<%@ Language=JavaScript %> حسن حاتم المذكور من يفجر ويهجر المسيحيين اذن ... ؟؟؟ .

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

من يفجر ويهجر المسيحيين اذن ... ؟

 

 

حسن حاتم المذكور

 

العراق : عليه ان يغادر قشرة هجين العملية السياسية , ليرى نفسه ـــ مفجراً مهجراً مجتثاً , ومن داخله يفتت مشروع التقسيم اجزاءه , يمسح حروفه , يلغي اسمه , يفرغه من معناه وحقائقه التاريخية والحضارية , ثم يرميه وينسى, عراق شكلت كيانه جينات تركبت عبر الاف السنين من ـــ شروگية ومسيحيين وفيلية وصابئة مندائيين وايزيديين ويهود , نزحت اليه اقوام واندمجت في كيانه , دخلته حضارات وثقافات, تعايشت وانصهرت ببعضها حضارة لوادي الرافدين, نشاءت فيه اديان ونزحت اليه اخرى وتعايشت قيم ومباديء للتسامح والمحبة والبناء المشترك , دخلته غزاة وسحقته حروب وانسحقت عليه , عفوية التعايش السلمي والأزدهار الحضاري الأقتصادي كانت الغالبة , هوية وطنية مشتركة .

بحضور جمع من الأساتذة , سألت اكاديمي مسيحي ..

ـــ من يفجر ويهجر ويسلب المسيحيين ... ومن المستفيد  .. العرب المسلمين مثلاً ام داعش ام من ... ؟؟؟ .

ـــ اجاب : " لا يا صديقي , انهم من ادخلوا داعش ... المشروع القديم الجديد دائماً , التوراتي الصهيوني الأمريكي , ان يخلق في خاصرة شعوب الهلال الخصيب اسرائيل ثانية , فكان الشمال العراقي , المنطقة الأخصب في مخيلتهم , وفي مقدمة اجندتهم اخلاء المنطقة من المكونات العراقية ــ الأصل ــ خاصة المسيحيين والأيزيديين والشبك , وعرب الطوائف المسلمة عراقية الجذور , في هذا المشروع الأستئصالي الأستئطاني, تورطت اغلب القيادات الكوردية , وابتلى به الشعب الكوردي مدفوعاً نحو مستقبل , سوف لن يكون اقل سواداً من مستقبل المكونات العراقية الأخرى " .

ليس هنا بصدد نسبة التوافق مع الأستاذ الكريم , بقدر ما خلخل الحديث عفش الذاكرة وايقض ما كان يقلقني بالنسبة لمستقبل المكونات العراقية في الشمال , حيث كنا وفداً للتضامن مع مسيحيي العراق اثنا حملة التهجير عام 2008 في الموصل وسهل نينوى , هناك وجهنا للعوائل المهجرة , ذات السؤال .

من هجركم ... ومن المستفيد , وهل هم المسلمين العرب كما يشاع هنا ... ؟؟؟ .

ـــ لا ... ابداً اجابوا : اخوتنا من الطوائف الأسلامية تضامنوا معنا تألموا لمصابنا , وبعضهم تحملوا مسؤولية اسكان جزء من عوائلهم في بيوتنا للحفاظ عليها حتى لا تصادر , بكوا وبكينا عندما افترقنا , ونحن على اتصال بهم ( 1 ) .

ـــ اذن : من هجركم ... ؟؟؟ .

امتنعوا عن الأجابة , وطلبوا منا عدم نشر خبر المقابلة , كما رفضوا اخذ صور تذكارية معهم , كانوا في حالة خوف وذعر , ونحن نغادر باب دار احدهم التحق بنا ثلاثة شباب وهمسوا لنا " نحن في حماية من هجرنا ... الناس تخاف " .

استوعبنا الأشارة وكنا السيدة تيرزا اشو ( ام ميسون ) وانا .

في اربيل التقينا مع شاب في مكتبه , قدمته الأخت تيرزا اشو  " الأستاذ ( ... ) مسؤول محافظة اربيل للحزب الديمقراطي الكوردستاني " , اخبرناه بمهمتنا  وطلبنا منه الحماية , اجاب " يمكنكم زيارة المهجرين , لكن نعتذر عن الحماية , التواجد هناك خطر , فأحذروا رجاءً , بعدها تكفل المجلس الشعبي مشكوراً بتجهيز سيارة وسائق لمرافقتنا .

التقينا واساتذة مسيحيين في مدينة ( برطله ) , بعد اللقاء , رغبنا ان نلتقي مع المهجرين في اماكن اخرى ’ ونحن في الطريق تلقت السيدة تيرزا اشو هاتفاً , التفت وقالت " يجب ان نغادر " سالتها : لماذا ؟؟؟ , اجابت : بعد مغادرتنا بعشرة دقائق , تم في ذات المكان الذي كنا متواجدون فيه تفجيراً , قتل شخص وجرح اربعة , وعلينا ان نغادر الى دهوك , من المستهدف ؟؟؟ سألتها , الوفد طبعاً .. اجابت , لكننا لم نقم بما يخالف قوانين الأقليم ؟؟؟ سألتها , لم تجب , غادرنا الى دهوك , قضيت شخصياً ليلة في مركز ثقافي للمجلس الشعبي ــ كانوا كرماء ودودون جداً ـــ , في اليوم التالي واصلنا رحلتنا الى كركوك , استضافتني الكنيسة اقامة ومبيت داخلها , بعدها غادرنا الى بغداد , وفي المنطقة الخضراء  التقينا مع النائب الدكتور ( ... ) الآن وزيراً واخبرته : بما ذكره المهجرون " نحن في حماية من هجرنا " , اجاب " نعلم ذلك جيداً " .

من يهجر المسيحيين اذن ... ؟؟؟ .

الجواب على طاولة الحكومة , لا نعلم حجم المساحة المسموح بها لمصارحة الشعب العراقي , تؤكد الدلائل على تورط اغلب القيادات الكورية , ومنها البرزانية بشل خاص , في مشروع تجزءة العراق وتقاسمه , ليسهل اقامة الكيان المجهول الهوية , وما هو حجم الجغرافية التي ستقطع لاحقاً ..؟ ثم طبيعة تعامل الدولة مع الأختراقات الأسرائيلية الأقليمية لكيانها , حيث رئيس جمهوريتها ووزير خارجيتها ووزارات سيادية ومؤسسات واجهزة وافواج حماية وكتلة نيابية وسفارات وقنصليات يديرها ويتحكم بوظائفها الرئيس الأستفتائي للأقليم ...؟؟؟ .

اسرار الدولة العراقية الآن في مزاد اقليمي دولي على الهواء, مجلس نواب, كأنه يعقد في الكنيست , وحكومة تجتمع في احدى مقاهي تل ابيب , انها الكارثة والفضيحة معاً , من يقول غير ذلك , سأهتف له .

اسئلة تبتلع اسئلة , واجوبة تولد ميتة , وكتل عربية اسلامية تقاتل وتخسر نفسها , رئيس مجلس نواب عراقي , بعد انتخابه بساعات , يغادر بملفاته حيث عرين مسعود , ليعرض عليه مكشوفه ومستوره , وربما تهنئته بأستقطاع كركور والمتنازع عليها وتطبيق المادة ( 140 ) من طرف واحد , طائفيي ( انفسنا ) كاللبؤات , ترفع ذيولها بعد ان ينتهي الذكور من خنق اشبالها , وبعد ان تتمدد الأسترجاعات , ويصبح البرزاني الأوحد , مندوبنا السامي , يعين من هناك الرئآسات الثلاثة , سيهز الطائفيون اكتاف الخيانات القادمة . .  

كمن يحاول شرب الحليب من مراضع النمل , نحاول التوافق مع متحدون والوطنية والعربية لنعيد بناء دولة مدنية مؤسساتية !!! ونشارك قيادات مسعود لحماية وطن مشترك !!! ومن كيانات جفت مستنقعاتها من داخل التحالف الوطني , ان تحترم التزاماتها ازاء الديمقراطية والأستحقاق الأنتخابي , ومن امريكا ان تقصف داعش مشروعها , انها عبثية نهج سيفرغ العراق من اهله  .

الرأي العام العراقي مكبوساً في ذاته , ان كنا صادقين معه , علينا ان نخرجه من داخله , لنوفر له فرصة ان يرى نفسه من خارجها بشكل افضل , وقبل ان ينكسر الوعي تماماً , وتضمحل الأرادة المجتمعية ,  علينا ان نبدأ التغيير والبصرة عامرة , بعد خرابها , سيفجر العراق ويهجر , ويتقطع جغرافية وشعب بين ضفة غربية وغزة عراقيتين ( لا سامح اللـه ) تحت رحمة الكيان القادم .

( 1 ) : بعد مرور الأزمة عاد المسيحيين الى بيوتهم , استلموها كاملة عامرة .

 

24.07.2014

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا