<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن مصائد الرؤوس الحارة

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

 

مصائد الرؤوس الحارة

 

 

حمزة الحسن

 

غير مسموح نشوء حركات تحرر خارج الارادة الامريكية، لأن هذا " خطر على الأمن القومي"، في حين ان سحل مواطن من جنود احتلال في شارعه وداره وبيته، هو للحفاظ على" الأمن" و " القانون". لم تكن مجزرة بشتاشان في عام 1983، قراراً محلياً فحسب، بل كانت قراراً دولياً بتصفية الجناح اليساري الفتي، قبل أن ينمو ويتوسع.

ولم تكن منعزلة عن قرار تصفية الحركة الكردية عام 1975، في الاتفاق بين النظام والشاه في اتفاقية الجزائر،
مقابل التخلي، او تصفية حركة ظفار في عُمان، مع تنازلات أخرى أنتجت حرب الاعوام الثمانية، كما ان وضع المنظمات العراقية التي قاتلت الاحتلال عام2003 في مواجهات دامية مع بعضها، ليس منعزلاً عن قرار

تشكل( الصحوات)، التي أسسها الجنرال بترايوس قائد القوات الامريكية في العراق خبير الحروب الاهلية وصانع منظمات الاقتتال الأهلي على طريقة( نارهم تاكل حطبهم)، في أمريكا اللاتينية مثل منظمة( القبعات الخضر) المتوحشة في السلفادور، النسخة المحسنة من داعش، ( الصحوات) نسخة طبق الاصل من قوات( الليفي ـــ معناها التجنيد) المحلية في الاحتلال الانكليزي الاول للعراق.

قوات الليفي ورطت شرائح عراقية من مختلف القوميات والمذاهب والمدن، وأسسها أول الأمر الضابط البريطاني جي، آي، أيدي في ( المنتفك ـــ الناصرية اليوم)، باشراف الاستخبارات، وانتشرت من السليمانية الى كركوك والموصل وغيرها من مدن العراق، وكان الهدف جعلها ساترا ومتراسا ودرعا للقوات المحتلة، ونشوب اقتتال محلي بين العراقييين...الخ.

في كل فترة من الزمن تخرج المشاريع نفسها من الخزانات، بعد أن يكون الرهان على ان العراقي يعيش الزمن كحلقات منفصلة عن بعضها، كالعربي والشرقي، رهانا ذهبيا، أي عبارة عن أحداث منعزلة عن الماضي،
وانها معزولة عن بعضها أيضا، ومن نتاج الحاضر وحده: مصادفات أو حوادث او احتجاجات، مشاريع الخ.
نحن اليوم أمام مشروع( الحرس الوطني) أي ليفي جديد بقناع جديد.

هل نحتاج الى تكرار القول ان كوباني مصيدة وفخ ومطحنة للحركات الكردية المسلحة وقد كررنا ذلك كبشتاتان والليفي وظفار والصحوات وغيرها؟

وان مثلث الموت هذا يلتهم مقاتلين أكراد من الدول المجاورة الذين يتقاطرون على كوباني المحاصرة،
وهذا الحصار ــــ المصيدة ــــ سيبتلع خيرة مقاتلي النخبة الكردية المسلحة، التي لا خيار أمهما سوى القتال الانتحاري حتى النفس الاخير، أمام الدبابات التركية المنتظرة والمتربصة في ان تتحول المدينة الى مقبرة،
وبعدها تدخل لحراسة الموتى والسيطرة على الأرض.

كما ان كوباني قد أُعدت مصيدة للحركات المسلحة الكردية، ففي حرب الثلاثين عاما، التي كانت بالنسبة لنا كخبر عن الطقس وليس حكم الموت لأجيال حالية وقادمة، كما قال ليون بانيتا وزير دفاع سابق ومدير سي ، آي، ايه،
وهو ليس قارئ كف أو درويش في سرداب، بل خبير الدهاليز والمخططات البعيدة والقريبة، وثالث رجل في الولايات المتحدة يعرف أدق الاسرار، كذلك ستكون المدن التي تسيطر عليها داعش واخواتها حرب استنزاف طويلة الأمد للجيش العراقي، وقوى الحشد الشعبي والمتطوعين، ومنظمات مسلحة تعد، حسب التصنيف الامريكي ، ارهابية.
الشعار نفسه:
" نارهم تاكل حطبهم"،
من يقود الحملة، مثلا، على كوباني هو قيادي في داعش كردي ـــ أبو خطاب ـــ من حلبجة،
ليقتل هؤلاء بعضهم، وليس على ( التحالف الدولي) سوى تزويد الاطراف بالسلاح، في نوع من الانتحار الجماعي لأعداء اليوم أو غداً، و ( ادارة) المعارك وليس( الحل).

ألم نقرأ ونسمع في الأيام الأخيرة ان عوائد بيع السلاح الامريكي في حرب داعش وغارات الطيران على داعش قد جلبت عوائد مالية كبيرة وتحسنت حالة الاقتصاد الامريكي مع ان ثلاثين عاما في الطريق؟

كما ستلتهم كوباني النخبة الصلبة المسلحة، يرداد أن تلتهم، عبر سنوات قادمة، النخبة المسلحة من منظمات تقاتل داعش في مناطق محددة مع الجيش وفرق المتطوعين، وليس من المستبعد، بل بدأت علامات ذلك في الظهور، أن يتم سحب هذه القوى الشعبية المسلحة من مناطق القتال، بعد تحريك عشرات " الفتائل" القابلة للاشتعال على يد خبراء في العقل العراقي، وطرق الصراع الأهلي فيه ونقاط القتل والاستفزاز والتفجير للحساسيات الدينية والمذهبية والمناطقية والخ وهلم جرا.

في مقدمة فتائل اشعال النيران واستفزازها على الانسحاب هو التلويج المتدرج، والتدرج مدرسة أمريكية شهيرة في صناعة الحرب، التلويح بقوات برية أمريكية او غيرها في العراق لدفعها في قرار غير مدروس الى الانسحاب،
والتموضع في مدن بعيدة عن القتال، لكي تحتل مكانها قوات الحرس الوطني النسخة المنقحة من قوات الليفي،
لكن هذه المرة على أساس طائفي ومناطقي، في حين كانت الاولى قد وضعت شرائح وقوميات ومذاهب ومدن في الوحل الانكليزي، وصار العراقي يطارد العراقي من أجل( الحفاظ على القانون والأمن).

هل هناك شعار أجمل وأدق وأفصح وأكثر بلاغة من هذا؟ ومن يعترض على الحفاظ على القانون والأمن والنظام العام؟

نحتاج العودة الى تعريف جديد للمواطن؟
من هو المواطن؟ بل من هو المشمول بالامن والحقوق والقانون والنظام؟
ومن هو المشمول بــــ( الأمن)؟ الشرائح الحاكمة والمتنفذة والمالكة؟ أم الطبقات المقصية من القرار والسلطة والحرية والضمان والعدالة؟
نحتاج حقاً العودة الى نقد ماركس لدستور 1793 الفرنسي المتضمن (مبادئ حقوق الانسان) الذي فضح، مبكراً، المبادئ الزائفة لهذه الحقوق التي لا تعني المواطن بل الانسان المتسلط، غير المشمول بالأمن بل المقصود النظام ومؤسساته.

هؤلاء عندما يتحدثون عن أمن المواطن، يقصدون أمن رجال النظام، لأن الأمن والنظام والحرية والحقوق تتطلب الشراكة في الثروة والمساواة وفي احترام الحياة الخاصة، وأن يكون عضوا منتجا وفعالا وصاحب رأي في قرارات مصيرية، وليس العراقي الحزين والذاهل الذي يسمع بقرارت الحرب والسلم ــــ ان وجد ـــ وسقوط المدن،
والحكام وتشكيل الوزارت وتنصيب الرؤساء، من وسائل الاعلام.

هل هذا هو ( المواطن) العراقي؟
ام ان( الانسان) الآخر السيد صاحب السلطة هو نفسه صاحب القانون والمعني بالأمن من دون استشارة( المواطن) الذي تجري أمامه استعراضات ومهرجانات ومراسيم وانتخابات والحلف باليمين، وكل ما هو فرجة،
وكل دوره فيها هو ديكور وغطاء لواقع محجوب يجري في غرف مغلقة عبر تسويات وصفقات ومساومات لا يعرف عنها شيئا، لكنه يرى النتائج على شكل اشلاء وحروب وانفجارات، يقال له هذه ( رسائل) متبادلة بين قوى متصارعة.
هل هذا هو المواطن؟

من غير المسموح في العالم العربي ولا في غيره نشوء حركات تحرر وطنية خارج الارادة الامريكية،
وسواء كانت هذه الحركات من هذه القومية أو تلك، من هذا الدين او تلك الايديولوجيا السياسية،
فهي تشكل عدواً داهما ًــــ قريباً ـــ مؤجلاً ـــ محتملاً... الخ

لم تعد الحرب المباشرة مجدية مع تكاليف المال والجنود والاقتصاد واحتمالات الفشل السياسي والحربي،
الا في نطاق ( محدود) أمام الرأي العام، هناك( حروب الوكالة).

الحل المجدي للتخلص من هذه الحركات ومن أصحاب الرؤوس الحارة هو:
اسلوب المصيدة والفخ والمطحنة:
إما حرب استنزاف طويلة تأكل الأخضر واليابس، أو مصيدة استدراج للقتل.

لا حاجة لخلق الذرائع، كل الاشياء والكائنات والافعال والحوادث بما في ذلك التافهة أو البسيطة
قادرة على اشعال النيران، لكن المضحك المبكي ان "من أشعل النيران يطفيها"،
لكن بالمصيدة  أو حرب طويلة مستنزفة.

 

حمزة الحسن

11.10.2014

 

عن صفحة الكاتب على الفيس بوك

https://www.facebook.com/hmst.alhasn/posts/10152491385952266

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا