<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك الديمقراطية هدف أم وسيلة ؟ الماركسية والديمقراطية

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الديمقراطية هدف أم وسيلة ؟ الماركسية والديمقراطية

 

 

نزار رهك

 

يعيش حزب حميد مجيد (الشيوعي ) مأزق تعريف المصطلحات ودقة طرحها والتخبط في تفسيراتها وخاصة في مرحلة (التجديد والديمقراطية ) ومنها الماركسية والديمقراطية والعدالة الأجتماعية والملكية الخاصة وغيرها وهي مفردات يتم تداولها في مناقشات القيادة الحزبية وتحالفاتها الأنتخابية بشكل مشوّه أيضا.. وهي موضوع كتابتي هذه.

في طروحاتهم مفاهيم لم تعد مثار جدل ونقاش وإنما مسلمات وكأنما  يتحدثون مع طلبة المرحلة الإبتدائية لشرح مفاهيم إبتدائية حميد مجيد السكرتير الأول للجنة المركزية  ل(الحزب الشيوعي العراقي) قال محقا مبتدأ حواره عن الديمقراطية (الديمقراطية في رأينا ليست نظاما اجتماعيا – اقتصاديا) (1) في مكان آخر صرح فيه رفيقه الحلوائي بأنها شكل من أشكال الحكم .

ولكن  حميد مجيد أكثر شطارة وحافظ نصوص إنشاءية أكثر وقال (الديمقراطية ليست مفهوماً جامداً أو واحدا استمر منذ بدايات ظهور المصطلح حتى يومنا هذا. وهناك تعريفات عديدة للمصطلح، ارتباطا بتعدد الباحثين. لكننا نأخذ ما هو مشترك وما أثبتت الوقائع سلامته. الديمقراطية هي منظومة من المبادئ والمفاهيم والقيم والأخلاقيات والاساليب والآليات، التي تستهدف مشاركة أصحاب القضية المعنيين بصنع القرار النهائي، سواء كان القرار سياسيا أو اجتماعيا أو ثقافيا أو اقتصاديا. ) (1)  ورغم سطحية هذا التفسير فأنه ليس صحيح وخاطيء لان الديمقراطية هي ليست المشاركة بل المشاركة أو اللامشاركة هي نتائج  لممارسة قد تكون ديمقراطية (الأنتخابات)  والجديد في حديث سكرتير اللجنة المركزية  هو الماركسية و موقفها من الديمقراطية  فقد أضاف رئيس أعلى هيئة في الحزب مفاهيما لا وجود لها في الماركسية  وإنما من تأليفه وتلحينه ..!!

الماركسية لم تتعامل مع ديمقراطية التمثيل البرلماني الرأسمالي إلا بأعتبارها تصفيق لجوقة الكورس من أجل كسب الشرعية القانونية لعمليات بيع وشراء قوى العمل وشرعية الدولة المنتخبة لحماية حق الرأسمال ومؤسساته السياسية في النهب المنظم لقوى العمل ولكنها لم تكن ضدها ولم تدعوا العمال لمقاطعتها أو محاربتها. ولكن كان ماركس أيضا يطرح تسائلاته عن مدى الفائدة من حق المواطن في الحرية بأعتبارها ركنا أساسيا من أركان الديمقراطية عندما لا يكفي أجره لشراء قوته اليومي .. وجاء هذا الموقف أيضا في الطروحات الفلسفية للماركسية في إن الأنسان قبل أن يبحث عن الطروحات الفلسفية و ينشغل في التفكير في الوجود كان عليه أن يسد حاجته للطعام والشراب. موقف الماركسية من الديمقراطية هو إمتداد لموقفها من الدولة كأداة ومؤسسة  .. الدولة كهيئة للسيادة الطبقية  ولظلم طبقة من قبل أخرى هي تكوين يمسح هذا الظلم بمسحة القانون ويوطده.

. إي إن كانت الديمقراطية وسيلة تغيير فيجب وضعها ضمن الأستراتيجية العامة لحزب الشيوعيين وقد كان ماركس يدعو ممثلي العمال الى المشاركة في (الديمقراطيات الشعبية ) كما يسمونها حينذاك أو (كورس المصفقين) ويقول ( ... بدلا من ترك (الديمقراطيون الشعبيون ) بأعتبارهم مجرد كورس للمصفقين , يجب على العمال وقبل كل شيء رابطتهم (التنظيم) أن يمارسوا نشاطهم فيها , وعليهم تأسيس الى جانب هذه الديمقراطية الرسمية , تأسيس منظمة لحزب العمال مستقلة علنية وسرّيّة .. وتشكيل مركز ونواة لمنظمات العمال في كل مدينة  لتناقش بشكل مباشر ومستقل و دون تأثير المؤسسة الديمقراطية الرسمية ( الديمقراطية الشعبية) وضع وطموحات الطبقة العاملة (البروليتاريا) . (ماركس) (3)

التنظيم أولا قالها ماركس وأعادها لينين وأعلنها الرفيق فهد عاليا (قووا تنظيم حزبكم ..) ... لم يجري في تاريخ الحركة الشيوعية ولا الأشتراكية الديمقراطية ولا الليبرالية أن تسعى قيادة الحزب الى إنهاء أحزابها تنظيميا من أجل التحول نحو الشكل الحزبي الأنتخابي (أي دون تنظيمات جماهيرية)  وهو ما تمارسه قيادة الحزب الشيوعي العراقي التصفوية وتتعمد الخسارة الحزبية والمبادئية بل وحتى الأنتخابية .

كتب حميد مجيد  (وقد تعامل الماركسيون مع الديمقراطية في تطور مفاهيمها، وفيما هي تكتسب حيوية وأبعادا ترتبط بالتطور الحضاري للمجتمعات، بتطور الثقافة السياسية، ووعي الشعوب في البلدان المختلفة. وفيما تتخذ أشكالا متنوعة  عديدة، تفرضها حاجة الشعوب الى الارتقاء بحياتها ، والى التمتع بحقها في تقرير مصيرها.

فالماركسية، باعتبارها المعبر عن مصالح الطبقة العاملة وشغيلة اليد والفكر والكادحين عموما، تفهم الديمقراطية على انها التبني لمصالح أكثرية الشعب. وحقا أن الشغيلة والعمال والفلاحين وعموم الكادحين هم اكثرية الشعب، أي شعب. لهذا فنحن نفهم ما طرحته الماركسية عموما من مفاهيم، باعتباره الأكثر جذرية في فهم الديمقراطية؛ وانها (الماركسية) بتبنيها ما هو جذري هي الأكثر انسجاما مع ما يعنيه مصطلح الديمقراطية. الأمر الذي يتيح للديمقراطية الرسو على قاعدة اجتماعية واقتصادية امتن، تكسبها جوهرا أكثر ثباتا وديمومة. الماركسية بالتالي لا تفهم الديمقراطية على انها مجرد عمليات سياسية وممارسات شكلية أو مؤسسات فوقية. انما تفهم الديمقراطية ببعدها الاجتماعي، بمعنى ضرورة توافق التدابير السياسية العامة مع إجراءات وتحولات وضمانات اجتماعية، تؤمن حقوق أغلبية الشعب في ثروات بلده.) (1) إنتهى الأقتباس وعذرا للأطالة التي كان لا بد منها لأيضاح مدى ضحالة هذا المسؤول وإدراكه السطحي للماركسية  وطروحاته هي مجرد إنشائيات مدرسية  ليست لها علاقة بالماركسية  رغم دفاعه الشكلي عنها .

ما يتحدث عنه شيئا آخر ومعاكس لموقف الماركسية التي تفسر (الديمقراطيات التمثيلية) بكونها تريد إيجاد شرعية لدولة تم بناءها لحماية مصالح الطبقة الغالبة .. ولو كانت تغير الأنظمة لما تم منحها ...

المنظمات الأولى للماركسية والتي ساهم بها ماركس شخصيا لم تواجه مشكلة إسمها الديمقراطية فقد كانت ممارستها في هذه المنظمات هي ضمن السلوكية الطبيعية للمجتمعين حينذاك في الروابط الشيوعية الأولى .. لم تذكر الوثائق الماركسية المترجمة الى العربية أو الغير مترجمة والتي إطلعنا عليها نحن الساكنين في بلد ماركس وحيث كتاباته منشورة بلغتها الأصلية (غير محرفة) أي قضية تتعلق بتمثيل الروابط  الشيوعية والعمالية ديمقراطيا ..

الديكتاتورية  الفردية  ليست في حسابات الماركسية لأن الماركسية  ليست ملكا لفرد لكي يستفرد .. ولا أحد يتحدث عن الماركسية بأعتبارها رديفة للديكتاتورية  ...  وحتى بعد ثورة أكتوبر الأشتراكية  كان التركيز ينصب على سوفيتات نواب العمال والفلاحين والجنود وهي أوسع تمثيل شعبي في تاريخ التمثيل الديمقراطي الغربي ..(خذوا القوانين الأساسية في الدول المعاصرة، خذوا إدارتها، خذوا حرية الاجتماع أو حرية الصحافة، خذوا «مساواة المواطنين أمام القانون»، تروا لدى كل خطوة نفاق الديمقراطية البرجوازية الذي يعرفه جيدا كل عامل شريف ومدرك. فليس ثمة دولة، حتى أوفر الدول ديمقراطية، لا يتضمن دستورها منافذ أو تحفظات تمكن البرجوازية من توجيه الجيوش ضد العمال، وإعلان الأحكام العرفية، الخ. «في حالة مخالفة النظام»، أي، في الواقع، حين «تخالف» الطبقة المستثمرة وضعها الاستعبادي وتحاول أن لا تسلك سلوك العبد)(لينين)(2).

 ومعارضي الثورة والسوفيتات لم يجرءوا أحدهم على إتهامها بالديكتاتورية  إلا  بعد سيطرة القيادات (الستالينية ).. و الماركسية ليست لها علاقة بديكتاتورية هؤلاء القادة ولا بديكتاتورية عزيز محمد وحميد مجيد ..

وإذا كانت الديمقراطية هي تبني لمصالح أكثرية أبناء الشعب .. إذن نحن نختلف مع السكرتير في ماهية مصالح أكثرية أبناء الشعب أكثر من إختلافنا معه في الوسيلة التي تحققها .. فمصالح أغلبية أبناء الشعب بالنسبة لنا نحن الشيوعيون هي في الأشتراكية  قبل الشيوعية .. فهل تستطيع في الديمقراطية العراقية المفروضة إستعماريا تحقيق هذا الهدف والأشتراك في ديمقراطية برلمانية يفرض علينا دستورها (دستور بريمر) التقيد بأقتصاد السوق والخصخصة وإلغاء القطاع العام ..وغيرها ؟؟؟  كما إن جملة ( انما تفهم الديمقراطية ببعدها الاجتماعي، بمعنى ضرورة توافق التدابير السياسية العامة مع إجراءات وتحولات وضمانات اجتماعية) (1) فهي مع الأسف غير مفهومة. فالبعد الأجتماعي للممارسات الديمقراطية (وليست الديمقراطية ) تعني توسيع ممارستها كوسيلة حضارية في المدرسة والدائرة الحكومية والعائلة والمؤسسات الأجتماعية الثقافية والتقنية وما شابه ذلك . .أما ضرورة تدابير سياسية  وإجراءات وتحولات وضمانات ... ما علاقة ذلك بالديمقراطية  أو الماركسية ... يبدوا إن هناك خطئا مطبعيا في هذا السطر ...  

حميد مجيد يعيش في مجتمع خارج الطبقات والعملية السياسية  في عراق بعد الأحتلال يبدوا عملية غير طبقية والأحتلال هو أصلا غير طبقي وإلا فما معنى إن هناك طبقات وفئات وأحزاب تسعى الى إستغلال  الديمقراطية لمصلحتها أو لمعالجة طبقية ذاتية .. وهو ما زال يخلط بين مفهوم المشاركة والديمقراطية .. ويقول إن كل الفئات التي تضررت مصالحها الطبقية جراء (فكرة المشاركة )و(ضمان الحقوق) تناصب الديمقراطية العداء .. وهذه المرة خلط الديمقراطية مع الحقوق وضماناتها وهذا الخليط هو أشبه الى الفوضى في المفاهيم وهي فوضى (غير منظمة) ..وهي صعبة المواجهة لأنها فوضى ولا تستند الى أي أسس علمية واضحة  .. وجمل غير مترابطة والكاتب أو المتحدث غير واضح إن كان ماركسيا أو رأسماليا أو باحثا مستقلا .. ولكن نخرج بحصيلة إن حواره عن الديمقراطية والماركسية هو لا شيء سوى إنه لغو فارغ لا قيمة فكرية له ولا يعبر عن الماركسية ولا عن الديمقراطية .

يتناول هذا السكرتير المفهوم الديمقراطي بالأوضاع الحزبية بكل صفاقة بأعتبارها مفاهيم أصلية ناتجة عن وعي وقناعة  تشكلا في ضوء دراسة  تجربة  الحزب المرة والمعقدة , طويلة الأمد ... لذلك بقي لرئاسة أعلى هيئة  قيادية في الحزب منذ ثلاثين عاما و بنجاح ساحق ..!!!!!

 

نزار رهك

14.04.2014

Rahak@t-online.de

 

 

الهوامش

(1) حميد مجيد موسى في حوار موسع مع "طريق الشعب".. المحور الأول

http://www.iraqicp.com/index.php/party/from-p/12330-1

(2)  من كتاب لينين: الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي

http://saotaliassar.org/Frei%20Kitabat/18012014/Lienin0001.htm

(3)  (ماركس – خطبة الدائرة المركزية  للرابطة الشيوعية )(ماركس – أنجلز الأعمال الكاملة ج 7 ص. 248 )

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا