<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك   حركة الأنصار الفاشلة (4) أرهاب القيادة وبداية التهيئات لمؤتمر الحزب الوطني الرابع

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

حركة الأنصار الفاشلة (4)

 

أرهاب القيادة وبداية التهيئات لمؤتمر الحزب الوطني الرابع  

 

 

نزار رهك  

 

 لم أعط في الجزء السابق بما يكفيه رغم أهميته لأن الكثير منه يتعلق برفاق كانوا قد أستشهدوا وعندما أتحدث عن الأنتهاكات فأن ذلك يتطلب الأدلة والأثباتات .. لذلك سأبقى في الأطار العمومي للتحليل مع أخذ البعض من الوقائع المعروفة .. فقد كانت مخططات التصفية  في بشتاشان وتهيئة النزوح الجماعي الكبير للقاعدة الحزبية , وحملة الأعتقال وممارسة التعذيب الجسدي والتحقيقات البوليسية  الشاملة كانت أرضية مناسبة للتحضير لشرعنتها وتوطيد نفوذ العصابة القيادية وتوابعها في مؤتمر وطني تكون الغلبة فيه لهم وحدهم ... خاصة إن المندوبين لم يكونوا إلا من العناصر المختارة من القيادة فقط والبقية تم إحضارهم لأعلان تنحيتهم من هناك.

وقد جاء في وثيقة تقييم حركة الأنصار ( في هذه المرحلة ايضاً برزت جملة ظواهر اثرت سلباً على حركتنا الانصارية. فقد اخذت تظهر عواقب احداث بشت اشان بالاقتران مع انتقال (اوك) الى خندق النظام الدكتاتوري، في الخلافات وتصاعد الصراع داخل قيادة الحزب، وبدأت نشاطات مؤذية من جانب تكتلات معينة، انسلخت في وقت لاحق: (بهاء ومجموعته) و ( باقر ابراهيم ومجموعته)* في هذا التحليل كان الأتهام واضحا للمعارضة الداخلية ووضعها بنفس الدرجة الخيانية لأوك ولكنهم لم يضعوا كريم أحمد الداود بهذه الدرجة بتوقيعه إتفاقا مع أوك وهو في الأسر !!  ولا يعرف رفاق الحزب من هم جماعة باقر أبراهيم ؟ فقد كان الرفيق باقر إبراهيم  يقود التنظيم المركزي للحزب ولم تكن له جماعة .... لقد كان إرسالي لمهمتي الحزبية في الداخل بقيادة الرفيق أبو خولة (باقر إبراهيم) وكان الأكثر حرصا وإنضباطا ممن خلفه في هذه المهمة .. وأين هي الجماعة اليوم؟ لأذهب اليها وأنتمي اليها بدلا من عصابة عزيز وحميد وكريم أحمد وغيرهم.

وفي مكان آخر من الوثيقة التقييمية وفي تقييم الوضع ما بعد بشتاشان جاء  (بعد الانتكاسة التي اصابت الحركة الانصارية في بشت اشان الاولى والثانية، حلت فترة مؤقتة قصية نسبياً من التراجع والارتباك جراء الاضرار الجسيمة التي لحقت بالحركة مادياً ومعنوياً، بدأ الانصار خلالها باعادة تنظيم انفسهم وحركتهم من جديد بما توفر لديهم من امكانات مادية وبشرية قليلة وبنكران ذات منقطع النظير وايمان بعدالة القضية التي حملوا من اجلها السلاح. وتواصل نشاطهم رغم همجية النظام والحصار المضروب حول مناطق الانصارحتى بدات الحركة بالانتعاش من جديد، فساهم الانصار في دعم واسناد الانتفاضة الطلابية في اربيل والسليمانية عام 1984 ولعبوا دورهم في حماية المؤتمر الوطني الرابع للحزب عام 1985  ) وبعد تعداد المعارك البطولية تنتهي الجملة ب ( ...   وحدث ذلك بعد رجوع اوك الى خندق المعارضة والذي ترك اثرا ايجابيا على مجمل الوضع والنضال الذي تخوضه حركة الانصارية.)*

أي إن الأنتكاسة الحزبية وفقدان كوادر الحزب في بشتاشان تم تعويضها بخوض المعارك والحصول على الغنائم العسكرية  ولكن أي  ثمن بخس هذا ؟ وأية نتائج لهذه المعارك ؟ وأنا شخصيا ساهمت بجميع المعارك المذكورة في قاطع بهدنان وكانت عبارة عن تكرار للأستهتار بأرواح الرفاق .. ماذا تعني السيطرة على مطار بامرني ورباياه أمام فقدان أبو كريم  مثلا ؟ من كان فرحا من الرفاق بهذا النصر؟ أو تحرير مانكيش حيث أستبيحت مساكن الأهالي وسرقت أموالهم وأثاث بيوتهم من قبل بيشمركة  القوى الحليفة  التي تحرص قيادة الحزب التعاون معها  والتنسيق معها .. بل الخضوع لها . نزول المفارز القتالية للحزب الى مناطقها وخوض المعارك من جديد ضد السلطة هو نجاح كردي لم يكن له أفق عراقي و زيادة القوة التفاوضبة مع أوك تزكية لأوك وتفسير الأحداث بكونها أخطاء متبادلة ( عسكرية ) والنجاحات في المعارك وإزدياد العمليات العسكرية  لم تصنع خلية حزبية صغيرة في أي مدينة عراقية بما فيها مدن كردستان نفسها  .. أما إسناد الأنتفاضة في أربيل والسليمانية عام 1984 فهو مجرد كذب فقد كان من أهم أسباب فشل الأنتفاضة هو عدم مساندتها من قبل القوى الكردية المسلحة التي لا تؤمن بالعمل الجماهيري بتاتا ...  وهو نفس تفكير القيادة الكردية الشيوعية  حيث تبنت عملية حصر الحزب في الشريط الحدودي الكردستاني  وفي النشاط الكردستاني العسكري ... لذلك فأنها لا تعتبر المجزرة في بشتاشان إلا خسارة  بالأرقام  وعدد المقاتلين أو عدد المسلحين  وليست خسارة حزبية في عدد الكوادر الشيوعية العراقية .... فالخسارة في حساباتهم هي بشرية أثرت سلبا على نشاط  المفارز القتالية  !.

هذه المقارنة  ذات طابع قومي ليست لها علاقة بقدرات الحزب الجماهيرية  ومكانته .. فقد كانت نجاحات عسكرية في الشريط الحدودي وبسبب إنشغال الجيش وأنسحابه من هناك فقط.. وعند تعدد النتائج المطروحة يجري الحديث عن عودة  أوك وأهمية  أوك  في الوقت الذي كان من المفترض إنهاءه بالكامل بعد إن لفضه النظام وبداية إنهياره الداخلي ... لا إنقاذ قياداته الفاشية ...  كانت قيادة عزيز محمد حريصة على أوك أكثر من حرصها على الحزب .

وحريصة على الأجندات القومية الضيقة على حساب وجود ومستقبل الحزب ورفاقه ..   كان أوك يستطيع تعويض خسائره بأيام قليلة من الملتحقين الجدد ... لكن هل كان الحزب الشيوعي يستطيع تعويض خسارته من الكوادر بسنوات وبمثل هذه القيادة؟

إن الجمل في وثيقة التقييم كانت قد حشرت حشرا .. لكي تصل الى إن المنجز رغم الأنتكاسات كانت عقد المؤتمر الوطني الرابع .. أي إعطاء الشرعية للقيادة الجديدة التي أكملت الأنتكاسات السابقة .. و قادته نحو التقسيم والتبعية المطلقة للقوى والأحزاب القومية الكردية. والسؤال كان ولم يزل من أين جاءت هذه القيادة ؟ ومن هو حميد مجيد الذي دخل الى كردستان قادما من أوروبا والكل يشير اليه بالسكرتير العام الجديد قبل عقد المؤتمر وقبل عملية الأنتخاب المزعومة  .. وقبل ذلك كان يقيم المحاظرات عن البيرسترويكا والتحول الديمقراطي الجديد في الأتحاد السوفيتي ولم يفهم أحد منه شيئا !! هل هو مع أو ضد؟  لأننا كنا في عزلة عن العالم .. ولم نعرف إن الأتحاد السوفيتي قد تم الأستيلاء عليه من قبل الغرب والأمريكان ووكالة مخابراتها المركزية وما كورباشوف إلا أحد أدواتها وعملاءها .. وتم الألتفاف والسيطرة على مجمل العلاقات الدولية للأتحاد السوفيتي بما فيها علاقاته مع الأحزاب الشيوعية العالمية .. فهل كان حزبنا بمعزل عن هذه المؤثرات وهذه السيطرة الجديدة ؟ هل كانت قيادة الحزب تمتلك الأستقلالية عن توجهات الحزب الشيوعي السوفيتي ؟ هذه الأسئلة لم يتم الأجابة عنها حتى هذه اللحظة.

وهل كان الموساد مكتوف الأيدي ومتفرجا إزاء هذه المتغيرات وهو الذي كان ومازال يصول ويجول في كل الأحوال والمتغيرات  سواء كان في دول أوروبا الشرقية أو في كردستان العراق .؟

سر العلاقة التي تربط عزيز محمد و كريم أحمد الداود وغيرهم من القادة الشيوعيين الأكراد  بأوك هي روابطهم الخارجية المشتركة أكثر من علاقاتهم الوطنية أو القومية  .. بينما تعامل أوك مع الحزب بروح قومية مفعمة بالحقد والكراهية وخاصة تجاه الرفاق العرب وحتى هذه اللحظة . أعوانهم في الخارج اليوم يعملون سوية وبشكل منظّم مع المنظمات الصهيونية لأثارة الكراهية  ضد الجاليات العربية والعراقية  وأستهداف البعض في عملهم وأرزاقهم أو تشويه سمعتهم .

.. وسيستمرون كذلك طالما لم يتقدم أحد بتقديم مجرمي بشتاشان الى المحاكم ولم  يلقوا القصاص العادل.

بل بالعكس فالزيارات بين الأحبة القادة على خير ما يرام وكأن شيئا لم يكن ومجزرة لم تحصل .

إن النشوة بالنجاحات العسكرية لم تدم طويلا ومازال الحزب والقوى الكردستانية  مجتمعة قبل نهاية الحرب العراقية – الأيرانية  لم يحصلوا على أرض محررة وحتى الأراضي التي كانت على الشريط الحدودي لم تكن محررة أبدا ..

إن روح الأستهتار بحياة الرفاق وصل الى الحد الذي جعل مناطق تواجدنا عبارة عن ساحات قتال جبهوية وأصبحنا أهداف لهجمات النظام بالأسلحة الكيمياوية التي يجهزها له الغرب والشرق وأصبح رفاق الحزب مختبر تجارب لهذه الأسلحة المحرمة دوليا .. وكان رفاق الحزب هدف السلطة الأول في 5 حزيران عام 1987 تم قصف مقر الحزب في كلي زيوة قرب العمادية  أي قبل حلبجة بأشهر حيث كان يتواجد في مقر قاطع بهدنان أكثر من 150 رفيق شيوعي .. كان قد تم تجميعهم في مكان واحد .. وكانت السلطة تعرف جميع تفاصيل حياتنا اليومية عبر عملائها المتواجدين بين ظهرانينا وكانوا يعرفون إن العشاء يبدء في ساعة محددة ويتم تناوله في مكان محدد وعلى ضوء هذه المعلومات تم توجيه ضربة جوية بالغازات السامة .. اصابت أهدافها بكل دقة .. الصدفة وحدها التي أنقذت رفاق الحزب .. وقد كانت مبارات كرة القدم  وتجمع أغلب الرفاق في الساحة كمشجعين وتم تمديد المباراة ليتجاوز موعد العشاء وهو موعد وصول الطائرات و القصف الشامل وهو ما أنقذ الرفاق من مجزرة محققة .. كانت الخسائر شهيد واحد (أبو فؤاد) وبعد ذلك إستشهد (الرفيق رزكار)  والأثنين كانوا من تنظيم الداخل و أصيب أكثر من 120 رفيق بحروق خفيفة وعمى مؤقت وثلاثة كانت جروحنا ثقيلة , أبو الطيب و أبو تغريد وأنا .

ويلاحظ إن الضربات التي توجه الى رفاق الحزب لم تكن طبيعية ووفق مجريات طبيعية لأعمال عسكرية بل تبغي دائما الأبادة الشاملة .. الطائرات التي وجهت الضربة كانت قادمة من تركيا .. رغم الأشارات المسموعة في الأجهزة اللاسلكية  كانت باللهجة العراقية .. في اليوم التالي تم تسليم طيارين أنواط الشجاعة لطيارين في القاطع الشمالي من قبل صدام حسين .. وهي عملية أشبه باليومية ولا تدل على إثبات لشيء .. ولكن المؤكد هو التنسيق المشترك بين الأمريكان (في تركيا) والنظام العراقي في تحديد الأهداف وتوقيتها أيضا .. ماذا يعني الخامس من حزيران (ذكرى الأنتكاسة) مع قصف مقر الحزب الشيوعي العراقي ؟ هل هو من أجل تبرئة ساحة الموساد في هذه العملية ؟ أم كان لدى النظام البائد معلومات مخابراتية بعلاقة هذا المكان بالقضية الفلسطينية؟ لماذا لم تسع قيادة الحزب الى إستحصال المعلومات بهذا الصدد عند محاكمة صدام حسين ؟ .. ولماذا لم تطالب المحكمة بذلك ؟..

ومن جاء بالرفيقة سعاد (كاترين ميخائيل) لتكون شاهدة على الضربة الكيمياوية في محاكمة صدام حسين ؟ وهي لم تكن موجودة في المقر حينذاك ولم تكن مصابة حتى وإن كانت موجودة فلم يكن لها أي دور يذكر في مساعدة الجرحى والمصابين كما لبقية الرفيقات من أدوار بطولية في هذا الحدث ... ومعلوماتها أيضا كانت خاطئة  

وحتى إسمي كمصاب ذكرته بشكل خاطيء !! ..

 

 

وللموضوع بقية

Rahak@t-online.de

14.02.2014

 

* http://al-nnas.com/BIBLTEK/ANSAR.htm

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا