<%@ Language=JavaScript %> رمزي العبيدي تعقيب وتصحيح وتوضيح إنصافًا لعلي عباس علوان

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

تعقيب وتصحيح وتوضيح


إنصافًا لعلي عباس علوان

 

              الأستاذ الراحل الدكتور علي عباس علوان

رمزي العبيدي
كاتب وناقد عراقي مقيم في دمشق

 

          نشرَتْ جريدة الزمان اللندنيَّة بمختلف طبعاتها: الدوليَّة والعربيَّة وطبعة بغداد، في الصفحة الحادية عشر (أضواء) من عددها: (4725) الصادر يوم الاثنين: 3/شباط/2014م، خاطرة بين المسافات كتبها السيد علي خيون، وعنونها: (قصص وأصحابها/علي عباس علوان)، أساءَ فيها كاتبها إساءَة غير مقبولة لأستاذنا الراحل الدكتور علي عباس علوان، رحمه الرَّبُّ وطيَّب ثراه، وللأدب والنقد في العراق كلِّهما، بدون قصد أو دراية طبعًا، فأنا وإنْ كنْتُ مفترضًا له حُسْنَ النيَّة - قبل كلِّ شيءٍ، أو قبلَ أيِّ شيءٍ أيضًا - لا أعفيه من المسؤوليَّة الأدبيَّة عمَّا خطَّه قلمه في تلك الأكتوبة، وبما أنَّه أساءَ دون يدري، فقد انطبق عليه قول الشاعر محمد الحموي الشهير بمحمد الهلالي، المتوفَّى سنة (1311هـ - 1849م)، إذ قال:

إنْ كُنْتَ لا تَدرِي فَتِلكَ مُصِيبَةٌ
 

 

أو كُنْتَ تَدرِي فَالمُصِيبَةُ أَعظَمُ
 

          وهذا البيت المستشهد به، سرقه الشاعر الهلالي الحموي من شاعرنا العراقي الحلي صفي الدين، المتوفَّى سنة (750هـ - 1349م)، بعد أنْ غير فيه تغييرًا بسيطًا، بأنْ استبدل في شطره الأوَّل حرف النفي (ما) بحرف النفي (لا)، وهذا النوع من السرقات الشعريَّة يسمَّى النسخ أو الانتحال، وهو مذموم لأنَّه من أقبح أنواع السرقات الشعريَّة، قال صفي الدين الحلي:

إنْ كُنْتَ مَا تَدرِي فَتِلكَ مُصِيبَةٌ
 

 

أو كُنْتَ تَدرِي فَالمُصِيبَةُ أَعظَمُ
 

          وبعد هذا الاستطراد في أو بين بيتي الهلالي والحلي، اللذان ينطبق كلُّ منهما على صاحبنا كاتب الخاطرة، والذي لا أريد أنْ أنقد وأحلل أسلوبه الكتابي وما به من عيوبٍ في التحرير والسَّبك، وأتمنَّى ألا يجبرنِي على ذلك، كما لا أريد أنْ أشير أو أنبِّه إلى أخطائه الإملائيَّة الكثيرة أو العديدة في منشوره، لأنَّ مشكلتي ليسَتْ مع أسلوبه وطريقته في الكتابة، بلْ فيما أوردَه في سطوره من معلومات سأتناولها بالتفصيل والتحليل ثمَّ بالدَّحض والإنكار.

          قلْتُ: افتتح السيد علي خيون خاطرته بالعبارة التالية: (ناقد عراقي معروف صاحب نظرية في النقد الأدبي الحديث)، وهنا أسأله ولا أسأل غيره، ما هي هذه النظريَّة؟!، بعلامتي الاستفهام والتعجُّب في وقتٍ معًا، فقد كانَ أستاذنا الدكتور علي عباس علوان من أنصار المدرسة أو النظريَّة الكلاسيكيَّة التقليديَّة المحافظة في الأدب عمومًا وفي النقد الأدبي خصوصًا، تلك المدرسة التي تعتمد المنهج الكلاسيكي التقليدي المحافظ، الذي ينظر إلى النصِّ الأدبي كتلة واحدة, أي يعدُّه موضوعًا مكتفيًا بذاته، ومتخذًا مكانه الخاص به، ومحدِّدًا زمانه الذي أُنشِأ فيه، ويُمَيِّزه عن غيره من النصوص الأدبيَّة الأخرى بالسمات الجماليَّة والصنعة الفنيَّة، ولا غيرهما؛ وهنا على لا بُدَّ من التثبيت بأنَّ أستاذنا الراحل إلى عالم الخلود، لمْ يضفْ أيَّ نظريَّةٍ للأدب ولا للنقد الأدبي، ولمْ ينقص من نظريَّاتهما المعروفة، لكنَّ آراءه النقديَّة الفريدة هي التي تركَتْ بصمة في النقد الأدبي في العالم العربي كلِّه، هذا كلُّ الموضوع ولا غيره شيء، وهذه الآراء التي أتحدَّث عنها مثبَّتة في رسالته التي نالَ بها درجة الدكتوراه عام 1974م، وهي: (تطور الشعر العربي الحديث في العراق اتجاهات الرؤيا وجماليات النسيج)، من جامعة القاهرة، بإشراف أستاذته الدكتورة سهير القلماوي، التي كانَ يفتخر بها وبتتلمذه لها، ويفضلها دائمًا في حديثه معنا - نحن طلابه ومريديه - على زميلها وأستاذه الدكتور أحمد شوقي عبد السلام ضيف، الشهير بشوقي ضيف، ويصفها بالعَالِمَة أو أم العلماء، ولا يعني غير طلابها الذي هو من أبرزهم وأنبههم وأعلمهم؛ وكانت وزارة الإعلام العراقيَّة قد طبعَتْ له هذه الرسالة التي مازالتْ إلى اليوم فريدة من نوعها وفذَّة في موضوعها، في العام 1975م.

أمَّا تقسيمه للنقد الأدبي بحسب الزمن، ففيه كلام وفيه نظر، فما يطلق عليه (النقد الأدبي الحديث)، هو النقد الذي كتبه كاتبوه في العصر الحديث، أمَّا اختلافه عن النقد القديم فما هو إلا تطور للمناهج النقديَّة المعروفة في المائة سنة الأخيرة، والتي هي: المنهج التاريخي، والمنهج التأثيري أو الانطباعي، والمنهج النفسي، والمنهج الاجتماعي، والمنهج البنيوي؛ وهذا التطور هو أمر طبيعي يتماشى مع تطور مستوى تفكير العقل البشري، خصوصًا بعد أنْ استخدم عميد الأدب العربي خالد الذكر الدكتور طه حسين المنهج الديكارتي، منهج الشَّك من أجل الوصول إلى اليقين، في نظريَّته الفريدة، نظرية انتحال الشعر الجاهلي، التي طلع علينا بها في العام 1925م، الذي بدأنا نسمع بعده عن: مدرسة النقد الشكلي والبنيوي، ومدرسة النقد البراغماتي (الوظيفي)، ومدرسة النقد الظاهراتي والوجودي، ومدرسة التحليل والنقد النفسي، ومدرسة النقد الاجتماعي والماركسي، وغيرها.

وبعدُ .. يذكرُ السيد الكاتب في خاطرته تلك، العبارة التالية: (ويعدُّ من الرواد المؤسِّسينَ لنظريَّة النقد الأدبي في العراق)، وفيها أقول: إنَّ النقد الأدبي في العراق موجود قبل أنْ يولد علي عباس علوان، الذي هو نسفه لمْ يدَّعِ أنَّه أسَّس شيئًا ممَّا ينسبه له السيد خيون، الذي يتمادى بقوله أنَّ أستاذنا الراحل قد (عمل أستاذًا للنقد العربي الحديث بكليَّة التربية في جامعة بغداد)، وهذا معناه أنَّه كاتب غير دقيق في سرده أو توصيفاته، فلا توجد مادَّة اسمها (النقد العربي الحديث) بكلية التربية في جامعة بغداد، ولا في غيرها في الجامعات العراقيَّة كلِّها، بلْ هناك مادَّة اسمها (النقد الأدبي) - وتشملُ كلَّ النقد قديمه وحديثه - التي ربَّما خلط بينها وبين مادَّةٍ أخرى كانَ يدرِّسها أستاذنا الدكتور علي عباس علوان، بنفس الكلية المذكورة، وهي: (الأدب العربي الحديث)، لذا فأنا هنا أراه لا يفرِّق بين الأدب العربي وبين نقد الأدب العربي، وقد ضيَّعته كلمة (العربي) على ما يبدو!.

وآخر ما أعترض عليه من تدويناته غير الدقيقة، وهو تشبيهه لأستاذنا الدكتور علي عباس علوان بالراحلينِ الكبيرينِ مثله الدكتورينِ: علي جواد الطاهر، وعناد إسماعيل غزوان، وأنا هنا لا أنوي النبش في قبور الأموات، لكنَّنِي أريد أقول للسيِّد علي خيون أمرينِ مهمينِ، أولهما: إنَّ أستاذنا الدكتور علي عباس علوان لا شبيه له، ولمْ يكنْ هو يشبه أحدًا، بأيِّ نوع من أنواع الشبه الذي ادَّعيته، أو الذي فاتك أنْ تدَّعيه؛ وثانيهما: إنَّك أسأتَ له - من دون أنْ تدري طبعًا، أنا مقدرٌ ذلك، ومفترض حسن نيَّتك كما قدَّمْتُ قبلًا في مقدِّمة تعقيبي هذا - أكثر من إحسانك إليه.

كما لا يفوتنِي أنْ أطلبَ من السيد علي خيون نفسه أنْ يكونَ دقيقًا أكثر، أو أكثر دقة في تدويناته التي ربَّما سيطلع علينا بها في المستقبل القريب والبعيد، لا أدري .. ، أو يرحمنا كقرَّاء - مختصِّين وغير مختصِّين - من ذكرياته الجميلة، وربَّما سيكون للحديث بقيَّة معه ومعكم، إنْ كانَ عنده رأي آخر أو تبرير، ربمَّا أقبله فأسلم به وله، أو لا أقبله فأعترض لأردَّه عليه وأدحضه دحضًا.

..................

 

للتواصل مع الكاتب يرجى الكتابة إلى:

Ramzee_Alobadi@Yahoo.Com

Ramzee_Alobadi@Hotmail.Com
RamzeeAlobadi@Gmail.Com

ramzee.alobadi@facebook.com
RamzeeAlobadi@Skype.Com

      

 

                 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا