<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن المعركة تقود العبادي، أم العكس؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

المعركة تقود العبادي، أم العكس؟

 

 

حمزة الحسن

 

 

لم نعد نعرف من يقود:
هل العبادي يقود المعركة ضد داعش، ام ان المعركة تقوده؟

كل ما يستطيع ان يفعله هذا الرجل الذي لا يعرف شيئاً في قضايا الحرب، لا فن القيادة ولا خصائص الاسلحة ولا قيادة فرقة عسكرية، او حتى فرقة موسيقية، ولا الهجوم والهجوم المضاد، ولا قراءة الخرائط العسكرية،
عدا خريطة واحدة معدة لساعة الضيق من الحرس الخاص، كل ما يفعله عندما تقترب داعش من ثكنة أو بلدة
او مطار هو طلب النجدة من الطيران الامريكي، ويجلس مثل أي بائع شاي على الطريق وامامه راديو على علبة دهن فارغة لسماع اخبار المعارك.

من الذي ورط هذا الرجل في قيادة العراق في مرحلة تحول صعب، وساعة منعطف؟
بل كيف قبل هو أن يتورط بمهمة ضخمة أكبر من طاقته، ومسؤولية غير قادر عليها وترك مصير شعب تحت السكين؟ اذا كان السيد العبادي يعتقد ان المعركة مع داعش والتحالف المسلح العريض معها، وخلاياها النائمة المنتظرة لاحداث فوضى عامة في أي مكان، كالمعركة الخفية مع غريمه المالكي، معركة مكائد وحيل وفخاخ ودسائس، فهذا الاعتقاد سيقوده ويقودنا الى تهلكة أكبر من هذه لأن قواعد اللعبة هنا ليست هي هناك،
والصراع مع غريم سياسي عراقي ليس هو نفسه الصراع مع غريم مسلح من نوع داعش، وقوى كبرى وصغرى،
لأن الصراع مع المالكي ، مثلاً، قد استغرق وقتا طويلا من الحفر تحت زعيم حزبه، مع بقاء مظهر العلاقة الخارجي سليماً، حتى وقع الاخير في الحفرة، وهو سلوك لا يتعلمه الانسان في يوم أو عام بل سلوك باطني عميق ومغطى،
وأوقعنا معه في الحفرة التي صارت هاوية تتسع للمزيد.

الكوارث العسكرية في زمن العبادي القصير أكبر وأخطر من كوارث من سبقوه، ونحن في بداية الطريق وربما 30 عاما، ومع ذلك لا تلقى المسؤولية على " جيش العبادي" كما في السابق، بل على نقص الغارات أو تقصير من ضباط وجنود أو نقص في المعلومات الاستخباراتية أو أخطاء تقنية، وهي امور لم تكن تقال سابقاً، كما لو ان هذه ليست من مسؤولية رئيس الوزراء والقائد العام بل من صنع أشباح.

بل حتى ماتزال لعنة الغريم السابق مستمرة لتبرير الهروب من المسؤولية في القول: العبادي يدفع ثمن اخطاء المالكي، كما كان هذا يقول انه يدفع ثمن اخطاء الدكتاتور السابق، والدكتاتور لم يردد بدوره هذه الاسطوانة لأن غطرسة القوة والعظمة لا تعترف بوجود أخطاء، ولا مخطئين، هناك خيانات وخونة،
ويزيل الاثنين من الوجود من دون أي علاج أو حوار.
بهذه الطريقة حقق الدكتاتور" الانسجام" الاجتماعي" و " الهدوء والأمن" كما في اية مقبرة.

هزائم العبادي هي انتكاسات أيضاً، لكن أخطاء السابق جرائم... الخ لغة لا تصلح لقيادة دولة بل عصابات،
وهناك اعلام خليجي وغربي وامريكي" ينظف" كل شيء خلف العبادي:
المذابح، وسقوط الرؤوس والمدن، وغياب الأفق، وهذا متوقع.

أما اذا كان الرجل قد وضع على رأس مهمة كشكل واطار وفزاعة طيور،
مع الوعد المسبق ان من يدير شؤون الحرب والسياسة في العراق هم حلفاء العبادي،
ومهمته الوحيدة هي نفخ الاوداج أمام الكاميرات، وارعاب الرفاق القدامى بفتح السجلات الخفية،
مع خطابات نارية عن اصلاح وتغيير، فهذا الدور لا يليق به كانسان وكرجل دولة مسؤول،
اذا لم يُحساب اليوم أو غداً على الاخطاء الفادحة التي تتوالى، فيسدفع الثمن غير المتوقع من أطراف كثيرة ليست داعش سوى واحدة من هذه الاطراف.

هل التمنيات والصلاة والمدح والرجاء في أن ينجح العبادي سينفع، وهو في مؤسسة حكم من التأسيس 2003، هٌندست على الأزمات وتراكم صلاحيات، ووضع أعداءً في تناقض عدائي حاد، لكي لا يكون هتاك أي قرار وطني سيادي بلا عرقلة من أطراف تتكتل على عجل؟
هل تنفع التمنيات بصيد وفير لصياد في قارب مثقوب؟
والطيران بمظلة مثقوبة؟

لكي تصبح كناسا او منظفا في مؤسسة أو منزل في اوروبا، يجب ان يكون عندك دورة تأهيلية عن العمل وانواع مواد الغسيل وطبيعة كل طلاء وزجاج والقماش المناسب للمسح، ولكي تربى كلبا في منزلك،
عليك ادخاله في مدرسة( تدريب الكلاب) على قواعد العيش في منزل من قضاء الحاجة،
الى قواعد الجلوس والانتظار وطريقة المشي واللغة الاشارية، ولكي تربي ارانب منزلية، عليك أن تعرف لغتها:

في اقل من يومين تعلمت لغة الارانب عبر كتاب مصور:
اذا نام متهدل الاذنين، فهذا يعني انه مريض،
واذا وقف منتصبا على قائمتيه الخلفيتين،
وعيونه جاحظة كعضو برلماني يوم قبض الراتب،
فهو في وضع حراسة، واذا كان منبطحاً على الأرض ــــ مثل العبادي ــــ فهو في حالة خوف من عدو مقبل،
اما اذا كان قد وقف على قائمتيه الاماميتين، ومؤخرته بارزة الى الاعلى، فهو يقول بكل وضوح ان الطريق للقضاء على الارهاب وبناء السلم الأهلي في العراق، على يد السيد العبادي يمر من " هنا" من الجزء الخلفي المرفوع والبارز.

كيف يمكن لرئيس وزراء تحمل مسؤولية دولة، في ساعة منعطف، دون أن يعرف شيئاً عن فن ادارة الدولة في زمن الحرب، وكل مؤهله الوحيد انه يعرف في الحاسوب، والظهور الجديد بمظهر صارم يتناقض مع صوره القديمة كانسان هادئ ورقيق، كما لو ان كل ما تعلمه من فن قيادة الدولة في العراق  هو أن تكون ديكاً؟

اطفال المدارس في اوروبا يتعلمون مبكرا الحاسوب وغيره، في حين أن مؤهل العبادي الاخر ، والأهم، هو الطاعة التامة للقيادة الامريكية وغيرها، وتَرك العراق في لحظة حرجة يقاد من قوى لها مصالح غير مصالحنا،
وأولويات ونوايا وأهداف مختلفة.

هل كان العبادي البداية لكارثة وشيكة؟
هل استطاعت خبرته في الحاسوب خداع المراجع في انه الرجل البديل المخلّص؟
وخداع الاسلام السياسي وغيره؟

كيف يمكن لقائد عام للقوات المسلحة أن يخدع شعباً ويخفي حقيقة أن مطار بغداد كان على وشك السقوط قبل أيام لو لا الطيران الأمريكي؟
ماذا كان سيحصل لو كُبست عاصمة نائمة تحت حراسة العبادي على يد هؤلاء الوحوش؟
ألم يكن ، في الأقل، وضع الناس أمام الحقائق بطريقة ما ولو منضبطة لأن القضية تتعلق بارواح الناس بعد أن تخلوا عن الخدمات والاصلاح السياسي والاداري والاقتصادي والمالي وبعضهم تخلى عن غرائزه،
أمام رعب مستمر، وأُصيب بالخصاء الجنسي والعقلي والفكري،
وأكتفى بالتبرز والشخير وحساب عدد أعمدة الكهرباء في الشارع؟

بل كيف يمكن أن تحاصر عاصمة من جميع الجهات من قوى مسلحة كثيرة من داعش وغيرها،
في حين لا يعرف العبادي ماذا يفعل والخطط البديلة والمحتملة وحساب الاحتمالات،
وهل هم في جنوب بغداد أم في شمالها، اذا كان قادرا على التمييز؟

بدل مواجهة الناس بشجاعة قائد مسؤول في لحظة صعبة من تاريخ العراق، يصرف أنظار الناس عن حقائق مهلكة، ويفتح للناس أبواباً للمشاغلة عن وعود بسجلات فساد مسكوت عنها،
وعن مشروع اصلاح في الطريق لسلطة لا شيء فيها يمكن اصلاحه بل تستحق الهدم واعادة البناء من جديد،
في حين ان البلد في قلب العاصفة،
وان الفساد الأكبر والأخطر هو عدم الأهلية القيادية لبلد في ساعة حسم، ومنعطف وخطر.

من الغريب ان البارزاني في هذا الوقت نفسه، وفي قلب مخاطر تهدد بسقوط مدن ومكتسبات،
وبعد خداع تركي، أمريكي، اسرائيلي، وهو خداع متكرر عبر تاريخ هذه القيادة، يمارس دور العبادي نفسه بصرف انظار الناس نحو قضايا للمشاغلة والالهاء، بدل مكاشفة ومصارحة الناس بحقائق الامور، بتكرار القول قبل أيام ان مشروعه في تقرير المصير قائم ومستمر، في حين ان" المصير" نفسه بات على المحك، والناس لا تريد الآن " الحق في تقرير المصير" في
البقاء أو عدم البقاء في عراق موحد، بل تريد المصير وحده.

اذا كان العبادي يمارس لعبة الاستغماية في الكلام عن اصلاح وغيره، وداعش تطرق الابواب،
والبارزاني يتحدث عن حق تقرير المصير،
وكاد هو أن يُكبس في غرفة النوم لو لا وحدة خاصة ايرانية باعترافه هو،
فلن يقودنا هؤلاء الا نحو مذابح يكون أسوأ أنواع الفساد أهون منها،
والى مصير مشؤوم لا نبحث فيه عن حق تقرير المصير،
بل نبحث عن مطابقة هذا الرأس المقطوع على ذاك الجسد المرمي بين الانقاض، والمزابل.

 

حمزة الحسن

13.10.2014

 

https://www.facebook.com/hmst.alhasn/posts/10152495904297266

 

 

مقالات أخرى في موقعنا للكاتب والروائي العراقي حمزة الحسن

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا