<%@ Language=JavaScript %>  د. كاظم الموسوي الرياء الغربي

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الرياء الغربي

 

 

د. كاظم الموسوي

 

لا أضيف كثيراً لموسوعات توصيف الرياء الغربي ومتابعته، ولا تحديد مناسباته وفضائحه التي أوردتها أغلب مؤسسات الغرب الاعلامية نفسها وغيرها طبعاً، والموثقة بأدلة وشواهد لا يمكن انكارها او التهرب منها حتى الآن. ولا بد من التنبه لها دائماً وتسليط الاضواء على ما تثيره سلوكيات وسياسات الحكومات الغربية المتكررة والمتعمدة، والتي تدفع الى التعليق على ما صدر أخيراً عن دوائر الغرب المتحكمة بالقرارات الدولية وتنفيذها، والتذكير أو إعادة التذكير بكل هذا الرياء الغربي، في الحد الادنى أو في أضعف الايمان.
ليعلم من تورط وغش به أو تورط وتواطأ معه، وليدرك من صدق يوماً ما به أو وقع في صيغه الملونة والبراقة المدموجة بشعارات أخرى عن حقوق الانسان والحريات وغيرها من الشعارات. وعسى ان ينفع التذكير ويستدل المخدوع به.
مَن لم يسمع بتنظيم داعش بعد؟ متى انشأ ومتى أعلن اسمه ومارس دوره في العراق والشام بداية؟ ومَن لم يسمع بأفعاله المشينة وأعماله المخجلة، وجرائمه الوحشية، ومَن لم ير أو يشاهد ما يقوم به يومياً في كل مكان وجد فيه او تمكن من الاستيلاء عليه؟ إذاً بعد كل ذلك لم يعد الأمر بحاجة إلى ما يدعيه الزعماء الغربيون. ولا سيما فزعتهم بين ليلة وضحاها، من واشنطن إلى لندن، إلى باريس إلى برلين وروما وليس اخرها طوكيو وسيدني طبعاً وحماسهم وإعلانهم «الجهاد» الغربي ضد «داعش» وتسيير أساطيلهم الحربية لمحاربته والقضاء عليه كما يزعمون. هل فعلاً هم جادون؟! وهل حقاً هم صادقون؟! ولماذا تأخروا كل هذا الوقت ليصحوا اليوم؟! رغم كل ذلك والواضح للجميع، حتى لمن فقد بصره موقتاً وبصيرته بلا توقيت... ما يلفت الانتباه أو يهزّ المشاعر هو صمت اهل البيت عليه وتفرج الآخرين من حماة بيوت الله، ودعاة التضليل الديني والسياسي الذين يقفون خلف تلك الاعمال بشكل أو بآخر، ولا حاجة بعد لطلب ادلة على كل ما حصل وكل ما حدث وما انتج في الاخير او ما خلصت اليه الأمور.
حين تنشر وسائل الاعلام الغربية وقائع ما جرى من قبل تنظيم داعش ومن تعاون معه أو ناصره تحت أي مسمى آخر، أو أية حجة كاذبة تروّج في الاعلام والخداع العربي والإسلامي الرسمي تفضح سياسات حكوماتها اساساً وتلقي الاضواء على المراهنين عليها والمرتبطين مصيراً بحمايتها ودعمها وحراسة ثرواتها المنهوبة من خيرات شعوبها. ورغم كل ذلك فقد اجرمت المجموعات الارهابية في اعمالها الوحشية وتصرفاتها الاجرامية ولم تتحرك ضمائر المسؤولين الغربيين وهم مثقلين بدماء الضحايا وبعواقب تلك الجرائم المتنوعة، من القتل والإبادة الى التهجير والتدمير، الى التخريب والإرهاب...
كأن الجرائم المروعة والفظائع المنكرة التي يمارسها «داعش» يومياً في سوريا والعراق منذ اعلانه تسميته وقبلها ايضاً، لم تكن موجودة أو معروفة لدى الحكومات الغربية وأتباعها والمتخادمين معها/ وفق صمتها وتفرجها وإنكارها لها اعلامياً. وكأن كل ما حصل سابقاً ليس مهماً لدى الحكومات هذه، والضحايا ليست من طينة تلك الحكومات، إلا بعد ان اظهر التنظيم صورة الصحافي الاميركي مذبوحاً وبدأت تنشره الوسائل الاعلامية الغربية بالتتالي والتتابع من ثم منعه أو التحايل عليه لمراقبة ومعرفة المنتسبين الجدد للتنظيم اعلامياً أو عبر وسائل الاتصال الاجتماعي المحروسة بإتقان من اجهزة الأمن والتجسس الغربية. اما ما سبق ان نشره أو أعلنه وقدمه بعض تلك الوسائل او المنظمات المتابعة لحقوق الانسان، فلا آلاف المواطنين السوريين والعراقيين الذين تمت تصفيتهم على الهوية الطائفية قد حرّكت ساكناً وهزت ضميراً، واستدعت الاساطيل والطائرات... ولم تتحرك تلك الاساطيل الحربية الغربية إلا بعد ان اشيع وصول أفراد من «داعش» مدينة اربيل، عاصمة اقليم كردستان العراقي، وتبيّن أن السبب هو وجود آلاف الأميركيين في اربيل وأن قاعدة أو قواعد استخبارية وعسكرية تنتشر في ربوع اربيل. «داعش» فضح هذه القصة... وكشف الرياء الغربي في بكائه على حقوق الانسان وعرّى دموع التماسيح على الضحايا في المنطقة. يالعار الغرب... ويا لريائه! ليس هذا وحسب بل حتى مساعي تكذيب ما تقوله الامم المتحدة في تقاريرها عن الاوضاع الكارثية في المنطقة. وبالتأكيد ليس اخيراً اصدار مجلس الامن قراره المخصص حول «داعش» ومضمونه المموه. وتحت اسم «داعش» تختفي المخططات الاستعمارية القديمة الجديدة. ولا بدّ من التنبه منها قبل فوات الاوان ومنعها من أن تتدحرج ويتحقق لسياسات الغرب ومؤامراته سبيلاً في المنطقة بعده. ان مساومات حكومات الغرب وسياساتها ليست جديدة وهي مستمرة في خططها العدوانية والحربية وتواصل منهجها في الرياء والتضليل والخداع وإثارة النزاعات والصراعات وتشويه الوعي وتفتيت المنطقة بتكريس مخططاتها وعناوينها وأسمائها وفسح المجال للمتخادمين معها في الاستمرار فيها والتمادي في تطبيقاتها.
ما يضحك فعلاً هو تصريحات القيادات العسكرية الاميركية خصوصاً عن خطر «داعش»، كما فعل وزير الحرب الأميركي ورئيس اركان قواته في مؤتمر صحافي في واشنطن. وصيحتهما حول التحشيد العالمي وضرورة العمل والتفاوض حتى مع من كان يسميانه بالأمس عدواً او معارضاً لسياسات بلدهما والغرب عموماً. فما حدا عما بدا؟ هل فعلاً الامور بهذه الدرجة من الخطورة على مصالح الغرب؟ اذا كان الامر كذلك فلماذا لا يعلنا الحرب على الدول الداعمة والمقر والمعبر ومراكز التدريب والتجميع والدعم الوظيفي لهذه الجماعات المتطرفة؟ ولماذا لا يعلنا صراحة اسماء تلك الدول ويحملا المسؤولية لمن يديرها ويجففا المنابع التي يعرفانها ولا يكذبا مثلها في هذه القضية الواضحة جداً، جداً الآن؟
اسئلة أخرى كثيرة عن الادوار الخبيثة لحكومات الغرب الاستعمارية التي تضلل نفسها وشعوبها وبرلماناتها وإعلامها وتخدع العالم بتصرفاتها وممارساتها العدوانية وهي تتوهم بأنها تحارب «داعش» التي لها اياد كبيرة في قيامها وانتشارها، علناً وسرّاً، فعلاً وتواطؤاً، تفرجاً ودعماً مباشراً وغير مباشر.
«
داعش» فضيحة غربية، صفحة جديدة لسياسات الغرب الاستعمارية. جرائمه سجل للرياء الغربي تنطق ضحاياه بذلك، والتاريخ يسجل كل ذلك اليوم وغداً. لا تغطي المأساة تحركات مريبة هي الاخرى، كقصة «داعش» نفسها. احذروا الرياء الغربي وتنبهوا لما بعد «داعش» وما بعد الكوارث الانسانية الحاصلة اليوم؟!
*
كاتب عراقي

رأي

العدد ٢٣٩٤ الاثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا