<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك لماذا الخوف من إعلان حالة الطواريء ؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

لماذا الخوف من إعلان حالة الطواريء ؟

 

 

نزار رهك

 

جميع بلدان العالم لديها قانون طواريء وبتسميات مختلفة كلها تمتلك معنى واحدا تكريس كامل إمكانات الدولة من أجل هدف واحد غير قابل للمساومة ولا للتأجيل ومنها الكوارث الطبيعية وحالات الأوبئة والحوادث التي تؤدي الى تعطيل الحياة الطبيعية .. وأهم عوامل وأسباب إعلان حالة الطواريء هي الحروب وهجوم الأعداء عبر الحدود ..

أي إن إحتلال الموصل يعتبر أقصى حالاته المشروعة  وقد كان الشعب بأنتظار قرار البرلمان بأعلان الحالة القانونية .. التي تقفز فوق الروتين لمواجهة خطر يستوجب ردا سريعا ... لكن المعارضون له يخشون على دستور بريمر .. لأن حالة الطواريء تعني إيقاف العمل بالدستور وهو مشكلة المشاكل في مجمل العملية السياسية التي تستند على هذا الدستور الأحتلالي ..  وهو دستور لا مثيل له في جميع أنحاء العالم وسابقة تاريخية في عملية التخريب السياسي والقانوني الممنهج و برعاية قوى سياسية تم نفخها لتكون قوى حاسمة في إتخاذ القرار دون أي رفة جفن تجاه الوطن المستباح والشعب المسلوب الأرادة .. قوى سياسية لا يصلح تسمية قادتها سوى عملاء مأجورين و الأمر لهم واضح وصريح كل شيء من أجل الأبقاء على هذا الدستور .. قادة لأحزاب تاريخية لا تتحدث إلا إستنادا الى هذا الدستور وكذلك السراق الأقليميين سرقاتهم شرعية تحت طائلة فقرة صغيرة من الدستور البريمري ووجودها طاريء ولا تتناسب ومنطق القانون... و حتى من يريد تقسيم الوطن والمطالبة بجزء يقتطعه يركض لاهثا وراء بنود دستور بريمر هذا..

دستور بريمر هو الكارثة الوطنية عينها .. هو الفيتو الغير مبرر وهو قاعدة أي قانون لصوصي للنفط والذي يمكن أن يعيق التنمية الوطنية والسيطرة على إنتاج وتسويق النفط  إنه قانون القوانين لشرعنة إقتصاد (النفط المسروق) وهو دستور اللارقابة وهو وراء العجز الحكومي في الأداء ..

إذن من الطبيعي أن يتمسك بتلابيبه كل من له مصلحة إقتصادية وكل مرتزق وعميل وكل كتلة تابعة و داعش سياسي ومثقف داعشي.

لقد وضعت الأمبريالية العالمية الشعب العراقي دائما أمام خيارات أفضل السيئات .. الحصار أو الحرب .. نظام صدام حسين أو الأحتلال .. الأرهاب أو مجلس الحكم .. وآخرها الشراكة الأجبارية التي ترفض حكم الأغلبية .. الأغلبية تعني في هذه المعادلة الحرب الأهلية و دخول الدواعش والبعثيين لذلك فأن العملاء من جماعة علاوي و النجيفي والتحالف الكردستاني يشترطون حكومة الشراكة وبغير ذلك ستتهم الحكومة ب(الطائفية) وما يسمونه الديكتاتورية ... لقد غير هؤلاء حتى المفاهيم الديمقراطية .. وقواعد العمل البرلماني والسياسي وذلك لأنهم كأشخاص وكتل سياسية هي في طبيعتها غير ديمقراطية ... هل النجيفي ديمقراطي في كتلته وقد تم إنتخابه ؟؟؟ أم أياد علاوي ؟؟ أم البارزاني ؟ أو الطالباني ؟ أو نوري المالكي ؟؟ لقد تم فرض هؤلاء على الشعب العراقي  مثل (خلالات العبد ) . هناك غياب كامل للعمل السياسي والفكر السياسي والشخصيات السياسية خاصة بعد عملية تسقيط الأحزاب السياسية من قبل بريمر أو صانعي الأحتلال ..

(زعاطيط داعش ) هم ليسوا سوى أدوات لا قيمة لها وليست قوة عسكرية تشكل خطورة عسكرية حقيقية وهي قوة ليست عراقية ولا تستطيع أن تجد لها شعبية عراقية (عدا البعثيين وبالأخص فاشييهم و القتلة ) ولكنهم موجودين حتى داخل البرلمان العراقي بصيغة متحدون والوطنية وبصيغة أخرى كالتحالف الكردستاني .. وهذه القوى كانت قد إنسحبت من جلسة التصويت في البرلمان لحالة الطواريء وبتعمد وسبق الأصرار .. إنها تخشى أكثر ما تخشاه هو ضياع دستور بريمر ..

لقد كانت حملة المالكي الأنتخابية هي من أجل تشكيل حكومة الأغلبية وطموحه هذا (حسب إدعاءه) بسبب الصعوبات التي واجهتها حكومته في تنفيذ إلتزاماته الوظيفية  وهو ما لا يتلائم مع المخططات المسبقة وطموحات المحتلين .. العملية قد تتعدى عملية إنتماء هذا الشخص وتنفيذه لواجباته الحكومية .. وهروبه نحو الأغلبية ليست حبا بالمبدء الديمقراطي بل لمواجهة المستحيلات التي تفرضها الكتل السياسية الأخرى عليه وعلى كتلته وعرقلتها للعديد من وظائفها الحكومية و منها العسكرية والأمنية ..

لقد راهنت الولايات المتحدة وحلفائها الأقليميين على عميلهم الموثوق أياد علاوي ومن بعده على أسامة النجيفي في الفوز بالأنتخابات النيابية لعام 2010 ولكنهم لم يفلحوا بذلك .. لذلك كان الدستور وحكومة الشراكة أهم مرتكزات الأحتلال وعملائه .

أغلب القوى في العملية السياسية مستفيدين من داعش و إحتلالها للموصل وبقية المدن الأخرى .. الطائفي سيكشر أنيابه الطائفية شيعيا كان أم سنيا و العلماني يريد أن يحلل خبزته التي يقبظها من ممولي الأرهاب و يستفرد بأكثر ما يمكن من صفقات نفطية و آخر يريد إعادة البعث و فدائيي صدام و الجريمة متأصلة بعروقه ولا يخفي تعامله مع العديد من دوائر المخابرات الأجنبية ..   الضحية الوحيدة هو الشعب العراقي ووحدة الوطن.

العملاء يصرخون نعم لكل الأجراءات الضرورية (ولكن في إطار الدستور العراقي والصلاحيات الممنوحة للحكومة ، إذ ما في الدستور من صلاحيات هي كافية لمواجهة الإرهاب) وجميع الأجراءات مرتبطة بموافقة البرلمانيين المرتزقة ليشكلوا الثلثين المستحيلة .. لا مشكلة يمكن حلها سلميا في العراق بسبب دستور بريمر .. والذي يتمسك به الجميع في العملية السياسية (نصا وروحا)..

في الوقت ذاته فأن القوى والشخصيات السياسية الوطنية وخاصة التي كانت معارضة للأحتلال بقيت رافضة للعملية السياسية حتى بعد إنسحاب قوات الأحتلال بسبب هذا الدستور.

فقد كان هو العائق الأساسي لأستحالة تغيير العملية السياسية وتغيير مسار العملية السياسية بأكملها من جديد بما فيها رفض أو قبول النظام الفيدرالي أو وضع الأطر القانونية الواضحة التي تمنع أو تقلل من الخلافات أو التفسيرات المتناقضة .

ليس هناك فرصة تاريخية أكثر ملائمة من إعلان حالة الطواريء والتي بموجبها يوقف العمل بالدستور ومن الممكن أن يحل البرلمان وتقال الحكومة وتكلف لجان قضائية معينة بأعادة كتابة الدستور و يعرض مشروعه للأستفتاء العام .. وهذا يعتمد على القوة الجماهيرية للمطالب ودرجة التعبئة بهذا الأتجاه ..

من هنا يأتي تخوف العملاء ومرتزقتهم ومثقفيهم من إعلان حالة الطواريء ...

وهي حالة شرعية وقانونية بسبب الخطر الذي يهدد الوطن و دائرة العنف التي أدت بحياة مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء وهددت حياة وأستقرار الدولة .. وتهدد وحدة الوطن وأستقلاله الوطني .... من أجل إعلان حالة الطواريء وإنهاء العملية السياسية للأحتلال وبداية لعملية سياسية جديدة وطنية خالصة .

16.06.2014

Rahak@t-online.de

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا