<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني اليمن والجنون السعودي المسعور

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

اليمن والجنون السعودي المسعور

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

جن جنون السعودية لما حدث في اليمن، ولذلك فيه تسعى بكل طاقاتها وامكانياتها في محاولة لتدمير ما تحقق في اليمن، الذي يشهد وربما منذ عقود إمكانية تحقيق السلم الأهلي بين معظم المكونات السياسية والاجتماعية الفاعلة والوازنة في اليمن، وخلق المناخات والبيئة السياسية للنهوض في هذا البلد الذي عانى ويعاني من فقر مدقع، وبطالة وصلت الى ما يقرب من 35% من قواه العاملة، ومن حالة ووضع اقتصادي متردي للغاية. ومما يزيد من الامر تعقيدا الأوضاع الأمنية المتردية في الساحة اليمنية بتواجد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على أراضيها، الى جانب حالة الإحتراب بين أنصار الله من الحوثيين وحزب الإصلاح من تنظيم الاخوان المسلمين وحزب المؤتمر الشعبي، وكذلك الوضع في جنوب اليمن حيث ان هنالك حراكا يدعو لعودة دولة اليمن الجنوبي.

لأول مرة منذ فترة تمتد الى عقود تجمع القوى السياسية العاملة على الساحة اليمنية في التوقيع على ما سمي اتفاق السلم والشراكة الوطنية، والتي تحقق نتيجة استجابة الحكومة اليمنية أخيرا للمطالب الجماهيرية التي قادها جماعة الحوثي وتنظيمهم أنصار الله. وكان أنصار الحوثي وغالبية من الشعب اليمني بقبائله وقواه السياسية الذين انضموا الى عملية الاحتجاج الشعبي الي زحفت على العاصمة صنعاء ونصبت خيم الاحتجاج مصممة على عدم فك الاعتصام الا إسذا ما استجابت الحكومة الى ثلاثة مطالب أساسية وهي اسقاط الحكومة وتعيين رئيس وزراء جديد مشهود له بالنزاهة وغير متورط في ملفات الفساد المستشري في أجهزة الدولة، وتشكيل حكومة تكنوقراط وطنية، والتراجع عن رفع دعم الحكومة للمحروقات.

ولقد حاولت السعودية وزبانيتها تشويه الحراك الشعبي والصاق التهم اليه بانه يدفع اليمن الى شفا الهاوية، الى جانب محاولة الباسه الصفة المذهبية في خطوة واضحة لتأجيج الصراعات المذهبية وزرع الفتنة مما قد يؤدي الى افشال التحرك الشعبي. وجندت كالعادة وسائل الاعلام والاقلام المأجورة المتسولة على باب السلطان حتى تغدق عليها المكارم الملكية، وظهرت صحف صفراء تتحدث عن "سقوط صنعاء"، محولة بذلك الشعب اليمني الذي زحف على العاصمة للضغط على الحكومة وكأنهم قوات أجنبية غازية لأرض اليمن. وخرج علينا هزاز السعودية بنبرة تهديد واضحة ومحذرا من ان الأوضاع في اليمن " ان لم يتم تداركها ستنحدر نحو العنف والصراع" ومضيفا " ان دائرة الصراع والعنف ستمتد لتهدد الامن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي وقد تصل لمرحلة تجعل من الصعوبة اخمادها". ولقد حرضت السعودية بعض قطع من الجيش اليمني للتصدي للحراك الشعبي التي قامت بإطلاق النار على خيم الاعتصامات والاشتباك مع الحراك الشعبي، مما أدى الى سقوط العديد من القتلى والجرحى في أوساط المعتصمين. ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل للالتفاف الجماهيري حول المطالب المحقة للحراك الشعبي، واضطرت الحكومة للاذعان لمطالب الشعب اليمني، والتوقيع على اتفاق السلم والشراكة.

لم يعجب السعودية ان تجتمع القوى السياسية اليمنية الحريصة على مصلحة اليمن كدولة وشعب، في محاولة جدية ربما منذ زمن طويل لتدارس الأوضاع اليمنية والمشاكل التي يجابهها اليمن دون تدخلات خارجية وخاصة من الدول الخليجية. وقامت السعودية على أثر ذلك بتحشيد دول مجلس التعاون الخليجي، حيث اجتمع وزراء الداخلية لدول المجلس في السعودية، وإصدار البيان الذي تضمن " بان دول مجلس التعاون الخليجي لن تقف مكتوفة الايدي إزاء الوضع المتدهور في اليمن". والسؤال هنا هل هذا التهديد يعني تدخلا عسكريا في اليمن أم ماذا؟ ولصالح من يا هل ترى سيكون التدخل؟ الشعب اليمني ضاق ذرعا بالتدخلات الخليجية ووصاية دوله العشرة على المرحلة الانتقالية، والتي لم تأتي لليمن باي خير. والاستنجاد بالسيد نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ليدلي بدلوه في اليمن ليكون بوقا للسعودية وبرنامجها في اليمن، وليصرح بإدانة التدخل في شؤون الدول العربية، وطبعا المقصود هنا إيران، لن يجدي في حل الازمات التي يجابهها اليمن، بالإضافة الى انه يتبنى الفكر السعودي المقيت في تحويل الصراعات في المنطقة سواء على مستوى الإقليم او الصراعات الداخلية الى صراعات طائفية ومذهبية، حتى عندما تكون المطالب مطالب اجتماعية واقتصادية جماهيرية محقة. وآخر ما حرر أن السعودية تنوي بناء "جدار عازل أو منطقة عازلة على الحدود اليمنية. الذي يبدو ان عدوى المناطق العازلة وجدران العزل قد وصلت متأخرة الى السعودية، التي هي على استعداد لفعل أي شيء في سبيل إبقاء سيطرتها على الساحة اليمنية.

ما أسقط في كثير من وسائل الاعلام وخاصة الخليجية منها هو الجانب الاجتماعي والاقتصادي الذي تضمنه اتفاق السلم والشراكة التي توصلت اليه ووقعته القوى السياسية اليمنية. فقد نص الاتفاق على تشكيل لجنة اقتصادية من خبراء واقتصاديين من داخل الحكومة وخارجها، توكل اليها اعداد برنامج للإصلاح الاقتصادي مربوط بجدول زمني، بحيث يركز هذا البرنامج على اقتلاع الفساد في الأجهزة الحكومية، وتقديم المقترحات لإيجاد الحلول للعجز في الموازنة العامة، الى جانب تقديم المقترحات والحلول لإصلاح البنى التحتية لقطاعي النفط والكهرباء. الى جانب ذلك العمل على تقديم المقترحات لتحسين سلم الرواتب والمعاشات بالشكل الذي يرفع من معاناة الطبقة الفقيرة المهمشة من الشعب اليمني.

نختم بالقول ان السعودية ستعمل بكل ما لديها من طاقات وامكانيات في سبيل ضرب اتفاق السلم والشراكة التي ابرم ووقع من العديد من الأطراف السياسية الفاعلة في اليمن، والعمل على اجهاض هذه الاتفاقية، من خلال ادواتها التي ما زالت نشطة وفاعلة على الساحة اليمنية وان اضطرت الى الانكفاء قليلا بسبب الزخم الجماهيري الذي اجبرها على التراجع. ومن هنا فان الحراك الشعبي يجب ان يكون متيقظا ومستمرا لحين تنفيذ كافة بنود الاتفاقية وعدم التلاعب بها أو القفز عليها.

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 06.10.2014

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا