<%@ Language=JavaScript %> د. بهيج سكاكيني جامعة الذل والخنوع والخذلان....جامعة الدول العربية

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

جامعة الذل والخنوع والخذلان .... جامعة الدول العربية

 

 

د. بهيج سكاكيني

 

عندما تعلق الامر بتدمير سوريا وليبيا خدمة للمخطط الصهيو-امريكي الهادف الى تقسيم المنطقة الى كانتونات طائفية ومذهبية وعرقية متناحرة فيما بينها، وتدمير الوجه الحضاري، والتراث الإنساني، والإرث الثقافي والتعايش السلمي بين مكونات مجتمعاتنا العربية ومحاولة القضاء على الفسيفساء الاجتماعية العريقة في القدم والتي يندر وجودها في أي منطقة في العالم، عملت الجامعة العربية وخاصة بعد أن سيطر عليها نعاج البترودولار وتحولت الى أداة طيعة لحلف الناتو واداته في المنطقة، عملت الجامعة بكل طاقاتها دون كلل أو ملل، ولم تنقطع الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية العرب، كما لم تنقطع تصريحات أمينها العام نبيل العربي، والتحركات الإقليمية والدولية المكوكية للهزاز السعودي ووزير الخارجية القطري. وتوجت هذه التحركات بالذهاب الى مجلس الامن الدولي والطلب من أعضائه بالتصويت لصالح البند السابع الذي يشرع للتدخل والعدوان العسكري على ليبيا وسوريا وتدمير بلدين عربيين أعضاء في الجامعة العربية.

هذا النشاط الدبلوماسي المنقطع النظير في الحالة السورية والليبية تبعه صمت القبور عند العدوان الهمجي على غزة اللهم الا من بيان يتيم في البداية نددت فيها الجامعة بالعدوان، وعادت للنوم مع أهل الكهف. وعندما عادت بعد ثلاثون يوما من السبات العميق، ومع استمرار العدوان البربري ووصول عدد الشهداء الى ما يقرب من 2000 شهيد وأكثر من 10000 جريح وتدمير كامل للبنى التحتية من كهرباء وماء وصرف صحي ومستشفيات ومدارس وغيرها، وفشل العدوان الصهيوني في تحقيق أهدافه من الهجمة الهمجية، اجتمعت الجامعة مرة أخرى على مستوى المندوبين فقط ليصدر بيان تؤيد فيه الجهود المصرية المبذولة للوصول الى اتفاقية لوقف "إطلاق النار". وعلى قول المثل تمخض الجمل فولد فأرا.

مع هذا الواقع المخزي والمعيب والمدان بكل المقاييس والمعايير، الذي ينم عن تواطئ واضح، وشراكة البعض في العدوان الصهيوني على شعبنا في القطاع بأشكال مختلفة، كما يدلل الاكتفاء بالتنديد الكاذب وعدم التحرك على المستوى الإقليمي والدولي لإيجاد اية الية لوقف المجازر التي يرتكبها النازيون الصهاينة بحق الأطفال والنساء والمسنين وحتى المعاقين، لم نعد نستغرب تمادي قوات الاحتلال في الامعان في القتل والتدمير الذي يتعرض له شعبنا في غزة، وكذلك التعنت والصلف من جانب الوفد الإسرائيلي وعدم الاستجابة لأبسط الحقوق الإنسانية للعيش الكريم لسكان القطاع في المفاوضات الغير مباشرة الجارية في القاهرة، والإصرار على تحقيق مكاسب سياسية لم يستطيع أن يحققها على الأرض في الميدان، وذلك للتصدي البطولي والنوعي الذي ابدته وما زالت تبديه المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها في قطاع غزة.

شعبنا ليس بحاجة الى الدعم المادي وتحويل قضيته الى قضية معونات وإعادة اعمار. شعبنا بحاجة الى الدعم السياسي وسند يشد من أزره في مكافحة الاحتلال، وهو حق كفلته كل الأعراف والقوانين الدولية. شعبنا بحاجة الى رفع الحصار الخانق عن قطاع غزة الذي فرضه الاحتلال الصهيوني لما يقرب من ثماني سنوات، وفتح معبر رفح بشكل دائم وفي الاتجاهين. ولا بد لنا ان نتساءل هنا، إذا ما كانت مصر تعتبر أن المعبر هي قضية سيادية لا دخل لإسرائيل بها ويجب عدم إدخالها في المفاوضات الجارية، وان القضية تخص الجانب المصري والفلسطيني فقط فلماذا يبقى المعبر مغلقا للان أمام سكان القطاع؟ شعبنا بحاجة الى حرية التنقل واستخدام مياهه واجوائه بحرية وكل هذا يتطلب انهاء الاحتلال الصهيوني. وهذا هو جوهر القضية التي يجدر علاجها. ومن الواضح أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لا تريد انهاء الاحتلال، وإنها سعت وتسعى لقضم مزيد من الأراضي وبناء مزيد من المستوطنات السرطانية اليهودية للقضاء على أية إمكانية لقيام دولة او حتى دويلة فلسطينية مستقلة، ومخطئ وحالم من يظن أن إسرائيل لديها اية نية أو توجه للسلام. فهي دولة قامت على أساس استعماري استيطاني احلالي واقصائي لكل ما هو ليس بيهودي وصهيوني. ان صراعنا مع هكذا عدو هو صراع وجودي ولا مجال للمصالحة والتعايش مع الاحتلال. ان كل المفاوضات التي أجراها ويجريها هذا الكيان الغاصب مباشرة أو غير مباشرة انما يجريها من أجل المفاوضات والدوران في حلقة مفرغة من أي مضمون، وبالتالي فان اية مفاوضات تجرى انما هي مفاوضات عبثية، ولا بديل عن المقاومة كاستراتيجية للحصول على حقوقنا واسترجاع أراضينا.

 

الدكتور بهيج سكاكيني

14.08.2014

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا