<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي غزة.. تفضح الجميع! يا للعار!

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

غزة.. تفضح الجميع! يا للعار!

 

مسيرات تضامن مع الشعب الفلسطيني في لندن

د. كاظم الموسوي

 

ما يجري في غزة الفلسطينية اليوم فضيحة كبرى للجميع، للحكام والمحكومين، لزعماء الدول الكبرى والصغرى، لرؤساء الحكومات والناطقين بأسمائهم، للمسؤولين عن حقوق الانسان، منظمات ومؤسسات وفروعا وتوابع للأمم المتحدة او ملحقات لوزارات الخارجية في الدول الاعضاء في مجلس الامن/ الحرب في العالم، والمراقبين والمشرفين على تطبيق ميثاق الامم المتحدة، واتفاقيات جنيف، والمحكمة الجنائية الانسانية ومحكمة العدل والقانون الدولي.

ماذا تسمون ما يحصل الان في غزة؟!.. آلات حرب وحشية تتكالب من كل الاتجاهات، من البر والجو والبحر، تجرف الحقول والاشجار، تهدم البيوت على سكانها الرافضين تركها او الذين لا ملاذ لهم غيرها في غزة المحشورة سكانا ومراكز للإغاثة والمخيمات والمدارس ومقرات للفصائل الفلسطينية التي على كثرتها تختصر بفصيلين يتحملان الان ما رغبا ان يكونا عنوانا له بتصرفاتهما وارتهاناتهما، رغم كل الدم المسفوح من ابنائهما مع كل الشعب والوطن. انه عار على جبين الانسانية!.

منذ اول رصاصة اطلقها الجيش الصهيوني على غزة قبل ايام معدودة بأرقامها وأسمائها، ومنذ سقوط اول شهيد فلسطيني في غزة، طفلا او امرأة او شيخا او شابا او شابة، كانت الصورة العامة واضحة، وصارت الصورة الخاصة شاهدة، وباتت صورة الدم وصرخة الام الثكلى والطفل اليتيم عرضا لشريط تغطية البرامج التلفزيونية المخادعة والكاذبة والمشاركة سوية مع اصحابها بالجريمة والغدر والتضليل. مجزرة جديدة ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في مسلسل ارهابها الذي تواصل منذ اول قرار دولي في الاستيطان والاحتلال وتأسيس القاعدة الاستراتيجية العسكرية للدول الاستعمارية الغربية في قلب الوطن العربي. لم تعد القضية ملتبسة او مخفية بل اكثر من معلنة وأوسع من واضحة، ولكن للأسف لما تزل بعض الحكومات والأصوات العربية تبرر لها او تبحث لها عن تبرير، وترسل رسائلها وتهيأ خطواتها للتطبيع والاقتناع بوجود الكيان وبمصالحته ونكران حقوق الشعب الفلسطيني وعدالة مطالبيه وقضيته. هل يمكن نسيان رسائل البعض من حملة الهوية العربية او المتبجحين بها قبل ايام فقط من هذه المجزرة الاخيرة منشورة ومرسلة عن التطبيع والرغبة في تقبيل القتلة المستوطنين والمحتلين والنهابين للأرض والمشردين للشعب الفلسطيني عبر وسائل الاعلام الصهيونية؟. انها كارثة فعلية وللأسف للمرة الالف انها مغطاة بالمال والنفط والرمل ودموع التماسيح على الضحايا الجدد دون وخز ضمير حقيقي او صحوة انسانية او رعشة بشرية ترد عليهم بما يستحقون. لا تكفي الكلمات ولا الصرخات ولا البكاء ولا اللوم والعتاب في لحظة الحقيقة المرة. كل قطرة دم وصرخة طفل ودمعة امرأة ورجل في غزة الان تعادل ما لم يتحمله ميزان او يكيله معيار او يقيسه مقياس. كلها وبتداعياتها لا تقف امام الصمود البطولي والرد المقتدر عليه بظروفه وإمكاناته الفعلية وإعطاء العدو دروسا اخرى تضاف لما سبق. اليس ما قام به الابطال في غزة هذه الايام تعبيرا عن زمن المقاومة والممانعة بحق؟. هذا الكفاح الوطني اخرس دعاة التطبيع والمتاجرة والعقول البائسة، الذين ركبوا الفضائيات لينافخوا بعبقريات مضللة وأفكار مريضة تعبر عنهم وعن اسيادهم و"بطولاتهم" الفارغة امام آلة الحرب والدمار والقتل والإجرام. اين هم الان بعد كل ما حصل وحدث في غزة من دعاواهم ورسائلهم ومقابلاتهم وتأوهاتهم امام الشاشات وخطط التآمر والتضليل مما يسمونه بخطة السلام مع العدو، والسخرية من القوى المساندة للمقاومة والمنتصرة لها دون ضجيج الفضائيات الفارغة والبرامج المتآمرة والأصوات النشاز؟!. هل بحت اصواتهم؟ هل تمرضت حناجرهم؟ هل صمتوا توبة في دواخلهم ام يستعدون لصولات تأييد الجريمة والالتفاف حولها باتهامات مفبركة وتعهدات مدفوعة مسبقا وحملات ردح وتحميل لغيرهم ورمي الناس بأدوائهم والانسلال منها وكأنهم هم الذين صمدوا وقاتلوا وحموا غزة من الرمي في البحر؟.

ماذا سيقولون لعائلة المواطن الذي اصابت قذيفة الدبابة الصهيونية الاولى فجر يوم الغزو البري بيته وقتلت شقيقه، اما الثانية فجرحت ثمانية من اشقائه وأبناء عمومته؟. بماذا يبررون ما حصل لطفلة ترقد في المستشفى الان، تغطي الضمادات اجزاء مختلفة من جسدها المشدود الى أنابيب العلاج المختلفة؟. كما نقل مراسل صحيفة الاندبندنت البريطانية كيم سنغوباتا من غزة (12/7/2014)  وروى قصة هذه الطفلة ذات التسعة أعوام، مريم المصري، التي لم يستطع والدها انجابها إلا بالتلقيح الصناعي. وهو يسرد حديث والدها علاء المصري في المستشفى "انها أهم ما في حياتنا، هي أغلى ما لدينا، لقد انتظرنا طويلا حتى ننجبها، والآن لا نعرف اذا كانت ستفيق مرة أخرى أم لا"، قبل أن يدفن وجهه في كفيه. مريم هي الطفلة الوحيدة لأسرتها، وكانت لا تخرج من البيت وقت القصف. يقول والدها إن مريم "كانت تلعب في حديقة منزلنا حينما قصفت قوات الغزو الصهيوني المنزل المواجه لنا وأخترق الانفجار منزلنا ثم رأيت ابنتي تسقط على الأرض غارقة في دمائها". يواصل كيم سنغوباتا: إن مريم هي واحدة من عدد ضخم من الأطفال الذين سقطوا ضحايا القصف الاسرائيلي على غزة. وإن عدد القتلى بين الأطفال وصل الى 22 ( تجاوز الرقم ضعفه الان!) وإن هناك الكثيرين من المصابين من الأطفال والنساء. وينقل عن سكان غزة قولهم أن الصواريخ الصهيونية التي تستهدف منازل الناشطين تصيب الجيران ايضا وهو ما يناقض أقوال قادة الاحتلال بانهم يستهدفون بتلك العمليات الدقيقة الناشطين فقط. وينشر الكاتب عن لقائه بالدكتور نبيل الشرقاوي، أحد أطباء الأطفال في مستشفى الشفاء، ما قاله له: إن علاج الأطفال "يحتاج الى جهد معنوي كبير للتعامل معه. نحن أطباء لكننا أيضا بشر، ونرى حالات من الخوف الشديد لدى الأطفال بشكل مؤلم للغاية. مريم اصيبت في المخ. نأمل أن تعيش ولكننا لا ندري اذا كانت ستتمكن من الكلام أو المشي أو الرؤية مرة أخرى. وللأسف سنشهد المزيد من هذه الحالات". اجل.. المزيد.. المزيد..!

وبعد كل هذا.. اليس هو بعض من فضيحة غزة.. او غزة الفضيحة؟!.. يا للعار!

 

كاظم الموسوي

23.07.2014

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا