<%@ Language=JavaScript %> د. رفعت سيد أحمد غزة .. حين تصرخ بعد شهر من الذبح والمقاومة : يا وحدنا !!

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

غزة .. حين تصرخ بعد شهر من الذبح والمقاومة :

 

يا وحدنا !!

 

 

بقلم د. رفعت سيد أحمد

* لقد اقترب عدد الشهداء من الألفى شهيد والجرحى يزيدون على العشرة آلاف . والمنازل المهدمة 6 آلاف ،  وعشرة آلاف عائلة فقدت المأوى فضلاً عن آلاف المشردين وعشرات المجازر من الشجاعية إلى خزاعة شرق خان يونس ، تلك هى غزة عشية اقترابنا من اليوم الثلاثين للعدوان ، والتى رغم بطولاتها الأسطورية فى المقاومة (قتل حوالى مائة من جنود وضباط العدو وأسر عدد منهم وإطلاق حوالى ثلاثة آلاف صاروخ على كافة المدن الإسرائيلية الرئيسية فى محاولة لخلق توازن حقيقى للرعب مع هذا العدو الجبان الذى يستقوى بتواطئ وصمت الحكام العرب (جميعاً لا نستثنى أحداً) ودعم أمريكى واضح كان آخره تقديم ذخائر قاتلة بـ2 مليار دولار يوم 30/7/2014 ).

* نقول إن غزة فى هذه الحال بين الذبح والمقاومة ، بين والتواطؤ والصبر ، بين خلط المفاهيم وبين صمود أسطورى لشعب مضحى وسط شعوب صامتة ، والمواقف وإشاعة الكراهية فى إعلام عربى مدجن ، وخائن ، غزة فى هذه الحال لا تملك إلا أن تصرخ بكلمة واحدة تلخص حالها وهى على أبواب اليوم الثلاثين للعدوان ألا وهى ( يا وحدنا !!) .

* اليوم وغزة تصرخ هذه الصرخة ، يحتاج الأمر منا نحن الذين نطلق على أنفسنا اسم (نخبة) سياسية وإعلامية فى الوطن العربى وفى مصر على وجه الخصوص ، أن نعيد النظر بالكامل فى مواقفنا ورؤانا وفى هذا الخلط الغبى بين الصراع السياسى مع الإخوان المسلمين وحلفهم القطرى/التركى سئ الأهداف تجاه مصر الدولة (وهذا مؤكد ولا يحتاج إلى كثير تأكيد) وبين الواجب القومى والدينى والأخلاقى تجاه المأساة وجريمة الحرب الكبرى التى تجرى منذ شهر فى غزة ، وهو واجب يتطلب الآتى وفوراً :

أولاً : العمل وبقوة على اتخاذ مواقف أكثر جذرية فى مواجهة العدوان على سبيل المثال التحرك الشعبى الجاد لطرد سفير دولة العدو الصهيونى من مصر وتجميد (أو قطع العلاقات) مع دولته ، وهذا أضعف الإيمان ، مضافاً إلى ذلك الدعوة وبوضوح إلى فتح معبر رفح طيلة الوقت وبدون قيد أو شرط والتوقف عن هدم الأنفاق وخلط الأمور عن عمد ففلسطين ليست حماس ، فلسطين هى الجناح الشرقى للأمن القومى المصرى ، هكذا يقول التاريخ قبل الجغرافيا ، فى هذا الصدد نقترح ونفكر – وعلى سبيل الفعل العاجل - أن عدداً من رموز النخبة المصرية خاصة أولئك الذين التقوا الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما كان مرشحاً رئاسياً ، بإمكانه حمل هذا المطالب الوطنية والتوجه بها إلى الرجل ، ومعهم أكبر قدر من الغضب ، والغيرة الوطنية ، على مصر ودورها (إذا كانوا لايزالون يتذكرون أن لها دوراً) وأن يذكرون بما قال لهم فى مجالسهم الخاصة ، فإذا نجحوا ، فسيسجل لهم التاريخ هذا الموقف ، وإذا فشلوا ، ووجدوا أنفسهم أمام دولة حسنى مبارك فى قالب جديد ، فليعلنوا ذلك أمام الناس وأمام أمتهم ليبرءوا أنفسهم مما يجرى ؛ ولدينا أمل كبير فى أن تؤدى مثل هذه الخطوة – وغيرها من الخطوات – فى تغيير أداء ومواقف النظام المصرى التى تضررت شعبيته كثيراً فى هذه الأزمة . فمصر – رغم الصراع مع الإخوان وحلفهم الإقليمى – أكبر بكثير من أن تكون مجرد وسيط بين (الأخ) و(العدو) .

ثانياً : بالمقابل على حركات المقاومة الفلسطينية أن تخرج نفسها ، بعد هذا الشهر الدامى ، والبطولى فى آن ، من لعبة المحاور الإقليمية والدولية ، وخاصة فلك الدول التى تحاول أن توظف الدم الفلسطينى الذى أريق خلال هذا الشهر ، فى أرصدة علاقاتها المتوترة مع النظام الجديد فى مصر ، وفى أرصدة علاقاتها مع إسرائيل ذاتها . ونقصد تحديداً الحلف القطرى – الإخوانى – التركى .

* إن حركات المقاومة خاصة قيادات وكوادر الداخل الفلسطينى ، وليس أولئك الذين يجلسون فى فنادق قطر وتركيا ويناضلون فى المكاتب والفنادق المكيفة !! مدعوة إلى الآن وبوضوح أنها وببركة هذا الدم أن تعلن أنها قد تبرأت وتطهرت من سماسرة الدم ، من عرب وعجم ، وأنها كانت (رغم شوائب الماضى) وستظل ، فلسطينية أولاً وأخيراً ، و(الفلسطنة) هنا تعنى فى ذات الوقت ، الانتماء العربى والإسلامى الصحيح ، الداعم للمقاومة وليس الانتماء الموظف من قبل المحاور الإقليمية المتصارعة .

ثالثاً : صحيح ، إن لدينا يقين بأن غزة ، وفلسطين ، ستنتصر ، رغم كل هذه الدماء والدمار ، ورغم صرختها ، (يا وحدنا) ، فقوانين التاريخ وصراع الحق والباطل ورحلة الدم الذى هزم السيف عبر تجارب الأمم تؤكد ذلك ، لكن لا ينبغى أن نحلق فى الخيال كثيراً ، فأهل غزة ، وفلسطين ، لن يحسموا وحدهم معركة الأمة مع هذا الكيان الغاصب . إن دورهم هو (المشاغلة) عبر المقاومة ، هو (التعطيل) وإيقاف الانتشار للغدة السرطانية ، إلى أن تأتى لحظة الحسم وهى لحظة لن يستقيم مجيئها وقوتها وتأثيرها بدون الأمة كلها . وفى هذا السبيل تحتاج إلى كل جهد ، وموقف ، يؤكد على مركزية فلسطين ، فى صراعنا مع المؤامرة الأمريكية والإسرائيلية الدائرة فى المنطقة باسم الربيع العربى ، نحتاج جميعاً إلى الدعوة بألا ننشغل ، خاصة أثناء العدوان وصرخات الدم ، بالسياسى (والفرعى) من الصراعات ، دون الرئيس منها ، علينا هنا أن نوظف الطاقات ، والأدوار فى مواجهة العدوان ، والتصدى له (وأن يكون ذلك هو الأولوية) .

* بهذا وحده ، يمكن لغزة أن تتوقف عن الهتاف فى وجهنا جميعاً ، بصرختها الخالدة التى تدين الأمة كلها : (يا وحدنا !!) الرحمة للشهداء ، والتحية للمقاومين والعار لمن خذلهم أو تواطئ عليهم !! .  

 

E – mail : yafafr@hotmail.com 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا