<%@ Language=JavaScript %> صالح حسين حكايات فلاحية: المسؤول ... هو المسؤول!

 

 

حكايات فلاحية:               

 

المسؤول ... هو المسؤول!

 

 

صالح حسين

 

 

يقال: أنتم تعدّون الأيام، والأيام تعدّكم ... هاهي سنة ( 2014 ) مرّت سريعة ومعها الكثير من الذكريات، منها غابت أو تغيبت عن الوجود ومنها تتجدد أملا وآمالا لمستقبل أفضل... وحلت سنة جديدة (2015 ) لاندري ماذا تحمل لنا ولمحبينا...أعزائي الكرام، قرّاء ( حكايات فلاحية ) أخوتي، وأصدقائي العرب وغير العرب في هذه المعمورة الواسعة، أهنئكم جميعا بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة... كل عام وأنتم بالف خير.

 

 

 

إذا كانت هناك من فسحة للحديث عن بعض المثقفين المنافقين...أختصاراً نقول: أن المثقف هو صاحب الضمير اليقظ الذي لا يرضى بأي ظلم يقع على شعبه ووطنه من أية جهة كانت، سواء كانت داخلية أم خارجية... وربما يجرنا الحديث إلى : من هو صاحب هذا الضمير ولكي نجيب بأختصار أيضاً هو: ذلك الضمير الحي الواعي لحقيقة مايجري حوله ويدرك أن كرامته من كرامة وطنه، وإنه بذرة صالحة في هذا المجتمع، وليس فقط ( بيّاع حكي )...إذن المثقف ليس ذلك الأنسان الذي يحمل شهادة جامعية، أو صفة حزبية... في أعتقادي الشخصي أن " تعريف المثقف" من قبل المثقف نفسه، هي المشكلة، وحسب تجربتي المتواضعة مع المثقفين، أجد أن اغلبهم " أميّون " موقفاً وألتزاما، وخصوصاً في الجانب الوطني، والكلام هنا لايشمل العلماء والمفكرين، ولو أخذنا مثلا حياً عن المثقفين الذين كنا نعرفهم أسماءاً وشخوصاً، فقد دفنوا رؤسهم في التراب كالنعام، بعدما تعرضت اوطانهم وشعوبهم لمصير مجهول، بل أغلبهم شاركوا بذلك، فهم يتفرجون بعيداً، بعدما ملئت أفواههم وجيوبهم بالسحت الحرام، والأكثر عيباً عليهم، عندما يصبح المثقف وثقافته مجرد ورقة للتسلية، بيد السياسيين الضعفاء المنهزمين، يتفننون برميها، مرة إلى اليمين وأخرى إلى اليسار.  

فإذا كانت الثقافة سلعة للعرض والطلب " كماً ونوعاً " كما فعل الكثير من المثقفين والكتاب والشعراء العرب غير الوطنيين للترويج والدعاية لحالة مثل أحتلال العراق عام 2003 وضرب مؤسسات الدولة العراقية، أو السكوت عما هو حاصل اليوم من سرقة ونهب لثروات الشعوب في الداخل والخارج...بينما نلاحظهم يندبون ربهم حمداً وشكوراً، مرة في حضرة سيدنا الحسين ( ع )، ومرة أخرى ( حفاة عراة ) في شواطىء الغردقة المصرية، وأغاديرالمغربية، وأنطاليا التركية، لاشك أن هؤلاء تحولوا من وزر للحق والعداله ونصرة الفقراء والمعدمين، إلى عاهة مستديمة تنهش بجسد الأمة، حيث إنهم حولوا مفردات معارفهم الثقافية إلى ادوات للهدم والتخريب ... ونخص منهم بعض المدعين من المثقفين الثوريين واليساريين العراقيين الذين أصبحوا اليوم نموذجاً سيئاً بعدما أيدوا وصفقوا وكتبوا وعملوا يدا بيد مع المحتل الأمريكي! وكذلك أصبح دورهم المحلي مجرد تبعية للحركة ( القومية - النفطية ) الكردية!

يقال والعهدة على الراوي أن لدى السفارة الأمريكية تقريرا مفصلا، وربما فلماً مصوراً ثلاثي الأبعاد، عن الثروات المالية الكبيرة وغيرها (!) للقوى السياسية العراقية، وبالطبع جميعهم ممن يشار لهم بـ" السياسيين والمثقفين" بدءاً من البرلمانيين مروراً بالوزراء ومسؤولي الكتل والأحزاب وصولا إلى رئاسة الجمهورية ونوابها الثلاث، وبحسب التقرير فان مجموع ماتملكه القوى السياسية النافذة يبلغ نحو (700) مليار دولارا- الله يهجم بيوتكم - وفي التفاصيل التي اوردها المصدر أن رئيس مجلس النواب السابق، ونائب رئيس الجمهورية الحالي ( اسامة النجيفي ) يمتلك ثروة تقدر باكثر من ( 24 ) مليار دولارا، وإضافة إلى النجيفي فإن هناك مسؤولين حكوميين يمتلكون مبالغ طائلة على شكل نقد واموال غير منقولة مثل: عقارات واسهم وسندات وحصص في شركات خارج وداخل العراق، وجاء في التقرير ايضاً ان التحالف الكردستاني برئاسة السيد ( مسعود البارزاني ) يملك الرقم الاعلى في عدد الاثرياء لافتاً إلى أن ثروات اعضائه تبلغ ( 300 ) مليار دولارا، مبيناً أن هناك خمسة مسؤولين كرد يملكون اكثر من ثلثي هذا المبلغ و(10 ) آخرون يملكون الثلث المتبقي منه - بعد شتريد كاكه حمد - وبيّن التقرير أن دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء السابق، ونائب رئيس الجمهورية الأستاذ ( نوري المالكي ) تبلغ ثرواتها التي يملكها ( 24 ) من مسؤولين ونواب تقدر بـ( 210 ) مليارات دولارا تقريبا موضحاً أن القائمة العراقية التي لانعرف رجلها من حماها (!) تبلغ الثروات التي يملكها أكثر من ( 25 ) مسؤولا ونائباً نحو ( 180 ) مليار دولارا...ماشاء الله حكومة المليارات والمليارديرات! 

الغريب في الأمر أن الفساد المالي المشار له أعلاه لايتحدد جمعه بطريقة واحدة، بل بطرق مبتكرة والتفافية، وآخرها ما يسمى اليوم بالعنصر( الفضائي ) أي ( المنتسب - الحاضر الغائب ) مثلا: وزارة الدفاع (٥٠ ) الف منتسبا، الداخلية (٧٥ ) الف منتسبا، التقاعد ( ٢٣ ) الف، ضرب ( 3 - من الحكومة المركزية، حكومة الأقليم ودول اللجوء) يساوي ( 69 ) ألف داخل وخارج العراق! امانة بغداد برئاسة عبعوب ( ٧ ) الاف منتسبا، مجلس النواب (١٠٠) منتسبا، الرئاسة (٥٠ ) منتسبا، بضمنهم بنت رئيس الجمهورية، الوزارات اكثر من ( ٥ ) الاف مديرا عاما، ووكيل وزير!. هؤلاء يعملون تحت مبدأ: إسمك بالحصاد ومنجلك مكسور!

 نجد أن الحزب الشيوعي العراقي الذي يترأسه ( حميد مجيد موسى البياتي ) إستاجر مقراً له في قضاء ( النعمانية / محافظة واسط ) وفي محافظات وأقضية أخرى، والصور المرفقة ( مفتوح  )...( مغلق ) تشير إلى ذلك، يقال: إنهم لايستطيعون دفع الأيجار الشهري مما أدى إلى أغلاقها، ناهيك عن المضايقات السياسية التي يعانيها أعضاء وأصدقاء الحزب... بينما سكرتير الحزب ( البياتي ) ماخذ ( قيلولة ) أهل الكهف، ألتزاماً بشعار " ماننطيها " ولاندري ربما يخشى الخروج للشارع لأنه لم يرتد الـ( حجاب ) كما هو حال رفيقته ( أم ريمه - هيفاء الأمين )...ولكن ما يصح إلا الصحيح، الذي يبيع وطنه ورفاقه، يصبح مكفخة للاخرين! وأحب أن أشير هنا، لاعندي أي خلاف شخصي مع الأستاذ ( البياتي ) ولكن الخلاف معه لكونه سكرتيراً للحزب، بدون حزب! وبالمناسبة موضوع أغلاق المقرات، كان حديثاً مطولا ومؤلماً مع أحد الرفاق فقال: نحن ندفع الأيجارات حسب العقود، بس ماعدنا ناس تجي، ولذلك هي " يك حساب" إذا كانت ( مغلقة ) أو ( مفتوحة )! يعني العذر انكس من الفعل ...هذا هو دور ونشاط كوادر الدمج، سواء كانوا من السياسيين أم المثقفين! وللتأكيد هنا نحن لا نبرئ  هذه القيادة من التحايل والسرقات وغيرها، التي جرت في مؤسسات الدولة، على أختلاف حجمها ونوعها، بما فيها الرواتب التقاعدية الثلاث، القيادة ومكتبها السياسي، حالها حال بقية مسؤولي الأحزاب والكتل... ويقول المثل: الساكت عن الحق شيطان أخرس! وربما مثال حي آخر يبقى في ذاكرة الشيوعيين العراقيين هو سرقة أموال وممتلكات الحزب، هذه القيادة إذ لم تسرق بيدها، أصبح دورها ( كـَعيّدة ) أي دور الأسناد والتغطية! ولها ( سوابق - متعوّدة ).

وبصريح العبارة قيادة بهذا المستوى التنظيمي والفكري المتدني والمتخبط، وفي هذا الظرف وقبله، لاتستحق أن تكون في " الواجهة " المقدمة، فالطريقة التي تستخدمها قيادة الحزب اليوم مع بعض السياسيين والمثقفين وأعضاء في التنظيم وخصوصاً المقربين منها، أي ما يسمى اليوم بـ(الطبعة الثانية ) من المبشرين هي: ( إطعم الثم تستحي العين ) تشبه سياسة أي  سلطة أو أية حكومة متسلطة! وهذا ينطبق تماماً على ( الأنصار) و ( المثقفين ) و( السياسيين ) الذين باعوا مبادءهم ونضالهم الوطني، هؤلاء ملأوا أيديهم واتسعت جيوبهم، من المال الحرام، فصمتوا صمت القبور! وإنتهوا بين السجود لغير الله والمعصية .

 مشيجيخة: الحزب الشيوعي العراق يتهم "جهات متشددة " بتهديد ( هيفاء الأمين ) والأخيرة تؤكد: "...أن تهديدي بالقتل والتصفية أو منعي من دخول المحافظة ما لم ارتد الحجاب، اعتقد جاء بدوافع سياسية من جهات متشددة سعت لتأليب أطراف من ( عائلتي ) مبينة أن قضية ارتداء الحجاب هي قضية مفتعلة كوني كنت غير محجبة في الناصرية منذ سقوط الدكتاتورية قبل ( 11 ) عاماً وحتى الآن، وقالت: أن أحد اشقائها هو "متطرف إسلامي " يعيش في إحدى الدول الأوربية حاليا،ً وهو المحرك الأساس للتهديد فيما كان شقيقي الآخر مرشحاً مع إحدى الكتل الإسلامية في الانتخابات البرلمانية الماضية ودخل كمنافس لها ولم يحصل إلا على ( 450 ) صوتاً، وأضافت ( الأمين ) انها موجودة في الناصرية بمكان آمن خارج بيتي وأتحرك بحماية خاصة من أناس مقربين وقد أقمت دعوى قضائية ضد من هددوني ويتابعها حالياً أحد المحامين. موقع / الحزب الشيوعي العراقي- 17 / كانون الأول / 2014  ) " إنتهى.

 تعليق: يعني هذا، أن الحزب الشيوعي العراقي، فقد حتى الحاضن الأجتماعي مثل ( الأهل، الأقرباء، الجيران )...ولذلك نأمل أن لايتحول شعار ( منجل وجاكوج ) إلى  مفردة " الحجاب"  والنضال الوطني!، ألم ترَ قيادة الحزب ومن ضمنها ( الأمين ) أن أغلب مقرات الحزب ( محجبة ) إنظروا للصور المرفقة! لماذا لم نجد بياناً أو أعتراضاً أو تعميماً من رفاق ( الأمين ) يتطرق لمثل هذه الحالة!؟... هنا ينطبق عليكم المثل الشعبي القائل: راكبين ( الحمام ) ومستحين من (... )!.

 فإذا كانت ( أم ريمة ) تناضل في شمال العراق، لماذا لم تناضل في جنوبه! حتى لو أرتدت الحجاب لضرورات العمل السياسي! ثم لماذا هذه الضجة المفتعلة، قد تكون قضية عائلية، تتعلق بـ( الورثة ) أو غيرها... وتلافياً لمثل هذه الأجواء وعواقبها هو قطع الطريق، ممكن نقلها تنظيمياً إلى...!

مربط الفرس: نعلن تضامننا مع الشيوعيين الحقيقيين المناضلين و ( مقراتهم ) المغلقة، أو التي تحولت إلى جوامع وحسينيات، وإذا كان الأمر يتعلق بحجاب ( هيفاء الأمين ) هذه حرية شخصية من المفترض أن يحميها الدستور، الذي شاركت قيادة الحزب بصياغته، إنها ورقة ( تسويق ) خاسرة، ثم أن العمل السياسي يتطلب كل أدوات النضال، ونتذكر أغنية ( مكبعة ورحت أمشي يمة ) ...لكن نقول: للرفيقة ( الأمين ) ولغيرها من الرفاق والرفيقات إنكم واقفون في المكان الخطأ! ليس لكونكم ( شيوعيين ) بل لكونكم ساندتوا ووقفتوا مع قيادة تخلت كلياً عن ألتزاماتها الوطنية والمبدئية، أفلست تماماً، فأصبح سعرها في الشارع العراقي، سعر قيادات الأحزاب والكتل السياسية، التي مدّت يد العون والمساعدة للأحتلال الأمريكي، بالتالي انتهت بضياع نفسها ومبادئها ووطنها... لهذا أصبح من الصعب النظر لكم سياسياً، بعين الأحترام كـ(مناضلون وطنيون )!... والسؤال : من هوالمسوؤل!؟.

 ومن المؤسف القول: أن جميع الكتل السياسية...راجعت برامجها وسياستها، إلا قيادة الحزب الشيوعي العراقي، وأنت ( الأمين ) من ضمنها، لحد اليوم تذكرنا هذه القيادة بقولها: أثبتت الوقائع صحة ( سياستنا - فشلنا ) ! والدليل هو: أن مقرات الحزب الشيوعي العراقي، أغلبها ( مغلقة ) سنّياً، ( مفتوحة ) شيعّياً، و( محجبة ) محلّياً،  كما هو في الصور أعلاه، وبالعموم ( محبطة ومدمرة ) شيوعياً... إذا كان هناك مجالا من الوقت لدى عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيقة ( هيفاء الأمين ) وهي من المبشرين " الطبعة الثانية " أن تأخذ ( بريك - فاصل ) لتستمع وتستمتع سياسياً وموسيقياً، بأغنية الفنان  ( كاظم الساهر ) حيث يقول:

ابعد عني يابن الناس... خليني بمراري وروح

شدّاوي جرح جرحين... انا ميّة جرح مجروح

ملاحظة: الصور عدد( 2 ) مفتوح ومغلق هي: مقرات للحزب الشيوعي العراقي...هذا هوالعراق الديمقراطي الجديد، عراق ما بعد الأحتلال الأمريكي عام 2003 ! وهؤلاء المرتزقة سواء كانوا ( يساريين ) أم ( أسلاميين ) ليس فقط أدوات للتنفيذ، بل إنهم ارتكبوا جريمة كبرى بحق الوطن وأهله!.

 

صالح حسين

 السويد

31.12.2014

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org