<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك المشاركة أم الديمقراطية ؟ ماهي مصلحة الحزب الشيوعي في الدعوة لحكومة المشاركة (الوطنية)؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

المشاركة أم الديمقراطية ؟

 

ماهي مصلحة الحزب الشيوعي في الدعوة لحكومة المشاركة (الوطنية)؟

 

 

نزار رهك 

 

المشاركة هي شكل من أشكال الممارسة الديمقراطية ولكنها ليست الديمقراطية وليست حكم الأغلبية .. المشاركة لها شروطها الخاصة وضروراتها الخاصة وهذه ليست بالضرورة أن تكون مناسبة لوضع العراق المحتل أو لما بعد الأحتلال كدولة فرض عليها أن تكون تابعة ضمن معاهدة تعاون إستراتيجي مع المحتل و تبعية مالية وإقتصادية ومخلّفات شبكية ومخابراتية ودستور ملغّم بعدم الأستقرار وبناء إحتلالي للجيش والشرطة الأتحادية وميليشيات الأحزاب وشركات الحمايات الأجنبية والعراقية الخاصة .. وغيرها من مميزات الوضع الداخلي العراقي .. وجميع حكومات ما بعد الأحتلال كانت ولم تزل حكومات شراكة وبصيغ المحاصصات الطائفية والقومية وضمّت وزراء من جميع الأحزاب والكتل والشخصيات وساهمت في الأحتلال وتكريسه وعواقبه وقد كانت هذه مشتركاتهم جميعا.

كان الأحتلال ضد المقاومة والمعارضة معا وقد واجه المقاومة بالأرهاب والمعارضة بمبدأ المشاركة ..

المشاركة هي تحالف الجميع من أجل تنفيذ هدف مشترك يطمح له الجميع فكيف يمكن الدعوة لها مع قوى العملية السياسية للأحتلال وأغلب المساهمين فيها هم من قوى الأحتلال وأعوانه والحرامية الفاسدين والموالين للأحتلال أو من الراضين والساكتين على جرائم ووجود الأحتلال بحجة (إنه حقيقة موجودة خارج الأرادة ) ليس هناك مشترك سوى المؤآمرة وتسخيف العقل العراقي . المشاركة لدى هذه القوى هي فقط في مساندة الأحتلال وهو العامل المشترك الأرادي الغير قابل للجدل .. والشراكة في السرقة والفساد وهي التفسير المنطقي للخلاف بين القوى السياسية في توزيع حصص السرقة والفساد والتنافس والأستيلاء على الحصة الأكبر عبر المنصب الأعلى وغالبية المتنافسين هم من محبي السلطة والنفوذ والبعض الآخر عملاء مأجورين لا يخجلوا عن أعلان عمالتهم على الملأ.

إن الخاسر في حكومة الشراكة يبحث عن مصالحه في المشاركة لأنه فقدها في الأغلبية الأنتخابية ولم يتقن اللعبة بعد و الفائز الفاشل في حكمه يحمّل المشترك في الفشل والخاسر المشترك في الحكم والفاشل في الأداء يحمّل الفائز الحاكم في فشله حتى تم تسميته (ديكتاتورا).. عند الأزمات فأن كل منهم يحمّل الآخر سبب الأزمة والكارثة الوطنية.. والأزمة الأكثر تأثيرا هي في قدرة الناس في حكومة المشاركة لإختيار من يمثلها ولمعرفة من هو الخاطيء ومن هو المصيب .. والأزمة أيضا في الأحزاب وإختيارات تحالفاتها المناسبة وفي توجهاتها المسبقة بأنهاء تنظيماتها الحزبية والجماهيرية إضافة الى التخلي عن القيم والمباديء.

ومن منطلق عدم منطقية تحالفاتها نستنتج إرتباطاتها بأجندات الأحتلال وإن الطموح الى السلطة هو لأجل المنافع الشخصية فقط وخدمة الأحتلال بالمجان .. فهل سمع أحدكم عن هدف ثقافي كان قد صرح به وزير ثقافة حكومة الأحتلال الأولى ولم يستطع تنفيذه بسبب خرق لأتفاق مسبق مع الشركاء في الحكومة ؟ وإن كان هناك إتفاق مسبق لماذا بقي طي الكتمان حتى هذه اللحظة؟..

والأتفاق المسبق هو أساس الشراكة و تعني الأتفاق التام بين جميع المكونات كقوة سياسية متحدة ما لم تطرح أهداف أخرى علنية و(بشفافية) فأن أي ترحيل لمشاكل نحو الشريك هو مخادعة وأحتيال على الحقيقة . والحقيقة المعروفة إن الجميع إشتركوا ويشتركون في تدمير العراق ومقدراته و إنهاء قدرته على إعادة بناء دولته التي دمرها الأحتلال وأغلبية الشركاء لا يريدون إعادة بناء الدولة بل بالعكس فأن الظاهر وبعد تجربة إحدى عشر عاما على الأحتلال إن بناء دولة القانون المدنية ليس في صالح جميع قوى الأحتلال السياسية وأحزابه وشخصياته الفاسدة.

عضو المكتب السياسي للحزب رائد فهمي (أوجز) الأزمة السياسية في البلد بأن (هناك مشكلة رئيسة تتمثل في نظام المحاصصة، ونحن اليوم لا نخلق معادلة لمحاصصة مشاركة، فالمشاركة ضرورية لمكونات الشعب العراقي، بحيث يشعر كل مكون ان له حصة وانه مشارك في عملية صنع القرار السياسي من خلال ممثليه، نعتقد ان المشاركة يجب ان تكون على اساس هذا النسق، بينما المحاصصة تقوم على اساس التقاسم للمنافع وتقاسم النفوذ،...) (1)

وهو نفس الهدف الأنتخابي للحزب وتحالفه المدني الديمقراطي رفض المحاصصة مع الأحتفاظ بالمشاركة.. ولكن كيف يمكن خلق مشاركة لأجل أهداف وطنية من قبل قوى طائفية ؟ حتى رئيس البرلمان أصبح يتحدث بأسم السنّة مع العلم لم تتحدث الحكومة بأسم الشيعة رغم إنهم يشكلون الأغلبية .. وهو لا ينطق عن الهوى !! وآخر يقود العصابات الأرهابية عبر حماياته الخاصة .. وقوى تترك حماياتها الخاصة في بغداد لتنفيذ عمليات الأغتيال بحق العلماء والأساتذة العراقيين .. فأي مشتركات ممكنة بين هذه القوى ؟ وأية رؤية وطنية يمتلكها شخص عميل ومجرم مثل طارق الهاشمي وحزبه الصنيع ؟ ماهي مشتركات الحزب الشيوعي العراقي مع هذا الحزب ؟ إذا كانت الحكومة وحزب المالكي طائفيا ؟. الحزب الشيوعي العراقي ضيّع تنظيماته الحزبية والجماهيرية ولم يعد قوة وطنية يعتد بها ليفرض شروطه في المشتركات ولم يعد قوة وطنية ليبحث عن مشتركات وطنية ولم يعد قوة يسارية ليبحث عن مشتركات يسارية أو إشتراكية.

إن طروحات الحزب في المشاركة هي إنعكاس للتوجهات الليبرالية الجديدة بأستبدال الأغلبية الشرعية والتمثيل الديمقراطي بالمشاركة وهي تعني في دول الرأسمال العالمي أن تساهم الشركات والأحتكارات مع ممثلي الشعب في صنع القرار السياسي أي التلاعب في قرار الأغلبية عبر هذه المشاركة .. وبعدها تم إدخال المنظمات المدنية المستقلة (منظمات المجتمع المدني) التي يسيطر عليها الرأسمال الأحتكاري وينظم ويدرب قياداتها لتنفذ توجهاتها الطبقية والأيديولوجية ويمولها في هذه اللعبة ليضيف وزنا آخر لصوت الرأسمال .. هذه هي المشاركة التي يجري العمل على تطبيقها في الغرب كبدائل مستقبلية للديمقراطية السائدة وتحت يافطة المشاركة الأوسع للشعب و الأحزاب الصغيرة في القرار السياسي .. وحتى لو أخذنا برأي اليافطة هذه فهل هذا يعني إن الحزب الشيوعي العراقي سيبقى في المستقبل صغيرا أبدا ولا يجد له مكانا في الحكومات القادمة والمشاركة دعوة لأشراكه (كم واحد فقط من قيادته) في صنع القرار السياسي؟   وليذهب الحزب وقدراته الجماهيرية  الى الجحيم.. !! ..

 ولكن هذه المشاركة في الحكم أصبحت ضمن شروط صندوق النقد الدولي والبنك العالمي و منظمة التجارة العالمية وهو ما لا يمكن إخفاءه للضغط على بلدان العالم الثالث والبلدان والبلدان المحتلة (مثل العراق وليبيا) وأصبحت شعارا يرفعه كل سياسي مرتبط بهذه التوجهات. المشاركة تسهّل تمرير العملاء المأجورين الذين لا يعرفهم الشعب ومن غير الممكن أن يحرزوا على أي أصوات إنتخابية ومن لا يجد له مكانا في المجتمع عليه الأشتراك في كتلة سياسية (لحزب وطني عريق هو الحزب الشيوعي العراقي) ومع الكتلة في حكومة الشراكة و(العافية بالتداريج !!).

ورائد فهمي ( يعتقد ان المشاركة يجب ان تكون على اساس هذا النسق .) ويقول هذا المسؤول الحزبي في نفس المصدر السابق (نحن لا نشك بوطنية كل القوى السياسية ،...) . وبأستمرار غريب يدعو الى التمسك بالمشاركة ويدعو ( كل القوى السياسية المشتركة في الحكم، ان يكون لها برنامج مشترك ورؤية مشتركة يتفقون عليها) و(ان الطابع التعددي في العراق يجب ان تكون فيه مشاركة حقيقية)  ولم يوضح العراق تعددي بماذا ؟ فقد كان بريمر و أعوانه وواضعي الحصص الطائفية يتحاججون بالطابع التعددي في العراق ( الفسيفساء) وهم يقصدون الطوائف والقوميات فما هو التعدد الذي يستوجب المشاركة الحقيقية ؟.. فقد أنهت هذه القيادة أي توجه طبقي أو يساري أو إشتراكي في مشاريعها السياسية ولم يعد لديها سوى الخيارات بين (الأسلامي أو العلماني) (الطائفي أو المدني )(المشارك المحاصص أو المحاصص المشارك) .. و يقول السيد رائد فهمي ويرجى الأنتباه الى كلمة يجب (ان حكومة الاغلبية التي يجري الحديث عنها يجب ان تتوفر فيها شروط، ومنها ان الاغلبية تتحول من اغلبية مكون وانتماء الى اغلبية سياسية يجب ان تستند الى برنامج سياسي يمثل كل المكونات، والمنافع ..) وهذه ال(يجب) تنطبق على الأغلبية أو الأقلية في أن تكون وطنية ولديها برنامج وطني سياسي يمثل جميع أبناء الشعب وهذا ما يجب أن ينطق به قانون الأحزاب بالأستناد الى الدستور وليس برغبة هذا الحزب أو ذاك . و قانون الأحزاب بحاجة الى دستور ثابت خالي من الشوائب والألغام و الألغاز.

ليس هناك تفسيرا واضحا لطروحات الشراكة الوطنية  لدى الحزب الشيوعي العراقي سوى سد الفراغ الأيديولوجي للحزب عن مفهوم الدولة بلغو فارغ لمفاهيم ليس لها علاقة بالواقع ودعوة لحرامية وعملاء لدور أكبر في بناء مشوّه للدولة العراقية الجديدة ..

المشاركة الوطنية ممكنة وضرورية عندما يكون الجميع متحدون في مواجهة عدو طبقي مشترك (صندوق النقد الدولي أو إكسون موبايل) أو عدو وطني واحد (الأحتلال أو الأمبريالية أو الصهيونية ) أو كارثة إقتصادية واحدة أو كارثة طبيعية واحدة أو إرهاب واضح المصدر والمنشأ ( وليس إرهابا ينفذه المشتركون أنفسهم)..الخ.   

..

 

وللموضوع بقية

Rahak@t-online.de

29.03.2014

______________________________

 

(1) رائد فهمي في حوار مع البينة الجديدة

http://www.yanabe3aliraq.com/index.php/2013-03-09-15-59-56/13698-2014-03-18-18-02-48

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا