<%@ Language=JavaScript %>

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

إنها الحرب ياسادة والإعلام طابورها الأول والأهم

 

 

فالح الساعدي

 

فتوى الدفاع الكفائي التي أعلنتها الحوزة في النجف غيرت موازين الوضع العسكري في الحرب على العراق لصالح القوى الوطنية و الحكومة العراقية . لقد كانت صدمة كبيرة لتنظيم داعش والقوى السياسية و المجاميع المسلحة وغير المسلحة التي تدعم هذا التنظيم وتلك التي تتفق مصالحها مع مصالحه. لقد كانت صدمة كبيرة لدول الجوار لأنها جائت قوية ومباغتة، إذ لم يتصور أحد قبل ذلك أن الحوزة ستنهي صمتها وتدعوا الناس للدفاع عن أنفسهم بمثل هذه الصورة.

لقد سئلت نفسي حينها عما هو الرد الذي سيقوم به هؤلاء لمواجهة الإنتفاضة الشعبية التي نشئت مع البدء في التطوع للدفاع عن العراق عموماُ وعن النفس خصوصاً. لقد كانت توقعات أكثر المراقبين و المحللين السياسيين هو أن الرد سيكون عسكرياً. أي أن الأمر سيتحول الى مواجهة عسكرية بين العراقيين من جهة  وقوى الظلام الداعشي وأعونها وحلفائها من جهة أخرى.

فعمل المتطوعون شجع الجيش العراقي على المواجهة ولكن الأهم من ذلك كله هو أن هؤلاء المتطوعون يكتسبون خبرة في الحرب وفي إستخدام الأسلحة يوماً بعد يوم. دفاعهم عن أنفسهم وعن مقدساتهم  تجبر السياسيون على تسليح الجيش وتدريبه أسوة بتسليح وتدريب القوى الظلامية التي تقوم بها دول الجوار. يضاف الى ذلك أن المواجهة العسكرية تفرز من بين المتطوعون مقاتلين أشداء و إدارين في الحرب وقادة عسكرين، أنها الخبرة التي تكتسب بالممارسة. (فالتراكم الكمي يولد الطفرة النوعية). هؤلاء سيكونون جيشاً عقائدي ، عقيدته الإيمان بالعراق الحر الديمقراطي الموحد. جيش لن تسطيع لا إسرائيل و لا حلفائها في العراق الإنتصار عليه.

هكذا كان الجميع يتصور أن الحرب ستتحول الى مواجهة عسكرية مباشرة. وهنا علينا أن نشير الى أن المواجهة العسكرية بين هذين القطبين ستنتهي بلا أدنى شك لصالح العراقيين، لأن الإنتفاضة عارمة ولأنه صراع بين الحق والباطل. وهذه المعلومة ليست سراً فأعداء العراق يمكنهم التوصل بمعادلة بسيطة لنفس هذا الإستنتاح وهم فعلاً توصلوا الى ذلك.

وبعد أن أيقنوا أنهم على المدى المتوسط والبعيد سيخسرن الحرب المباشرة المسلحة على الإنتفاضة الشعبية بدأو بتحريك الطابور الأول و الذي هو أكثر تأثيراً من أسلحتهم ووحشيتهم ألا وهو الإعلام.

فقد بدء الأعلام الذي بسط عليه أعداء العراق سيطرتهم على مدى السنين الماضية مستفدين من سبات الأحزاب السياسية وإنعدام خبرة العديد من أعضائها بمثل هكذا أمور.، بدء بحربه الضروس على الإنتفاضة الشعبية عن طريق محاولات بث أجواء عدم الثقة بين فصائلها ومحاولة تحريك بعضها على البعض الآخر وكذلك الإيقاع  بينها وبين الحكومة والأحزاب العراقية. وبما أن وسائل الإعلام هذه قد نشرت نفوذها على العراق فإن مهمتها في الحرب أصبحت سهلة. المحاكم العراقية لا تنضر لها على أنها طوابير حرب ظالمة يسيرها طغاة متوحشون، بل تتعامل معها وكـأنها وسائل إعلام. هذا مما جعل القائمين عليها يستغلون عدم خبرة العديد من المسؤلين العراقين ويمهدون الأرض لداعش وغيرها لتدمير العراق لكي يستطيعوا بعدها بناء أمبراطورياتهم التي يحلمون بها على الأنقاض التي تخلفها داعش و أعوان داعش وحلفائها وعلى أشلاء العراقيون.

هكذا هو ديدن الطغاة على مر العصور.

الأحزاب العراقية الوطنية مطالبة اليوم بتحمل مسؤليتها في الدفاع عن العملية السياسية في العراق ضد الحرب الإعلامية القاسية التي تريد تدمير العراق و تقسييمه لمصلحة المشرفين على وسائل الإعلام هذه و الممولين لها. إنها الحرب ياسادتي الكرام والإعلام طابورها الأول والأهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا