<%@ Language=JavaScript %> علي محسن حميد  الفرقة والجنرال

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

 

الفرقة والجنرال

 

 

علي محسن حميد

 

لم يكن الإنسان بحاجة ليكمل النطق  بالإسم  إذ كان يكفي أن تقول" الفرقة" ليعرف السامع أنك  تقصد الفرقة الأولى مدرع التي كانت جيشا داخل الجيش وقائدها جنرالا فوق كل الجنرالات حتى المشير السابق صالح نفسه ووزير دفاعه ورئيس أركان حرب ماكان يعرف بجيشه هو لاجيش الشعب.كان للجنرال مجلة شهرية هيئة تحريرها مكونة من كبارا الضباط وكان له نصيب من تعيينات السفراءوالوزرءا .قال وزير سيادي قبل أكثر من ربع قرن  بأنه لايرفض" أمرا" يأتيه من الجنرال. بعد أن نافس صالح يمن تايمز بيمن اوبزرفر للجنرال الأن   صحيفة يومية وأخرى بالإنجليزية هي يمن فوكس أو ثعلب اليمن  والثعلب المقصود هو الجنرال نفسه، ولم  لايكون له ذلك ولديه من أموالنا الكثير التي أنفق منهاا لبلايين بدون رقيب للتجييش بعد إغلاق المعاهد الدينية وخاصة خلال ثورة الشباب. كانت الفرقة  مستعمرة عسكرية مجاورة لمؤسسة علمية شقيقة  وثالثة دينية شقيقة ايضا  ورابعة طبية شقيقه كذلك  ولم يكن وجود هذه المستعمرات كلها  في هذا الموقع الاستراتيجي عشوائيا. كان الموقع تعبيرا عن القوة وعن تكاملها وعن نفوذ لم  يطرأ على بال أصحابها  أنه إلى زوال.وما لم يكن يطرأ على بال أحدأيضا  هو وجود أنفاق تربط فرقة الجنرال  بشقيقاتها المدنية وسجون وأدوات تعذيب. بعد انشقاق اللواء علي محسن في 23 مارس 2011 وانضمامه المزعوم لثورة  شبابية نقية   كانت تربيته ومصالحه على الضد التام من مبادئها  محل  ترحيب ورفض من قبل شباب الثورة.ومن رحب زعم بأن الانشقاق آية من آيات الله لقرب موقع الفرقة من ساحة التغيير وأن الله سخر الجنرال لحمايتها. ألم يقل القرضاوي أن الله سخر امريكا لضرب نظام بشار الأسد ولكنه اعترض أي القرضاوي على ضرب امريكا لداعش  بعد أن اكتشف أن امريكالا تخدم سوى مصالحها أما  عندما تخدم مصالحه هو  فتلك هي الإرادة الربانية.  جاء في كتيب أحد محازبي الجنرال  بأن انضمام الجنرال معجزة إلهية اكتمل تدبيرها  بتجاور  ساحة التغير لجامعة صنعاء ولمقر الفرقة . عند انشقاق الجنرال  ظل في مقامه العالي  ولم ينزل إلى ساحة التغيير كالضباط الذين كان تأييدهم للثورة حقيقيا وتعامل مع الثورة باستعلاء  ومن باب الربح والخسارة وقام بشراءشرذمة من الشباب وإرهاب آخرين بهدف تجيير الثورة لصالحه ولصالح حزبه. قال لي مصدر حسن الاطلاع أن مجمل ماكان يتسلمه الجنرال عشرين مليون دولار شهريا من خارج اليمن جند بجزء منها الأللوف ليكونوا جيشا حزبيا . كاتب هذه السطور طالب في أكثر من مقال  بعد الانشقاق  بعدم السكوت عن ماضي الجنرال ورفض  مزاعم تسخير الله له  لحماية  ثورة الشباب وإلالكان صالح قدفتك بهم وأوضح  أن الشباب هم الذين  يحمونه وإلا كان صالح قد أجهز عليه. ويومها كان العميد  أحمد علي صاحب خيار شمشون  لولا أن عاقلا حضرميا هدد بترك المؤتمر الشعبي إذا استخدمت القوةوماكان أمام صالح إلا التراجع. وفي الفترة من مارس وحتى نهاية العام حملت بعض  الصحف وليس كلها تقارير عن خطف و استدعاء عدد من شباب الثورة  إلى الفرقة  واستجوابهم فيها وتعذيبهم. كان البعض يشكك في صحة مزاعم التعذيب وشخصيا  ظننت حينها  أن التعذيب يتم في مكتب الاستجواب  وليس في زنازين وغرف مظلمة . وقتها أيضا سمعت من الأخ عبد الكريم الخيواني  أنه استدعي إلى الفرقة أكثر من مرة وأن الجنرال الوفي  الذي يختلف جذريا عن الجنرال الخائن  بيتان الفرنسي قال له" نشتي تبعد الذي في  راسك".  في 15 يونيو 2012 قالت لي شابة من شباب الثورة في تعز  بمناسبة تأسيس المركز اليمني للعدالة الانتقالية " أنت تجمع في إسمك إثنين نكرههما كرها شديدا. ولن أدعي إذا قلت أن الإسم  الأخير ( جدي الرابع) جلب لي الكثير من المتاعب.الجنرال المختلف عن الجنرال بيتان كان فرس الرهان لانقلاب عسكري يطيح بصالح وإلا مامعنى الانشقاق وتغليب الانتماء الحزبي على الانضباط العسكري والولاء القبلي وعشرة العمر. الجنرال  بلغ سن التقاعدمنذ أكثر من عشر سنوات وكان  أداة ضغط على صانع القرار السياسي في عهدي صالح وهادي ولم يكن صالح يجرؤ على إحالته على التقاعد.في ابريل عام 2012 صدر قرار جمهوري كان واجب التنفيذ لتحويل مقر الفرقة إلى حديقة عامة ولكن الجنرال الذي لم يترب على طاعة رؤسائه العسكريين على عكس الجنرال بيتان لم ينفذ القرار. السبب واضح جدا. الفرقة لم تكن مقرا لفرقة عسكرية بل كانت لأنفاق  وسجون ومخاز ن أسلحة وكان محظورا حتى على وزير الدفاع الاقتراب منها. صالح نفسه لم يقترب منها سوى مرة واحدة قبل عشرين عاما عندما احتفل بتخرج دفعة منها  للمشاركة في  قوات حفظ السلام الدولية. الفرقة كانت جزء من المشكلة التي نجمت بعد الوحدة بين الاشتراكي وصالح ورهطه حول إخلاءصنعاء من الوحدات العسكرية وكانت من مسببات حرب 1994 التي أبلى فيها الجنرال بلاء حسنا من كل النواحي. هنا كان  دور الجنرال  يختلف جذريا عن  دور الجنرال الخائن بيتان. الجنرال بيتان بالمناسبة لم يكن شبقا لملكية الأراضي وبمساحات لايتصورها العقل  البيتاني. في الجنوب يامن تلعنون بيتان وحده  كانت حدود عدن تعرّف كالتالي" من الشمال علي محسن الأحمر ومن الجنوب علي مقصع ومن الغرب جمال الهمداني ومن الشرق البحر" وأزيد على ذلك بأن للجنرال وكيلا متخصصا  يسكن بجوار القنصلية العمانية التي  تطل على البحر، ولن أذكر  هنا مالك مبناها وهو  أحد الغيورين على " الثوابت" الذي  لم يعمل في عدن سوى عام وبضعة أشهر، مهمته أي الوكيل ا لبحث عن الأراضي في عدن وشراءها للجنرال. الجنرال كان ثالث ثلاثة تداولت أسماءهم الصحافة الغربية بعد أحداث 11/9 وهم صالح والزنداني  والجنرال وحملت تلك الصحف  إشارات قوية عن  صلتهم بالقاعدة ودعمهم للإرهاب وزعمت هذه الصحف بأن حادث المدمرة الامريكية  إس. إس. كول في اكتوبر 2000 في عدن  الذي أدى إلى مقتل 17 بحارا امريكيا   كان صالح على علم به. مقر الفرقة لم يكن مقرا عسكريا فقط فقد  كان الجنرال يدير الأراضي غير البيتانية منها. الجنرال لم يكن يمارس الظلم أو يقترب من تخومه والدليل أنه عندما قتل إبن  رجل أعمال  وشيخ من النادرة مواطنا من عدن ذهب والد القاتل إلى السيد أحمد الشامي وكان وقتها محافظا لإب ولأن الوالد المصاب بسجن إبنه  لم يجد لدى الشامي سوى حكم  الإسلام الذي أضاع أحكامه العرف القبلي  والجهل ومراكز القوى. قال الشامي  لاحل إلا بالقصاص أو الدية . الوالد الحنون وهو من أنصار الشريعة مثل الجنرال  ولكن بنكهة مؤتمرية  ذهب إلى الجنرال الذي أطلق القاتل من السجن وطلب من صالح تعيينه وكيل محافظ. تلك كانت عدالة الجنرال الإسلامية. حكاية أخرى من سوق الجنرال " سوق علي محسن"وقبل سردها أقول بأن الجنرال الخائن  بيتان صاحب فيشي  لم يكن له سوق باسمه في باريس أو في فيشي ولم يكن يؤدي فروضه الدينية كما كان جنرالنا الذي لم يقطع فرض صلاة وكان يصوم وحج واعتمر الخ..... أحد البائعين في السوق وهو من بعدان  قتل على  يد شخص من قرية الجنرال .تم احضار القاتل الذي طالب بحكم قبلي .وبقية الحكاية أن خبرة القاتل وضعوا شخصا آخر غيره في السجن ثم اطلق سراح القاتل  بعد حين لأن المقتول ناقص المواطنة والقيمة  لأنه بعداني من إب. أخيرا السجون ليسست بدعة في الفرقة فقد وجدت سجون وأقبية في غيرها وقد أخبرني الوالد المرحوم  المقدم حمود السقاف جاري في حارة معمر  في عام 1972 تقريبا بأن عددا من الضباط الذين كانو ا ينمتون لحركة القوميين العرب أعدموا بمقرالقيادة العامة للقوات المسلحة بعلم كبار  قادتها أنذاك. كم شخصا قتل في الفرقة ؟ سؤال لن يطول زمن الإجابة عليه.

إقالة أمين العاصمة:

الأمين هل كان أمينا في وظيفته. لماذا زار الفرقة بعد تحويلها بقرار جمهوري إلى حديقة عامة قال هو عن مستقبلها  الكثير ولكنه زارها كسائح كسل  وليس لتنفيذ قرار رئيس الجمهورية. ألم يكن من واجبه أن يزورها شبرا شبرا ويرفع تقريرا بذلك لرئيس الجمهورية ولرئيس الوزراء . نعلم الأن لماذا ماطل الجنرال في تسليمها . السبب هو أنه كان يريد ستر فضيحة ماتحتويه ولأنه كن واثقا بأنه سيكون يوما ما   الحاكم القادم لليمن ولم يكن يريد أن يعلم أحد بما في داخلها من  أقبية وأنفاق وأسلحة تتجاوز احتياجات الفرقة التسليحية . ثم ألم يكن الجنرال فوق القانون في عهد صالح وفي عهد الثورة الشبابية التي انضم إليها لغرض في نفسه وليس لكي تطبق الثورة مبادئها في الدولة المدنية البعيدة عن النفوذ الرباعي  المعيق لها - العسكر ورجال الدين وشيوخ القبيلة والفساد - .أمين العاصمة يجب أن يسأل عن سبب تقصيره الذي يمكنني القول بأنه كان متعمدا وأنه لم يحترم  القرار الجمهوري ويتعامل مع مطالب وإرادة شباب الثورة  بجدية وأمانة وفوق هذا استهان بدمائهم  وبتضحياتهم . وإذا لم يقدم هلال استقالته فيجب أن يقيله رئيس الجمهورية فورا و إذا لم يتم هذا فعلى الشباب المطالبة بإزاحته وتحميلة مسئولية عدم تنفيذ  القرار الجمهوري وإهدار تضحياتهم  وإظهار رئيس الجمهورية في  موقع الضعيف الذي لاتنفذ قراراته وهو ماكان يريده ولايزال صالح ودولته العميقة . مراكز القوى في عهد صالح لاتزال  تمارس نفس نفوذها في عهد هادي وأمين العاصمة منهم.

 

نشر المقال  في جريدة الشارع في يوم الخميس 2 اكتوبر 2014

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا