<%@ Language=JavaScript %> د. خيرالله سعيد نسـاء سنجار اليزيديّــات يحاكين نسـاء قرطـاج :

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

نسـاء سنجار اليزيديّــات يحاكين نسـاء قرطـاج

 

 

د. خيرالله سعيد

قرطاج- تقع قرب مدينة تونس في الجمهورية التونسية. في الشّمال الشّرقي للجمهورية على بعد 15 كلم من العاصمة فوق ربوة ارتفاعها تقريبا 57 م ويمتد شريطها الساحلي على حوالي 3 كلم، ويحدها البحر الأبيض المتوسط شرقا وبلدية سيدي أبي سعيد شمالا وبلدية المرسى غربا وبلدية الكرم جنوبا. مساحة المنطقة 640 هكتارا ومساحة المناطق الأثرية 407 هكتار تقريبا 63,58 % من المساحة الاجمالية.

أسست الأميرة الفينيقية عليسة (أليسا أو أليسار) قرطاج عام 814 ق.م.، حسب رواية المؤرخين القدماء. وجاءت الأميرة هاربة مع أصحابها من مدينة صور بلبنان، وسموا المدينة PhoenicianQ-01.pngPhoenicianR-01.pngPhoenicianT-01.pngPhoenicianH-01.pngPhoenicianD-01.pngPhoenicianS-01.pngPhoenicianT-01.png "

من القرن 7 ق م إلى القرن 4 ق م : بسطت قرطاج إمبراطوريتها وأسّست مستعمرات فينيقيّة جديدة, امتدّت من غرب البحر الأبيض المتوسط إلى حدود السواحل الأطلسيّـة لإفريقيا الوسطى.

من 264 ق م إلى 146 ق م : عاشت قرطاج في هذه المدّة ثلاث حروب عظيمة ضد روما سميت بالحروب البونيقية والتي دارت بين قرطاج وروما وشهدت حملة عسكرية قام بها القائد العظيم هنبعل الذي قطع جبال الألب بواسطة أفياله من 218 إلى 202 ق م. ولقد انتهت هذه الحروب بهزيمة قرطاج وسقوطها.

الحرب البونيّة الأولى : 264-241 ق م : انتصار الأسطول الروماني في 241 ق م طلبت قرطاج الصلح وفقدت صقلية.

الحرب البونية الثانية : 219-201 ق م : بعد انتصاراته المجدية ضد الرومان هزم القائد القرطاجني هنبعل سنة 202 ق م في معركة زاما.

الحرب البونية الثالثة : 149-146 ق م : سنة 146 ق م دمرت قرطاج كليا من قبل سيبيون الاميلي .

حصار قرطاجة :

بعد أن قام الرومان بكشف نواياهم الحقيقية بدأ العمل في قرطاجة بجد ونشاط زائدين في دعم الأسوار واستحضار الأسلحة وإعداد الجيش اللازم الذي أعتمد على الليبييين المجاورين في تكوينه.

حوّل القرطاجيين المحال والمصانع والمعابد إلى مصانع لإنتاج الأسلحة ولوازم الحرب مما أثار إعجاب الرومان أنفسهم بفضل الجهد الكبير الذي بذلته قرطاجة في آخر لحظة وآثروا أن يموتوا محاربين على أن يستسلموا. بعد أسبوع من تقديم الإنذار الروماني زحفت الجيوش الرومانية تحت حماية فرسان ماسينيسا وصدمت أسوار قرطاجة في موجة الهجوم الأولى التي كانت الخطة العامة تعول عليها لفتح ثغرة في الأسوار، ولكن قرطاجة ردت الهجوم بكفاءة غير متوقعة وتراجع الرومان غير مصدقين ان مدينة توقع لهم على وثيقة إعدامها، تقاوم الإعدام نفسه بكل هذا العنف كان ذلك في عام 149 ق.م. وطول الثلاث السنوات التالية ظل الرومان يقذفون موجات الهجوم المستمر على أسوار قرطاجة، وظلت قرطاجة ترد هذه الموجات بكفاءة عالية متزايدة ولكن الوقت كان قد فات.

فقد بادرت روما إلى إرسال سكيبو الذي كان حلمه (أن يدمر قرطاجة حجر بعد حجر)، وأعطته ما يكفي من الرجال والسفن لتحقيق هذا الحلم.

 في أكتوبر من عام 146 ق.م أفتتح سكيبو هجومه بالتقدم إلى الميناء حيث كانت قرطاجة قد اعدت ثلاثين سفينة على عجل لكسر طوق الحصار وتزويد المدينة بالمؤن. وبعد مناوشة بحرية عابرة حطم سكيبو قوارب قرطاجة وتقدم إلى المرفأ حيث نصب أدوات الحصار وراء الأسوار، ودفع بقواته الخاصة لقيادة الهجوم تحت حماية وابل من قذائفه المشتعلة. وطول الستة الأيام التالية استمر القتال حول السور وفي الشوارع وعلى السطوح. وتمكن صدر بعل قائد فرق الخيالة من تنظيم المقاومة بين الجيش والشعب وشن هجمات كاسحة في اتجاه الميناء في محاولة مستحيلة للخروج بالأطفال والنساء إلى البحر، وبعد أن أدركه اليأس وضع سيفه على الأرض وانحنى أمام سكيبو طالبا لهم الرحمة. إذ ذاك تقول الروايات:  تقدمت زوجة صدربعل وكان اسمها ( برقا ) ورمت بنفسها في النار مع طفليها لكي لا تحوجه استعطاف الرومان المتغطرسين، واندفعت قرطاجة تقاتل من جديد في آخر معركة وآخر يوم، فيما أشرف سكيبيو من موقعه في البرج على عمليات القوات الخاصة لإشعال النار في كل بيت.

بعد سبعة عشر يوما انطفأت النار. وختم سكيبو تجربته الرهيبة مع قرطاجة بأشعار من إلياذة الشاعر اليوناني هوميروس ثم أمر بحرثها بالمحراث، وأمر أيضا برش أرضها بالملح لكي لا تعود حتى بمثابة مزرعة. *

  * راجع حول هذه الوقائع الرابط التالي :

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D8%AC#.D9.85.D9.82.D8.A7.D9.84.D8.A7.D8.AA_.D8.B9.D9.86_.D9.82.D8.B1.D8.B7.D8.A7.D8.AC

بعـد أكثر من 2150 سنة، تتماثل الأحداث في  جبل سنجار ، شمال الموصل، لتعيد احداث مدينة قرطاج بشكل دراماتيكي، إذ تدخّل أوباش الأرض المنحرفون، وشـذّاذ الآفاق المسمّون أنفسهم ( داعش) ، حيث دخلوا قرية ( كـوجو ) بعـد أن هـرب منها دعاة الحماة في تلك الأرض، فأعملوا القتل بأهـالي تلك القرية ، وسبوا النسـاء، كان عـدد تلك النسوة المسبيات أكثر من ( 500 امرأة) .

هذا الحدث من الإبادة الجماعية هـو الرقم 27 من هذه الإبادات الوحشية بحق الطائفة اليزيدية ، التي تقطن العراق منذ آلاف السنين.

لم تكن نساء تلك الطائفة قـد أخذن الحذر بعـد حين دخل الأوغـاد الموصل، تراجيديا السبي ، ترسم أمام تلك النسوة صورة الأسطورة القرطاجية ، فتيات بعمر الـورد يتحدين أوغـاد داعش، يرفضن الانصياع لنزواتهم الطائشة، مجموعة صغيرة تقـدم على الانتحار بكل إباءٍ وإصرار، كي لا يُدنّس أجسادهن كـلاب الأرض الضّالة ، تـتوالى أجسادهن الغضّـة بمعانقة الموت، واحدةً بعـد أخرى، والأوغـاد يتفرجون على مشهـد تراجيدي، لم يخطر ببالهم أن تلك الفتيات يقمن بهذا العمل البطولي للحفاظ على القيم العليا في منظار الأخـلاق، وليعطين مثلاً لمعنى أن تكون الحرية هي اعلى من الموت، وليرسمن موقفاً بطوليّـاً يعزّ على الأوغـاد القيام بـهِ .

جبل سنجار، يفرش ظلال سهوله للزنبق الأحمر المنساب من أوردة تلك الفتيات، الروابي تتّـشح بأكاليل البنفسج الأحمر، ثمّـة شجيرة التصق بها شـالُ أبيض اللّـون، كان ملتصقاً بعنقِ إحداهُـنّ، توشّم هـذا الشال بلون أحمر، وراحت تلك الشجيرة ترفعه سارية للتحـدي بوجهِ هـؤلاء الطغاة الذين ، ذبحوا البراءة في سفوح سنجار.

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا