<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني اللهم إكفينا شر زيارات كيري

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

اللهم إكفينا شر زيارات كيري

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

تعودنا أن تكون الزيارات التي يقوم بها السيد كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الى المنطقة، اما لإنقاذ الكيان الصهيوني من ورطة أو مصيبة حلت به على المستوى السياسي او الإعلامي، او لتهدئة غضب الشارع الفلسطيني من الممارسات والسياسات التي يتبعها هذا الكيان، أو للضغط على السلطة الفلسطينية لتقديم مزيد من التنازلات السياسية المجانية للكيان الصهيوني، أو لإعطاء مزيد من الفرص للكيان الصهيوني لتغيير الوقائع على الأرض الى الحد الذي يفرض على الطرف الفلسطيني القبول بهذا الواقع القائم لأنه بات من الصعب أو المستحيل إعادة عجلة التاريخ الى الوراء، او لتبيان أن الولايات المتحدة تقف الى جانب الكيان الصهيوني قلبا وقالبا، بغض النظر عن مواقف ,اراء الدول الغربية الأخرى بهذا الكيان ورعونة طبقته السياسية التي تضع نفسها فوق القانون والأعراف والمواثيق الدولية، وتضرب بعرض الحائط أي قرار اممي يراد منه محاسبتها من بعيد او قريب.

والزيارة الأخيرة للسيد كيري التي أتت مع هبة الشارع المقدسي بكافة مكوناته الاجتماعية على خلفية الاعتداءات المتكررة على الحرم القدسي والمسجد الأقصى والاقتحامات الشبه يومية له من قبل قطعان المستوطنين اليهود، وزعماء أحزاب يهودية فاشية، وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي المؤيدين الى سياسات التطهير العرقي للفلسطينيين، وابعادهم عن موطنهم وسحب الجنسية الإسرائيلية منهم. القدس انتفضت ولم تسكت على كل ممارسات الاحتلال منذ رمضان الماضي وليومنا هذا، وان كانت الهبة الان على أشدها بعد احداث المسجد الأقصى. وبالرغم من تحويل القدس الى ثكنة عسكرية بكل معنى الكلمة وإقامة الحواجز، والمتاريس، والاعتداءات المتكررة على المصلين والمتظاهرين والمحتجين من الفلسطينيين، وحملات الاعتقالات الواسعة والمكثفة في القدس، لم تستطع إسرائيل من السيطرة على الموقف التي بات يتطور ويمتد الى بقية أراضي الضفة الغربية والاهم ربما الى داخل الخط الأخضر الذي شهدت مدنه وقراه اشتباكات وصدامات مع رجال الشرطة والامن الإسرائيلي التي زادت حدتها مع قتل شاب فلسطيني من قرية كفر كنة بدم بارد من قبل الجنود الصهاينة. ولقد باتت الدوائر الإسرائيلية تتحدث عن ان الانتقال من القدس الغربية التي احتلت عام 1948 والقدس الشرقية التي احتلت عام 1967 وضمت الى إسرائيل رسميا، بات وكان الانسان ينتقل من دولة الى دولة أخرى. وهذا يسقط المقولة التي يرددها الصهاينة من ان القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل. فكل يوم يمضي يؤكد ان القدس هي مدينة محتلة ويؤكد أيضا انه لا يمكن أن يتعايش شعب مع محتليه مهما بلغ جبروت قوى الاحتلال.  وإسرائيل كمشروع احتلالي،  تتخوف من أن تتحول التحركات الشعبية الى انتفاضة ثالثة، ولذلك سارع رئيس وزرائها المجرم  والمتعجرف نتنياهو بالإعلان أن إسرائيل لا تنوي تغير الوضع القائم في الأقصى، بعد ان كانت حكومته تنوي تقسيم الحرم القدسي مكانا وزمانا بين المسلمين واليهود، والكل يعلم ان هذا تراجع مؤقت عمل عليه لتهدئة الأوضاع. ولكن الأوضاع لم تهدأ ومن هنا أتت زيارة كيري الى المنطقة والاجتماع بالعاهل الأردني الملك عبدالله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس ليعمل على تهدئة الأوضاع خوفا على اسرائيل، وحث كل من الأردن والسلطة الفلسطينية على اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة في القدس لتهدئة الأوضاع هناك. ولكن السؤال الذي يجب ان يطرح هل تملك الأردن او السلطة الفلسطينية أي تأثير على الشارع المقدسي بالتحديد؟ وهل يراد من المقدسيين السكوت على كل ما جرى ويجري من تهويد لمدينتهم؟ وأين هي السلطة من كل هذا وهي التي تعتبر أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، والتي لن ترى النور في تقديري المتواضع طالما بقي منحى الاستسلام والخنوع والاستجداء على أبواب البيت الأبيض هو السبيل الذي تسلكه القيادة الفلسطينية المتنفذة للحصول على الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، التي تتآكل كل يوم منذ بداية أوسلو السيء الصيت ولغاية الان. المقدسيون فرضوا المعادلة على الأرض بهبتهم واجبروا المتغطرس نتنياهو بالسماح لكل الفلسطينيين من كافة الاعمار بالدخول للصلاة في الأقصى، بعد أن قامت شرطته بإقفاله امام المصلين ومن ثم عاودت فتحه للمصلين الذي تتجاوز أعمارهم الخمسون عاما. المقدسيون هم الذين فرضوا المعادلة واستطاعوا أن ينتزعوا حقوقهم بيدهم. ليس صحيحا ما يقال ان الأردن أو تهديدات السلطة الفارغة من أي محتوى او فعل بالقول ان الأقصى خط أحمر، هي التي جعلت إسرائيل وحكومة المتعجرف نتنياهو بالتراجع. كم من خط احمر واخضر واصفر ومتعدد الألوان تجاوزته إسرائيل ولم نسمع أو نرى أي فعل على ارض الواقع. الحقوق تنتزع ولا تمنح للمستجديين. ثم ان ما يجب ان يقال ان أي شبر من أرض فلسطين هو خط أحمر دون تمييز. الاحتلال لن يرحل بالمفاوضات العبثية وحالة الاسترخاء وللامبالاة والتأقلم مع الاحتلال، ومحاربة افرازاته وهو ما يريد الاحتلال جرنا اليه ويدخلنا في المتاهات والفراغ، وهو ما برع فيه على مدى سنوات طويلة مضت.

وماذا عن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطة لتهدئة الأوضاع كما طلب منها كيري ووعدت بتنفيذها؟ ما نراه على الأرض هو أنها وضعت رجال الامن الفلسطينيون لتشكيل حاجزا بين قوات الاحتلال الاسرائيلي وبين المتظاهرين من الشبان الفلسطينيون لمنعهم من الاشتباك مع جنود الاحتلال. وتتحجج السلطة وتبرر هذا الاجراء بانها فعلت ذلك للحفاظ على أرواح الشباب الفلسطيني وحمايتهم مما قد يتعرضوا له من إصابات من قبل قوات الاحتلال. لنقل اننا نريد ان نصدق هذا للحظة. أفلا يحق لنا إذا ان نتساءل، اذا كان الامر فعلا كذلك فلماذا لا تعمد الأجهزة الأمنية الفلسطينية وما أكثرها في الضفة على حماية القرى الفلسطينية التي تتعرض يوميا الى الاعتداءات من قبل المستوطنين اليهود؟ أو تقوم بحراسة أشجار الزيتون والمحاصيل الزراعية التي تتعرض للسرقة والنهب، وبعض الأحيان يتم احراقها من قبل المستوطنين؟ لماذا لا تقوم بحراسة سكان القرى أوقات في مواسم قطف الزيتون؟ لماذا لا تتعلم من الجيش الإسرائيلي الذي يقوم بحماية المستوطنين ويرافقهم في اعتداءاتهم على الفلسطينيون في القرى حتى لا يصابوا بأذى إذا ما تعرض لهم الفلسطينيون دفاعا عن أنفسهم وعن أراضيهم ومحاصيلهم؟ المستوطنين والمتطرفين الصهاينة (إذا جاز التعبير)، وأعضاء الكنيست والفاشيون يقومون باقتحام الأقصى تحت حراسة وحماية رجال الشرطة والامن الإسرائيلي، لماذا لا تقوم الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات اليومية والاقتحامات للمدن والمؤسسات الفلسطينية من قبل الاحتلال؟ والسؤال الأخير الذي لا يود البعض سماعه لماذا نرى ان البؤر الملتهبة التي يتصدى عندها الشبان الفلسطينيون لجنود الاحتلال ويشتبكون معهم هي البؤر التي لا يتواجد بها رجال الامن الفلسطيني؟

 

الدكتور بهيج سكاكيني

15.11.2014

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا