<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن الهروب الامريكي من عار داعش

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الهروب الامريكي من عار داعش

 

 

حمزة الحسن

 

لا تخشى الادارات الامريكية في التاريخ الحديث، أكثر من خطر الانكشاف أمام الشعب الامريكي، وبصورة خاصة عند أبواب الانتخابات، حيث تنفتح الملفات السرية، وتهرّب الى الصحف.

اليوم تقع هذه الادارة أمام مأزق حاد بعد ان كشفت وكالات مخابرات عالمية، ودول كبرى وشهادات مؤسسات استخباراتية،
والرأي العام العالمي، الدور الامريكي في صنع داعش، حتى ان هذا الدور لم يعد بحاجة الى نقاش.

لكن كيف يستطيع قادة البنتاغون ( العميان) حسب وصف الصحافي الامريكي الشهير سيمور هيرش الذي كشف مذابح فيتنام بالصور وفضائح ابو غريب الخروج من مستنقع داعش الذي كانت قد أعدته لنا؟

حاولت التخلص من المأزق بعد أن أخرجت الوحش الصغير وتضخم ولم تعد قادرة على السيطرة عليه،
بالقاء المسؤولية على السعودية والامارات وتركيا، ووضعت هذه الدول أمام حيرة وتخبط من( الغدر الامريكي) ومن خيانة الشراكة في صنع هذا التنظيم المتوحش، كما لو ان العلاقة مع الولايات المتحدة هي علاقات خيم ومضايف ودواوين وزاد وملح،
والنظام الأمريكي برغماتي نفعي يضرب عرض الحائط كل الوعود والعهود اذا تعرضت مؤسسة الحكم وليس الشعب الامريكي للخطر.

بل حاولت مرات اغراق سفن سياحية امريكية ورمي الجريمة على كاسترو، ونسفت جسورا وبنايات في دول صديقة لأغراض تجارية، وتخلت عن زعماء عرب وغير عرب عندما فشلوا في " ضبط" الأوضاع، من مبارك الى علي صالح، ومن شاه ايران الى زين العابدين، ومن الجنرال الرئيس الباكستاني برفيز مشرف الذي تركته يواجه خطر الاعدام الى القذافي الذي قدم لهم على طبق المفاعل النووي الليبي مع الوشاية بعالم باكستان الشهير عبد القدير خان، ومن زحلقة الدكتاتور العراقي في حربين ــــ ايران والكويت ــــ الى انقلابات واغتيالات لحلفاء في امريكا اللاتينية وآسيا .

كيف الخروج الأمريكي من وحل داعش؟
استعراضات الضربات الجوية التي يحرم على الحكومة العراقية الاطلاع على صورها الجوية، لا نعرف مدى جديتها، وكيف تتم الا ما يسرب عبر المؤسسة العسكرية الامريكية، وهو أمر يتناقض مع تمدد داعش اليومي.

خلق ماساة كوباني ليس بعيدا عن خلق مأساة جبل سنجار، لكن آمرلي لم تكن موضع اهتمام في أطول حصار وحشي لداعش.

ليست هناك خيارات كثيرة أمام الولايات المتحدة سوى الانسحاب التدريجي من دعم داعش وحتى عن ما يسمى المعارضة المعتدلة،
لكن بعد مسلسل من التراجعات لحفظ ماء الوجه.

أما المضي في دعم الجماعات المسلحة في سوريا والعراق، فسيضع الولايات المتحدة في مآزق كثيرة، لأن الاستمرار في المغامرة الى الحدود القصوى، سيؤدي الى نتائج معاكسة بل غير متوقعة في عالم عربي تلعب فيه الحساسيات المحلية والمراجع والاحداث الصغيرة أدواراً غير متوقعة وعاصفة.

اذا كان الغرض من خلق داعش اعادة بناء مؤسسة الحكم في العراق على الرغبات الامريكية، فلقد تم ذلك، وإما اسقاط النظام السوري، فالثمن لا تتحمله أمريكا ولا اسرائيل، وخصوصا اسرائيل التي وضعها حزب الله رهينة( مسك الأفعى من الرقبة) اذا وصلت الامور الى اللحظة الحرجة.

اعلان الحزب قبل يومين عن تفحير ناقلة جنود اسرائيليين كان أخطر رسالة لاسرائيل التي تريد ان تنعم بالامن في عالم عربي يحترق، وباعتراف الصحف الاسرائيلية ان هذا الاعتراف في هذا الظرف غير كل معادلات الصراع، وباختصار تقول الرسالة ــــ اللغم ـــ والاعتراف:
" اذا مت ظمآنا ، فلا نزل القطر"،
وهي خارجة من حرب فاشلة من غزة ولا تتحمل مئات الصواريخ تنهال كل يوم، وبدأت بتدريبات لسكان الجليل للاخلاء خوفا من احتلال الحزب، وهو أمر ينظر اليه الاسرائيلي القيادي بكامل الواقعية والجدية، وينظر اليه العادي كأن العالم تغير في نوع من الصدمة.

كما ان الثمن العربي المؤسس للارهاب قد بدأ، لأن هؤلاء بلا دفع الثمن سيوغلون في اشعال المنطقة، وكان سقوط صنعاء خنجرا في الخاصرة السعودية، ولا يمكن توقع ماذا سيحدث في البحرين وغيرها، وتركيا أمام حريق بدأ في الاتساع، في انتظار ان تتحول الى مقبرة، ثم تتدخل للسيطرة على الأرض وحراسة الموتى.

كوباني في الأساس أُعدت كمصيدة وفخ وطاحونة لالتهام الاحزاب الكردية المسلحة في سوريا وتركيا بل في العراق ايضا،
واطالة زمن المعركة فيها، رغم الاستعراضات الجوية المدفوعة الثمن، ليس الهدف منه فك الحصار بل ادامته لأطول وقت ممكن،
وكما قال ممثل الحزب الكردستاني السوري في لقاء متلفز( الكردي الجيد لدى تركيا هو الكردي الميت).

بين محاولة امريكا التملص او الهروب من مأزق داعش ــــ المأزق يختلف عن الورطة في انه مغلق ــــ بالتملص وتحميل الشركاء المسؤولية، وبين الاستعراضات الجوية التي عززت قوة ومواقع وجغرافية داعش، وانتظارها تحولات مباغتة،
وبين الحلم الاوردغاني في القضاء التام على الحلم الكردي في كردستان تركيا أو كبرى، وهو حلم يتحقق كل يوم على الأرض بسحق المزيد من المسلحين الاكراد من الدول المجاورة ومن تركيا، بين تقاطع الاحلام والاهداف والمصالح وطبيعة نظم الحكم، تحاول النظم العربية الممولة للارهاب تغطية الجريمة بالجريمة، بدل البحث عن حلول واقعية، تعقد السعودية مسخرة دولية تسمى مؤتمر مكافحة الارهاب تحول الى اضحوكة في صحف العالم، وهذا المؤتمر المسرحي هو ارهاب بذاته.

بدل اتخاذ قرارات جريئة في وقف هذه النار الممتدة طولا وعرضا، تلجأ الى الاسلوب المتخلف القديم في شراء الصحف وحملات العلاقات العامة وعقد المؤتمرات والتبرعات، كما لو ان العالم اليوم كما في العقل البدوي الحاكم مغلق ومتحجر ومحنط.

بين محاولات الولايات المتحدة التخلص من مأزق داعش، وبين الخوف من الاستمرار ونتائجه غير المتوقعة،
كوضع اسرائيل رهينة لحريق قادم، وبين الحلم الاوردغاني في الكردي الجيد هو الكردي الميت الذي على وشك التحقق في كوباني،
وبين عروض الازياء السعودية والخليجية في معالجة أزمة كبرى قد تحرق نارها الجميع، يقف النظام العراقي في وضع المستسلم للأحداث، وليس المبادر والصانع والفاعل، وهو يملك اوراق ضغط كثيرة ومؤثرة كالتهديد بوقف التعامل مع تركيا اقتصاديا،
والتهديد الجدي للأردن بوقف مساعدة وتسليح العصابات التي تحرسها وتدعمها مقابل تزويد العراق لها بالنفط باسعار زهيدة،
والتلويح بطلب المساعدة الروسية أو الايرانية المسلحة، مع ان 5 أو 6 الوية ايرانية كافية لسحق داعش في ثلاثة اسابيع وليس في ثلاثين سنة، كما صرح قائد القوة الجوية الايرانية، مع الجيش العراقي والقوات الملحقة، في حرب سريعة خاطفة كما حدث يوم انقذت وحدة خاصة ايرانية اربيل من السقوط، وسمرتها في بلدة مخمور كخطوة أولى.

هل يصدق احد ان امريكا التي احتلت بغداد المشحونة بالسلاح وفيالق بمستوى المارينز، في هجوم اختراقي مباغت للمطار واسقطتها في ساعات، عاجزة عن سحق عصابة داعش وهي تمتلك كل اسرارها؟

كل شركاء هذه الحرب يمتلكون خيارات سواء كانت عاجلة او تدريجية للحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه، خوفا على النيران من أن تنتشر في قصورهم، الا النظام العراقي فهو في حالة الشلل وتلقي الاوامر.

اما انتظار ان هذه الحرب قد تستمر عشرات السنوات أو أكثر، فهو حكم اعدام مؤجل على أجيال، ينفذ على مراحل،
والمسؤول الاول والاخير ليس داعش وحلفاء وصناع داعش، بل النظام العراقي ، رئاسة دولة وحكومة.

اذا تُرك قرار نهاية هذه الحرب يقرره الاخرون، الشركاء والصناع، خارج القرار العراقي، فسوف لن تنتهي الا بعد العودة الى المراعي، وزمن الفوانيس، وعربات النقل.

ليس من المستبعد في يوم ما، والسياسة علم الاحتمالات، أن تقوم داعش بجريمة ابادة لمدن كبرى في هجوم كيمياوي وقد سيطرت على مصنع قديم في الموصل، وفي صفوفها خبراء اسلحة من هذا النوع:
عندها سوف لن تنفع خبرة رئيس الوزراء في الحاسوب، سوى في احصاء حشود القتلى.

حمزة الحسن

 

10.10.2014

عن صفحة الكاتب على الفيس بوك

https://www.facebook.com/hmst.alhasn/posts/10152487188852266

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا