<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن علي الوردي : (13) دُفِن دين محمّد مع علي ابن أبي طالب

 

 

علي الوردي : (13)

 

 دُفِن دين محمّد مع علي ابن أبي طالب

 

 

د. حسين سرمك حسن

 

 

# متى دخل الإسلام مرحلة الغرور القومي ؟

-------------------------------------------

في الفصل السابع : ( قريش والشعر ) من كتاب "وعّاظ السلاطين" ، يستعرض علي الوردي بعض ( أمراض ) قريش التي نقلتها معها إلى الإسلام في عصر الخلفاء الراشدين من ناحية ، ثم استفحالها بعد أن استولى معاوية على الخلافة من ناحية أخرى . قإذا كان عمر قد عزل خالد بن الوليد من القيادة وحاكمه على ما كان يهب الشعراء من جوائز وفيرة تنافي طبيعة الإسلام ، فإن معاوية لم يكترث لهذه المنافاة وأخذ يغدق على الشعراء من الجوائز ما ذكّرهم بالأسواق الأدبية التي كانت ترعاها قريش قبل الإسلام . ثم جاء يزيد فأوغل في الأمر بصورة أشد . وبدأت قريش إعادة سؤددها القديم القائم على سلاحي : السيف والشعر اللذان لا ثالث لهما . يقول الوردي :

( صارت دولة بني أمية ( دولة شعرية ) لا تفهم الإسلام إلا على أساس قومي بدوي . وأخذ العرب في أيام بني أمية يعتبرون الإسلام جاء للعرب لكي يرفع من مكانتهم بين أمم الأرض . وأصبح محمدا في نظرهم من طراز جنكيزخان ) (70) .

وقد برزت في العصر الأموي ظاهرة شديدة الخطورة سيكون لها - مستقبلا - الضرر الفادح على الإسلام ، وتتمثل في احتقار ( الأعاجم ) الذين أخذ العرب يُطلقون عليهم أسماء مستهجنة فكانوا يسمونهم ( النبيط ) و ( الحمراء ) و ( الموالي ) ، وانتشر بينهم المثل القائل :

" لا يقطع الصلاة إلا ثلاثة : حمار وكلب ومولى "

وكان كل من يدعو العربي بقوله : يا نبطي أو يا بن الحجّام أو يا بن الخيّاط ، يستحق العقوبة في نظر الفقهاء ... وبلغ من احتقار العرب للموالي أنهم لا يستسيغون أن يركب الموالي دابة بحضورهم ) .

ويستنتج الوردي من ذلك نتيجة خطيرة يلخّصها بقوله :

( لقد أصبحت الدولة الأموية دولة عربية خالصة . والتفّ العرب حول بني أمية يؤيدونهم بسيوفهم . وبهذا دخل الدين الإسلامي في طور جديد ؛ هو طور الغرور القومي والفتح والاستعمار . جاء الإسلام ليقضي على الكسروية فأقام كسروية أخرى . ولم تختلف الكسرويتان إلا بطلاء خفيف من الطقوس الدينية ؛ تلك تستعبد الناس باسم هرمز ، وهذه تستعبد الناس باسم الله الواحد القهار) (71) .

ويمكن للقاريء أن يقارن بين هذا الرأي الموضوعي المتوازن للوردي في معضلة دور الموالي ، وبين آراء " معاصرة " شديدة الإبتذال والعنصرية طُرحت بعده وتعبّر عن عصابية فاضحة . فهذا هو " اسماعيل العرفي " يقول في كتابه : " في الشعوبية " :

( لمّا كان الدين الاسلامي ، في مفهومه الخاص ، هو دين العرب القومي الفذ ، ( ... ) كان تخريبه إذن ... تخريبا لأول وأضخم دعائم كيانهم القومي الأكبر ... وقد كان حقد الشعوبية مفرطا جدا على الدين الاسلامي ... وقد أفرزت الشعوبية من خلال نشاطها الديني الزائف عددا ضخما من رجال الفقه والحديث والسيرة والتصوف والفلسفة ، ممن لعبوا أدوارا إفسادية خطيرة لاتزال آثارها السلبية الهدامة باقية حتى اليوم ..) (73)

# عمر بن عبد العزيز يعيد الإسلام إلى ما كان عليه زمن جدّه:

-----------------------------------------------------------

ثم يتناول الوردي جهود الخليفة عمر بن عبد العزيز ، الخليفة الزاهد ، في إرجاع الأمور إلى ما كانت عليه في أيام جدّه عمر بن الخطاب :

( وسار في ذلك سيرة عظيمة ، إلا أن المنية عاجلته ، والله وحده يعلم كيف ولماذا عاجلته المنية قبل أن يتم ماشرع به) (74 ) .

ويستعرض أعمال هذا الخليفة المصلح فيقول إنه :

- منع الشعراء من الوقوف في بابه .. واعتبر جوائز الشعراء سرقات من بيت مال المسلمين .

- أدنى أليه الفقهاء والزهّاد وأبعد عنه الجلاوزة – أولئك الذين كانوا يعبدون الله وينهبون عباد الله . وعزل كل رجل أولغ في دماء المسلمين .

- عطّل الفتوح التي كادت تخترق أوربا لأنه كان يشهد أن تلك الفتوح لم تكن في سبيل الدين .

- منع سبّ علي بن أبي طالب في خطب المنابر وفي الصلاة .

- خلع صفائح الذهب من الكعبة ومسجد المدينة ومسجد دمشق .. إسعاد الناس أولى من تذهيب المساجد ..

- منع أخذ الجزية من أهل الذمّة الذين يدخلون الإسلام وقال : إن الله بعث محمدا داعيا ولم يبعثه جابيا .

- ساوى بين العرب والموالي في العطاء ..

ويسخر الوردي من نهاية عمر بن عبد العزيز بمرارة فيقول :

( قيل أنه مات مسموما ، فمن سمّه يا ترى ؟ من الممكن القول : أن السبأيين هم الذين سمّموه .. والله أعلم) (75 ) .

ويختم الفصل بالعودة إلى تشخيص الداء الذي بدأه في هذا الفصل وهو أمراض قريش حيث يقول :

( لقد جاء محمد بدين المساواة والعدل والرحمة بالناس جميعا . ومن المؤسف أن نرى هذا الدين الإشتراكي يتحول على يد قريش إلى دين السيطرة والتعالي والاستعباد . إن دين المساواة الذي جاء به محمد بن عبد الله ، دفن مع علي بن أبي طالب في قبره ) (76 ) .

 

 

02.01.2015

 

للمزيد

صفحة الكاتب والناقد الأدبي العراقي

د. حسين سرمك حسن

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org