<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك حركة الأنصار الفاشلة (5) الوطنية والقومية وحميد مجيد

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

حركة الأنصار الفاشلة (5)

 

الوطنية والقومية وحميد مجيد

 

 

(كنت وطنيا قبل أن أكون شيوعيا ..وعندما أصبحت

 شيوعيا صرت أشعر بمسؤولية أكثر تجاه وطني)

الرفيق فهد                     

 

 

  نزار رهك  

طيلة  تاريخ الحركة لم نستطع تحرير شبر واحد من الأرض.. وماذا يعني تحرير الأرض ؟ (هي مفردة قومية كردية )  لا تعنينا نحن العراقيين والشيوعيين خصوصا .. إذ لم يكن لدينا محتل لنحررها منه .. كان لنا هدف واضح ناضلت من أجله قاعدة الحزب لأقراره وهو إسقاط النظام الديكتاتوري ولم ترد كلمة أو مصطلح التحرير في أي فقرة برنامجية .

هي مفردات أبتعدت فينا عن واقعنا كمطاردين سياسيين الى متاهات الفهم التحرري لأقطاعيي الأقلية و ملاكيها الذين يعتبرون هذه الأرض ملكهم هم وحدهم وليس لنا فيها شيء ونحن هناك ضيوفهم لنخدمهم فقط  في أن نحررها لهم من المحتلين (العراقيين) وجاءت هذه المفردة في العشرات من الأدبيات الحزبية  وصحافة الحزب طوال فترة الحركة وسنينها العجاف .. حتى أصبحنا نحن أيضا ننتظر التحرير ونطمح ونعمل من أجل التحرير !!  ....

كان عداء الحركة القومية الكردية لنا عداءا قوميا بحتا رغم مشاركتنا أياهم الجوع والتشرد والرصاص والدم  ورغم رؤيتنا لبعضهم وهم ينهزمون في المعارك بعد إن كانوا يوصفونا بدجاج المصلحة ( تسمية تطلق على الجبناء الذين لايجيدون القتال مثلهم !! ) .. كنا نقاتل حتى أخر إطلاقة وعند الانسحاب بعد إنتهاء المعارك نجدهم مختبئين في جحور بعيدة عن الميدان ليعودوا بعد ذلك الى قواعدهم كأبطال خاضوا غمار المعارك !... هؤلاء كانوا حلفائنا في الجبهة ( جود وجودة وجوقد ومرقد !! ).

كل ما قامت به هذه الأحزاب لا يساوي عملا بطوليا واحدا من عمليات مفرزة الشهيد خضر كاكيلي ولا موقفا من مواقف الشهيد خضر حسين الذي قال مرة : إن مسدسي الصغير والصديء هذا أشرف من هذه .. ) وكان يشير الى بندقيتين كلاشينكوف تبرع بها أوك الى بعض القياديين في ناوزنك بداية  1980م .

كانت ولم تزل هناك مشكلة لدى القيادة في تفسير المفاهيم القومية والأممية و الوطنية .. فقد كانت تفسّر القومية بالمقارنة مع الأممية وليس مع الوطنية  وكانت تشوّه المفاهيم الى الدرجة التي تجعل الجميع يعتقد بأن لدينا قضية قومية شائكة أو عصيبة .. بينما تم التجاوز على القضايا الوطنية وتفاصيل موضوعاتها قبل وبعد الحرب العراقية الأيرانية ... ان القومية هي قضية كردية ليس للعراقيين شأن بها .. بل كانت وما زالت قضية إقليمية وعالمية .. كان العكس هو الصحيح فالعراق كان الأفضل قانونيا وفي تآلفه القومي من بقية دول المنطقة وكنا نشترك سوية في معاناتنا من الديكتاتورية  وعملاء الديكتاتورية من العرب والأكراد .. كنا في مواجهة دموية مع التطرف القومي العربي للبعث الحاكم وكانت العامل الأستراتيجي لمجمل سياسته الداخلية والخارجية والتي تتناقض مع التوجه الوطني في التركيز على التنمية  و سياسة التعايش السلمي مع المحيط العربي والأقليمي .

كان التطرف القومي والتوجه نحو الحرب ضد إيران ضمن مخطط أمريكي صهيوني – خليجي واضح المعالم والتوجه الوطني الطبيعي كان يكمن في العمل على تجنب السقوط نحو هاوية الحرب بين البلدين ...  ولكن قيادة الحزب كانت قد إستبدلت قومية صدام حسين المتطرفة بقومية الحركة الكردية الأكثر تطرفا والتي تستهدفنا نحن العراقيين العرب بكل توجهاتهم بمن فيهم البيشمركة العرب حيث تم طعنهم بخنجر الخيانة القومية الكردية ...

لكن قيادة عزيز محمد نجحت في التفاوض بين الأكراد ثانية وثالثة وعاشرة ( رغم الخسائر في الأرواح التي منينا بها نحن الشيوعيين العرب وليس لنا في تطرفهم القومي الشوفيني لا ناقة ولا صخل !! ) ويعتبر ذلك نجاحا وطنيا وخدمة لتوحيد الصف الوطني ! كما كانوا يصرحون به وقد كانت بحقيقة الأمر خدمة للتطرف القومي الكردي الموحد ضد التوجه الوطني العراقي ...

القوميون المتطرفون سواء كانوا عربا أم أكراد يربطهم مشتركات عديدة أولها هو الخيانة الوطنية , إذ تكون الحسابات الوطنية ومصالح الوطن والشعب ليست من أولويات الأهتمام  بقدر بقاء المتنفذين في مركز القرار , بل العكس تسخر المصالح الوطنية لخدمة المصالح القومية الضيقة والديكتاتوريات الصغيرة ..ويكون العامل المساعد الأجنبي أكثر أهمية من المصالح الحيوية للوطن والشعب .

وثانيهما إسترخاص الخسائر البشرية أمام تحقيق أهداف قومية خيالية (طوباوية) , وبحقيقة الأمر هي أهداف ليست لها علاقة بالواقع بل هي واجهة لتحقيق الأهداف الأستعمارية و أحلام مرضى الزعامات من عملاء الأستعمار.

وثالثهما هو تسخير المؤسسات السياسية كالأحزاب والأعلام  والنقابات وغيرها لتحقيق هذا التوجه وخلق الكادر البديل لهذه المؤسسات ..

 التوجه نحو القومية هو توجه إستراتيجي وليس تكتيكا مرحليا .. حيث يكون بعد ذلك قاعدة مادية لتحويل العمل الوطني والحزبي والأعلامي وغيرها لخدمة الأهداف القومية وليس العكس .. ومابعد الأحتلال  2003 تحولت هذه الأهداف والطموحات نحو الفيدرالية  (المبهمة الوجهة والأهداف والقوانين .. التي تحولت بفضل دستور الأحتلال من طريقة في إدارة الدولة الى شكل من أشكال السيطرة الأستعمارية عبر التجزئة والتبعية الأقتصادية وسيطرة الشركات النفطية الأحتكارية) ومع تطور الأحداث تحولت الأهداف القومية شيئا فشيئا نحو تقسيم الوطن وإستبدال العراق الموحد عبر التاريخ الى كانتونات صغيرة تابعة لا مستقبل لها .

رابعهما وأهم حلقة فيهما هو خلق النخب والكادر الأحتياط الذي  يضمن  ديمومة تنفيذ هذه الأستراتيجية ومابعدها. وهنا تكمن خطورة ونتائج المؤتمر الوطني الرابع للحزب الذي ضمن التوجه الأستراتيجي اللاوطني لبقية مؤتمرات الحزب و قادته .

 في المؤتمر الرابع تمت إعادة إنتخاب عزيز محمد وكان حميد مجيد عضوا في المكتب السياسي والقائم بأعمال السكرتير (فترة إعداد وظيفي !) لأن السكرتير مقيما في الخارج بشكل دائم و دخوله كردستان كان مؤقتا على الدوام .. وقبل تاريخ المؤتمر كان يشار الى حميد مجيد بأعتباره السكرتير العام الجديد .. لذلك فأن حميد مجيد كان المنفذ الفعلي لمهمات السكرتير العام  حتى المؤتمر الخامس الفاقد للشرعية بسبب تجاوزه المدة القانونية المنصوص عليها في النظام الداخلي للحزب .. وقد كتب أحد أتباعه في ويكيبيديا الموسوعة الحرة التعريف بكون:

(حميد مجيد موسى أو أبو داود سكرتير اللجنة المركزية لـ الحزب الشيوعي العراقي أحد الكوادر الطلابية للحزب الشيوعي العراقي ترأس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي منذ المؤتمر الخامس مؤتمر التجديد والديمقراطية عام 1993 والذي عقد في كردستان العراق وتم فيه اعتماد مبدأ الديمقراطية كمبدأ أساس في الجسم والتنظيم الحزبي أعيد أنتخابه في المؤتمر السادس عام 1997 الذي عقد في كردستان العراق والسابع عام 2001 الذي عقد في كرستان العراق أيضا وفي المؤتمر الثامن 2007 الذي عقد في بغداد بعد تحرير العراق.) *.

عدا علاقة هذا الشخص بعصابة عزيز محمد وفخري كريم والجهات الأجنبية المرتبطين بها فأن هذا الشخص لا يمتلك ما يؤهله لمنصب السكرتير العام ولا حتى للجنة المركزية .. وفقا للمقاييس

 (المفقودة) في التدرج الحزبي والقدرة التنظيمية أوالقدرات الجماهيرية وكذلك المكانة الجماهيرية أو التميز الفكري والأبداع بربط النظرية بالواقع ... لقد جاءوا به من الخارج ليكون سكرتيرا عاما وقد تلقى تدريبه هناك ومارس تطبيقه بعد المؤتمر الوطني الرابع .

 ولكي لا نضيع البوصلة في تحليلنا المتواضع هذا وهو القومية والأممية والوطنية فأن تعيين حميد مجيد لهذا المنصب هو ضمن الأجراءات لتقسيم الحزب بعد إن تم تثبيت عملية التأسيس لفصيل الأقليم في ناوزنك منذ عام 1982 وكان مستقلا تماما عن الحزب .. و مبهما في شخوصه ومهامه التي تبدوا وكأنها تعني بتنظيم الداخل الكردستاني ولكنه لم يكن كذلك .. فقد كان لتأسيس حزب شيوعي كردستاني مخطط لها منذ سنوات من إعلانه  وكان حميد مجيد مكلفا بتأسيس القسم العربي للحزب الشيوعي العراقي وبناء عصابة جديدة  تكون مهمتها تصفية الحزب وإنهاء دوره السياسي والأقتصادي ..

وقد تم إنتقاء مجموعة من العناصر الأنصارية  والتي كانت مهمشة طيلة وجودها في كردستان بعضها نظيفة المقاصد ولكنها سهلة الأنقياد وضعيفة الأرادة.. المهم أن تكون عراقية عربية ... لينهي التطرف القومي الكردي داخل الحزب بالبتر والأنفصال .. وهو ما كان يقصد به بالتجديد .. التجديد كان عبارة عن الأعلان عن التخلي عن المباديء الماركسية والموقف الطبقي والأممي و الوطني دون أن يأتوا ببدائل بل وضعوا الحزب في موضع لا يمتلك فيه أي رأي يميزه أو يميز شيوعيته أو حتى يساريته ..

 أما الديمقراطية فهي مودة العصر الجديد .. تزين الخطابات دون أن يكون لها وجود على أرض الواقع ... وأبو داود بفضل هذه الديمقراطية كان منذ 1985 أو حتى 1993 سكرتيرا عاما للحزب .. وسيرفع سمعة الحزب عاليا  بدخوله القريب موسوعة غينيس للأرقام القياسية بمدة الرئاسة ..!!

 

 

وللموضوع بقية

Rahak@t-online.de

17.02.2014

* من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا