<%@ Language=JavaScript %> صالح حسين حكايات فلاحية: الأعلام... والخروف الأوربي!

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

حكايات فلاحية:

 

 الأعلام... والخروف الأوربي!

 

 

صالح حسين

 

طالما الحديث عن الخروف ( الأوربي ) و (العربي ) أيضاً، نستمع أولا إلى مفسري الأحلام، حيث يقولون : أن رؤيا الخروف، يدل في المنام على ولد ذكر مطيع لوالديه ...لكنهم لم يشيروا إذا كان الخروف ( عربياً ) له ليّة، أو خروفا ( أوربياً ) له ذيل! ... وتجب الأشارة إلى أن " خروف الغنم" من حيث نوعية اللحم والشكل العام ينقسم إلى قسمين هما:

الأول : خروف ( أوربي ) له ( ذنب ) يشبه لحد ما ( ذيل ) الجلب، ويقال أن لحمه ( زفر- زنخ)..الخ

الثاني : خروف  ( عربي ) ما يميـّزه عن الخروف الأوربي ما يسمى بـ( الليّة ) والشكل، وحسب أهل الخبرة من أكلة اللحوم، حيث يقولون أن لحمه أطيب...أنا شخصياً لا أعرف  مصداقية هذا القول، رغم إني من المتابعين للأعلام " اللحمي- المزلـّط " الغربي، ثم إني لاأعرف لماذا يصفون الخروف العربي بـ( الجبن - جبان ) وبالمناسبة يوجد نوع من البشر وتحديداً نحن نتكلم عن ( المسؤولين السياسيين ) وليس عن عامة الناس، البعض منهم يشبه الخروف، وجمعها ( خرفان ) لكن ينقصهم ( الذيل ) أو( الليّة ) ولهذا يقول المثل الشعبي: فلان  مثل الخروف.

 بينما الخروف الأوربي الذي ( ذنبه ) مثل ( ذيل ) الجلب، يصفونه بالشجاع أو " خروف " ديمقراطي ومتنور، وربما يلقبونه بـ( السيناتور)... قبل أيام تداول نشطاء في موقع التواصل الأجتماعي ( فيديو- Youtube / راديو تونس- Tunisien Radio ) لأحد الخرفان الأوربية، وهو يتبختر، يصول ويجول بشارع عريض، يعترض المارة، ويهاجمهم بشكل لافت للنظر، جاء أكثرها جذباً للأنتباه، هي محاولته التحرش ( جنسيا ) بإحدى السيدات، والأكثر من هذا، يظهر الخروف الأوربي بـ(الفيديو) وهو يطارد رجلاً، فيطرحه أرضاً في وسط الشارع، قال عنه النشطاء إنه رجل ( أمن - شرطي ) وبلقطة بهلوانية، يجري أمامه أحد المارة، خائفاً ومسرعاً... حتى وصل إلى عمود إنارة متحدياً مخاطر الكهرباء، فتسلقه خوفاً من الخروف الأوربي...الخ!.  

 بما يعني أن الأعلام الغربي وخصوصاً الأمريكي يقدم لنا الخروف الأوربي بأنه ليس فقط أطيب لحماً بل وأكثر قوة وتحدي...وهو ذاته أي ( الأعلام الغربي ) يؤكد على (جبن ) وغباء الخروف العربي!.

 ولكي لا يصبح حديثنا بعيداً عن الواقع ونظلم الخروف العربي، الذي هو أصل مظلوم من قبل الأعلام، ننقل لكم هذه النكتة التي تقول: أكو واحد ( مسؤول ) عربي جديد، يعني الله فتحها عليه آخرعمره، جاب قَصاب للبيت، يذبحله ( خروف - عربي / أبو الليّة ) وقال له أخويه: أريد تقطعلياه، نصفين، الأول للتكة، والنصف الثاني للكباب، وأردف قائلا: أريد الرأس والرجلين والكرشة للـ( باجة ) ومشتقاتها، الجلد سجادة للصلاة، والمصارين نسويهن باسطرمة " تركية " وأهم شي، كسّر لي العظام، نسويها شوربة، لأنه زوجتي عندها ألتهاب مفاصل...الخ.

الخروف العربي ( باوعله - نظرله ) وكـَال: ليش ماتسجل صوتي وتسويه ( رنة - نغمة ) لتلفون مرتك الخاص، حتى تعرفك من تتصل بها!.

 وبالمناسبة بعض مسوؤلي الدول العربية من الأمراء إلى الملوك، مروراً بكبار المسئولين،أخذوا يبدّلون خرفانهم العربية، بخرفان أوربية، ربما يتمتعون أكثر بـ(الذيل ) الأوربي، قليلين الحياء!

 هذه ( المقدمة - النكتة ) نريد أن نصل بها إلى دور الأعلام وعقل المسؤول ( الخروف ) العربي، الذي لا يردد ما يقوله الأعلام الغربي وخصوصاً الأمريكي فحسب، وإنما يتبناه ويجمع عليه كثيرا من الوقائع الكاذبة، لكي يصدق نفسه، إنه خروف، ومن ثم يتفنن بالمبررات والمصطلحات لهروبه من المسؤولية، وهو لايدري إنها نوع من الدعاية والحروب الأعلامية والنفسية سواءً في العراق أم في المنطقة العربية برمتها.

 ويقال عن حاكم عربي ظالم لا يستمع سوى لكلامه فقط، ومن يعترض عليه يقوم بقطع لسانه، قامت ضده مظاهرات، ولقبوا ( أنصاره ) حاشيته، بـ(الخرفان ) وطالبوه بالابتعاد الى الصحراء العربية ليدير خرفانه من هناك، ويبتعد عن الشعب، لكنه لم يفعل، فإنتها بيه الأمر وحيداً.

 ربما قصة أخرى تكون قريبة من ذلك الأعلام الموجه هي: الفتاة اليهودية التي تدعى ( سارة ) تبلغ من العمر ( 18) عاما، أعلنت انضمامها لداعش، للدفاع عن " المسلمين " في سورية، دون علم والديها، حيث توجهت الفتاة التي تحمل الجنسية الفرنسية في- 11 مارس / آذار 2014 إلى إسطنبول جوا، لتنتقل عبر الحدود التركية إلى حلب في سورية، و تنضم لصفوف ( داعش ) أي الدولة الأسلامية...وتعد ( سارة ) حسب الأعلام الغربي،أول فتاة يهودية تعلن انضمامها لنصرة المظلومين وتلتحق بصفوف ( داعش ) التنظيم الأصولي المسلح، وفقا لكل من وكالة الأنباء الفرنسية وموقع " كيكار هاشابات"  الإسرائيلي. تشرين- 1 / أكتوير 2014.

الأعلام العربي: دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) أعلن العراق يوم 18 / 10 / 2014 على لسان وزير الخارجية ( الجعفري ) أنه لن يدفع أموالاً للتحالف لقاء قيامه بقصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وأن نفقات هذه الحملة العسكرية تتحملها الدول المشاركة...ألخ.

 لكننا نعلم أن العراق من ضمن هذا التحالف، على الأقل يدفع حصته من التكاليف... نتمنى أن يكون مثل هذا الكلام سواء كان من وزير الخارجية أم رئيس الوزراء صحيحاً، لايندرج في تصريحات الأستهلاك المحلي...تصريحات أخرى وكما يقال ( أضبط ) تقول: نحن نرفض أي تدخل في سيادتنا الوطنية... بينما نرى ونسمع، أن الطائرات الأمريكية، البريطانية والفرنسية، بأستثناء الصومالية" تسرح وتمرح " تنطلق من الأقليم / محافظة أربيل، وتضرب داخل العراق، وتجول بعمق السماء العربية، إضافة إلى ذلك، آلاف من يسمون أنفسهم بالخبراء والجنود الغربيين، يقفون إلى جانب هذا الطرف أو ذاك من العراقيين، أما الذين يتحدثون عن سيادة الوطن... فنحيلهم إلى الله.

الأعلام الغربي: واشنطن  (CNN) قال: عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور (جون ماكين ) يوم 19 / 10 / 2014 : إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" ينتصر، وأن الأخير قادر على فرض سيطرته على مطار بغداد...وقال ( ماكين ) وهو عضو في لجنة القوات المسلحة بالكونغرس الأمريكي: هم ينتصرون ونحن لا ننتصر، العراقيون لا ينتصرون، قوات البيشمركة والأكراد لا ينتصرون، ولا بد من مراجعة لما نقوم به فنحن لا نضعف التنظيم بهدف هزيمته حاليا.

 من جانب آخر، المنسق السابق لشؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية، ( دانيال بنجامين ) قال لـ(CNN ) يوم 19 / 10 / 2014 إن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" لا يشكل خطرا على أمريكا أو الغرب، وقد جرى تضخيم التهديدات المنسوبة إليه بشكل كبير، مضيفا أن التنظيم هو حتى الآن ليس جماعة إرهابية بالمعنى المعتاد، وإنما حركة مسلحة متمردة بإطار الصراع بين السنة والشيعة، والسؤال هو: ماذا يستنتج المواطن العربي وحتى الأوربي من هذه التصريحات وهذا الأعلام المظلل 

مربط الفرس: شكسبير قال: الأدباء الإنجليز واضح انهم كان عندهم بعد نظر وكتبوا عن مملكة " الخرفان " وانه لا يمكن للخروف ان يصير ملكا مهما طال به الزمن فى الحكم ...والفنان الكبير( لطفي بوشناق ) أطلق اغنية جديدة، ضد المتأسلمين والمنبطحين من الخرفان ( يمينيين ) أو ( يساريين) العرب، وما تسببوا به من خراب، وقد عبّرت أغنيته بصدق عن حال البلدان العربية التي أصابها الخراب وما حل فيها من خريف عربي، في القرن الواحد والعشرين... تقول الاغنية :

 أنا حلمي فقط كلــــمة أن يظل عندي وطن.......لا حروب ولا خراب، لا مــــــصايب ولا محن

 خذوا المناصب والمكاسب، لكن خلّولي الوطن... يا وطن وأنتا حبيبي، وأنتا عزّي وتاج رأســي

 أنت يا فخر المواطن، والمناضل والسياسي....أنت أجمل وأنت أغلى، وأنت أعظم من الكراسي

 يشهد الله والزمن...... أنا حلمي كلمة واحدة....... أن يظل عندي وطن.

 كانت القصيدة التي كتبها الشاعر التونسي ( مازن الشريف) تهدف إلى بعث رسالة مفادها أن من يعتقد اليوم أنه يتربع على الكرسي وكأنه جالس على عرش في أي مجال إلى الأبد هو بالتأكيد واهم، واهم - السويد 1 / 11 / 2014 صالح حسين. 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا