<%@ Language=JavaScript %> د.عدنان عويّد آل سعود والاقتراب من شفير الهاوية  

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

 

آل سعود والاقتراب من شفير الهاوية

 

 

د.عدنان عويّد

 

أن تتعامل مع الواقع ومعطياته بعقلانية, فهذا يعني انك ستتحكم بصهوة التاريخ وتسيره نحو ما تريد, أما أن تتعامل مع الواقع وفقاً لقراءة الفنجان, والضرب تحت الرمل, فهذا يعني أن التاريخ سيسحقك ويلغيك من الوجود, لأن التاريخ لا تحركه الرغبات والأمنيات وفتاوى السحر والشعوذة. فالتاريخ كان ولم يزل نتاج فعل عقلاني وليس أمنيات وأحلام. 

مسألتان لفتتا انتباهي في مواقف آل سعود منذ قيام الثورة الإسلامية وصولاً إلى ما سمي بثورات الربيع العربي, هما:

الأولى: خلق صراعات مع كل دولة عربية وإقليمية, أو قوى سياسية واجتماعية لا تتفق ومصالح استمرارية وجود آل سعود في الحكم, وأقول وجود آل سعود وليس مصالح الشعب السعودي, ويأتي على رأس هذا الدول والقوى إيران وسورية والعراق وحزب الله, أو ما سماه البعض من منطلق طائفي قميئ (المحور الشيعي), يضاف إليه اليوم الحوثيون في اليمن.

الثاني: اشتغال آل سعود لمقاومة هذا المحور, على أساليب تهييج الغرائز والعواطف الدينية, عبر فتاوى الفتن والتأجيج الطائفي. أو ما يمكن آن أسميه مجازاً اللعب بالأسلحة الفاسدة عبر حوامل اجتماعية قاموا بمسح عقولها بالفكر الديني السلفي الوهابي, التي تذكرني بموقف الجندي المصري في حرب 1948 مع الأسلحة الفاسدة  ومقولة : (ياربي تجي بعينه).

هذا في الوقت الذي نجد فيه من يعتبرهم آل سعود أعداءً لهم وشكلون خطورة على مصالحهم, يتحركون ويبنون واقعهم بشكل عقلاني ومنطقي قائم على العلم في مواجهة هذا التحدي.

إن الفرق الزمني مابين وجود آل سعود في السلطة, الذين يدعون اليوم مع قيام ما سمي بالربيع العربي, أنهم حماة الدين والحرمين الشريفين والحرية والديمقراطية والعدالة, وبين قيام الثورة الإسلامية في إيران, يتجاوز النصف قرن تقريباً. ومع ذلك نجد ذاك الفرق الشاسع بين ما حققته قيادة هذه الثورة الإسلامية لشعبها من تقدم على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية (التكنولوجية), وبخاصة على المستوى العسكري, حيث أوصلت إيران تحت شعار (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..) إلى دولة عظمى بكل ما تحمل هذه الكلمة من دلالات. وبين أل سعود الذين ظلوا مرتهنين بقرارهم الاقتصادي والسياسي والعسكري للقوى الخارجية وبخاصة أمريكا, حيث قامت هذه العائلة بصرف ترليونات الدولارات على قضايا الترف والملذات الشخصية وقضايا المجتمع الاستهلاكي, وشراء أسلحة من المعسكر الغربي والأمريكي, تحول قسم كبير منها مع التقادم والتخزين إلى خردة, عدا كون الكثير من هذه الأسلحة هي بالأساس اشتريت خردة, والصالح منها ظل استخدامه ضمن شروط ومراقبة مباشرة من قبل البائع تقوم على عدم استخدامها ضد الكيان لصهيوني. هذا إضافة إلى المليارات من الدولارات التي صرفت على ترويج الفكر ألظلامي التكفيري الوهابي وفتاوى السحر والشعوذة وخلق الفتن بين أبناء الشعب العربي والإسلامي خدمة لمصالحهم, ومصالح الغرب وأمريكا والكيان الصهيوني.

ما أريد الوصول إليه هنا هو:

إن الدولة ممثلة بقيادتها أو سلطتها, حتى لو كان ما يهم هذه السلطة أو القوى الحاكمة هو الحفاظ على وجودها دون النظر إلى مصالح شعبها, فعليها أن تدرك أن هذه المسألة لا تتحقق عبر وسائل السحر والشعوذة ممثلة بالخطاب الديني ألظلامي التكفيري وفتاوى الفتنة المنطلقة من هذا الدين أو المذهب الديني التابع له, ونثر الأموال الطائلة يميناً ويساراً على هذه الوسائل, وإنما يقوم على التأسيس العقلاني والمنطقي في بناء دولة قادرة على مواجهة ما تشعر انه يشكل خطراً عليها. لذلك لا نستغرب أن كل ما قام به آل سعود لمحاربة إيران وحلفاءها منذ قيام الثورة الإيرانية الإسلامية حتى اليوم, لم يجد فتيلاً فيما خططت له, بل على العكس, انعكس عليها سلباً, فما نال السعودية وآل سعود من قدح وذم وكشف لرذيلة أمرائها على سبيل المثال نتيجة مواقفهم المعادية للشعب العربي والإسلامي يندى لها الجبين.

 ومن جانب آخر تبين أن كل ما قامت به وأعدت له من سوء عبر حلفائها وفتاوى (عميانها) ضد حزب الله وسورية والعراق وإيران, لم تكن إلا أسلحة فاسدة حملتها لمن أصابه العمى في البصر والبصيرة, وبالتالي الفشل بتحقيق ما رسمه لهم آل سعود من أهداف خسيسة تجاه هذه الأمة العربية التي دفع أبناؤها الكثير من الدم, وتحمل أعباء ثقيلة من الظلم والمعانة لم يتحملها بشر بسبب آل سعود ومن يعملون معهم ضد هذه الأمة من أعداء الداخل والخارج. بل على العكس تماماً, نجد أن هذه القوى التي مورس عليها الظلم أزدادت قوة وحضوراً أمام تراجع وانهزام آل سعود وأذيالهم يوميا بعد يوم في المنطقة.

إن الملفت للنظر اليوم, هو أن لعبة (الكشتبان) الطائفية السعودية, بعد نجاح الثورة الشعبية للحوثيين في اليمن, راحت ماكينتها تشتغل من جديد وبصورة أسرع وأكثر حدة عبر فتاوى تكفر الحوثيين ودعوة عميان البصر والبصيرة من التكفيريين الوهابيين في اليمن لقتالهم كونهم كفرة وزناديق وضد الحرية.

 فهذا الداعية السعودي (عبد العزيز الطريفي) يعتبر الجهاد ضد الحوثيين واجباً, واجتماع أهل اليمن على ذلك فرضاً. وهذا ما صرح به على  ((cnn . وكذلك جاء هذا الموقف الدعوي الفتنوي في تغريدة له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر يقول فيها: "جهاد الحوثيين واجب, واجتماع أهل اليمن على ذلك فرض، ومن وقف في صفّ الباطنية أخذ حكمهم ولو علّق المصحف في عنقه، لأن الإسلام عقيدة لا شعارات فقط."

كما نجد الداعية «ناصر بن سليمان العمر» يحذر في محاضرة له بجامع خالد بن الوليد في الرياض من النفوذ النامي في صعده للحوثيين وأحداث نجران والاضطرابات الشيعية, وأعمال الشغب في البحرين، والسيطرة الشيعة على العراق، واستيلاء حزب الله على بيروت الغربية الأسبوع الماضي. وقال «العمر»: إن ثمة مخططاً شيعياً يجري تنفيذه في صعده بأيدي الحوثيين، متطرقاً إلى كتاب «الزهر والحجر», الذي يزعم تقديم دراسة عن الحركة الحوثيّة مرتبطة بدراسة تطور الحركات الشيعية والزيديّة منذ عهود الأئمة وحتى قيام الجمهورية, وعن تحقيق الوحدة, وما يسميه «العصيان والتمرد», وموقع الأقليات الشيعية في اليمن عبر تحليل اتهمه الكثير من الكتاب والمفكرين بالإيديولوجية المعادية للحرية

إذاً إنها اللعبة ذاتها التي لم يزل آل سعود يلعبونها  منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية حتى هذا التاريخ, وهذا في الحقيقة ما يدفعنا للقول: لقد كان من الأجدى لآل سعود أن يكونوا أكثر عقلانية في تعاملهم مع معطيات الواقع, فالدولار والأسلحة الفاسدة ممثلة بفتاوى السحر والضرب تحت الرمل, وخلق الفتن لن تجدي شيئاً أمام الحركة الموضوعية للشعوب.

 إن ما مارسته القوى الرجعية والطائفية على  مدى مئات السنين من قهر وظلم وتعدي على حقوق القوى الفقيرة والمحرومة التي يريدون لها أن تبقى خاضعة لرغباتهم ومصالحهم, ها هي اليوم تعي ذاتها وتعرف دورها في بناء تاريخها.. إن انتصار حزب الله وصمود سورية والعراق, ضد كل مؤامرات آل سعود ومن سار في ركاب سحرهم وشعوذتهم قد انتهى. وها هي الثورة اليمنية لمحرومي اليمن من الحوثيين وغيرهم, قد جاءت اليوم لتقول لا لآل سعود, وإن نهاية ظلمكم واستبدادكم وتجهيلكم للكثير من أبناء شعبنا العربي عبر فكركم الوهابي اقتربت, والأجدى بكم أن تعيدوا حساباتكم وتمدوا الجسور مع كل ما هو نقي وشريف يساهم في بناء شعوب البلاد العربية, بدلاً من تدميرها بتعاونك مع أعداء هذه الأمة وعلى رأسهم أمراء البترودولار في الخليج الذين لا يختلفون في المسار عن مساركم, ولكن كل منهم يلعب قراءة الفنجان ولعبة الأسلحة الفاسدة على طريقته.

كاتب وباحث من سورية

d.owaid50@gmail.com

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا