائدها الرمز أو الفعلي! ومن ثم يقولون إن هذا الشعب شعب آخر يجب أن يأخذ استقلاله وهويته، فلزم أن تعطوه حق تقرير مصيره,,
 
 

وبالنهايه,,و للاسف اقول ان هذا الواقع المتجسد لهذا المفهوم هو واقع الامه العربيه والاسلاميه وهو الواقع المعاش للأسف فحركات الانفصال وفق هذا المفهوم بدأت بالازدياد وكل هذا يتم والعرب والمسلمون يصفقون له ويعترفون بشرعيته المصطنعه فهل من صحوه ولو متأخره ياعرب تنقذ نا مما نحن فيه...

 

 

*كاتب وناشط سياسي –الاردن.

 

hesham.awamleh@yahoo.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا