<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن " سوخوي طائفية، أيضا"

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

سوخوي طائفية، أيضا

 

 

حمزة الحسن

 

تعليقات بعض المراسلين من أربيل تقول ان طائرات سوخوي تقصف قوات البيشمركة، والمدنيين،
في حين ان الطائرات الامريكية تقصف قوات الارهابيين بدقة متناهية.

مسكينة سوخوي الروسية التي غيرت هي ايضا هويتها من طائرة شيوعية، الى طائرة روسية اتحادية،
وعندما وصلت بغداد في الاسابيع الاخيرة، صارت طائرة طائفية لا تفرق بين ارهابي وعسكري،
بين مدني ومسلح. لماذا، مثلا، طائرة أف 16 تسمى في اسرائيل والسعودية والامارات وقطر وغيرها بــــ أف 16 الامريكية فقط؟ الميراج الفرنسية أيضا؟

طائرة سوخوي في اوكرانيا والبانيا ومقدونيا واثيوبيا تسمى سوخوي الروسية فقط،
لكنها عندما دخلت العراق ألبسناها العمامة،
كما نخلق أي شيء آخر على صورنا: ندخل عمارة فتصبح، عقلياً، خيمة. ندخل غابة تصبح صحراءً. نشتري نعالاً جلدياً يتحول الى سلاح في حانة أو مقهى أو شارع. نتمنطق بحزام على البنطال، فيصبح أداة جلد وتعذيب في أول نوبة غضب.

لكن لماذا الطائرات الامريكية تقصف العدو بدقة مجهرية؟ هل الامر يتعلق بتكنلوجيا عالية،
أم ان الهدف معلوم ومثبت في الاحداثيات قبل تحليق الطائرات بشهور أو أيام؟
ام يتعلق الامر بعشق مرضي للتدخل الامريكي؟

كلنا يعرف كيف حوّلت الطائرات الامريكية عوائل عراقية نائمة الى طحين او مسحوق أو ذرات غبار ايام الاحتلال الاول ـــــ نحن نقترب من الاحتلال الثاني ــــ رغم كل الاجهزة والمعدات والحواسيب والاستخبارات والتقنيات الحديثة،
تحت عناوين مخجلة مثل" معلومات خاطئة" أو " تقاطع نيران" أو " أخطاء تقنية"،
ولو ان طائرة امريكية قتلت كلباً أو قطأً أو غراباً غربياً في قواعدها في اوروبا،
لأنقلب عليها العالم،
لأن حياتنا أرخص بما لا يقاس من سعر البزون الغربي ــــ غير الارهابي.

هذه العودة للاحتلال هي الهدف الحقيقي من تأسيس داعش: السيطرة على العراق مرتين: مرة كمنقذ من دكتاتور واخرى من خليفة وحماية الاقليات كما لو ان الاكثرية لا تستحق الحماية؟

أمريكا تخلصت من حلفاء وزعماء ورؤوساء عملاء محترفين في السي ، آي، ايه عن طريق الاغتيالات أو الانقلابات، بعد نهاية الصلاحية أو الفشل في ضبط الاوضاع أو التمرد أو نهاية المهمة.

هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستعمل مخرجين من هوليود لاخراج جرائم كبرى،
لأن" الشكل/ الاخراج" لا يقل أهمية عن الحدث بل الاخراج المتقن يمرره على العالم.

الآن جاء الدور على خليفتنا البغدادي لكي ينتهي بعد أن أدى الدور المرسوم،
وجعل الغرب الاستعماري والامريكي "منقذاً" لنا من الارهاب الاسلامي،
لكن كل ذلك بشرط " تشكيل حكومة وحدة وطنية" موالية للغرب وأمريكا،
أي عودة جديدة لاستعمار قديم بصورة أكثر " انسانية" ورحمة وشفقة وقلق على قوم صعدوا الجبال في سنجار لا لسماع خطبة الجبل للسيد المسيح،
بل لسماع خطاب الرئيس الامريكي المنقذ.

وقلنا مرة في اول ظهور للخليفة ان خطابه سيكون" خطاب الوداع" لكن هل سيجرؤ هذا النصاب ويفضح اللعبة كاملة قبل أن يُقتل؟ لكن ماذا سيقول للشركاء والاتباع السفاحين الذين اتبعوه؟

ماذا تفعل أمريكا، تاجر البلابل، اذا كان الشعب العراقي قاصراً أو رضيعاً بحاجة الى الرضاعة العسكرية والسياسية؟

ألم يصرح الرئيس الامريكي بالامس" ان التدخل الامريكي لن يطول ما لم تشكل حكومة وحدة وطنية؟"...
ونحن لا نحلل الخطابات ولا نقرأ ما سكت عنه الكلام وهو الأهم ويعني بكل صراحة: لن يطول تدخلنا الا اذا تشكلت حكومة دكتاتورية أو بوذية أو ليبرالية أو اسلامية أو من فرقة خشابة شرط أن تكون موالية للغرب وأمريكا.
يعني هذا الكلام بلغة مراوغة تهديداً صارخاً يقول( سنترككم للقتلة تقطيعا وذبحا وتقسيما، إلا إذا تم تشكيل سلطة موالية لنا وليس لغيرنا سواء كان زعيم هذه الحكومة كاهناً أو سفاحاً)...

متى كانت امريكا حريصة على" الوحدة الوطنية" ونائب الرئيس الامريكي بايدن ــــ على اتصال مستمر هذه الايام مع الرئيس العراقي كما كان يفعل من قبل ــــ صاحب مشروع تقسيم العراق قبل الاحتلال؟

ماذا جرى للطائرة سوخوي لكي تبدل الولاءات خلال ربع قرن وتتحول من طائرة يسارية ماركسية شيوعية،
الى طائرة طائفية ترى الاهداف الارضية من خلال كتب الفقه الطائفي وليس من خلال خرائط ومجسات ورادارات حرارية واشعة ليزر تخترق الظلام؟

كيف استبدلت سوخوي قدرتها على المناورة الماهرة في ظروف جوية مختلفة،
وحلت بدلها مبدأ التقية أو غيره؟

كيف لم يستطع الرادار الحديث فيها أن لا يميز بين الشروال والرايات السود؟
بين بغال جنرال الخردة زيباري وبين سيارات الدفع الرباعي لداعش والتحالف المساند لها؟

ام ان المشكلة ليست في الطائرة بل في عقلية الطيار الذي تعلم الطيران في الحسينيات والمراقد وليس في كليات الطيران،
وقرأ كتبا طائفية بدل قراءة كتب العلوم العسكرية الخاصة بالطيران الحربي وخاصة طائرة سيخوي؟

ماذا حصل لسوخوي لكي تصاب بهذا العمى العقائدي والفكري والبصري عندما وصلت الى العراق ـــــ هذه الايام ـــــ مثل أي جهاز أو مخلوق أو هاتف خلوي أو طائر يدخل العراق ويصاب بالخبل؟

في علم النفس هناك مفهوم يسمى" تعميم الخوف"، أو تعميم الكراهية،
اي عندما يخاف أو يكره الانسان دباً مثلاً،
يخاف من كل ما يتعلق به سواء كان معطف فراء أو صورة دب أو كلمة أو حكاية،
ومن يخاف من ركوب الطائرات،
يخاف من مشاهدة الطائرات والصور والمطارات،
ومن يكره شخصا ما، يكره أنبل وأشرف وأنقى صوره وافعاله،
وقبل كشوفات علم النفس قال الشاعر العربي:
" عين الرضا عن كل عيب كليلة ـــ لكن عين السخط تبدي المساويا " ــــ المساوئ.

ليس الوقت وقت ملامة أو حساب في ظروف اشتباك مصيري ـــــ مع ان مثل هذا الوقت غير موجود حتى في اوقات السلم النسبي ـــــ لكن لماذا ظهر ، مرة أخرى، جنرال الخردة زيباري حامل الالقاب الستة وقد وصل العدو مشارف بغداد واربيل عاصمة زيباري وأوشك على الدخول الى غرف النوم؟

كيف استنجدت قوات الاقليم بالحكومة المركزية" الدكتاتورية ثانية ــــ كانت الاولى عام 1996" وقوات النظام تخوض معارك على عشرات الجبهات، وبعض تلك الجبهات للمشاغلة وتشتيت الجهد العسكري والتعتيم على الحشد الكبير والهجوم الرئيس وهي طريقة شائعة في حرب العصابات؟
ثم استنجدت بالقوات الامريكية بعد ان صارت داعش على مقربة عشرين دقيقة من أربيل ،
اذا انطلقت من مخمور، بسيارات الدفع الرباعي؟

اذا كان الجيش العراقي في الموصل نائماً ومغدوراً وضحية لعبة حربية ونفسية متشابكة الاطراف،
واذا سلمنا بمنطق انتشر في ان هذه القوات تتسم بالجبن و"الطائفية وبلا عقيدة عسكرية" كما صرح الفريق ــــ أيضا؟ ــــ جبار ياور أمين عام وزارة البيشمركة في عدة محطات تلفزة في نوع من الهوس المرضي والكذب التلقائي الآلي بحيث ان الكذبة الواحدة تنتج، خلال الكلام ، عشرات الكذب الفورية،
فلماذا هربت قوات ياور مع ان المعارك مستمرة منذ العاشر من حزيران،
ولم يعد عنصر المفاجأة موجودا،
ويقتضي الامر من القائد العسكري وضع كل الاحتمالات،
وحشد عناصر القوة والسلاح ـــــ المسروق من النظام السابق والحالي؟

أم ان كلام حسنين هيكل قبل اسابيع من ان ضباط البيشمركة من( عوائل فاسدة وسيهربون من أول مواجهة عسكرية) كان صائباً؟... طبعا هيكل يعني فاسدة مالياً.

ونضيف ان الجيل الاول من هذه القوات انقرض أو ترهل أو صار صاحب مصارف وعقارات ويخاف على مصالحه أكثر من الخوف على وطنه،
ولم يعد هؤلاء الجنرالات الأكثر شبها بلعب الاطفال سوى جنرالات قنوات تلفزة.
والجيل الكردي الجديد عاش في مناخ مختلف وعقلية مختلفة وليس مستعدأً للموت من أجل مصالح قبلية وعائلية وشخصية؟

أن تطأ داعش أو غيرها أرض كردستان يعني انها تطأ شرفنا العام والخاص،
أن تُمس كردية من قبل متوحش، يعني أن شرفنا بالمعنى الواسع للشرف في خطر،
لأن الاغتصاب لا يتعلق بالجنس فحسب بل ان اغتصاب الارض والحرية والسيادة والكرامة والثروة والسلطة هو منتج لكل أنواع الاغتصابات الاخرى، المالية والجنسية والثقافية والاقتصادية والاخلاقية.

لكن ماذا نفعل مع هذا النوع من العقول والذهنيات الاحادية التي ترى الحياة بمنظار حرب،
ومن يرى الناس بهذا المنظار يراهم أعداءً وأهدافاً.

ماذا نفعل مع جنرالات وزعماء من هذا الطرف أو ذاك، من هذه القومية أو تلك،
اذا كانوا مخلوقات نتاج تزاوج الاحتلال مع الطائفية أنتج عملية سياسية هجينية ولد منها هذا النظام المسخ؟

ماذا نتوقع من بغل هجين نتاج تزاوج الفرس والحمار؟
يوم كان الحمار حماراً حقيقياً وليس جنرالاً؟

 

حمزة الحسن

10.08.2014

 

عن صفحة الكاتب على الفيس بوك

https://www.facebook.com/hmst.alhasn?fref=nf

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا