<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك حزبنا الشيوعي بقيادة تصفوية .. إحذروا حملاتها الأنتخابية بيرسترويكا حميد مجيد بلا ماركسية ولا موقف طبقي ولا وطني

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

حزبنا الشيوعي بقيادة تصفوية .. احذروا حملاتهم الأنتخابية

 

بيرسترويكا حميد مجيد بلا ماركسية ولا موقف طبقي ولا وطني 

 

نزار رهك  

 

لم يكن الشيوعيون يعانون من الماركسية أو اللينينية  أو أي توجه فلسفي أنساني .. كان بينهم المتدين والعبثي والقومي والجاهل بماركسيته كما المتدين الجاهل بدينه وكان المتدين المسلم  يأكل بصحن واحد مع رفيقه الأزيدي ويقاسمه أيضا النضال المشترك وسوط الجلادين ويعتلون سويا أعواد المشانق من أجل مواقفهم المشتركة الوطنية والطبقية ..  وكان الجميع يعتبرون إن الماركسية هي منهج علمي عجزت الفلسفات والمناهج المعادية لها في دحضها و المجيء بمعادل بديل لها ... وحتى اللينينية  لم تكن خاطئة بمجملها ..ولينين قالها من لا يعمل لا يخطأ .. الخاطيء كان القيادات الشيوعية و بالأخص قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي ومعه أيضا قيادة حزبنا الشيوعي التي لم يكن لديها القدرة على التمييز بين هذا وذاك وتبعيتها المطلقة للقيادات السوفيتية  بل والتعاون المطلق مع مخابراتها أو مخابرات دول أوروبا الشرقية السابقة وإبتزاز رفاق الحزب الملتجئين الى هذه البلدان.

الأستغناء عن النظرية تستوجب موجباتها وتبريراتها النظرية وضرورات التغيير التي يفرضها الواقع والعمل الجماهيري وليس المتغيرات في الأتحاد السوفيتي والبيرسترويكا ..  

الماركسية ليست مودة يمكن تبديلها ولا تقليعة ثقافية  ولا عيبا  نتستر بالموروث والحضارة  لأعلان تمسكنا بها كمنهج علمي لدراسة التاريخ والأقتصاد وترتيب الأحداث ورؤيتها من منظار طبقي لم يدحض بعد ولم تهزم أمام أيديولوجيات العالم الرأسمالي ومنها عولمة رأس المال وتوجهاتها بفرض الأجندات السياسية التي تناسبها في التقسيم الطبقي للعالم وبما يسموه بالحوكمة (الرشيدة ) التي تحول بلداننا الى جزء من الماكنة الأستعمارية ويجعل بلداننا لا تملك القدرة على صناعة أو إنتاج أي شيء دون الأرتماء في عولمتهم الرأسمالية البشعة وشروط صندوق النقد الدولي. الموقف من الأمبريالية والأستعمار هو موقف وطني وطبقي ومن الثوابت المبدئية والمسلمات المبررة قانونيا وإنسانيا .

لقد كانت البيرسترويكا ورقة رابحة بيد القادة التصفويين في قيادة الحزب الشيوعي العراقي لتجريد الحزب من مرتكزاته الفكرية .. خاصة وإن التغيير الفكري لم يأت من متطلبات الواقع الفعلي وإرادة العمل الجماهيري الذي كان مفقودا تماما .. فمن أين جاء النضج الفكري والأيديولوجي  للقيادة الحزبية لأدارة  المبررات الفكرية وهم في عزلتهم عن الطبقة العاملة والفلاحين وفئات الشعب الأخرى وطبقاته الأجتماعية ... لم يكن هناك سوى حرب مدمرة حرقت الأخضر واليابس وإنتفاضة شعبية تم قمعها وحصار إقتصادي لم يعرف الرحمة ...

لقد كانت حرب الخليج الثانية (حرب تحرير الكويت ) عام 1990 حربا تدميرية للأقتصاد الوطني والمنشآت الحيوية الأنتاجية والخدمية وأوقفت عجلة الأنتاج الوطني بالكامل فمن أين جاءت االضرورات الموضوعية لعملية التغيير الفكري لنهج الحزب في المؤتمر الوطني الخامس (1993) ؟

لا نقابات فاعلة ولا تنظيمات داخلية ولا وضع كردستاني ميليشياوي مؤهلا لمناقشة طروحات فكرية.

ليس هناك بعد الحرب سوى تنظيمات ودكاكين سياسية للموساد والسي آي أي أستوطنت الساحة الكردستانية تحت خطوط الحماية الأمريكية  لخطوط العرض المحظورة على الطيران العراقي...

لذا كانت المناقشات تدور حول شرعنة الأحتلال المخطط له وتعارضه مع المباديء ( المسلمات) لذا كانت القيادة بين خيارين - المباديء أو الأحتلال -... وكان القبول بالأحتلال له شروطه و قوانينه ومصالح وعن قوى تحميه .. ومن نتائجه القبول بتقسيم الحزب والقبول بالفيدرالية و إلغاء الهدف نحو الشيوعية أو الأشتراكية وكذلك إلغاء مبدأ الصراع الطبقي ...الخ .

اللينينية  تولدت من رحم الثورة الروسية ومن خضم المعارك الطبقية ورؤية وطنية روسية للثورة ونهضت بروسيا من عصر الرق والعبودية الى عصر التقنيات والتكنولوجيا والأشتراكية .. ولا يمكن إختصارها بجملتين في كونها خاطئة وغير ملائمة ومتعارضة مع الماركسية .

الى أي إتجاه يقودنا قادة الحزب الشيوعي العراقي من بعد حضيضهم وخيبتهم وأن كانت اللينينية من وجهة نظر الحلوائي وحميد خاطئة فالى ماذا ستقودنا الحميدية أو الحلوائية الجديدة التي لم تبني لا أشتراكية ولا حتى رأسمالية ... ليس سوى العبودية  لقوى رأس المال العالمي وعولمته (التي يعتبرها قادة الحزب حالة عالمية موضوعية ) طريقا ممكنا لها...

إن شعبنا سوف لن يخسر شيئا في رفضه للعولمة وشروطها الأقتصادية والسياسية  ولن يخسر شيئا في إحتفاظه بقوانين التأميم وقيادة الدولة لعملية التنمية الأقتصادية والأجتماعية  .. والعولمة هذه هي الأمبريالية عينها التي تحدث عنها لينين بكونها أعلى مراحل الرأسمالية.. وهي رأس المال الأحتكاري العالمي الذي يبحث عن حرية إنتقاله المشروطة والثروات الوطنية التي  تقبل التحكم بأسعارها وملكيتها والمساندة له عند الصراع والمنافسة . وليس لدى الشعب العراقي من ممكنات وقدرات تنموية سوى الثروة الوطنية وقطاع الدولة بتقنياته وممكناته المادية والتقنية أي ليس أمامه طريق للخلاص من المأزق سوى الطريق الأشتراكي.

كتب أحد قيادييهم (لقد حرر هذا المؤتمر الحزب من الجمود العقائدي والنصية، وأنقذه من أزمة شاملة كادت تعصف بمصيره. كان المؤتمر بمثابة ثورة على "المسلّمات" المكبلة لعقل الحزب وتفكيره. لقد أدت نتائج المؤتمر إلى تغيير طبيعة الحزب وطريقة تفكيره)

ياسامعين الصوت أحد سمع منكم بالأزمة الفكرية الشاملة عام 1990 – 1993 عدا أخبار الحرب والتحشدات الأمريكية وصواريخ كروز و الأنتفاضة وغدر الأمريكان بالشعب العراقي ومساندتهم النظام الديكتاتوري لأبادة المنتفضين .. أي أغبر كان يناقش صحة اللينينية أو الماركسية في تلك السنوات .. ولكن كانت هناك قيادات سياسية ترفع الأنخاب مع كل صاروخ يقصف بغداد ولكن (المسلمات) كانت تمنعها من إعلان فرحتها ومساندتها علنا لهذه الحرب و الأحتلال فيما بعد. وقد تخلصت منها قيادة الحزب في المؤتمر الوطني الخامس وأعلنت إلغاء العمل ب(المسلمات) و(الجمود العقائدي).

لم تكن قيادة الحزب لا لينينية ولا ماركسية لأن النظريتين مرتبطتان بالثورة ومفاهيمها وشروطها الذاتية والموضوعية وقد مارس لينين عمليا في الثورة البلشفية القفز على نظرية المراحل التاريخية لماركس ونجحت الثورة وأنتصرت وواجهت أعتى قوة في التاريخ وهي النازية وأنتصرت عليها وتطورت العلوم والتكنولوجيا وغزوا الفضاء ..الخ  وعوامل سقوط الأتحاد السوفيتي لا يمكن إختصارها بخطأ لينين في القفز على المراحل دون التطرق الى خيانة النخب القيادية وفسادها و فتح الثغرات لتغلغل العدو اليها وتحطيمها من الداخل وشراء ذمم عدد من هذه القيادات .

يقول جاسم الحلوائي في معرض مديحه لمؤتمر (التجديد و الديمقراطية) الخامس في ذكراه العشرين (..لقد تخلفت قيادة الحزب عن استيعاب مغزى البريسترويكا ..وتأخرت قيادة الحزب الشيوعي العراقي كثيراً في تحليلها للبريسترويكا) ويستشهد بتوجهات قيادة كورباشوف لعام 1985 لاستنساخها على صحة أو خطأ توجه الحزب الفكري وينتقي منها أسوأها

(...أنه قد جرى باسم الاشتراكية والبناء الاشتراكي، التجاوز على القوانين الموضوعية لتطوّر المجتمع والدعوة إلى استباق الزمن وحرق المراحل وفرض الاشتراكية بأوامر إدارية فوقية ، دون مراعاة مستويات النضج المادي والروحي للمجتمع. وكل هذا يُشّكل خروجاً على الاشتراكية العلمية التي نادى بها ماركس.) .. حتى لو إفترضنا صحة هذا الرأي فمن أين نأتي بالقاعدة المادية والتقنية للنظام الرأسمالي الذي يريد جاسم الحلوائي إجبارنا عليه قبل الأشتراكية حتى لا نجرح مشاعر الظروف الموضوعية و حتى لا نقفز على المراحل مثل لينين الأغبر .. ولماذا تركب أنت وأمثالك قارب الأشتراكيين إذا كنت تريد السير به نحو نظام إقتصادي آخر ولماذا تحتفظ بالأسم كحزب شيوعي عراقي وتتجه به نحو الرأسمالية (كضرورة  موضوعية ..!) .. اليس هذا خيانة للفكر والمباديء والثوابت الطبقية ..

الآن قذف الشعب الروسي بكورباتشوف والبيروسترويكا الى مزبلة الأحداث والتاريخ بعد إن صار عارا على الشعب الروسي والحزب الشيوعي الروسي لانه باع الدولة السوفيتية وسلمها على طبق من ذهب الى أكثر أعداء الشعب الروسي شراسة وبأبخس ثمن .... فهل على الحلوائي وأمثاله تغيير موقفهم من هذه التغييرات الفكرية .. والأنتقال بالكامل في أحضان الأمبريالية  مثل كورباتشوف..

تبريرات مؤتمر الحزب الوطني الخامس الفكرية كانت عبارة عن فوضى في المفاهيم و محاولة إستغباء الرفاق بخلط المباديء والثوابت الوطنية بمصطلحات مثل (الجمود العقائدي أو المسلمات التي يجب تجاوزها) .. ومنها الموقف من الأحتلال والأمبريالية حيث أصبحت حليفا إستراتيجيا بعد حين .. وكذلك الحال بالنسبة للخصخصة  وإنهاء دور القطاع العام و قانون النفط والغاز الذي يعني بالدرجة الأساسية إلغاء قوانين التأميم وملكية الدولة  للثروات الوطنية ..  وفي الذكرى العشرين للمؤتمر يقول جاسم الحلوائي (لقد جاء الغزو وسقوط النظام الدكتاتوري وقرار مجلس الأمن المرقم 1483 الذي شرع الاحتلال، وإقامة مجلس الحكم بإشراف الحاكم الأمريكي بول بريمر ليضع الحزب ليس أمام ظروف جديدة كل الجدة، بل وأمام ثوابت كان من المستحيل تجاوزها إلى الأمس القريب. ولكن لم يعد بالإمكان الركون إلى هذه الثوابت والأخذ بها في الواقع الجديد المعقد والشائك، إذا ما أراد الحزب وضع مصلحة الوطن والشعب العراقي فوق أي اعتبار آخر.)*

المباديء الجديدة وتطبيقاتها بعد الأحتلال إذن هي :

-        الغزو قوة ليست معادية وليست محتلة وإنما قرار مجلس الأمن 1483 (الظالم..!) هو الذي سماه إحتلال.

-        القوة المحتلة إغدقت على الحزب بمكرمة وضعه في مجلس الحكم .. ولو كنا على ثوابتنا لما وصلنا الى هذه المكرمة.

-        لا يمكن الركون الى الثوابت الوطنية  والطبقية (إذا ما أراد الحزب وضع مصلحة الوطن والشعب العراقي فوق أي اعتبار آخر.) ولا أحد يعرف ماذا يبقى من مصلحة الوطن والشعب إذا جردت هذه الأرادة من الثوابت الوطنية والطبقية .. هل كان وجود حميد مجيد في مجلس حكم بريمر هو الهدف الذي يغلب على كل الأهداف.؟

-        وجود الأحتلال ومجلس الحكم و جلوس حميد مجيد بداخله هو مبني على أساس (تحليلي ضمن المنهج المادي الديالكتيكي وليس على أساس المسلمات والمفاهيم الجاهزة.. ....... وكان التجديد في أيديولوجية الحزب وهويته في مؤتمره الخامس في صلب هذا الموقف السليم وتداعياته. وهذا الموقف السليم هو من أبرز النتائج السياسية للمؤتمر الخامس "مؤتمر الديمقراطية والتجديد".!)* .

لم يكن للحزب في مجلس الحكم أي دور أو رأي يذكر .... لكنه كان بالضد من المقاومة الوطنية ضد الأحتلال أيا كانوا ... ضل صامتا سكرتير الحزب طيلة وجوده في البرلمان .. مرة واحدة رفع حميد مجيد يده وأراد التحدث فصرخ محمود المشهداني رئيس البرلمان مرحبا ....

أخيرا نطق حميد مجيد ..!!  ولو بقي ساكتا لكان أفضل ..  فلا قيمة تذكر لما قاله ..

وبعدها بقي صامتا حتى يومنا هذا ...

 

 

 

وللموضوع بقية

Rahak@t-online.de

28.02.2014

 

* (جاسم الحلوائي) ( لمناسبة مرور عشرين عاماً على انعقاد المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي)( http://www.iraqicp.com/index.php/sections/2013-03-16-08-27-39/7732-2013-11-23-16-09-21  )

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا