<%@ Language=JavaScript %>  الدكتور بهيج سكاكيني المساعي لإخراج الكيان الصهيوني من مأزقه

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

المساعي لإخراج الكيان الصهيوني من مأزقه

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

ان يتصل الرئيس أوباما ووزير الخارجية الأمريكي برئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، عارضين عليه الاستعداد للتوسط مع ادواتهم في المنطقة للعمل على إيجاد ترتيبات "لوقف اطلاق النار" بعد أقل من أربعة أيام على بدأ العدوان الهمجي للكيان الصهيوني على قطاع غزة، ان دل على شيء فهو يدل على الازمة وحالة الارتباك والمأزق التي باتت الطبقة السياسية والعسكرية والأمنية مجتمعة تعانيه، ليس فقط على نطاق الفشل الذريع التي منيت به حملتهم العسكرية البربرية، بل الى ظهور تصدع واضح للجبهة الداخلية التي باتت تؤرق رئيس الوزراء نتنياهو وحكومته المهترئة. فلأول مرة مثلا في تأريخ الكيان الصهيوني، يرفض رؤساء البلديات والمجالس المحلية الانصياع لأوامر وزارة الجبهة الداخلية التي أصدرت تعليماتها بفتح المدارس والعودة الى الحياة الطبيعية وخاصة في المستعمرات والمدن الجنوبية مثل أشدود وعسقلان ومنطقة بئر السبع، التي أصبحت مدن أشباح على حسب وصف محطات التلفزة في الكيان الصهيوني.

وللتدليل على ان الدول الغربية أصبحت تخشى من مزيد من الخسارة للكيان الصهيوني، واتساع رقعة المواجهات على الجبهات الأخرى والتي بدأت بوادر منها بإطلاق بعض الصواريخ من الجنوب اللبناني والجولان السوري، الى جانب بداية تحركات على المستوى الشعبي في العواصم الغربية وبعض المدن العربية، فان المستشارة الألمانية ميركل بالإضافة الى الرئيس الفرنسي سيقومون بزيارة الكيان الصهيوني قريبا. كما ولأول مرة يتم اجتماع بين الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا في جنيف لمناقشة ما يمكن فعله لإيجاد صيغة "لوقف إطلاق النار" يضمن إيقاف صواريخ المقاومة الفلسطينية في غزة من الوصول الى المدن والبلدات داخل فلسطين المحتلة.

ويكفي أن نتذكر كم من الوقت مضى على العدوان الصهيوني على غزة عام 2008/2009، قبل أن تتحرك الدول الغربية في محاولات لتهدئة الأوضاع، بعد أن ارتفع عدد الشهداء الى ما يقارب من 1000 شهيد وتدمير كافة البنى التحتية في غزة واستخدام جيش الكيان الصهيوني القنابل الفسفورية الحارقة وغيرها من الأسلحة المحرمة دوليا. لقد استخلص العديد من المحللين العسكريين والسياسيين وخاصة الإسرائيليين منهم، أن الهجمة والعدوان على غزة لن يحقق الأهداف المرجوة منها، ولن يتم إيقاف سقوط الصواريخ على أراضي فلسطين المحتلة كما ادعى وزير الحرب الصهيوني يعالون ونتنياهو وغيرهم من مجرمي الحرب في هذا الكيان العنصري. ليس هذا فحسب، بل أن المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة الحاضن الرئيسي لهذه المقاومة الباسلة أبدا نوع من الالتحام العضوي والقدرة على التحمل والتضحية، الى جانب التطور النوعي والمميز في أداء المقاومة والأسلحة النوعية والمتطورة التي استخدمتها، والمفاجئات التي وعدت بها والتي رأينا بعضها، التي لم تكن في حسبان العدو الصهيوني المتغطرس، مما أربك صفوفه واداءه وقراراته على جميع الأصعدة.

من هنا نستطيع ان نتفهم هذا الحراك المحموم الان للدول الغربية التي تريد لبعض الدول الإقليمية ان تتحرك للتوسط للإيجاد صيغة "للتهدئة ووقف إطلاق النار" لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقبل أن تتصاعد الأمور والتي من المرشح ان تحقق فيها المقاومة مزيد من الانتصارات الميدانية، وبالتالي المزيد من التنازلات لصالحها في أية اتفاقية قادمة. وقد أبدت كل من قطر وتركيا للدخول على الخط، ربما لاستعادة بعض من ادوارهم في المنطقة، التي فقدت نتيجة الفشل الذريع الذي مني به كلاهما على الجبهة السورية، والخسارة الجسيمة التي لحقت بكلتا الدولتين من جراء الضربة القوية التي تلقاها الإسلام السياسي في المنطقة. ولكن تبقى مصر على ما يبدو هي الاعب الرئيسي والاساسي فيما يتعلق بهذا الشأن، وخاصة للتداخل الجغرافي بين مصر وغزة، والخبرة لجهاز مخابراتها في مجال المفاوضات التي أفضت الى اتفاقيات سابقة في هذا الإطار، ولعلاقاتها مع الطرف الفلسطيني والصهيوني.

والتحرك لإيجاد صيغة من "التهدئة ووقف لإطلاق النار"، يسعى لإنقاذ نهج التفاوض فيما يسمى بعملية "السلام" المتعثرة بين الأطراف الفلسطينية المتنفذة والكيان الصهيوني، والتي جاءت الهبة التي شهدتها الضفة على أثر القمع والإرهاب الذي مارسه الجيش الصهيوني بحق سكان الضفة الغربية وخاصة القدس والخليل، على اعقاب اختطاف الثلاثة جنود صهاينة وقتلهم، والتي استتبعت بالعدوان العسكري على قطاع غزة الذي ما زال مستمرا لغاية الان،  كلها جاءت لتؤسس لمرحلة جديدة أسقطت بها النهج المساوم والمفاوض، نهج أوسلو الانهزامي الاستسلامي. لقد أدت الاحداث الأخيرة وعدم تحرك السلطة الفلسطينية بشكل جاد ومسؤول، يرقى الى مستوى الاحداث، وما يتعرض له شعبنا في داخل الوطن المحتل، أدت بمجملها الى فقدان مصداقية السلطة أمام الانسان الفلسطيني، الذي شعر وبحق أن السلطة خذلته وتخلت عن الركب، وهذا ما يشكل خطرا حقيقيا على وجودها.

وبغض النظر عما ستؤول اليه التحركات التي تسعى لإيجاد صيغة من "التهدئة " وطبيعتها، فمن المؤكد ان المقاومة تستطيع أن تفرض شروطها ولن تقبل بالعودة الى التفاهمات السابقة عام 2012، التي قام الكيان الصهيوني بالقفز عليها وعدم الالتزام بها أصلا. المقاومة الان في وضع أفضل بكثير بالمقارنة مع السنوات السابقة. ومما لا شك فيه أن المقاومة لن ترضى أن تكون اية اتفاقية معزولة عن الضفة وإجراءات العدو الصهيوني التي اتخذها خاصة في الفترة التي سبقت العدوان على غزة. ان أي فصل بين الضفة والقطاع الان يجب أن يكون مرفوضا من كافة الأطراف الفلسطينية، للتأكيد على وحدة الأراضي الفلسطينية، وخاصة وأن أحد أهداف العدوان على غزة كان الفصل ما بين الضفة والقطاع.

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا