<%@ Language=JavaScript %> د. علي الأسدي ارفعوا أصواتكم ...لانقاذ أهالي  كوباني ..

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

ارفعوا أصواتكم ...لانقاذ أهالي  كوباني ..

 

 

د. علي الأسدي 

 

يواجه الكرد المحاصرين في كوباني حصاران لا حصارا واحدا ، الأول وهو الذي يفرضه حولهم وحوش داعش ، والثاني يحمي الخطوط الخلفية لداعش الذي تفرضه الجندرمة التركية ضد وصول الامدادات العسكرية والأفراد والغذاء للمحاصرين الأكراد داخل كوباني. وهذا الأخير أكثر همجية وفاشية من الأول ، لأنه ليس فقط يحرم المحاصرين من وصول المساعدات من أخوتهم الكرد داخل تركيا وانما لتلقين الكرد وحزب العمال الكردي درسا في القسوة لعلهم يتراجعون عن حلمهم بحقهم في ادارة شئونهم وممارسة حقوقهم في التعبير عن ثقافتهم القومية. انها جزءا من سياسة التطهير العنصري التي تتبعها تركيا ضد الكرد والأقليات الأخرى امعانا في اذلالهم لاجبارهم على الاستسلام لشروطهم الفاشية.

 

 ونقلا عما تناقلته الصحافة البريطانية والأمريكية ان زعيم أكراد سوريا صالح مسلم كان في تركيا خلال الفترة الأخيرة التقى خلالها ممثلي الاستخبارات العسكرية التركية لأجل حصوله على مساعدة القوات التركية ضد داعش فكان جوابهم :

 

 " ان ذلك ممكن فقط اذا تخلى الأكراد السوريون عن مطلبهم باقامة كيان سياسي ذي حكم ذاتي في سوريا هذا أولا ، وثانيا  أن يوافقوا على اقامة منطقة عازلة  باشرافهم بين كوباني داخل سوريا حتى الحدود التركية".

 

لكن الزعيم الكردي رفض الشروط جميعها باباء وشموخ وعاد الى كوباني. انه ابتزاز رخيص يجسم الحقيقة العنصرية التي اتسم بها الأتراك خلال كل تاريخهم  الاستعماري الممقوت. ورغم تغير طباع الشعوب الأوربية التي كانت مصدرا للفاشية والنازية بتبنيها أسس التعايش السلمي والاعتراف بحقوق الأقليات واحترام ثقافاتهم يصر الاتراك على الاحتفاظ بطبيعتهم العنصرية ضد الأقليات غير التركية ولم يشعرهم هذا بالحرج أبدا. فالاقليات غير التركية التي شاركتهم السراء والضراء عبر التاريخ ما تزال تواجه القمع والاضطهاد العنصري وتجاهل حقوقهم الدينية والقومية. يفسر لنا هذا الأسباب التي تقف وراء اصرار تركيا على منع المتطوعين الكرد الاتراك من الالتحاق بالمقاومة البطولية المستمرة منذ شهور من داخل كوباني المحاصرة من قبل الوحوش الداعشية.

 

وهذا ما يحاول الرئيس التركي اردوغان اقناع حلفائه الأمريكيين به اضافة لشروطه الأخرى التي في مقدمتها اسقاط الأسد كشرط مسبق لمشاركته في العمليات العسكرية لفك الحصار عن كوباني. وحسب الموظف السابق في جهاز محاربة الارهاب أم آي 6 شارلز شويبردج قوله ، " من المؤسف أن يوجد سياسيون ما يزالون يعتقدون بامكانية أن تقوم القوات الأمريكية والتركية بالقضاء على داعش. كيف يمكن فهم هذه المعادلة..؟؟. أمريكا وبريطانيا هما المسئولتان عن ظهور داعش في الشرق الأوسط وعن الصراع بين السنة والشيعة. السعودية ساندت تلك النشاطات وشجعت الصراع الطائفي ، وان ظهور داعش متوافق مع اهداف الدولتين بريطانيا وأمريكا. ما تنشره الدولتان من أن العاملين ضد الأسد في سوريا هم ديمقراطيون غير صحيح ومجافي للواقع فغالبيتهم من القاعدة والنصرة وداعش. ومالقصف الجوي الذي تقوم به أمريكا وبريطانيا في العراق انما هو فقط لذر الرماد في العيون ، وفي الواقع هما يسعيان لابقاء العراق ضعيفا لأنهم يرون فيه خطرا ولهذا يسعون لابقاء الازمة الحالية مستفحلة".

 

الجهاديون من القاعدة وجبهة النصرة وداعش يستلمون الاسلحة والأموال عن طريق تركيا ، حيث توجد فيها شبكة للاتصالات بفروعهم في العالم لتجنيد المقاتلين ومن ثم استقبالهم من الخارج واسكانهم في مساكن مخصصة لهم للاقامة لحين ارسالهم عبر الحدود الى سوريا والعراق. وبحسب ما ذكره شويبردج ترغب تركيا الاطاحة بالاسد واقامة حكومة دمية موالية لها في دمشق تنفذ أوامرها. أما في العراق فتحلم تركيا باستعادة شمال العراق بمافيه كركوك اللؤلؤة المفقودة وانشاء خط أنابيب للنفط والغاز من قطر عبر العراق الى سوريا ثم تركيا ومنها الى أوربا. وهناك خطة أخرى لنقل الغاز الاسرائيلي من الساحل المواجه لغزة على البحر الأبيض الى تركيا. كلا المشروعان سيدعمان اقتصاد تركيا ويقوي نفوذها في المنطقة. الثروة والقوة التي تحلم بها تركيا من خلال هذين المشروعين مجرد أحلام ، فالرئيس أردوغان مدفوع بشعور العظمة تماما كالطاووس الذي يتلاعب بريشه ليبدو عملاقا وفي الواقع هو طاووس رغم ما فعل. ولعل مغامراته من وراء داعش توفر له بعض الرضا عن النفس لكنها على الأكثر ستقود الى سقوطه ونهايته السياسية. فالأسد بعد حوالي أربع سنوات من المقاومة ما يزال عصيا على الهضم ليس فقط على اردوغان بل حتى على الأقوى منه الولايات المتحدة وحليفاتها.

 

 الاحتجاجات التي انتشرت في العالم من قبل الجاليات الكردية ومؤازريهم في العالم احتجاجا على السلوك الشائن التركي بوقوفها ضد فك الحصار عن كوباني تثبت للعالم مرة أخرى عقم السياسة الغربية في الشرق الأوسط وتفضح حقيقة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الارهاب وضد داعش بالذات. امتناع تركيا عن السماح للمواطنين الكرد عن مساعدة أخوتهم المحاصرين في كوباني ليس جديدا في السياسة التركية فتاريخها ملطخ بعار التطهير العنصري التي مارسته طوال تاريخها. فالعالم على شفى كارثة انسانية جديدة ستعيد للاذهان مأساة سيبرنيتسا في تسعينيات القرن الماضي ، ولا غرابة في ذلك فعندها لم يخجل حلفاء الأمس من  تفكيك يوغسلافيا السابقة والسماح بذبح أكثر من ثلاثة آلاف مواطن بوزني لا لشيئ الا لأنهم بوزنيين ، فلماذا على حلفاء تركيا اليوم أن يشعروا بالحرج هذه المرة لو جرى ذبح الالاف المحاصرين في كوباني؟؟

 

 فتركيا ، الحليف الأمين للولايات المتحدة والغرب هي نفسها التي أبادت مليونا ونصف المليون من المواطنين الأتراك الأرمن عام 1915 التي سيصادف في نيسان\ ابريل القادم الذكرى المئوية لحدوثها ، وستمر دون أن يشعر قادة الدول الغربية أنصار حقوق الانسان بأي شعور بالذنب تجاهها . ليس هناك أي سبب يدعو العالم للانتظار مزيدا من الوقت ، فتركيا لن تساعد المحاصرين وتفك حصارهم ، ولهذا فمن مسئولية الأمم المتحدة وقبل فوات الأوان ارسال قوات عسكرية أممية وبسرعة  لانقاذ ما تبقى من مواطني كوباني. فكوباني سواء انقذت أم لم تنقذ ستضل لطخة عار في جبين المجتمع الدولي ، فالحصار المفروض عليها ما كان له ان يستمر اسبوعا واحدا في حين يكابد سكانها الجوع والخوف ونقص الخدمات الطبية منذ شهور.

مهمة القوى الخيرة والديمقراطية في العالم رفع أصواتها عاليا لفك الحصار عن مواطني كوباني. ويجب ايصال المعونات الطبية العاجلة والاغذية بسرعة ، الوقت ينفذ ولا مجال للانتظار أكثر.

 

علي الأسدي

 14\ 10\2014

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا