<%@ Language=JavaScript %> د. علي الأسدي لماذا لا يثور الشعب الاسرائيلي ضد حكومة نتنياهو ويعزلها..؟؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

لماذا لا يثور الشعب الاسرائيلي ضد حكومة نتنياهو ويعزلها..؟؟

 

 

د. علي الأسدي

 

هذا المقال يجيئ ردا على تساؤل :

لماذا لا يثور الفلسطينيون على حماس ويعزلوها. ..؟؟

 

سؤال يطرحه البعض هذه الايام بحثا عن اجابة ، ويظهر ان المتساءلين إما نسوا أو تناسوا ان الفلسطينيين قد أجابوا عن ذلك بالتصويت بنسبة حوالي 70 % لصالح حماس في آخر انتخابات أجريت في القطاع وباشراف دولي. وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي يدير منظمة دولية تراقب عمليات الانتخابات التي تجري في العالم قد أشاد حينها بعملية التصويت التي جرت بكل حرية وفي اجواء ديمقراطية ترتقي الى مستوى الديمقراطيات العريقة ، فهل ينصح الفلسطينيين بالخروج  الى الشوارع وتغيير آرائهم وسحب تأييدهم لسلطة هم انتخبوها.؟؟

 

ودون احترام لارادة الفلسطينيين الذين قالوا نعم لسلطة حماس يدعون للاطاحة بها بانقلاب وتنصيب سلطة تؤيد اسرائيل وتسكت عن حصارها لقطاعهم من الجهات الأربعة برا وبحرا وجوا ومن داخلها عبرعيونها من خونة الشعب الفلسطيني الذيي نشرتهم اسرائيل داخل المجتمع الفلسطيني. ولم يفسروا لنا في الوقت نفسه مغزى حصار تفرضه اسرائيل للسنة الثامنة تحول القطاع بسببه الى أكبر سجن في التاريخ ، سجنا لا تماثله أسوء سجون العالم عدا مراكز الاعتقال التي أقامتها ألمانيا النازية ليهود أوربا خلال الحرب العالمية الثانية.

 

ففي غزة كما في أوشفيتس يجوع الأطفال وكبار السن بسبب شحة الغذاء والدواء وحليب الأطفال ووقود التدفئة. فهل يطلب من الفلسطينيين تقديم الشكر والثناء للسطات الاسرائيلية بينما يتطلب منهم التوجه للسجان عديم الضمير والانسانية لرفع الحصارعن الدواء وحليب الأطفال وترك غزة للغزيين. وليس ذلك فحسب يسوقون مثالا عن عدالة اسرائيل في التعاطي مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مدعين ان اسرائيل لم تهاجم الضفة الغربية وسلطتها لأن السلطة لا تطلق صواريخ على اسرائيل. وهل يعيش الفلسطينيون هناك في سلام حتى بدون اطلاق أي صواريخ على اسرائيل ؟؟

ان الشعب في الضفة الغربية يعيش تحت سلطة الاحتلال التي تنفذ دون مساومة أو تساهل نظاما للفصل العنصري هو الوحيد المتبقي في القرن الواحد والعشرين وفي مكان واحد فقط هو فلسطين الضفة الغربية. أن السكوت عن ذلك يصب في صالح اسرائيل ومحاولة يائسة منهم لتحسين صورتها. اعتقد ان الموقف الصحيح هو الادانة الصريحة لنظام الفصل العنصري والاحتلال الصهيوني الغاشم للأراضي الفلسطينية والمطالبة برفع الحصار عن غزة الآن وفورا وبدون قيد أو شرط.

 

وسائل التعذيب النفسي الممارسة يوميا التي تستخدمها اسرائيل في المناطق المحتلة وضد المحاصرين في غزة لا تنتهي عند هذا فاسرائيل تحسب على الفلسطينيين أنفاسهم وليس فقط تجويع أطفالهم ، فالحصار لم يترك سكان القطاع لحالهم ، بل يزيدونه جورا وبطشا فالاعتقالات والسجن والاغتيالات لم تتوقف ، وهناك في السجون الاسرائيلية المئات من الأبناء والآباء ممن لهم عائلاتهم واطفالهم يتطلعون دون أمل ليروا أعزتهم بينهم ، بل ان البعض منهم غادر الحياة دون أن يسعد برؤية عزيز لن يره أبدا. فبأي حق وتحت أي بند من الشرعية الدولية تفرض اسرائيل حصارها على الشعب في غزة .؟

 

لقد طرح الفلسطينيون هذا على المجتمع الدولي ، لكن لا الأمم المتحدة ولا الولايات المتحدة طلبت ذلك من اسرائيل. خلال الحرب الجارية دون توقف طرحت السلطة الفلسطينية في غزة في الأيام الماضية شرطين لوقف اطلاق الصواريخ وهما رفع اسرائيل حصارها عن القطاع وسحب قواتها العسكرية الى خارج غزة. هل يهدد الانسحاب من قطاع غزة ورفع الحصار عنها وجود اسرائيل ، أنا لا أجد ذلك ولا اعتقد ان أحدا من القراء يرى ذلك أيضا. فمن ينازع الآخر هنا على الوجود أو الحدود ، وهل تسوية مساكن سكان غزة مع الآرض هو صراع حدود ؟

 

هل الدمار الشامل لغزة جاء متناسبا مع ما خلفته صورايخ حماس من أضرار في اسرائيل ، الا يذكر منظر الخراب في غزة أولئك المتقولين بشيئ مشابه حدث في التاريخ غير البعيد في أوربا ، وتحديدا ما خلفه القصف النازي للعاصمة البولندية وارشو ؟؟ فاذا لم يتذكروا فأنا أقول لهم ، لقد سويت وارشو بالأرض تنفيذا لتعهد هتلر وقد أحسن قادته النازيون تنفيذه. لقد احتج اسرائيلي صهيوني عليَ مرة عندما شبهت القصف الاسرائيلي لغزة في عملية الرصاص المصبوب بالفعل النازي ، لم ألمه لأنه لم يحسه وكذلك النازيون لم يشعروا أبدا بأنهم نازيون.

 

ان  منظر خراب غزة ليس أقل مأساوية من خراب وارشو ، واذا كانت وارشو قد سويت بالأرض مرة واحدة خلال الحرب العالمية الثانية فأن غزة قد سويت بالأرض ثلاث مرات خلال ست سنوات بمعدل تدمير شامل واحد كل سنتين.  تمت تلك البطولات التاريخية الفريدة لجيش الدفاع الاسرائيلي ربما تنفيذا لتعهد سيدهم نتنياهو في عمليات ثلاث هي عمود السحاب والرصاص المصبوب وأخيرا ولم تنتهي بعد عملية الجرف الصامد ، ولا نستبعد أن يشن الاسرائيليون عملية رابعة باسم الوحش الهائج.

 

يحمل البعض الفلسطينيين مسئولية صراعهم مع حكومات اسرائيل لعدم اعترافهم بحقها في الوجود على أرض فلسطين ، لكن من أين أتى هؤلاء بهذه الحقيقة الزائفة. السلطة الفلسطينية بكل فصائلها اعترفت بحق اسرائيل بالوجود وهي تتفاوض منذ ما يقارب الأربعة عقود معها لعقد اتفاق نهائي ينهي النزاع ، لكنها تراوغ وتراوغ وتراوغ وتستمر بالمراوغة ولا تبدي أي استعداد للانصياع لا لقرارات الشرعية الدولية ولا للتنازلات التي قدمتها السلطة الفلسطينية ويتناسون رفض الحكومات الاسرائلية جميعها دعوة السلطة الفلسطينية للانتهاء من مسألة حدود اسرائيل وهي بذلك تتعمد مع سبق الاصرار تنفيذ سياسة انهاء وجود الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين وليس العكس. وكان الرئيس الراحل ياسر عرفات قد طالب بذلك اثناء المفاوضات التي أشرف عليها الرئيس كلينتون بحضور نتنياهو وشارون لكنهما راوغا ولم يوافقا على الانتهاء من تلك المسألة ، ولو تمت الموافقة لتوقف الصراع نهائيا باقامة دولتين تعيشان جنبا الى جنب.

 

ان الأصوات التي تحمل الفلسطينيين تبعات ما يجري اليوم في غزة  باسم الاعتدال والواقعية هي غير واقعية ولا عقلانية لأن أصواتا كهذه هي ما يسعى اليها المحتل الاسرائيلي. الرأي العام الشعبي الدولي وجزءا واسعا من الرأي العام الرسمي في العالم يدين اسرائيل لا الفلسطينيين ، لأن هناك قناعة شبه كاملة بأن اسرائيل ما كانت لتتجاهل حقوق الفلسطينيين في دولة تعيش بسلام لولا الدعم الامريكي لسياساتها التي اعتمدت على قضم للاراضي الفلسطينية لم يتوقف ولا يبدو أنه سيتوقف الا اذا تم لها تهجير ما لم يهاجر ممن تبقى من الـ20% من أرض فلسطين.

قيادة الشعب الفلسطيني قد فعلت كل ما باستطاعتها وقدمت من التنازلات الى الحدود التي لم يعد ممكنا لأي سلطة أن تقدم المزيد. ان طرح السؤال بالصيغة التي طرح بها لم يكن موفقا لأنه لم يأخذ بالاعتبار المعاناة والتضحيات الجليلة التي قدمتها أجيال من بنات وأبناء الشعب الفلسطيني على طريق تحريرهم من أبشع احتلال واستعمارغاشم ما يزال قائما وجاثما على صدورهم حتى اليوم. الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني ونضاله العنيد عبر منازلاته مع قوى الاحتلال هو درس لكل المناضلين من أجل الحرية والانعتاق.

 

علي الأسدي

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا