<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني  تفجيرات غزة ....حذاري من الانجرار

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

 تفجيرات غزة .... حذاري من الانجرار

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

التفجيرات التي استهدفت منازل قيادات في فتح في قطاع غزة ومنصة المهرجان الذي سيقام لذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، تثير العديد من التساؤلات فيما يختص بالتوقيت التي جرت عنده، وبالظروف السياسية على الساحة الفلسطينية والمناخ الميداني في القدس والضفة الغربية الذي ينذر ببوادر انتشار وتوسيع دائرة المواجهات مع جيش الاحتلال الصهيوني على كافة المساحة الفلسطينية واحتمال تطورها الى انتفاضة ثالثة على الرغم من عدم توفر العامل الذاتي لها، كما كنا قد أشرنا في مقال سابق.

ومن الخطأ ان نستبق الاحداث والتحقيقات في الموضوع للوصول الى المسؤول عن هذا الحدث الاجرامي والبدء في كيل الاتهامات لهذا الطرف أو ذاك كما هو حاصل الان. الامر يحتاج الى شيء من التعقل وعدم إطلاق الاتهامات جزافا وتوتير الأجواء بعدما هدأت الأوضاع نسبيا، وكذلك حالة الاحتقان التي سادت على الساحة الفلسطينية وما نتج عن الخلافات بين فتح وحماس، الذي انعكس سلبا على مقاومة الاحتلال والأداء الفلسطيني بشكل عام. ومن الضروري ان يتحلى كلا الطرفين بالمسؤولية واليقظة لان هنالك من لا يريد أن تتم عملية المصالحة الوطنية واستكمال بنودها واستحقاقاتها، ولا شك ان هنالك العديد ممن تضرروا من عملية البدء في المصالحة وتكوين حكومة التوافق الوطني. وأول المتضررين هو الاحتلال بعينه ولقد هدد قادته السياسيين من استكمال المصالحة وخيرت السلطة ورئيسها أبو مازن ان عليه أن يختار بين المصالحة مع حماس أو السلام (وكان السلام يقف خلف الباب أو أصبح على قاب قوسين). كما هدد نتنياهو بعدم التعامل مع حكومة تكون حماس طرفا فيها، بالإضافة الى التهديد بعدم دفع الأموال التي تجمعها إسرائيل الخاصة بالضرائب على البضائع وغيرها التي هي أصلا أموال السلطة الفلسطينية. ان هذه التهديدات من قبل القيادة السياسية الحاكمة في دولة الكيان الصهيوني التي أطلقت علنا قبل وبعد بالمصالحة، تدلل بشكل رئيسي أن للاحتلال والكيان الصهيوني مصلحة في عدم اكتمال المصالحة، لان هذا من المفترض أن يقوي الجانب الفلسطيني ويمنحه القوة في عدم الرضوخ للضغوطات التي تمارس عليه من قبل سلطات الاحتلال.

كما ويجب الا يغيب عن اذهاننا ان الاحتلال الصهيوني هو من قام بالتصفية الجسدية للشهيد ياسرعرفات رمز المقاومة الفلسطينية ورمز القضية، ومن الممكن أيضا أن الكيان الصهيوني الذي قام باغتيال الشهيد عرفات لا يريد للشعب الفلسطيني أن يحتفل في إقامة مهرجان بذكرى استشهاده وفي قلب غزة، لما له من دلالات على الوحدة الفلسطينية.

كما أن الحدث الاجرامي يأتي في ظل هجمة شرسة لقوات الاحتلال الصهيوني والمستوطنين النازيون يشاركهم بها أعضاء من الكنيست الإسرائيلي ورؤساء أحزاب إسرائيلية، على الحرم القدسي والمسجد الأقصى، على امل ان يحققوا تقسيمه زمنيا ومكانيا بين اليهود المغتصبين والمسلمين، على غرار ما حدث في الحرم الابراهيمي في الخليل. كما ويأتي ضمن حملات اعتقالات واسعة في القدس وبقية مدن الضفة الغربية، المصحوبة بهبات شعبية مع احتمال ان تتطور الى انتفاضة ثالثة. وليس سرا ان العمل على تأطير هذه الهبات الشعبية والرقي بها للوصول الى ما يمكن ان نطلق عليه انتفاضة، يستدعي فيما يستدعيه التنسيق السياسي والميداني على مستوى الضفة والقطاع، ومن هنا نرى ان للعدو الصهيوني مصلحة كبرى في قطع الطريق على أي عمل قد يؤدي الى تعزيز الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية.

الى جانب ذلك فان من ارتكب هذه الجريمة النكراء من الممكن أنه كان يهدف الى حرف الأنظار عما يدور في القدس والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى وما سببه للكيان الصهيوني من احراج وادانات على المستوى العالمي. ان مثل هذه الاعتداءات التي تناقلتها العديد من وسائل الاعلام العالمية تنعكس سلبا على الكيان الصهيوني من ناحية دعائية وإعلامية، بالإضافة خسارته على المستوى السياسي، لأنه بجانب فضح الاحتلال يبين وبشكل واضح أن القدس غير موحدة وأن هنالك احتلال قائم.

وتأتي التفجيرات أيضا في الوقت الذي تعمل فيه السلطة الفلسطينية للتوجه الى مجلس الامن لطرح القضية الفلسطينية برمتها، أو على الأقل هكذا نتأمل، بدلا من التعويل والارتهان المدمر على الولايات المتحدة طيلة عقدين من الزمن في مفاوضات عقيمة لم تفلح الا بمزيد مع الاستيلاء على أراضي فلسطينية، وتحويل الأراضي التي احتلت عام 1967 الى كانتونات متناثرة بدون تواصل جغرافي، وبناء المستوطنات اليهودية السرطانية التي تحولت الى مدن رئيسية، وهيمنة كاملة على جميع مناحي الحياة على كامل التراب الفلسطيني. وتأتي أيضا ضمن وجود توجه لدى البعض في السلطة الفلسطينية بالقناعة للذهاب والانضمام الى ميثاق روما، او بمعنى آخر لمحكمة الجنايات الدولية لملاحقة الجيش الإسرائيلي والطبقة السياسية للكيان العنصري لما ارتكبوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في العدوان المتكرر على قطاع غزة. الاحتلال الصهيوني له مصلحة كبرى في إعادة خلط الأوراق وإيجاد مزيد من التصدع في الجبهة الفلسطينية وبالتالي اضعاف الموقف الفلسطيني.

بالإضافة الى كل ذلك لا نستبعد أيضا وجود أطرافا فلسطينية تعمل على تقويض المصالحة الوطنية لأغراض غير وطنية بالتأكيد، وقد تكون خدمة لأطرف إقليمية هنا وهناك، أو لمصالح فئوية او اجتماعية أو اقتصادية ضيقة، وخاصة وأن البعض ينتظر وصول "مليارات إعادة الاعمار" لملء الجيوب. نقول إقليمية بناء على ما صرح به الرئيس أبو مازن من انه تعرض من أطراف إقليمية بعدم اجراء المصالحة مع حماس ولكنه مشكورا رفض ذلك. وإذا كان هذا هو الحال فان هذه الأطراف لها مصلحة في التشويش على حكومة الوفاق الوطني والسير على استكمال المصالحة الوطنية واستحقاقاتها.

 

ما نود أن نؤكد عليه في نهاية المطاف بأن هنالك إطراف عدة لها مصلحة في خلط الأوراق وتأجيج الصراعات والخلافات في الساحة الفلسطينية لمزيد من اضعافها وتسهيل الانقضاض عليها وانهاء القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني والقطط السمان الفلسطينية لنقولها بصراحة وبالقلم العريض، وكذلك بعض الدول الاقليمية. ومن هنا فان على كل مخلص للوطن والقضية، سواء على النطاق الفردي أو الحزبي وغيرهم، ان يكون على مستوى المسؤولية التي تتطلبها المرحلة الحالية والمفصلية في مسار قضيتنا ومسار المنطقة برمتها. وهذا بالضرورة يعني وقف الاتهامات التي تطلق جزافا عبر وسائل الاعلام والتراشق الإعلامي الذي لن يؤدي الا الى مزيد من توتير الأوضاع وتوسيع الهوة وخاصة بين فتح وحماس، والأفضل أن ننتظر ما ستسفر عليه التحقيقات.  

وكلمة أخيرة نقولها وبصوت مدوي، شعبنا أكبر من حماس وفتح وقضيتنا أسمى من أي تنظيم مهما على، ومهما بلغت تضحياته وتاريخه النضالي، فالوطن هو وطن الجميع بكل مكوناته مهما صغرت أو كبرت.

الدكتور بهيج سكاكيني

 

08.11.2014

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا