<%@ Language=JavaScript %> صباح علي الشاهر الهروب من الكلام إلى لغو الكلام

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الهروب من الكلام إلى لغو الكلام

 

 

صباح علي الشاهر

 

هل ننتخب الشتامون، والنباشون، والمهوّشون، والسبابون، والردّاحون والردّاحات، ومن لا برنامج لهم سوى التهويش والتهريج ؟

سؤال إجابته مؤجله إلى ما بعد الثلاثين من نيسان، حيث ينبغي للشعب أن يقول كلمته، وسيقولها بالتأكيد.

من ذا الذي وضع يده على عللننا ومشاكلنا؟، من أشار إلى القنابل الموقوته التي وضعت في الدستور والتقاسم الطائفي والعملية السياسية التي خُططت وهُندست بإشراف المحتل؟، من الذي تجرأ على الحديث عن الموقع الذي يجب أن يكون عليه العراق، والموقف الذي يجب أن يأخذه مما يجري حولنا، وإين ينبغي أن نكون، ولماذا؟

من ذا الذي يحدد لنا هوية نظامنا الذي لا لون ولا طعم ولا رائحة له؟ أيكفي الإقتصار على القول بإننا نظام إتحادي برلماني ؟! ما شكل نظامنا الإتحادي هذا، وهل هو إتحادي فعلاً ؟ وما طبيعة نظامنا البرلماني، هل هو برلماني حقاً؟ هل يقتصر دور برلماننا على التشريع والرقابة وتشكيل الحكومة، أم أنه يتداخل مع السلطات التنفيذية فيصدر قرارات، لا قوانين ولا مشاريع قوانين، ويقود مؤسسات تنفيذية أو شبه تنفيذية بشكل مباشر، ويتجاوز القضاء ويُبطل قراراته ، أو يُعطلها، في سابقة لا وجود لها في النظم الديمقراطية، هل برلماننا يتشكل من أعضائه، أم من رؤساء الكتل؟ أي برلمان هذا الذي تطبخ قرارته خارج قبة البرلمان، ومن قبل سبعة اشخاص ، بيدهم مصير العراق والشعب، ومن دونما تخويل من هذا الشعب.

أي برلمان هذا الذي لا يشرّع إلا منافعه وامتيازاته، ويتقاعس عن تشريع ما يخدم الشعب، علماً أنه لا يجوز أخلاقياً أن يفعل البرلمان هذا، وأنه إذا شرّع مثل هذا فإنما يشرّعه ليس له وإنما للبرلمان الآتي ؟!

أية أخلاقية هذه التي تبيح للبرلماني قبض راتبه ومخصصاته ومنافعه كلها وهو ممتنع عن حضور جلسات البرلمان ؟ .

لماذا يقطع راتب الموظف الذي لا يداوم في وظيفته، ولا يفعل هذا مع النائب ؟، لماذا يفصل الموظف إذا تجاوزت غياباته حداً معيناً، ولا يفصل النائب الذي لاحدود لغياباته؟ ، من متابعتي لجلسات البرلمان شخصت بضعة أشخاص لا يتجاوز حضورهم جلسات البرلمان عدد أصابع اليد الواحدة ، أليس هؤلاء سرّاق للمال العام، كيف لهم أن يتحدثوا عن النزاهة، وكيف يؤتمنون على مصير البلد؟

هل تعهدت قائمة إنتخابية بالتخلي عن طبخ القرارات خارج من هم (ممثلو الشعب)، وهل تحدثت عن إصلاح وضع البرلمان، والتقيد بضوابط صارمة، تماماً مثلما هي ضوابط العمل الوظيفي في دوائر الدولة ؟

لماذا لم يتحدث أحد عن التعهد بإلغاء إمتيازات ومنافع البرلمانيين، وإعتبار خدمتهم في البرلمان خدمة وظيفية في الأقل، تضاف إلى سنوات خدمتهم إن كانت لهم خدمة ، علماً أن مثل هذه الخدمة في البرلمانات التي تحترم نفسها خدمة تطوعيّة؟

لماذا تصر أغلب القوائم على بدعة حكومة المشاركة؟ ألم يتضح بعد أن مثل هكذا حكومة وصفة للعرقلة، وعدم تنفيذ شيء، وضياع المسؤوليات، وإستشراء الفساد، لتعذر المحاسبة؟

مبكراً، وقبل بدء الإنتخابات، إقتسموا جسم الوطن، فماذا يترجى من هكذا سياسين ؟

من ذا الذي ألقى نظرة نقدية على تجربة السنوات المنصرمة، ومن ذا الذي أتحفنا بموقف عملي وملموس من الإحتلال وتبعاته، من ذا الذي تجرأ على أن يخبرنا هل ما حدث في نيسان 2003 تحرير أم إحتلال؟ وهل خروج الجيش الأمريكي من العراق ، خروج محتل، أم خروج صديق؟

من ذا الذي وضع برنامج المطالبة بدم إبرياء شعبنا ، من الذي سيحاسب القتلة الأجانب ، محتلين، أم أفراد شركات أمنية أو تجسسية، أو ممولين أو داعمين للإرهاب خارجيين، أو محليين ، وقد اصبحوا معروفين للقاصي والداني ؟  لماذا الصمت عن دمائنا، وإلى متى ؟

من ذا الذي وضع خطة لرصد وكشف شبكات التجسس، التي اصبح العراق ساحة لعملها ونشاطها؟   

من ذا الذي وضع خطة لإعادة أموالنا المنهوبة، وأرشيفنا المسروق، وتراثنا المسلوب؟

من ذا الذي تعهد بجلب السُراق والمزورين وناهبي خيرات الشعب وتقديمهم للعدالة والإقتصاص منهم ، وإعادة ماسلبوه من الشعب إلى الشعب؟ ومن ذا الذي كاشف الشعب بجرأة عن هؤلاء وذكر اسماءهم، والقوى والمراكز التي تغطي عليهم ؟

من ذا الذي تعهد بأن يحرّم ويجرّم إثارة الكراهية والفرقة بين أبناء الشعب الواحد؟، ومن ذا الذي يجعل خطاب الكراهية والعنف والطائفية جريمة يعاقب عليها القانون؟

ليس العراق كلمة ترددها الألسن، وإنما هو وطن وشعب متعدد الأديان والأعراق والمذاهب، فإي كتلة عكست قياداتها هذا التلون ، وحظيت شرف تمثيل هذا الشعب والوطن؟ لماذ ظل الشيعي حبيس شيعيته والسني حبيس سنيته، لماذا يشهر الكردي كرديته بوجه العربي ، ويشهر العربي عربيته بوجه الكردي، وكذا التركماني والآثوري والكلداني والسرياني، لماذ لم نلتجيء جميعاً لخيمتنا الجامعة، لعراقنا الذي يتسع للجميع ، والذي يعيش فيه الجميع ؟

ألم ندرك بعد أن النهج الذي خطه الإحتلال نهجاً مدمراً لنا جميعاً ، وهو لن يفضي في نهاية المطاف إلى رابح وخاسر ، إذ الكل فيه خاسر ، أما الرابح فهو من وضع هذا النهج.

لماذا لم يتحدث أحد عن السبب الذي جعلنا لا نفلح في رصف رصيف شارع، ولانقدر على تنظيف مدننا، ولا نستطيع إعادة الحياة إلى معاملنا ومؤسساتنا الإنتاجيّة، ولا نستطيع إيقاف نزيف إهدار ثرواتنا ، ولا نتمكن من تسليح جيشنا، رغم وفرة الأموال لدينا؟

لماذا لا نستطيع توطيد الأمن في ربوعنا؟ أين تكمن العلة أو العلل؟ ألا يوجد من يملك قدراً من الجرأة تمكنه من أن يدلنا على بعضها، بدل السب والقذف الذي مهر وبرع فيه؟!

بأستثناء عدم السماح للمالكي بدورة ثالثة، وباستثناء هذا القيح الذي نسمعه من على شاشات التلفاز، ما هي بضاعتكم جميعاً؟

إسقاط المالكي ليس برنامجاً ولن يكون، فما المالكي سواء حصل على دورة ثالثة أم لم  يحصل ، سوى سياسي عراقي، إبن هذه المرحلة الشوهاء، بالغة السوء، له ما له، وعليه ما عليه، وسوف لا ولن يتحدد مصير البلد ببقائه أو رحيله،  فالعراق، هذا العراق الذي نعرفه، وتعرفونه جميعاً، هو حكماً، ودونما مواربة، أكبر من أي مكوّن، ومن أي فصيل، ومن أي كتلة ، فكيف إذا تعلق الأمر بفرد من هذا الشعب، بشخص، مصيره مرهون بإرادة هذا الشعب، هذا الشعب الذي هو وحده من سيقرر لا مصير المالكي فحسب، وإنما مصيركم أنتم جميعاً .  

ما بالكم تهربون مما ينبغي قوله، إلى ما لا ينبغي قوله، مما هو أس الكلام، إلى ما هو لغو الكلام.

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا