<%@ Language=JavaScript %> حسن حاتم المذكور نساء في مجلس ذكوري

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

 

نساء في مجلس ذكوري

 

 

حسن حاتم المذكور 

 

 

المرأة , ام واخت وزوجة , من تلك المسؤوليات تكونت شخصيتها منذ سقوطها عن عرشها ملكة وآلهة قبل الاف السنين , حيث دفعت بها اقدار الأنحطاط الى اسفل درك في طبقات المظالم , الغي دورها وتغيرت وظيفتها وتأقلمت حياتها مع سوء واقعها , فحصنت نفسها بالصبر والشجاعة وحكمة التدبير ورجاحة العقل وتحدي الخذلان الذكوري, الخوف من السطوة العضلية للرجل او اجتياح الضرة (الشريكة) لتصادر المتبقي من ادميتها , حيث داخل كل امرأة ضرة تجفف فيها العواطف الأنسانية , الكلفة الباهظة لهذا الخوف المشرعن , يدفعها الى الأعتصام بحبل واجب الأمومة الأقدس من سواه .

لسوء حظنا , لم تشكل النساء في المجلس 75% , لأختلف الأمر تماماً , ومن سوء حظنا ايضاً, كل منا له ثقبه الأعلامي الذي يلائم مزاجه الطائفي العرقي لمتابعة الأدوار التي تمثل داخل المجلس, كمن يتابع سباق الخيل, نتزاحم ونتكاره ويصدم بعضنا الآخر, كل منا منحاز لأحصنته, ومن حسن حظنا, هناك في العتمة , ثمة اضاءات نسائية  تخترق ستار البهلوانيات الأستعراضية التي تدار من خلفه صفقات الأختلاس  والفساد والعمالة واكياس للشرف يجمعون فيها حصاد صفقاتهم التوافقية, فواجع وجدت بيئتها مثالية في الواقع العراقي, وفي ضمير المواطن لذة لأجترار الألم .

السيدات النائبات: الدكتورة حنان الفتلاوي وعالية نصيف وسميرة الموسوي, وفي مثل تلك الأجواء الخانقة, يتنفسن برئة الوطنية العراقية, يسلطن الأضواء على اوكار الصفقات, تحد غير مسبوق ومواجهات غير متكافئة, يحتلن مواقع رجال نتفت فضائح اللصوصية شواربهم, يكبرن في عيون العراقيين والوطن, ويصغر امامهن الحشر الفاسد حتى ولو انتصر الى حين, ارادة النساء تفتح ثغرات تتدفق منها الحقائق والوقائع, ليصبح الوعي المجتمعي شاهد .

كم قالوا وكتبوا افتراءات بحق السيدات, اشاعات واكاذيب وبذاءات تسقيط, ثبتن على مواقفهن, قررن ان ينتصرن من فوهة صناديق الأقتراع, ففزن بجدارة, الرائع في الأمر, الدكتورة حنان الفتلاوي, حصلت في مدينتها فقط على اصوات اكثر مما حصل عليه كتلتين رئيسيتين من التحالف الوطني, من سنصدق وبمن سنثق, ثرثرة الأعلام المأجور, ام ثقة واصوات اهلها في مدينة الحلة..؟؟ .

لا نريد التقليل من شأن بعض الأخوات في مجلس النواب حتى ولو كان العدد اقل من القليل , ما يؤسفنا, انهن لا يملكن جرأة التحدي ليخرجن من تحت وصاية رئيس الكتلة او الأئتلاف ويرفضن العبودية المجانية, الأمر محزن لنا ولهن اكثر, نقطة الأنعتاق تبدأ من ردة فعل لتحرير الذات, الأمر ليس مستحيلاً, مع ان الأستسلام للعادة لا يلغيها الا حزم التمرد, درس سيتعلمنه من المواقف الوطنية الشجاعة لأخواتهن, وان خسرن اسمال رئأسة الكتله, سيكسبن ثوب الرأي العام الأكثر بهاء .

الأعلام المأجور, لم يتعض من هزيمته امام المرأة العراقية, ولم يقر المجلس الذكوري رخاوته امام صلابتها, لو رشحنا مثلاً, لرئاسة الجمهورية, كل من السيد فؤاد معصوم الفائز بمقعد (الزحف), منافساً للدكتورة حنان الفتلاوي, التي فازت بثقة واصوات اغلب مواطني الحلة, فمن سيفوز برئأسة الجمهورية استحقاً انتخابياً...؟؟؟, وان كانت ملابسات صفقة ازاحة المالكي عن رئأسة الحكومة, اليس من الحكمة والمنطق والشجاعة ان ترشح حنان الفتلاوي الأكثر اصواتاً بعد المالكي من داخل التحالف الوطني, الكونها امرأة يتم تجاهل الرأي العام الذي منحها الثقة والأصوات, ان لم يكن هذا مخجلاً, فهل لدى مجلس النواب تفسيراً اقل فضائحية على الأقل..؟؟.

سنكون سعداء لو ان كتلة نسائية متجانسة عابرة للطائفية والقومية تتشكل من داخل مجلس النواب, يتنفس فيها الرأي العام كبريائه ومن وجوههن يستعيد العراق اشراقته ويبلغ امل الناس قطافه, صمت العراق لا يحتمل الآن صمته, كلمته الأخيرة نضجت على شفاه النساء وصرختها لا تقبل التأجيل, بنات العراق, امهات واخوات وزوجات, قادرات على تحمل اعباء النهضة, فللأنوثة هوية وطنية وصبر جميل وشجاعة ذات عمق حضاري, المرأة العراقية يليق بها ان تتصدر مهام الأصلاح والتغيير, ومن يجهل نفسه لا يفهم ان للمرأة ادوار .

هل سيدرك الرجل العراقي , ان المرأة العراقية, اذا منحت حقها من الأحترام والحب والحرية والكرامة, ستعطي اكثر مما تاخذ, ستحرره من موروثات  مشوه وعقد ضارة, تساعده على ان ينهض من كبوته ويستعيد ما فقده من ارثه الحضاري, انهن ملكات وآلهات للخير والخصب والبركة والأمن الروحي وركائز للسلم المجتمعي, عليه ومن اجله طبعاً, ان يترجل عن صهوة كبريائه ويخلع اسمال جاهليته ويتحلى بشجاعة الأعتذارعن تاريخ مظالم نصفه وشريكة حياته, اننا في الواقع, ننكل بأنفسنا اذا ما اسئنا الى كرامة المرأة  .

ان التشويهات والأكاذيب واشاعات التسقيط, لا تصدر الا من بيئة منحطة, لو كانت هناك قوانين تجرم الألسن والأقلام المسيئة, لصدرت بحقها احكام الأعدام حتى القطع .

يقول او يكتب البعض, على ان هناك لبوات في مجلس النواب, اذن ينبغي ان يكون في الهناك اسود ايضاً!! , في اعتقادي , انهن اسود بذاتهن , اعضاء مجلس النواب بأغلبيته ليس الا ثعالب, لا يصلحون حتى ان يكونوا لبوات .

 

05 /  11 / 2014     ـــ

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا