<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني ركائز الاستراتيجية الامريكية في المنطقة واستهداف الجيوش العربية (4)

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

 

ركائز الاستراتيجية الامريكية في المنطقة

 

 واستهداف الجيوش العربية

 

(4)

 

 

بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

الجيش السوري

تعرضنا في الجزء الثاني والثالث لاستهداف الجيش المصري والعراقي على التوالي وسنتعرض هنا الى الجيش السوري. العدوان والاحتلال الامريكي الذي تعرض له العراق عام 2003، كان مقدمة للاعتداء على سوريا ومحاصرتها وشطب دورها الإقليمي، لأنها بقيت الدولة العربية الوحيدة التي يمكنها الوقوف بوجه المخططات الامريكية في المنطقة، أو تعطيل فرض الهيمنة التامة على منطقتنا. ولقد ارتأت الولايات المتحدة أن غزوها للعراق وتدميرها للدولة العراقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، قد خلق مناخا سياسيا وأوضاعا إقليمية مناسبة لفرض اجندتها على المنطقة وفرض اتفاقية سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل يتم فيه تصفية القضية الفلسطينية، وتوقيع معاهدات سلام بين الدول العربية مجتمعة أو كل على حدة مع اسرائيل وفرض التطبيع الكامل معها، وخاصة مع وجود ظروف وعوامل عربية مواتية تساعدها في ذلك. وحيث أن سوريا كانت ما زالت الدولة الوازنة والفاعلة، بالرغم من حالة العزلة التي فرضت عليها من قبل الولايات المتحدة بنظام عقوبات اقتصادية جائرة وعزلة سياسية، بالإضافة الى أوضاع اقتصادية صعبة، ظنت الإدارة الامريكية أنه من الممكن أن تجر الدولة السورية الى مخططاتها في المنطقة أو على الأقل ضمان عدم التشويش على هذه المخططات وعلى رأسها تصفية القضية الفلسطينية وانهاء الصراع العربي الإسرائيلي بتوقيع معاهدات سلام شبيهة بتلك التي وقعت مع مصر السادات، وبهذا تضمن التسلط على المنطقة وكسر شوكة محور المقاومة والمانعة  الاخذ بالتبلور في المنطقة.

كان هذا ما في جعبة البيت الابيض، ولذلك لم تنتظر الادارة الامريكية وقتا طويلا بعد تدمير العراق واحتلاله على ارسال وزير الخارجية كولن بأول آنذاك الى دمشق، حاملا معه المطالب الامريكية من الرئيس الدكتور بشار الأسد. هذه المطالب التي يمكن ايجازها بما يلي:

1.    العمل على اقفال مكاتب الفصائل الفلسطينية في دمشق وخاصة تلك التابعة لحركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية القيادة العامة، وهي التنظيمات التي كانت قد وضعتها الإدارة الامريكية على قائمة التنظيمات الإرهابية. وكذلك ابعاد قيادات هذه الفصائل من دمشق وعدم السماح لهم بالتحدث الى الصحافة في دمشق.

2.    وقف الدعم لحزب الله في لبنان، وكذلك منع تدفق الأسلحة للحزب من إيران والتي كانت تأتي عبر الأراضي السورية.

3.    الانخراط في عملية السلام في الشرق الأوسط التي تنوي على تنفيذها الولايات المتحدة، ضمن خارطة طريق لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعدم الوقوف ضد عملية التطبيع العربي الرسمي مع الكيان الصهيوني.

4.    قطع العلاقات مع إيران ووقف التعاملات مع الحكومة الإيرانية.

5.    الكف عن دعم المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي ومنع دخول المقاتلين من سوريا الى العراق لمحاربة الجيش الأمريكي هناك.

6.    رفض استقبال قيادات سياسية عراقية مرتبطة بنظام صدام حسين في دمشق، الى جانب الإفصاح عن الودائع التي تعود الى العراق المتواجدة في البنوك السورية، ومن الذي يتصرف بهذه الأموال والسماح للولايات المتحدة بمصادرتها. وكانت المصادر الامريكية تقدرها ب 2.5 مليار دولار.

7.    تقديم قائمة أسماء كل العلماء وأساتذة الجامعات العراقية الذين لجأوا الى دمشق وما زالوا يقيمون بها.

لم تستجب بالطبع سوريا لهذه الطلبات التي كان من المفترض ان تدفعها لكي تتجنب المصير الذي لقيته العراق والرئيس صدام حسين، هذا التهديد المبطن الي حمله وبكل وقاحة كولن باول الى الرئيس الأسد شخصيا. وفي مقابلة مع إحدى المحطات التلفزيونية الامريكية في تلك الفترة صرح باول " أن الرسالة الواضحة التي نقلت الى الرئيس بشار الأسد، أن هنالك وضعا جديدا في المنطقة مع نهاية نظام صدام حسين والتزام من جانب الرئيس بوش للمضي قدما في عملية سلام في الشرق الأوسط ووضع خارطة طريق. وانه (أي الرئيس الأسد) يستطيع ان يكون جزءا من هذه التطورات الإيجابية في المنطقة إذا ما اختار أن يعمل ذلك".

كانت سوريا قد أدركت منذ فترة بان هنالك مخططا كبيرا يحاك ضد المنطقة وخاصة مع غياب الدور السوفياتي عن الساحة الدولية نتيجة انهيار المنظومة الاشتراكية وتفكك جمهوريات الاتحاد السوفياتي، ورأت ان هنالك حاجة ملحة لتطوير قدراتها الذاتية الداخلية وخاصة الاقتصادية والعسكرية على وجه التحديد. وفي المجال العسكري استطاعت تطوير منظومات صاروخية متقدمة كسلاح استراتيجي في أي مواجهات عسكرية قادمة، كما وعملت على امتلاك الأسلحة الكيماوية، الى جانب بناء وتطوير قطاع صناعات عسكرية مبنية على تقنيات حديثة عالية. الى جانب ذلك فقد عملت على تطوير علاقاتها الاقتصادية والتجارية والعسكرية مع الجمهورية الايرانية الإسلامية وروسيا وارتقت هذه العلاقات الى علاقات استراتيجية بالإضافة الى الحارة العراق، ظهرت ثمرتها وجديتها بوقوف إيران وروسيا المبدئي والصلب عندما بدأت سوريا تتعرض لهجمة غربية غير مسبوقة في حدتها مدعمة من قوى إقليمية كشرت عن انيانها لغرسها في الجسم السوري وعلى رأسها الحلف التركي القطري وكذلك الحلف السعودي والاماراتي على وجه التحديد، للأسباب التي تعرضنا لها هنا وكما أيضا في مقالات سابقة. ولم تبخل سوريا طيلة هذه الفترة في دعم حزب الله اللبناني وكذلك فصائل المقاومة الفلسطينية دون تمييز، وهذا بشهادة هذه المجموعات، مما جعلها في دائرة الاستهداف المباشر من قبل الولايات المتحدة.  وفي المقابل كان الطرف المعادي يتحضر ويعمل داخل سوريا وخارجها للانقضاض على الدولة السورية وجيشها وشعبها في اللحظة التي يراها مناسبة.

رأت الولايات المتحدة وادواتها وحلفائها في المنطقة في "الربيع العربي" وما تمخض عنه من "الفوضى الخلاقة" في العديد من دوله الفرصة الذهبية لتحريك عملاءها ومرتزقتها في الداخل السوري ضد أجهزة الامن في الدولة السورية في درعا. وكان التعويل على ان هذه الاحداث المفتعلة ستنتشر في البلاد وستؤدي الى اسقاط النظام في سوريا، ولكن أي من هذا لم يحدث. وكان التعويل أيضا في هذه الفترة والتي لحقتها على إمكانية شراء بعض الضباط الكبار واغراءهم بدفع الملايين من الدولارات لهم للقيام بانقلاب عسكري أو اعلان انشقاقهم عن الجيش السوري على غرار ما حدث في العراق قبل الغزو الأمريكي لبغداد، ولكن الجيش السوري العقائدي بقي متماسكا وصلبا أمام كل هذه الاغراءات وأثبت أنه جيشا وطنيا قوميا بكل المقاييس، وان الاعداد من مؤسسة الجيش السوري التي رضيت أن تبيع الوطن قليلة جدا، ولم تؤثر لا على بنية الجيش ولا على تماسكه في مواجهة التحديات والمخاطر التي تحيق بالوطن سوريا. وهذا ما أتبتته الاحداث المتلاحقة من الانتصارات التي بدأ يحققها الجيش السوري على الأرض السورية، وخاصة بعد دحر الإرهابيين من القصير على ايدي الجيش السوري ومقاتلين من حزب الله اللبناني في مايو 2013 الذي كانت تعتبر القلعة الحصينة لهم وللأجهزة الأمنية الاستخباراتية الإسرائيلية والغربية التي كانت تشرف وتدير المعارك في الداخل السوري، كما انها كانت تعتبر الممر الامن للأسلحة والمقاتلين الى الداخل السوري، هذا بالإضافة لكونها مركزا للتنصت والتجسس والدعم اللوجيستي "للمعارضة" السورية.  

شكلت عمليات الاغتيال للضباط العسكريين الكبار ورجال الأمن في احدى المراحل أسلوب "للمعارضة" المأجورة السورية ومراهنة على زعزعة المؤسسة العسكرية وخلق نوع من الارتباك بداخلها، بالإضافة الى التشكيك في الولاءات للمؤسسة والوطن وبالتالي التمهيد لعملية انشقاقات داخل هذا الصرح المتماسك الحامي للوطن. ولقد تمكن ما يسمى "بالجِيش السوري الحر" و"جماعة لواء الإسلام" بتحقيق ضربة كبيرة في تفجيرمبنى الامن القومي السوري أثناء اجتماع القوى الأمنية فيه في 18 يونيو 2012، واستشهد على أثرها وزير الدفاع داود راجحة ونائبه وعدد آخر من الضباط العسكريين والأمنيين، ولا شك ان هذه العملية كانت عملية نوعية خطيرة. وقد استغلتها جماعة الاخوان المسلمين دعائيا واثارة زوبعة كبيرة ملفقة عن انشقاقات كبيرة في الجيش السوري في ذلك اليوم وان الجيش بدأ يتفكك وان الانشقاقات باتت بالجملة، ولكن كل هذا تبين أنه لا يعدو كونه عن حملات دعائية لا أساس لها من الصحة. ولم تمضي ساعات حتى أعلن بمرسوم رئاسي عن وزير دفاع جديد ونائب جديد للقائد العام للجيش، وأحبط هذا أي عملية ارتباك او زعزعة أو فجوة يمكن استغلالها. واتضح بعدها ان العملية كان مخطط لها وكانت تستهدف السيطرة على دمشق العاصمة، ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل.

مع فشل كل المحاولات من قبل ما سمي بالمعارضة السورية في اسقاط الدولة السورية نظرا لتماسك الثالوث المقدس المتمثل بالشعب والجيش والقيادة السياسية، وبدء الجيش العربي السوري بأخذ زمام المبادرة والانتقال من استراتيجية الدفاع الى استراتيجية الهجوم، كان لا بد من أن تتدخل رأس الافعى والسيد الولايات المتحدة في محاولة تحقيق ما فشلت به الأدوات. من هنا جاء تلفيق استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية من قبل الجيش السوري والخط الأحمر الذي أعلنه أوباما، والتحضير للعدوان على سوريا وتدمير الدولة السورية والجيش السوري وحشدت لهذا الغرض الاساطيل الحربية للولايات المتحدة مقابل السواحل السورية، وكثفت الصحافة الرسمية في الدول الغربية هجومها على سوريا وخلقت أجواء الحرب وقرع الطبول كما كان الحال قبل الغزو الأمريكي على العراق عام 2003. ولولا التدخل الروسي والصيني الفعال على الساحة الدولية وخاصة في مجلس الامن والفيتو المزدوج الذي اتخذ من قبل الدولتين، والمواقف الصلبة والمبدئية الإيرانية، والتهديد الشديد اللهجة بأن الامر لن يقف عند سوريا، وعلى ان أمريكا تستطيع ان تبدأ الحرب ولكنها لن تقرر متى ستنتهي، او الحد من أو ضبط انتشارها في المنطقة، لما لجمت رعونة وعنجهية الولايات المتحدة وتراجعها عن عدوان بات وشيكا. ونتيجة المباحثات مع روسيا وافقت الدولة السورية على التخلص من الأسلحة الكيماوية التي تمتلكها. لم ترضى الأدوات والعملاء والحلفاء في المنطقة مثل السعودية وقطر وتركيا وإسرائيل بهذا التراجع الأمريكي، وهي التي كانت تنتظر بدء العدوان بفارغ الصبر، والاستعداد الذي أبدته السعودية بدفع كافة تكاليف العملية العسكرية، وذلك باعتراف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في شهادته أمام الكونغرس.

لم تتخلى الولايات المتحدة التي اضطرت للتراجع خوفا من النتائج الغير محسوبة أو المتوقعة من عدوانها، وخاصة وأنها لم تعد تستطيع فعل ما تريد في العالم على غرار ما كانت تفعله عندما انهار الاتحاد السوفياتي، لم تتخلى عن اسقاط الدولة السورية كما لم تتخلى ادواتها عن هذا الهدف. ومن هنا جاء زيادة تسليح "المعارضة السورية" وإقامة مزيد من معسكرات التدريب في البلدان المجاورة كما كثفت المجهودات في تجنيد المرتزقة من كل بقاع العالم وبحسب مركز الأبحاث والاستخبارات الغربية فان الارهاب وفد من أكثر من 80 دولة في العالم، وفاقت الاعداد تلك الاعداد التي توجهت للقتال في أفغانستان، وأصبحت سوريا البؤرة والمصفاة للإرهاب العالمي من المجموعات القاعدية والداعشية وغيرها. وقامت وما زالت الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والامارات وقطر في تمويل الفصائل الإرهابية بكل ما تحتاجه اما تركيا كانت وما زالت تفتح حدودها لتدفق الإرهابيين الى الداخل السوري، والتي ما زالت تضع على رأس أولوياتها اسقاط الدولة السورية وكأن هنالك ثأر شخصي قبلي مع الرئيس الدكتور بشار الأسد، وتحلم بإعادة الامل لاسترجاع العهد العثماني وتربع السلطان اردوغان على المنطقة.

والسيناريو الجديد وما تمخضت عنه الإدارة الامريكية ومطابخ أجهزة الاستخبارات الغربية والإقليمية هو إيجاد ما سمي "بالتحالف الدولي " لمحاربة داعش بعد ان أصبح هذا التنظيم الإرهابي يهدد امن الدول الغربية وخاصة الأوروبية منها بالإضافة الى امن الأدوات في المنطقة وخاصة الخليجية منها. وعدا عن هذا والأهم، المصالح الامريكية في المنطقة وخاصة تلك المرتبطة بالطاقة ومنابع البترول والغاز الذي سنتعرض له لاحقا بالتفصيل، حيث أن داعش بدأت تتمدد في المناطق الغير مسموح بها. الولايات المتحدة ومن ضمن حملتها على هذا التنظيم أصبحت تحلق بطلعات في الأجواء السورية تحت حجة ضرب هذا التنظيم. وبالرغم من عدم تعرضها للجيش العربي السوري أو موقعه لغاية الان، فان هذا لا يعني انها قد تفعل ذلك مستقبلا إذا ما سمحت لها الظروف بذلك، لإعطاء فرصة "للمعارضة السورية المعتدلة" للاستيلاء على الأراضي التي تقوم بقصفها هذه الطائرات. الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة لم ولن تتغير في المنطقة.

ونقطة قبل الأخيرة بالنسبة "للمعارضة" السورية وجيش الكيان الصهيوني، فقد بات بالدليل القاطع الذي لا يقبل الشك بارتباط هذه المعارضة بالكيان الصهيوني الي يقدم لها كل انواع الدعم اللوجيستي والغطاء الناري ضد الجيش العربي السوري للاستيلاء على المناطق المحاذية للحدود في القنيطرة والجولان المحتل على أمل اقامة منطقة عازلة حدودية على غرار تجربة جيش لحد في الجنوب اللبناني. وها هي حجافل المغول الجدد من النصرة وداعش يرفعون الاعلام في المنطقة الحدودية، وعلى بعد أمتار من جيش الكيان الصهيوني الي يقدم لهم الطبابة في مستشفياته ليؤكد ارتباط هذه المجموعات الإرهابية في محاربتها للجيش العربي السوري، على امل اضعافه وتشتيت قواه كل هذا خدمة للكيان الصهيوني.

وفي النهاية نود أن نؤكد من ان صمود سوريا هو من صمود الجيش العربي السوري العقائدي وعشرات الالاف من الشهداء اللذين قدمهم دفاعا عن الدولة السورية وشرف الامة بأكملها. ولا بد ان نذكر أيضا ان هذا الصمود الاسطوري لم يكن ممكنا لولا الالتفاف الشعبي حول هذا الجيش وكذلك الدعم السياسي والعسكري وخاصة الامدادات بالأسلحة التي لم ينقطع من قبل الدولة الروسية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 03.11.2014

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا