من أجل تفعيل المبادرات الشعبية لمواجهة الأرهاب

 

 

نزار رهك

10.06.2014

 

مع إنهيار مشروع المحور الغربي –الأمريكي في سوريا بكل إتجاهاته الأقليمية ومرتكزاته (السعودي– الصهيوني والأخواني التركي والقطري ) والمسنود لوجستيا و سياسيا من قبل الغرب والأمريكان تتوجه القطعان الفاشية المهزومة الى العراق وبمساعدة من قوى سياسية عراقية مهزومة في الأنتخابات النيابية الأخيرة لتوفر لها مستقرا جديدا وساحة أخرى لأرتكاب الجرائم.

إن هزيمتهم في سوريا على أيدي الشعب السوري والجيش السوري وبالتحالف مع الحلفاء الدوليين روسيا والصين هو كسر لشوكة الأرهاب وأتباعه ومرتزقته وكان ضربة قاصمة لمؤامرة عالمية تم صرف مئات المليارات من الدولارات من النفط السعودي والغاز القطري والتعبئة التركية  من أجل تحقيق هدفها .. وهو ضرب المعسكر المقاوم والممانع و تخريب وتدمير قواه العسكرية والأمنية والبشرية ومعها كامل البنى التحتية وإيقاف عجلة التطور التقني و الأقتصادي الى درجات لا مثيل لها بحيث لم يتركوا حجرا على حجر وعاثوا فسادا وجريمة وتقتيلا بالسكان الأبرياء في كل مكان تطأ أقدامهم القذرة ..

إن وسع المؤامرة وتعدد مرتكزاتها ومرتزقتها تفرض على جماهير شعبنا إعادة توحيد صفوفهم وتنظيم قوى المقاومة الشعبية والمبادرات الشعبية للتعبئة والمواجهة المنظمة و بالتعاون المشترك مع القوات المسلحة العراقية النظامية لمواجهة مرتزقة ما يسمى بعصابات داعش الفاشية ومراقبة إداء القوات المسلحة العراقية والحذر من بعض عناصرها التي تأتمر بأوامر قوى وأحزاب خارج دائرة المسؤولية والوزارات المعنية بالدفاع والحماية المدنية وقوات الشرطة الأتحادية .. جيش واحد حتى وإن كان ضعيفا علينا مساندته عبر توحيد المبادرات الشعبية وتنظيمها بعيدا عن دائرة الأحزاب والقوى والكتل السياسية المتنازعة على السلطة و الأمتيازات .. المبادرات الشعبية المنظمة يقودها شباب المناطق والحارات لحماية الأهالي ومقاومة المتسللين الغرباء و الإخبار عن الحواضن العميلة والعمل كل ما من شأنه تنظيم الأتصال بين المبادرين دون أستخدام أجهزة الهاتف النقال أو بأستخدام الأشارات والعلامات الدالة للحدث .. وذلك لأرتباط الأرهابيين بقوى دولية تمدها عبر تقنياتها العلمية كل المعلومات المرصودة عبر الأقمار الأصطناعية .. وعبر تقنياتها أيضا وأنظمة التنقل اللوجستي وبأستخدام الأجهزة التي تعتمد نظام ال GPS  فعلى المبادرات الشعبية تجنب العمل والتنقل المكشوف جويا وعليهم إخفاء أسلحتهم و تحشداتهم و أماكن حراساتهم ..

يا جماهير شعبنا إن الخطر الفاشي على الأبواب فسارعوا الى تنظم المبادرات الشعبية في الجامعات والمقاهي و الجوامع و المدارس  .. توجهوا بوفودكم للتنسيق مع الأجهزة الأمنية .. حتى وإن كان بعضها لا يؤتمن جانبه ومنها قد يتعاون مع الفاشيين الدواعش ولكن مبادراتكم ستسد الطريق أمام هذه الأحتمالات .. وعدم التنسيق مع القوات الأمنية ستقود الى الفوضى وتعدد الطابع الميليشياوي الذي يقود نحو الحرب الأهلية و الدمار الشامل ..

على المبادرات الشعبية أن تتجنب التركيب الطائفي وتلتزم تنظيم المناطق والتنسيق بينها ..

إن الوطن في خطر .. والصورة غير واضحة .. وما هو واضح هو شبيبتنا التي تعرف طرق المدن وخفاياها ويعرف بعضهم بعضا  .. إن الحكومة العراقية وأعضاء البرلمان يتحملون كامل المسؤولية عن هذا التطور الخطير في الوضع الأمني وعلى الشعب تحمل المسؤولية في إعادة بناء العملية السياسية المشوّهة .. بما في ذلك إعادة صياغة الدستور وإلغاء النظام الفيدرالي و إخضاع المعابر الحدودية والمطارات و المواقع الأستراتيجية تحت السيطرة المركزية ..

بتنظيمكم قوة و بوحدتكم نعيد وحدة وطننا وكرامة شعبنا .. إن سقوط الموصل مؤشرا على العواقب الوخيمة من تجريد جيشنا العراقي من صلاحياته من قبل محافظ الموصل وقواته المسلحة الخاصة وتعارضه مع المركز بدفع من شركات النفط اللصوصية وهي التي هيأت الأرضية وفتحت الأبواب لدخول عصابات داعش وسيطرتها على المدينة ..  وبالضد من نداء السيد أسامة النجيفي الذي يدعوا الى تنظيم المقاومة الشعبية تحت سيطرة المجلس البلدي .. نحن ندعوا الى المقاومة الشعبية بالتعاون مع الجيش العراقي وحده وهو صاحب القرار الوحيد في الدفاع عن الوطن وحماية المدن .. 

إن المبادرات الشعبية المنظمة سوف لن تسمح بهذا التجاوز الذي يقوم به عملاء شركات النفط و سماسرة المنظمات الأرهابية   من أمثال النجيفيين الكبير والصغير .. إن الشعب العراقي أقوى وأكبر من هذه المؤامرات ... وبيده وحده سيكون التغيير و الأمان ..

 

Rahak@t-online.de

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا