<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك   حزبنا الشيوعي أصبح رأسماليا .. وحليفا للأمبريالية العالمية

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

حزبنا الشيوعي أصبح رأسماليا .. وحليفا للأمبريالية العالمية 

 

 

نزار رهك

 

بعد المؤتمر الوطني الخامس فأن جميع المؤتمرات التي تلته لم تأتي بشيء جديد  لا في الرؤى ولا في القيادات ولم يجري لا تجديد ولا ديمقراطية بل تصفية ما تبقى للحزب من روابط جماهيرية وتقاليد ثورية .. ونهاية حزب الطبقة العاملة العراقية وحزب الوحدة الوطنية  أو حزب الفئات والطبقات الشعبية التي لا تمتلك سوى قوة عملها وتكتسب من بيعه في سوق العمل الخاص أو العام , سواء كانت شغيلة يد أم فكر .

هل كان الحزب في تسعينيات القرن الماضي بحاجة للتفسيرات الكلاسيكية الماركسية أو اليسارية الغربية الجديدة لمفهوم الطبقة العاملة ومدى طليعيتها في قيادة عملية التحول من نظام إجتماعي – إقتصادي الى آخر ليحمل مايسميه ب( ثورة التجديد ) في الوقت الذي يعاني منه العراقي تهديد لحياة البشر والأبادة الجماعية للعمال وأهاليهم وجميع الطبقات الأجتماعية ومن التهديم الكامل للبنية التحتية  وكان يجري العمل على نهب وإلغاء القطاع العام وخصخصته و هذا يعني فقدان مكانته ودوره في المساهمة في عملية إعادة الأعمار والتنمية المستدامة وفقدان حقوق الطبقة العاملة في الترفيع والتقاعد والتدرج الوظيفي والمهني وضمان السكن والصحة و التعليم وغير ذلك من الضمانات التي لم توفرها أي قوة خارج نطاق الدولة .... لا قيمة للمسميات في الوضع الأقتصادي وطبيعته لهذه الطبقة أو الشريحة أو تلك. .. ونفس الشيء بالنسبة للتمثيل الطبقي للحزب فلا يعني شيئا إن أقر المؤتمر الوطني الخامس بأنه (حزب العمال والفلاحين والمثقفين وجميع شغيلة اليد والفكر) وتخليه عن كونه يمثل الطبقة العاملة حصرا ... فهو أصلا لا من هذا ولا من ذاك .. لأن المقياس الطبقي يعتمد على الأنتاج و علاقاته , والبروليتاريا هي (التي لا تمتلك سوى قوة عملها وتكتسب من بيعها في سوق العمل الخاص أو العام ) وعندما يكون الحزب ممثلا لهذه الطبقة  فأنه سيعني غالبية الشعب العراقي

( ربما ما عدا الشريحة القيادية للحزب !!).. قد لا تكون التسميات مهمة عند التمسك بالنهج الماركسي ولكنها (عندما تمتلك إيديولوجيا مضادة ) تشكل تهديدا للنهج الطبقي للحزب ووجوده كقوة سياسية جماهيرية ومدافعا عن مصالحها الحيوية . وهو ما يحدث في طبقية قيادة الحزب الشيوعي العراقي وإنتهاجها  طريقا طبقيا معاديا ومع سبق الأصرار وبمتعة الحضن الأستعماري والعولمي الجديد.

(كافة فئات الشعب ) أو (جميع طبقات المجتمع) هي تعابير لا قيمة لها ويستخدمها الرأسماليين والقوميين والأسلاميين وكل حزب يتسابق الى الفوز بالسلطة وإستخدامها من قبل الحزب تعني إنه لا يختلف بشيء عن كذب وخداع هذه الأحزاب في التعريف بتمثيلها وأهدافها الأستراتيجية .

الفهم العملي لتمثيل الحزب في دول الغرب الرأسمالي (الديمقراطي) يعتمد على تنافس النخب لتمثيل مصالح مختلفة لنظام إقتصادي- إجتماعي واحد هو الرأسمالي وجذوره تمتد لأكثر من قرن وفي ضل ممارسات (ديمقراطية) لكنها تمنع الحزب الشيوعي (المانيا) من المشاركة في الحياة السياسية أو تضع العراقيل أمام تصدره العمل السياسي (إيطاليا) (فرنسا) .. وسقطت الشيوعية الأوربية في التطبيقات العملية والتي كانت قد تبنت المفاهيم الرافضة لديكتاتورية البروليتاريا وقبولهم بديكتاتورية رأس المال أو ديكتاتورية الأرباح ( كما أسمتها البروفيسورة الفرنسية الراحلة  فيفيان فورستر )* و إنتهى دور النقابات العمالية بعد شراء ذمم النخب القيادية فيها وفقدان الدور الأممي التضامني لها .. وكما هو معروف فأن إنحسار العمل النقابي يتناسب طرديا مع قوة ونفوذ اليسار والشيوعية .... البطالة تتجاوز الخمسة ملايين في المانيا وحدها وهي أقل من بقية البلدان الغربية في أعداد البطالة .. والعمال رغم الرفاهية الظاهرة فأنهم يعيشون العبودية الحقيقية .. والعاطلين من الأجانب (وأنا أحدهم ) يعيشوا الأمر والأسوأ ...  ومنْ كان يتصور إن بلدا غربيا  مثل المانيا يفتقد الى قانون الحد الأدنى للأجر؟ وذلك من أجل المزيد من الأرباح نتيجة تشغيل المهاجرين الوافدين من الشرق الأوربي  بأبخس الأجور , حيث تحولوا دون إرادتهم الى أشبه بكاسري إضرابات  .. ومعرقلين لأي  توجه نقابي للمطالبة برفع الأجور وتحسين فرص العمل ...

وجميع النخب النقابية والشيوعية المنهارة والمشتراة كانت مساهمة في هذا الأنهيار بدءا من قيادة كورباتشوف الخائنة والعديد من قيادات الحزب الشيوعي السوفيتي السابق البيروقراطية الى القياداة النقابية الغربية  والأحزاب الأشتراكية الديمقراطية وحتى ماكانت تسمى بقيادات حركات التحرر في بلدان العالم الثالث وقياداة العديد من الأحزاب الشيوعية  في هذه البلدان ومنها قيادة الحزب الشيوعي العراقي التي كانت سباقة بقبول (التجديد) والقبول بالأستعمار والسعي للتصفية التدريجية  للحزب.

وإن كان القبول بالعملية السياسية للأحتلال (له وجهة نظر) وتلقى بعض القبول فأن قيادة الحزب قادت هذه المشاركة نحو الأساءة الى سمعته الوطنية في تحالفاته المشبوهة مع العملاء من أمثال أياد علاوي ومثال الآلوسي وتقديم برامج سياسية لا ترقى الى مستوى وسمعة الحزب التاريخية ومرشحين لا يمتلكون القدرة على المواجهة مع المنافسين والعديد منهم لا يمتلك لا الكاريزما ولا السمعة الجماهيرية المناسبة ولا الثقافة وقدرة الأقناع ..

 ووجهة الحزب في (التجديد والديمقراطية) لم تقد الى إتباع الديمقراطية والمنافسة في إختيار مرشحي الحزب لخوض الأنتخابات . التيار الصدري أنزل مرشحيه ليصوت عليه الناس وليفسح في المجال للناس ليرشحوا أنفسهم أيضا .. وهي تجربة رائدة في التاريخ العراقي لم يرتقي لها القادة السياسيون في جميع الأحزاب ومنها حزب (التجديد والديمقراطية) الشيوعي العراقي.

 

ماهي أوجه الديمقراطية في إعلام الحزب ؟ ما هو الرأي الآخر ؟ ليس هناك سوى تعدد الآراء في مديح سياسة الحزب (التي أثبتت الحياة صحتها !!) كما يقولون وبطولات القائد الفذ حميد مجيد , والمتاجرة بالشهداء .. وحتى الشهداء ليسوا سواسية في الأعلام الحزبي والأعلام التابع .. هناك شهداء النخبة وهناك شهداء ( ولد الخايبة ) .. الشهداء تجارة رابحة لمرشحي الحزب في الأنتخابات .. لأنهم لا يمتلكون شيئا غير ذلك . والناس لها الحق في أن تسأل ما هي أوجه ديمقراطيتكم .. لماذا لا تتناقل وسائل الأعلام  أخبار نقاشات مؤتمراتكم الوطنية والرأي والرأي الآخر ..وأنت أيها المرشح الشيوعي  : ماذا لديك أنت لتقدمه لنا ؟  نعم أنت شخصيا ؟ ماهي قدراتك؟  وليس حزبك فقد غسلنا أيدينا من قادته ... ولا تقدم لنا الشهداء فأنهم أبناءنا ولسنا بحاجة لأعادة التعرف بهم .. فأننا نعرفهم أكثر منكم .. لأنهم أبناءنا فلا تجعلوهم عكازتكم لتحقيق مصالحكم الخاصة الأنانية .

الشهداء براء من هؤلاء حتى وإن كانوا من رفاقهم ومقربيهم .. وليصرخ الجميع في وجوههم :

إبعدوا الشهداء عن وساخاتكم ودعاياتكم الأنتخابية .. وهي دعوة ليست للشيوعيين فحسب بل وكذلك لبقية الأحزاب الأسلامية بصنفيها الشيعية والسنية والكردية بصنفيها أيضا السورانية والبهدينية ... دعوا الشهداء في أمان وتسابقوا أنتم وحدكم من أجل مصالحكم وكراسيكم . وتعاونوا مع من شأتم من الصهاينة أو الشياطين لكن ليس بأسمنا ولا بأسم الحزب الشيوعي العراقي ولا بأسم الشهداء فأن تلك هي الخطوط الحمر ومن أجلها سنواجه القادة التصفويين عملاء الأستعمار والصهيونية العالمية ... ولن نجعلهم يهنأوا بتصفيتنا ....

مع كل إنهيار في إيديولوجيا اليسار والشيوعية تتصاعد الأيديولوجيا المعادية وتصل الى أقصى مسامات الأقتصاد والأجتماع والسياسة الخارجية وتستعيد نفوذها في العالم الثالث بعودة الأستعمار وفي الغرب في خصخصة الدولة  والقوات المسلحة والتراجع التدريجي لقوانين العمل والضمان الأجتماعي والصحي وإرتفاع الأسعار الجنوني و كثرة البطالة والتدني بالأجور وسوء ظروف العمل وإزدياد الشهوة نحو الحروب وتدمير البلدان بحجة حماية المدنيين كما حصل في ليبيا وقبله العراق وكاد أن يحصل في سوريا ونهاية النضالات المطلبية عبر النقابات المنهارة والفاقدة للريادة والقيادة.

وفي الشرق الأوروبي التوجه للمزيد من التخريب الأقتصادي و زيادة في الأقتراض مع تكريس شروط مجحفة تستبيح قدرات البلد وثقافته والملكية الأجتماعية للثروات الوطنية وتجنيد قدراتها العسكرية لتوسيع دائرة النفوذ العولمي لرأس المال العالمي والأمبريالية الجديدة التي يسميها البعض بالنفوذ الأمبراطوري لما بعد الأمبريالية التي بدأت بالتصريح علانية في مساندة الحركات الفاشية الجديدة (أوكروانيا) و إرهاب الأسلام السياسي المتطرف في (سوريا ولبنان ومصر والعراق) ..

ولم تعد القاعدة وجبهة النصرة  قوى معادية للغرب , والأصح تم كشف زيف الغرب بمعاداته للقاعدة في الحرب السورية وتم كشف الأتصالات مابين القاعدة والمرتزقة في سوريا مع السعودية وإسرائيل والأمريكان والناتو وترسانتهم  الحربية في البحر الأبيض المتوسط وأمدادها بالسلاح و الدعم المخابراتي واللوجستي عبر دول الخليج العربي وتركيا وبقية الدول التابعة .

لم يعد الحزب في الجبهة المعادية للأمبريالية  بل حليفا لها .. وكتبته أصبحوا عملاء ومرتزقة ثقافة ويسخرون طاقاتهم الصحفية لخدمة المخطط العالمي الذي تضعه المؤسسات الأمبريالية العالمية وتبني طروحاتها وتفسيراتها الصحفية والفكرية ليس فقط فيما يخص الحرب على العراق وأحتلاله بل و الموقف من العدوان الأسرائيلي على غزة والعدوان الأسرائيلي على لبنان وتحميل حزب الله مسؤولية هذا العدوان وحرب الناتو ضد ليبيا و الحرب الأرهابية ضد سوريا وأخيرا الأنقلاب الفاشي في أوكرانيا .. هؤلاء الكتبة  يجب كشفهم ومقاطعتهم و كشف أسباب إحتمائهم تحت سقف الحزب ومن يقف وراء إعطاءهم كل جوانب الصحافة الشيوعية وممكناتها لتكون آرائهم وكأنها رأي الحزب الغير معلن في هذه الأحداث ولأضفاء الطابع الوطني لسلوكيتهم ومواقفهم الفكرية ..

وهم أنفسهم دعاة و مروجي قائمة التحالف المدني الديمقراطي .. المشكوك في توليفته الأنتخابية وعلاقات رموزه بالصهاينة .

 هؤلاء المرشحون يريدون الدخول في الأنتخابات باسم شهداء الحزب وتاريخه وبدلا من مناضليه وكوادره وهي الصورة المعكوسة لدخول حميد مجيد مجلس الحكم  بعد الأحتلال الأمريكي بأعتباره ضمن الحصّة الشيعية وبدونية وتصغير وإهانة للحزب لم يعشها طيلة تاريخه ودون اعتراض منه ودخل الجوقة وكأنه لم يسمع شيئا عن تقديمه  (خلّس ودخل !) (أي دخل خلسة).. ولا كأنه السكرتير الاول للحزب الشيوعي العراقي  ودخوله المهين هذا هو إعلان قبوله بالمحاصصة الطائفية أيضا ومباركته لها .. كان يمكن أن يرفض في اليوم التالي إن كان مخدوعا أو إن أحدا ما قد أخطأ بحقه أو بحق الحزب وقيمته التاريخية أو تم تقديمه بشكل خاطيء.

كيف والحال هذه يمكن لحزب يحارب المحاصصة الطائفية و قد كان هو أحد صانعيها ..؟ 

 

وللموضوع بقية

Rahak@t-online.de

 

10.03.2014

 

Die Diktatur des Profits *
Forrester, Viviane. - München : Dt. Taschenbuch-Verl., 2002, Ungekürzte Ausg.

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا