<%@ Language=JavaScript %> د. علي الأسدي من يقف  ... وراء  قيام  داعش ...؟؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

من يقف  ... وراء  قيام  داعش ...؟؟

 

 

د. علي الأسدي

 

في مقال للكاتب والصحفي باتريك كوكبورن في صحيفة الانديبندينت البريطانية  ذكر فيه كيف ان السعودية ساعدت داعش للاستيلاء على شمال العراق. وأشار أنه في فترة تعود الى عشرة سنوات مضت ألقى السير ريجارد ديرلوف رئيس الاستخبارات البريطانية أم آي 6 كلمة في اجتماع جاء فيه انه في بعض المناطق ينظر للشيعي تماما كالنظرة لليهودي في ألمانيا النازية." Being Shia is akin to being Jews in Nazi Germany" " وينقل كوكبورن عن رئيس الاستخبارات البريطانية ديرلوف انه في وقت سابق لكارثة مركز التجارة في نيو يورك عام 2001 التقى بالأمير بندر بن سلطان في واشنطن يومها كان سفيرا لبلاده هناك ورئيسا للاستخبارات السعودية قال بندر : " ليساعد الله الشيعة فان أكثر من بليون سني في العالم قد ضاقوا ذرعا بهم".

" God help"  the Shia ". More than a billion Sunnis have simply had enough of them"

ما أورده الصحفي البريطاني يلقي الضوء على القوى الحقيقية التي تقف وراء استهداف العراق لزعزعة الاستقرار فيه وانها ليست بأحداث عرضية أن تخصص العربية السعودية ودول الخليج الأخرى جزء مهما من مدخولها من مبيعات النفط لتمويل العمليات الارهابية في العراق. فالموقف العدائي من جانب الدول الخليجية تجاه العراق يعتبر بالنسبة لهم التزاما دينيا وقبليا نابع من تعصبهم الجنوني للخرافات التي ابتدعها محمد بن عبد الوهاب مبتدع الوهابية التكفيرية التي يعززها حتى اليوم شيوخ متخلفون لهم الأمر والنهي على شئون حياة أشقاءنا المواطنين السعوديين. ظهور داعش بالطريقة التي غزت فيها الموصل هو على ما يبدو المرحلة الأخيرة لخطة تدميره بعد أن فشلت الجهود حتى الآن اثارة حرب أهلية بين طوائفه المتعايشة بسلام حتى احتلاله من قبل الولايات المتحدة عام 2003.

 

وهاهو الرئيس أوباما يقود حربا أخرى في منطقتنا وهذه المرة بحجة جديدة لا لتجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل ، بل " لانقاذ العراق من منظمة هم أسسوها وأمدوها بالمال والرجال وخريطة الطريق لدولتها الاسلامية العتيدة. ففي بيان صدرعنه وديفيد كاميرون أكدا فيه على تصميمهما لدحر داعش في نهاية مؤتمر للناتو عقد في مقاطعة ويلز البريطانية في 4\9\2014. بيان الرئيسين شكلي أكثر منه جدي ، لأن الغرض من اجتماع الناتو لم يكن حول داعش بل لبحث السبل الجديدة لاعلان الحرب الباردة على روسيا. لكننا هنا سنجيب على التساؤل ، من أوجد داعش  ، وهل حقا تعمل الدول الغربية للقضاء على منظمة من صنعهم..؟؟

 

 استاذ الاقتصاد في جامعة أوتوا الأمريكية Michel Chossudovsky  يشير باصبع الاتهام الى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى حليفة لها داخل حلف الناتو وخارجه بكونهم هم الذين أوجدوا داعش. ويضم التحالف اضافة للاستخبارات الأمريكية السي آي أي ، الاستخبارات البريطانية أم آي 6 ، الموساد الاسرائيلي ، الباكستان ، السعودية. وبحسب الاستخبارات الاسرائيلية ديبكا ان مهمة تجنيد الجهاديين قد بدأت بجهد مشترك بين النانو وتركيا مع بدء الاحتجاجات في سوريا عام 2011.

 

فحتى وقت قريب كان التحالف الغربي يدعم جبهة واسعة من المنظمات الارهابية  المعارضة للنظام السوري تعمل تحت عنوان جبهة النصرة التي ضمت القاعدة وداعش ومنظمات متطرفة أخرى بحجة اقامة الديمقراطية في سوريا بعد الاطاحة ببشار الأسد. فالغرض الرئيسي من تأسيس المنظمة كان وما يزال هو تغيير الأنظمة التي لا تنصاع بشكل كامل للمصالح الأمريكية في المنطقة. وهذا ما يؤكده الناشط السياسي والكاتب الأمريكي مايك ويتني.

 

ففي رأي ويتني " انها حرب جديدة من الصراع المميت في الشرق الأوسط. الادارة الأمريكية مصممة كما لم يحدث من قبل على خلق فوضى تزيل الحدود الحالية بين الدول لفرض زعامات موالية لها. فداعش هي إحدى الوكالات الغربية لتبرير وتمهيد الغزو الدموي للمنطقة ليتبعه سنين من الاحتلال والقهر والصراع. بالنسبة لأوباما الحدود غير مهمة ، القانون الدولي غير مهم ، سيادة الدول غير مهمة ، المهم بالنسبة لهم هو النفط والمال والقوة". وهذا لا يتحقق بوجود دولة تدافع وتستميت لتحافظ على استقلاها الوطني كدولة ذات سيادة  متحررة من كافة القيود والهيمنة الأجنبية. ولهذه الأسباب كان العراق وما يزال ساحة صراعهم ضد مصالحنا الوطنية منذ خمسينيات  القرن الماضي لأنه يأبى أن يستكين لشروطهم المذلة كطريق للهيمنة على ثروات شعبنا التي نسعى لاستغلالها وفق المصالح المشتركة وليس  وفق مصالحهم هم.

 

 الجرائم المرتكبة من قبل المنظمات الارهابية في سوريا مشابهة للجرائم التي ارتكبت في العراق من قبل القاعدة سابقا وداعش حاليا بعد غزوها لبلادنا في العاشر من حزيران \يونيو الماضي. ففي سوريا لاذوا بالصمت عن جرائم داعش للسنين الأربعة الماضية معتبرينها مقاومة مشروعة من أجل الديمقراطية ضد ديكتاتورية الأسد. وقد حشد جزءا واسعا من الرأي العام العربي والعالمي عبر وسائل اعلام موجهة من قبلهم وهم خبراء بذلك بأن ما تقوم به تلك المنظمات المأجورة بكونه نضالا مشروعا من أجل الحرية. ولولا الموقف الروسي الصلب بدعم سوريا بالمحافل الدولية والسلاح الحديث لكنا نعيش جنبا لجنب مع صومال ثانية  " وهو ما كنا بأمس الحاجة اليه " في ظروفنا الحالية بعد أن بدأنا نحبو على طريق الاستقرار والبناء.

وبالعودة الى الاستاذ جوسودفيسكي وقوله : " لقد استخدمت الولايات المتحدة أعمال القتل التي ارتكبت في العراق من قبل داعش كحجة لقيامها بالتدخل في سوريا والعراق لاسباب انسانية كما تم أعلانه. أما القصف الذي أمر به الرئيس أوباما أخيرا فلم يكن الغرض منه القضاء على داعش ، بل على العكس تماما حيث تقوم الطائرات الامريكية باستهداف المدنيين والقوات العراقية المدافعة عن المناطق المنتشرة فيها وكغطاء لعودة الولايات المتحدة للعراق." وهذا بالضبط ما كنا نحتاجه في هذه الفترة من حياة العراقيين ، حيث لا يمر يوم الا ومواكب من الشهداء قد غادروا الحياة دون موعد تاركين جيشا جديدا من المعاقين والايتام والأرامل يكابدون مرارة العيش بدون أحبتهم أمهات وأباء وأخوة وأخوات وأبناء من مختلف الأعمار لا لسبب سوى ان حلفاء أوباما الخليجيون أرادوا التمتع بمشاهد الدماء والحرائق وأنقاض المساكن والمدارس والمستشفيات.

 

وبحسب الديلي أكسبريس البريطانية ان أكثر الأموال والسلاح الذي تحوزه داعش يأتي من دول الخليج وبالأخص من السعودية وقطر والامارات العربية والكويت. وهذه الأخيرة التي تتنكر لمشاعر التضامن التي أبداها الملايين من أبناء شعبنا من كافة مكوناتهم مع الشعب الكويتي وضد رئيس نظامهم لغزوه الكويت الشقيقة ، انهم يكافئوننا مقابل وقوفنا الى جانب محنتهم بالمفخخات والانتحاريين. وقد استندت الصحيفة في معلوماتها على ما ذكره الدكتور Gunter Meyer مدير أبحاث العالم العربي في جامعة Mainz, Germany,  Deutsche Welle. ان ما ذكرته الصحيفة والدكتور الألماني القدير ربما هو دليل لمن لا يعلم ، لكننا لا نحتاج الى أدلة فنحن نعرف بهائمهم الذين يرسلونهم الينا فقد دنسوا شوارعنا وساحاتنا بجثثهم المتعفنة.

 أما السعودية فقد وصلت بها الخسة والغدر الى حدود غير متصورة فاضافة الى ما تقدمه لداعش من دعم مالي وسلاح فتاك لقتلنا توقفت عن تنفيذ أحكام الاعدام بالسجناء المحكومين بعقوبة الموت لأسباب تافهة لكنها وضعتهم أمام خيارين فإما تنفيذ أحكام الموت بحقهم أو الذهاب للجهاد في سبيل الله في سوريا والعراق طبعا. وينحدر أولئك السجناء من جنسيات عديدة بينهم سعوديين ويمنيين وسودانيين وسوريين وأردنيين وفلسطينيين وأفغانيين وباكستانيين وعراقيين وصوماليين ومصريين. هذه واحدة من أقرب حليفات قائدة العالم الحر نصيرة الديمقراطية وحقوق الانسان وهي الراية التي أرسلت جنودها ليستبيحوا وطننا في العام 2003 وهاهي اليوم ترسلهم مرة أخرى الى العراق لتحمينا من داعش ، ونأمل هذه المرة أن يصدقوا ، فهل يصدقوا ..؟؟

 

الاستاذ جوسودوفسكي لا يصدق ذلك ، فهو يقول انه ادعاء زاءف ، فالقوات الخاصة الأمريكية المنتشرة في العراق والاستخبارات الغربية تتعاون مع داعش. فالهدف ليس استئصال داعش كما يدعي أوباما فما يقوم به بالفعل هو زعزعة الاستقرار وتدمير سوريا والعراق وتقسيم هذا الأخير، فيما الهدف الأوسع والاستراتيجي هو زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريفيا ووسط وجنوب غربي أسيا بما فيه ايران وباكستان والهند.

 

علي الأسدي

03.10.2014

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا