%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
اعتذار بايدن لا يعني شيئا ولن يغير الحقائق
الدكتور بهيج سكاكيني
أضطر نائب الرئيس الأمريكي بايدن على ابتلاع تصريحه الذى ادلى به عنما أجاب على سؤال في المحاضرة التي القاها في جامعة هارفرد الامريكية، والتي ذكر فيها ان حلفاء واشنطن الإقليميين قاموا بتقديم الدعم المالي لمجموعات القاعدة في سوريا حين أشار رد على سؤال "الى ان المشكلة الأكبر كانت في حلفاء واشنطن في المنطقة، فالأتراك والسعوديون وسكان الامارات كان همهم الوحيد اسقاط الرئيس السوري وقدموا المال والسلاح الى كل من وافق على القتال ضد الأسد". ولا شك أن هذه هي حقائق أوردتها العديد من وسائل الاعلام ومراكز الأبحاث والدراسات في العواصم الغربية. وكان القصد من وراء هذا التصريح هو تنصل الإدارة الامريكية من أية مسؤولية قانونية أو أخلاقية أو سياسية، عما دار ويدور الان على الساحتين السورية والعراقية والمنطقة، وخاصة مع ما تناقلته وسائل الاعلام من الصور التي تقشعر لها الابدان التي تصور ذبح الأجانب من أمريكيين وفرنسي وبريطاني، على أيدي عناصر من داعش، مع ان الإدارة الامريكية لم تحرك ساكنا ولم تدين حوادث مماثلة جرت على الساحة السورية. والغريب أن بايدن لم يأتي على ذكر قطر التي لعبت دورا ليس بأقل من الدول التي ذكرها بايدن ان لم تكن أكثر على حسب ما ورد في احدى الصحف البريطانية مؤخرا.
لم تمضي ساعات على تصريح بايدن قبل أن يضطر لبلع كلامه، وتقديم الاعتذار الشخصي الى الرئيس التركي اردوغان وذلك من خلال مكالمة هاتفية، الى جانب تقديم اعتذار الى دولة الامارات. وسارع البيت الأبيض بالقول بان بايدن يمتلك من الشخصية بحيث انه يقوم بالاعتراف إذا ما كان على خطأ. طبعا الكل يعلم علم اليقين بأن بايدن كان الى حد كبير امينا على نقل الحقيقة، على الرغم من انها مبتورة لأنه أبعد أي مسؤولية للإدارة الامريكية في نشوء داعش ودعمها وتمددها، واستخدامها كأداة لخدمة المخططات الامريكية في المنطقة.
وعلى العموم فان الاعتذار لا يغير من الحقائق بالنسبة لكل اشكال الدعم الذي قدمته وما زالت تقدمه، الإدارة الامريكية وتركيا والدول الخليجية بشكل عام الى المجموعات الإرهابية العاملة على الأراضي السورية وحتى الى تنظيم "داعش"، والتي من الناحية النظرية أنها دخلت فيما سمي "بالتحالف الدولي" لمكافحة "داعش" في العراق وسوريا تحت المظلة الامريكية. فجميعهم دون استثناء موافقون على تقديم الدعم لما يسمونه "بالمعارضة المعتدلة" وهم يدركون ان هذه المعارضة غير متواجدة على أرض الواقع، وان ما يسمونه "بالجيش الحر" عدا عن انه اضمحل نتيجة الانقسامات في صفوفه وانضمام معظم عناصره الى المجموعات المصنفة على لائحة الارهاب الامريكية والأوروبية، فانه قد شارك جنبا الى جنب مع جبهة النصرة وداعش في ارتكاب المجازر بحق المدنيين في سوريا وتدمير دور العبادة والتعدي على الأقليات، ولنا في المجزرة التي ارتكبت في اللاذقية وتدمير الكنائس ودور العبادة في المدينة الاثرية معلولا امثلة ساطعة على الاجرام الذي ارتكبه ما سمي "بالجيش الحر" الذي تحاول هذه الأطراف احياءه من جديد. ولن نستبعد على الاطلاق أن يقوموا بتشكيل فصيل جديد من اللذين يقومون بتدريبهم في المعسكرات في السعودية والأردن وتركيا وايهام العالم بانه فصيل معتدل. كما ما زال الهدف الي يعملون من أجله هو اسقاط الدولة السورية ,ان اختلفوا في أساليب تحقيق ذلك والتوقيت الزمن ربما.
أما فيما يختص بمحاربة تنظيم "داعش" , "القضاء" على هذا التنظيم كما تعلن الولايات المتحدة وادواتها وحلفائها، فهي أكذوبة كبرى ليس بعدها أكذوبة كما تبين الوقائع والحقائق على الأرض، وكنا قد أشرنا الى العديد منها في مقال سابق. وربما ما يدور الان في مدينة عين العرب في شمال سوريا، يأتي أيضا ليؤكد الاكذوبة الكبرى. فقد ترك اكراد سوريا للقتال لوحدهم منذ أسابيع، دون تقديم أي دعم يذكر لهم من قبل "التحالف الدولي"، بينما سارعت الدول الغربية مثل فرنسا وألمانيا الى جانب الولايات المتحدة بتقديم الأسلحة الى أكراد العراق دون تردد عندما أصبحت داعش تهدد الأراضي الكردية في إقليم كردستان العراق. من ينظر الى الطبيعة الجغرافية المحيطة ببلدة عين العرب، يدرك جيدا انه لو ارادت الولايات المتحدة فعلا أن تضرب مقاتلي الدولة الإسلامية ومنعهم من التقدم الى المدينة لفعلت ذلك بسهولة، ولكنها اكتفت ببعض الضربات الجوية الاستعراضية التي لم تمنع مقاتلي "داعش" من التقدم صوب المدينة ومحاصرتها، وتدور المعارك الطاحنة الان عند كتابة هذه السطور في شوارعها، ومن المحتمل أن تسقط في الصباح أو في الأيام القليلة القادمة (الا اذا أعطيت الأوامر الامريكية بالانسحاب) على الرغم من استبسال الاكراد من حزب الاتحاد الديمقراطي وافراد من حزب العمال الكردستاني وذلك لعدم امتلاكهم الأسلحة المناسبة للدفاع عن مدينتهم وذلك اذا ما قورنت بالأسلحة الثقيلة التي يمتلكها إرهابي داعش. ليس هذا فحسب بل هنالك انباء تتحدث من ان الطائرات الامريكية قامت بقصف مخازن الحبوب ومحطة مياه في المنطقة. بمعنى ان الطائرات الامريكية معنية بقصف بنى تحتية بدلا من قصف تجمعات ودبابات داعش التي تتقدم باتجاه المدينة والتي يسهل عملية اصطيادها وتدميرها من قبل الطائرات الامريكية. وقد سبق وتن قصفت الطائرات الامريكية بعض البنى التحتية في مناطق سورية أخرى حجة مقاتلة داعش. وهذا ما يطرح سؤالا كبيرا وعلامات استفهام على الغرض والاهداف الحقيقية من التدخل السافر في سوريا والاعتداء على سيادة الأراضي السورية.
أما الجيش التركي فقد اكتفى بحشد عدد كبير من دباباته على السياج الحدودي في عملية استعراضية، ربما لبدء هجوم على الأراضي السورية والتقدم تجاه دمشق بانتظار الأوامر من اسياده في البيت الابيض، أو هكذا يحلم السلطان العثماني الجديد. وهو ما زال يضع شروطه للتدخل وعلى رأسها اسقاط الدولة السورية ورحيل الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، وإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية ومنطقة حظر جوي وعدم تقديم الدعم لأكراد سوريا. ولقد قام الجيش التركي بناء على توجيهات من اردوغان بمنع مئات من أكراد تركيا من عبور الحدود التركية للالتحاق بإخوانهم في عين العرب للدفاع عنها وصد هجمات إرهابي داعش الذين يهددون باقتحام المدينة وارتكاب المجازر بها، هذا في الوقت التي تشير بعض المعطيات بأن الجيش التركي ما زال يغض الطرف عن دخول ارهابي داعش الى الأراضي السورية عبر الحدود التركية، على حسب شهادة الخبير والمحلل السياسي التركي المشهور السيد حسني محلي. وعملية الابتزاز التركية وضحت عندما قام السيد صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في سوريا الي طلب الدعم من تركيا بتسليح الاكراد وتقديم دعم لوجيستي، فقد طالبه أردوغان بمقاتلة الجيش السوري والتخلي عن فكرة الحكم الذاتي لأكراد سوريا، والتعامل مع البرزاني الذي يقيم علاقات جيدة مع اردوغان، الى جانب التحالف مع الجيش الحر. وهذه الشروط تم رفضها من قبل السيد صالح مسلم.
ومن الواضح أن الولايات المتحدة التي تقود "التحالف الدولي" والتي تحدد الأدوار لكل مشارك وحليف والذين في المجمل لا تتعدى مشاركتهم عن 10% من الطلعات الجوية بحسب الأرقام الامريكية الرسمية، بأن أجندتها الفعلية لا تقوم على القضاء على داعش، بل تسعى الى تحجيمها ومنع امتدادها الى المناطق المحرمة عليها أمريكيا. ولطالما أمكن الولايات المتحدة استخدام هذا البعبع الذي تخيف فيه دول الإقليم، وأصحاب العروش والكروش المنفوخة في المنطقة، في تحقيق مصالحها واستراتيجيتها فإنها ستبقي هذا الوباء وتقوم بنشره وتسليطه على مناطق أخرى قد تطال منطقة القوقاز لتهدد به روسيا، وخاصة وأن هنالك العديد من الشيشان ينتمون ويقاتلون مع "داعش". وما التصريحات التي نسمعها من المسؤولين السياسيين والعسكريين الأمريكيين عن ان الحرب مع تنظيم داعش لن تكون سهلة وستستغرق وقتا طويلا الا دلالة على أن أمريكا لا تنوي القضاء على هذه الآفة السرطانية. وما زال التدحرج الزمني للقضاء على داعش عند الإدارة الامريكية وزبانيتها فعالا وتصاعديا. وكان آخر من دلى بدلوه في التنبؤ بالفترة الزمنية اللازمة للقضاء على داعش هو وزير الدفاع الأمريكي السابق بنيتا، حيث صرح مؤخرا ان القضاء على "داعش" قد يستلزم 30 عاما. والبعض يراها بداية حرب عالمية ثالثة من نوع آخر ستستمر عقود من الزمن. والذي يبدو أن "الخبراء" العسكريين يقبضون مبالغ من شركات الصناعات العسكرية تتناسب تناسبا طرديا مع المدة الزمنية المقترحة للقضاء على داعش. وهذا ليس تجنيا أو كلام دعائي ومن لا يصدق هذا الكلام فليذهب لقراءة المقال بعنوان "Who's Paying the Pro-War Pundits" في مجلة The Nation الامريكية في العدد الصادر بتأريخ 16 سبتمبر 2014.
أمام هذا المخطط الأمريكي الذي يتضح يوما بعد يوم من وراء تشكيل هذا "التحالف الدولي" وأهدافه الخبيثة، لا بد من انشاء تحالف رسمي وعلني يضم روسيا وايران وسوريا والجزائر كدول الى جانب حزب الله، كمجموعة فاعلة ووازنة على الأرض مكافحة ومحاربة للإرهاب بكل اشكاله ومسمياته والوانه، وبجميع الوسائل العسكرية، والثقافية، والتربوية ، والاعلامية.
الدكتور بهيج سكاكيني
Mi 08.10.2014 10:23
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
|
---|