<%@ Language=JavaScript %> صالح حسين حكايات فلاحية:  الأستثمار السياسي ( بزنس ) للأرهاب المزدوج!

 

 

 

حكايات فلاحية:

 

 الأستثمار السياسي ( بزنس ) للأرهاب المزدوج!

 

 

صالح حسين

 

 

إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، صدق الله العظيم. مع ملاحظة: وصلتني هذه الدراسة، أواخر إكتوبر / 2014  من شخص لا أعرفه، ولم يذكر إسمه، وقبل كل شي أنا شاكر لجهوده، لكن لاأدري مدى مصداقية ما ورد فيها، إلا إني مقتنع لحد ما... وبعد الأطلاع عليها وإضافة بعض الرتوش أو بعض الأضافات...أرى إنها ضرورية لي ولغيري من القراء والمتابعين، لأنها تكشف الجانب الاخر من مفهوم الأرهاب، وهو التخلف... حيث تقول الدراسة: " كشفت أحدث الإحصاءات أن الأوربي يقرأ بمعدل ( 35 ) كتاباً في السنة، والإسرائيلي (40 ) كتاباً في السنة، أما العربي، فكل ( 80 ) شخصاً يقرأون كتاباً واحداً في السنة... طبعا هذا متوسط الإحصاءات..بعبارة أخرى، وحسب لغة الأرقام : 

 - كل 80 ) عربياً يقرأون كتاباً واحداً في السنة

-  أوربي واحد يقرأ ( 35 )  كتاباً  في الســـــــــنة

إسرائيلي واحد يقرأ ( 40 ) كتاباً في الســـــــــنة

 ولكي تتم قراءة ( 35 ) كتاباً باللغة العربية، فإننا نحتاج ( 2800 ) عربيا وهو الرقم أعلاه ( 80 )عربيا × 35 كتاباً!، ولكي تتم قراءة ( 40 ) كتاباً، فإننا نحتاج إلى ( 3200 ) عربيا وهو الرقم المشار له أيضاً ( 80 ) عربيا × 40 كتاباً !...الحصيلة:

ـ ثقافة أوروبي واحد = ثقافة 2800 عربيا

ـ ثقافة إسرائيلي واحد = ثقافة 3200 عربيا 

على أي حال، لو كانت هذه الإحصائية صحيحة، لكنا بخير، لا بل بألف خير، لأن الأرقام التي تصدر عن دور النشر تشير إلى واقع أسوأ من ذلك بكثير... وحسب إحصائية اليونسكو فإن الدول العربية أنتجت 6. 500 كتاب عام 1991، بالمقارنة مع 102.000 كتابا في أمريكا الشمالية، و42.000 كتابا في أمريكا اللاتينية والكاريبي ( تقرير التنمية البشرية لعام 2003، النسخة الإنجليزية، ص 77 ). وإذا كانت بيانات اتجاهات القراءة غير متوفرة في العالم العربي لغياب الإحصاءات الدقيقة، فإن الكتب الأكثر مبيعاً حسب معرض القاهرة الدولي للكتاب هي: الكتب الدينية، تليها الكتب المصنفة بأنها تعليمية ( م.س.، ص 78 ). ومن خلال متابعتنا لأخبار معارض الكتاب في الدول العربية و" الكلام لصاحب الدراسة "  فإن ترتيب الكتب الأكثر مبيعاً هي التالي: الكتب الدينية، كتب الطبخ، كتب الأبراج - ولا ننسى أخبار (هيفاء وهبي ) بلا حسد، متصدرة في الصحف اليومية والقنوات الفضائية -!!

وعندما نعود إلى تقرير التنمية المذكور، فإن المعطيات التي يوردها حول الترجمة إلى اللغة العربية تبين بأن الدول العربية ككل هي أدنى القائمة، إذْ قال التقرير إن اليابان تترجم حوالي 30 مليون صفحة سنوياً. في حين أن ما يُترجم سنوياً في العالم العربي، هو حوالي خُمس ما يترجم في اليونان. والحصيلة الكلية لما ترجم إلى العربية منذ عصر المأمون إلى العصر الحالي 10.000 كتابا؛ وهي تساوي ما تترجمه أسبانيا في سنة واحدة ( م.س.، ص 67 ).

وتبين مقارنة أعداد الكتب المترجمة إلى اللغة العربية مع لغات أخرى سِعةَ الهوة بين العالم والعربي بمجمله وبين أية دولة في العالم، ففي النصف الأول من ثمانينات القرن العشرين، كان متوسط الكتب المترجمة لكل مليون، على مدى خمس سنوات هو 4.4 كتابا ( أقل من كتاب لكل مليون عربي في السنة ) بينما في هنغاريا كان الرقم 519، وفي أسبانيا 920. 

إضافة لذلك، فحتى المقارنة العددية بين العناوين لا توضح بشكل كافٍ مدى بؤس الثقافة في العالم العربي، فعدد النسخ المطبوعة للعنوان هي ألف نسخة، وفي حالات خاصة، وعندما يكون المؤلف ذائع الصيت، فقد يبلغ عدد النسخ رقم 5.000؛ وبالتالي، فإن المقارنة لا تكون صحيحة على أساس عدد العناوين التي تصدر بالعربية، طالما طبعة الكتاب في الغرب تتجاوز الخمسين ألف نسخة. ولهذا فنسبة كتاب واحد لكل ثمانين عربياً رقم يتجاوز الواقع، ونجد أنفسنا مرغمين على قبول ما جاء في المعطى التالي: إن كل 300 ألف عربيا يقرأون كتاباً واحداً، ونصيب كل مليون عربي هو 30 كتاباً.هذا الرقم الأدق يترجم إلى المعادلة التالية: ثقافة غربي واحد أو إسرائيلي واحد = ثقافة مليون عربي.

ظلام الجهل الذي يعم العالم العربي لا يشمل ميدان عالم الكتاب فحسب ( تأليفاً وترجمةً وقراءةً )، بل يشمل حتى القدرة على القراءة والكتابة، ففي الوقت الذي صار فيه تعلم اللغات الأجنبية وإتقان التعامل مع الحواسيب معياراً جديــداً للتعليم، فإن عدد الأميين في العالــم العربي، وحسب ما صدر عن اليونسكو يبلغ ( 60 ) مليونا، من أصل (300) مليونا، فأن التعليم الأساسي يحتاج إلى ست مليارات دولاراً سنوياً، وهذا رقم صغير بالمقارنة مع 1.100 مليار دولارا تذهب إلى الإنفاق العسكري، و300 مليار دولارا إلى الإعلانات، و500 مليار دولارا ينفقها العرب على التبغ كل عامٍ - وكذلك لاننسى الأنفاق على مستحضرات التجميل التي تفوق الأنفاق العسكري - هذه الأرقام، تُظهِرُ وضعاً مؤلماً تعاني منه الشعوب العربية، لا نفيه حقّه حتى إن وصفناه بالتخلّف الحضاري". أنتهى.

 ما نريد إضافته هو أن الشعوب التي لاتجد ( مجالا- وقتاً ) للعلم والمعرفة، بكل أشكالهما المكتوبة والمرئية، وحتى التي لا تعرف القراءة أصلاً، بسبب بحثها عن رغيف الخبز... وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل التالي:

-         هل فعلاً تحلم هذه الشعوب بأن يكون لها دوراً في المستقبل!؟.

-         هل تحتاج هذه الشعوب إلى غزو وأحتلال لتكون متخلفةً !؟.

-         أي تخلف أكثر من أن تعادلَ ثقافةُ مليون فردٍ في أمّةٍ، بثقافةَ فردٍ واحدٍ في أمةٍ أخرى!؟ 

بعد كل هذا، ألا يجدرُ بأولئك الذين جعلوا أستثماراتهم السياسية ( البزنس ) مرهونة بحركة رأس المال الثابت والمتحرك عنواناً للحديث أو التحدث عن الأخطار والمؤامرات التي تهدد كيان الأمة، عليهم أن يتساءلوا: من يشكل خطراً على من !؟.

بما يعني أن العرب وضعوا أنفسهم بين حاضنة التخلف وحاضنة الأرهاب، فحاضنة الإرهاب تتلخص بعدة عوامل أبرزها الجهل والأمية، واتاحة الفرص التي تؤدي إلى انتشارالأفكار المتطرفة بين الشباب، وأصبح ما يعرف اليوم بـ( ثقافة التخلف )... وهنا لايمكن نسيان الدور الخارجى فى دعم وتمويل ونشر الأفكار المتطرفة وتأسيس التنظيمات والمنظمات الإرهابية، بأسماء وعناوين مختلفة، فلم يعد سرا الدور الذى لعبته المخابرات الامريكية بالتعاون والتنسيق مع بعض الدول العربية، فى حث الشباب المسلم وغير المسلم على القتال في العديد من الدول الأسلامية ذاتها، وخصوصاً العربية منها، ومدهم بالمال والسلاح وصولا إلى تأسيس تنظيمات أرهابية مثل : القاعدة، داعش، جبهة النصرة ...الخ

ولم يتوقفوا عند ذلك، بل ضربوا وحدة اليسار العربي والعلمانية من جذورها، وأعتمدوا على الأسلام السياسي، كخطوة أولى لتفتيت خارطة المنطقة الجغرافية والمجتمعية...وقد نجحوا، وإذا ما نظرنا إلى أمريكا وحلفائها الغربيين فهم يستغلون وجود تنظيم القاعدة أو داعش لثلاثة أغراض:

    1- مدخل لإثارة التهديد والخوف داخل مجتمعاتهم الأوربية.

2-       ذريعة للتقسيم والغزو العسكري للشرق الأوسط الغني بالثروات، وأشعال المنطقة بالحروب الدائمة، أي إعادة تقسيم المنطقة والسيطرة عليها من خلال عملائهم المحليين...الخ.

3-       أداة لحماية ما تبقى من الديكتاتوريات العربية والأستفادة منها، بمواجهة ما يسمى بالأعداء ولاسيما روسيا والصين وما تبقى من العلمانيين أو اليساريون المفتتين أصلاً.

مربط الفرس: كثيرون حول السلطة، وقليلون حول الوطن هذا ماقاله الزعيم الهندي الراحل ( غاندي ) وإذا ما ربطنا هذا بواقعنا العراقي فالأستنتاج هو: أن  خيانة الوطن أصبحت عملية سياسية ( استثمارية - بزنس ) بعيدة عن الوطن والوطنية، والكثير يعلم بتفاصيلها، وخصوصاً منهم، ما يعرف اليوم بتجار السياسة الذين ( يجددون ) لأنفسهم المسؤولية، على أختلاف مهنهم ونواياهم...أن المستثمر دائما يريد ان يكون قريبا من مكان الاستثمار، لكي يكون في الصورة والملعب، والمثال الحي هو تجار السياسة داخل العراق وخصوصاً الذين تهافتوا لنصرة الأحتلال وهرولوا بخطى سريعة بحجة بناء الوطن، فهؤلاء لايعني إنهم أكثر وطنية، من الذين خارجه اليوم، وخصوصاً ممن كان لديهم موقفاً واضحاً من الغزو والأحتلال قبل وقوعه، ببساطة أن تواجد هؤلاء داخل العراق، إي ( المهرولون والمنبطحين ) يعني إنهم  قرب مكان (الأستثمار- البزنس ) لا اكثر، فهم يملكون العقارات، الشركات، الرتب والرواتب العالية، أموال نقدية بالملايين والمليارات من الدولارات الأمريكية ومنهم من لديه تخمة نقدية! وأكثرهم هرّبوا هذه الأموال خارج العراق... وأكثر تواجدهم أصبح في مفاصل الدولة وهو مرهون بالتخلف الممنهج، المشار له أعلاه، غير مبالين بالفقر والأمية اللتين أصابتا نصف المجتمع وبأزدياد... تركوا مواقفهم وألتزاماتهم الأجتماعية والوطنية، وهبوا أفرادا وجماعات، متكاتفين حاملين معاولهم وفاتحين حقائبهم لتهديم مؤسسات الدولة، ولنهب وسرقة أموال ابناء هذا الوطن بطرق مختلفة! مما أدى إلى ضرب روح المواطنة وانتشار الفقر والبطالة والأمية والفساد الأداري...التي هي فى صدارة العوامل المشجعة على وجود بيئة حاضنة للإرهاب، فالدراسات العلمية أكدت أن التنمية الشاملة هي المدخل الحقيقي لتصفية الفكر المتطرف، وأن توفير فرص العمل والحياة الكريمة تهيئ المجتمع للقدرة على محاصرة ما يسمى اليوم بـ( الأستثمار - البزنس ) السياسي المزدوج، سواءً كان حاضنة للجهل والتخلف، أم حاضنة للتطرف والأرهاب!.

 

صالح حسين

السويد / – 1 / 12 / 2014

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                             

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               الصفحة الرئيسية - 1 -